4- وسئل فضيلته: هناك بعض طلبة العلم يحرص على حضور دروس طلبة العلم دون أن يلقي اهتماماً بدروس العلماء الذين جمعوا ما لم يجمعه طلبة العلم. فما توجيه فضيلتكم – حفظكم الله تعالى -؟
فأجاب فضيلته بقوله : الذي أراه أن الإنسان ينبغي أن يطلب العلم على عالم ناضج ؛ لأن بعض طلبة العلم يتصدر للتدريس فيحقق المسألة من المسائل -سواء حديثية أو فقهية أو عقائدية- يحققها تماماً ،ويراجع عليها ؛ فإذا سمعه الناشئ من طلبة العلم ظن أنه من أكابر العلماء ؛ لكن لو خرج قيد أنملة عن هذا الموضوع الذي حققه ونقحه وراجع عليه ، وجدت أنه ليس عنده علم ؛ لذلك يجب على طالب العلم المبتدئ أن يتلقى العلم على يد العلماء الموثوق بعلمهم وأمانتهم ودينهم.
5- فضيلة الشيخ: يلاحظ ضعف الهمة والفتور في طلب العلم ؛ فما الوسائل والطرق التي تدفع إلى علو الهمة والحرص على العلم؟
فأجاب – رحمه الله– بقوله: ضعف الهمم في طلب العلم الشرعي من المصائب الكبيرة وهناك أمور لابد منها:
الأمر الأول: الإخلاص لله – عز وجل – في الطلب ؛ والإنسان إذا أخلص لله في الطلب وعرف أنه يُثاب على طلبه وسيكون في الدرجة الثالثة من درجات الأمة ، فإن همته تنشط ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقا ﴾ (النساء الآية:69).
ثانيا: أن يُلازم زملاء يحثونه على العلم ويساعدونه على المناقشة والبحث ، ولا يمل من صحبتهم ماداموا يعينونه على العلم .
ثالثا: أن يصبر نفسه - بمعنى يحبسها- لو أرادت أن تتفلت ؛ قال الله -تعالى- للنبي -صلى الله عليه وسلم- : ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ (الكهف الآية: 28) فليصبر؛ وإذا صبر وتَعَوَّدَ الطلب ، صار الطلب سجية له وصار اليوم الذي يفقد فيه الطلب يوماً طويلاً عليه ؛ أما إذا أعطى نفسه العنان فلا ؛ فالنفس أمارة بالسوء والشيطان يحثه على الكسل وعدم التعلم.
التعديل الأخير تم بواسطة أبو نعيم إحسان ; 14 Jan 2008 الساعة 07:03 PM
|