هذا ما قيّدته من كتاب:
فقه الأدعية والأذكار لفضيلة الشيخ عبد الرزّاق بن عبد المحسن العباد البدر حفظهما الله تعالى
القسم الرابع: (جوامع الأدعية في الكتاب والسنة)
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه كان يقول: ( اللّهم إني أسألُك الهُدى والتُّقى والعَفاف والغِنى ) رواه مسلم (1).
قال الطيبي رحمه الله: (أطلق الهُدى والتُّقى ليتناول كُلّ ما ينبغي أن يهتدي إليه من أمر المعاش والمعاد ومكارم الأخلاق، وكُلّ ما يجب أن يتقى منه من الشرك والمعاصي ورذائل الأخلاق، وطلب العفاف والغنى تَخصيصٌ بعد تعميم) (2).
وقال النوويُّ رحمه الله: (أمّا العفاف والعِفّة: فهو التنزّه عمّا لا يُباح، والكَفُّ عنهُ، والغِنى هنا: غِنى النّفس والإستغناءُ عن النّاس، وعمّا في أيديهم) (3).
وفي شرحٍ لطيفٍ لهذا الحديث يقول الشيخ عبد الرحمن بن السعدي رحمه الله: ( هذا الدُّعاء من أجمع الأدعية وأنفعها، وهو يتضمّن سؤال خير الدّين، وخير الدُّنيا، فإنّ الهُدى هو العلمُ النافع، والتُّقى العملُ الصالح وتركُ ما نهى اللهُ ورسوله عنه، وبذلك يصلح الدّين، فإنّ الدّين علوم نافعة ومعارف صادقة، فهي الهُدى، وقيام بطاعة الله ورسوله، فهو التُّقى.
والعفاف والغِنى يَتضمّن العفاف عن الخلق، وعدم تعليق القلب بهم، والغِنى بالله وبرزقه، والقناعة بما فيه، وحصول ما يطمئنّ به القلب من الكفاية وبذلك تتمّ سعادة الحياة الدُّنيا والراحة القلبيّة وهي الحياة الطيّبة.
فمن رُزق الهُدى والتُّقى والعفاف والغِنى نال السّعادتين، وحصّل كلّ مطلوبٍ، ونجا من كُلِّ مرهوبٍ). (4)
____________________
(1) رواه مسلم (2721)
(2) انظر تحفة الأحوذي (461/9).
(3) شرح صحيح مسلم (4/17).
(4) بهجة قلوب الأبرار (ص: 249).
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وجزى الله خيرا من كان سببا في هذا الجمع الطيب المبارك وهو أخونا الفاضل خالد حمودة حفظه الله تعالى وأسأل الله تعالى أن يجعلها في ميزان حسناته والحمد لله رب العالمين.
التعديل الأخير تم بواسطة أبو العباس منصور كمال ; 27 Dec 2015 الساعة 11:14 PM
|