معنى كلمة "باب" في تراجم المصنفات و أوجه إعرابها
الحمد لله و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و من ابتع هذاه.
أما بعد، فهذه فائدة في معنى كلمة "باب" التي يستعملها المصنفون للتمييز بين المواضيع أو جزئياتها في كتبهم، و معها أيضا كيفة إعرابها.
معنى الباب :
قال الشيخ زيد بن هادي رحمه الله تعالى في الأفنان الندية (1/127) : "و معنى الباب في اللغة : هو ما يدخل منه، و يخرج حسا.
و في الاصطلاح : اسم لجملة من العلم يشتمل على فصول و مسائل غالبا".
قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في الشرح الممتع (1/68) : "قوله (باب) الباب : هو ما يدخل منه إلى الشيء، و العلماء رحمهم الله تعالى يضعون : كتابا، و بابا، و فصلا.
فالكتاب : عبارة عن جملة أبواب تدخل تحت جنس واحد، و الباب نوع من ذلك الجنس كما نقول : "حَبٌّ" فيشمل الشعير، و الذرة، و الرز، لكن الشعير شيء، و الرز شيء آخر.
فمثلا كتاب الطهارة يشمل كل جنس يصدق عليه أنه طهارة، أو يتعلق به.
لكن الأبواب أنواع من ذلك الجنس، كباب المياه، و باب الوضوء، و باب الغسل و نحو ذلك.
أما الفصول : فهي عبارة عن مسائل تتميز عن غيرها ببعض الأشياء، إما بشروط أو تفصيلات.
و أحيانا يفصلون الباب لطول مسائله، لا لأن بعضها له حكم خاص، و لكن لطول المسائل يكتبون فصولا".
إعراب كلمة "باب" :
ذكر الشيخ المحمد محمد بن علي آدم حفظه الله تعالى أوجها لإعراب كلمة "كتاب" كما في كتابه البحر المحيط الثجاج شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (1/20)، أذكرها مختصرة :
1 _ أنه خبر مبتدأ محذوف.
2 _ أنه متبدأ خبر محذوف، أي : باب كذا هذا محل بحثه.
3 _ فاعل لفعل مقدر، أي : ثبت باب.
4 _ نائب فاعل لفعل محذوف، أي : يذكر باب.
5 _ مفعول لفعل مقدر، أي : اقرأ باب.
6 _ مجرور بحرف جر محذوف، تقديره : انظر في باب.
قال فضل الله الجيلاني رحمه الله في فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد (1/86) : "(باب) يجوز فيه :
1 _ التنوين على جعله خبرا [قلت : أي هذا باب...].
2 _ و تركه [قلت : أي ترك التنوين] على أنه مضاف.
3 _ و يجوز فيه الإسكان على سبيل التعداد فلا يكون له إعراب".
تنبيه حول الإضافة في كلمة باب :
الإضافة في هذا الموضع تكون على ثلاثة معاني :
1 _ أن تكون بمعنى لام الاختصاص، أي : باب مختص بكذا.
2 _ أن تكون بمعنى "من"، أي : باب من كذا.
3 _ أن تكون بمعنى "في"، أي : باب موضوع في كذا. [انظر البحر المحيط الثجاج (1/20].
و بهذا تم المراد نقله و الإفادة به، نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا، و أن ينفعنا الله بما علمنا.
و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجميعن.