حول ما ينشر من صور لِشَعْرِ النبي صلى الله عليه وسلم و حذاءه و بُرْدِتِهِ [العلامة ربيع بن هادي المد

[أبو عبد الرحمن العكرمي]

السؤال:

على ذكركم لعرق النبي صلى الله عليه وسلم هل بقي شيء ثابت من آثاره صلى الله عليه وسلم كشعره وإن وُجد شيء منها
كيف سبيل التبرك به ؟

الجواب : لا يوجد شيء الآن من آثاره عليه الصلاة والسلام ,والذي يدّعي بقاء شيء من هذا فهو كذاب مخرف !

ذهبنا إلى الهند ووجدنا أناسا يدعون أن عندهم من شعر النبي عليه الصلاة والسلام ,وهم كذابون عندهم دجل ,ورأينا أظن في باكستان أو بنغلاديش مسجدا يقال : أن فيه قدم النبي صلى الله عليه وسلم !

وفي دلهي ,هناك مسجد إمامه واحد بخاري له سمعة كبيرة ,يجيء الأوربيون نساء ورجالا شبه عراة يذهبون إلى مكان في مسجد هذا البخاري ,يقولون : إن فيه أثر النبي عليه الصلاة والسلام مبني عليه مثل القبّة ,فترى النساء متهتكات والرجال مجتمعين يتفرجون على قدم النبي عليه الصلاة والسلام ,فأنا رأيت هذا المنكر وجئت إلى هذا الإمام أناصحه قلت له : أنتم تدعون أن النبي عليه الصلاة والسلام جاء إلى هذا المكان وهذا أثره ؟ قال لي : يقول الناس كذا وكذا ,قلت له : يا أخي قرأنا التاريخ وعرفنا أن الرسول عرج به إلى السماء عليه الصلاة والسلام وذهب من مكة إلى المدينة وخرج إلى الغزوات إلى مناطق معروفة وذهب إلى تبوك ,لكن ما وجدنا في التاريخ أن الرسول جاء إلى دلهي ووقف في هذا المكان!! لفلف ولفلف ...ثم كلمت أباه لما جاء - وكان معي واحد سلفي يترجم - قال : هذه بجاحة .

ثم أخبرني هذا السلفي الذي كان معي قال : لما زار الملك سعود رحمه الله الهند وجاء إلى بنارس وهي مركز الأصنام والأوثان – هي عندهم مثل مكة بنارس هذه - فيها أصنام كثيرة وكذا ,فلما سمعوا بزيارته غطّوا هذه الأصنام - غطّوها والله - كيف ؟ هيبة التوحيد .

ثم جاء إلى هذا المسجد يصلي فيه فقالوا له : هنا قدم النبي صلى الله عليه وسلم فمشى وعرف أنه خرافة .

الموحد عنده بصيرة ,عنده إدراك ,أهل البدع عندهم بلادة غباوة أو خبث بارك الله فيكم. فالدعاوى كثيرة ؛في تركيا يدعون أن شعره موجود ,وبعضهم يدعي أن مصحف علي رضي الله عنه الذي كتبه بيده موجود إلى آخره .. هذه أكاذيب .

سنة الله في هذه الأشياء أنها تفنى وتنتهي سنّها الله سبحانه وتعالى .اهـ


الشيخ العلامة ربيع هادي المدخلي

رابط الفتوى من موقعه :

http://www.rabee.net/show_fatwa.aspx?id=50

[أبو نعيم إحسان]

بارك الله فيك أخي محمد، و جزاك خيرا على هذا النقل الذي جاء في وقته، إذ كثرت في الآونة الأخيرة نشر صور مزعومة لنعل النبي -صلى الله عليه و سلم- و شعره و عمامته و سيفه و و و إلخ؛ و لا أستبعد أن هذا من خبث الليبراليين من دول الخليج للاستهزاء بالمسلمين أو كما يسمونهم المتأسلمين؛ فقد تم فضحهم ذات مرة بنشر موضوع من منتدى لهم كانوا يتفقون فيما بينهم لنشر صورة لجهاز يتلقط دوي النحل و يجعله على شكل منحنى و يشكل بذلك كلمة " الله"، و كل واحد منهم يشارك بفكرة خبيثة حتى يصدق ضعاف العقول من المسلمين خبرهم ثم يضحكوا عليهم

و آخر صنيع لهم صنعوا صورة لحافلة بمدينة لندن لها ذراعان على هيئة السجود و قالوا " حافلة تسجد في لندن بعد سماع الآذان" يعني بكل صراحة لا يصدق هذا الخبر إلا أحمق، و مع ذلك صدقهم الكثير و سبّحوا الخالق بهذا المشهد، و كأن في لندن آذانا يُسمع !

فنأمل من كل المسلمين أن يكفوا بتصديق و نشر مثل هذ الأخبار و الصور، فالإسلام غني عن الانتشار بهذه الطرق، بل يُنشر كما نشره النبي -صلى الله عليه و سلم- بالدعوة إلى الله و توحيده في العبادة

أما هؤلاء المستهزؤون فنقول لهم (( إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون )) و كفاكم سخرية حين نراكم كالكلاب الجائعة عندما تكونون بحضرة الغربيين من شدة ضعف نفوسكم و استصغارها أمامهم

حفظ الله الشيخ ربيعا و سائر أئمة الإسلام

[أبو عبد الرحمن العكرمي]

و فيك بارك الله أخي إحسان


و من قبيل هذه الخرافات ما ينشر من قصص إسلام مايكل جاكسون , و صور حديقة في ألمانيا شكلت أشجارها عبارة [ لا إله إلا الله محمد رسول الله ] و تبين فيما بعد أنها من عمل الحدائقي ضمن مشروعهم السياحي .

و منها قصة سماع الآذان من القمر , و قصة تسجيل صوت المعذبين في القبر من طرف روسيين و أنهم جعلوا له جهازًا مكبرًا للصوت فسمعوا هويلا و صراخا و بكاءً و نحيبًا عظيمًا جدًا.


والعجيب أن أمثال الزنداني المسكين أعجب يومها بذلك التسجيل و راح ينشره و يعلق عليه بأنه من دلائل الإعجاز , بينما نجد ما يكذبهم صراحة وذلك ما جاء في صحيح مسلم

قال الإمام مسلم رحمه الله
[ كتاب الجنة وصفة نعيمها و أهلها]
[باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه و إثبات عذاب القبر و التعوذ منه]
[حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ - قَالَ ابْنُ أَيُّوبَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ - قَالَ: وَأَخْبَرَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: وَلَمْ أَشْهَدْهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَكِنْ حَدَّثَنِيهِ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ:
بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَائِطٍ لِبَنِي النَّجَّارِ، عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ وَنَحْنُ مَعَهُ، إِذْ حَادَتْ بِهِ فَكَادَتْ تُلْقِيهِ، وَإِذَا أَقْبُرٌ سِتَّةٌ أَوْ خَمْسَةٌ أَوْ أَرْبَعَةٌ - قَالَ: كَذَا كَانَ يَقُولُ الْجُرَيْرِيُّ -
فَقَالَ: «مَنْ يَعْرِفُ أَصْحَابَ هَذِهِ الْأَقْبُرِ؟»
فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا،
قَالَ: فَمَتَى مَاتَ هَؤُلَاءِ؟
قَالَ: مَاتُوا فِي الْإِشْرَاكِ،
فَقَالَ: «إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا، فَلَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا، لَدَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ الَّذِي أَسْمَعُ مِنْهُ» ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: «تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ»
قَالُوا: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ،
فَقَالَ: «تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ»
قَالُوا: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ،
قَالَ: «تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنَ الْفِتَنِ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ»
قَالُوا: نَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ،
قَالَ: «تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ»
قَالُوا: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ.]

نسأل الله أن يثبتنا جميعا على الإسلام و السنة.

[أبو عبد الرحمن العكرمي]

[فائدة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، الصلاة السلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه ومن تبع هديه إلى يوم الدين، وبعد:

شعرة تدور العالم كلّه!!!

قال الشيخ عبد الله البخاري -حفظه الله- :
"حرص الصّحابة -رضوان الله تعالى عليهم- على التبرّك بآثار النبي -صلى الله عليه وسلم- الثّابتة الصّحيحة عنه، وأنّ هذا مشروعٌ، بخلاف ما يُدَّعى الآن في بعض البلدان في أيّام المولد كما يقولون : شعرة النّبي -عليه الصلاة والسلام-


نعم، هو توفّي وكانت شعرات من لحيته -عليه الصلاة والسلام- في جُلْجُلٍ عند أمّ سلمة -رضي الله تعالى عنها-
ما هذه الشّعرة التي تكون يوم المولد؟!! تكون في تركيا، وفي نيجيريا، وفي اسطنبول، وما أدري فين؟!!! وفي السّودان، وفي الفلبّين، هي شعرة واحدة تدرو هذه الدّنيا كلّها؟؟!! أو شعرتان؟!!
نعم، فيدّعون ويكذبون على النّاس ليتأكّلون، فما ثبت أنّه من آثاره صحّ التبرّك به وهو مشروعٌ.
أمّا ما لم يثبت فلا يجوز" انتهى كلامه -حفظه الله-.الدرس الثالث والعشرون من شرح عمدة الأحكام.](1)

ـــــــــ
(1)منقول من مشاركة الأخ أبي عمر عبد العزيز بعنوان "شعرة تدور كل العالم" ,في منتديات نور الإسلام السلفية.