في أدب فتاة العصر
خلعت فتاة العصر أجمل حلة *** هي حلة الآداب والأخلاق.
وغدت تمر على الندي حسيرة *** عن شعرها ونحورها والساق.
تبدي بقارعة الطريق دلالها *** كيما تثير كوامن العشاق.
والمجول الشفاف حدد جسمها *** ويكاد يظهر للغواة الباقي.
وتأبط الفتيان في رأد الضحى *** في الحفل والميدان والأسواق.
فقد الحياء فضاع منها جوهر *** هو للحرائر أثمن الأعلاق.
في كل يوم في الشوارع جثة *** لنتاج مأثمة وشر تلاق.
وزعيمة فتنت بوفرة مالها *** فاستكثرت من صحبة ورفاق.
نهضت مع الشيطان داعية إلى *** رقص خليط فاجر وعناق.
والخندريس تعب في عرصاتها *** بيد الفتاة وخدنها المشتاق.
وهناك تنتحب الفضيلة حسرة *** يا للكرام لدمعها المهراق!
اسنكدرية نافست باريس في *** سبل الخنا فتفوقت بسباق.
عرى الرجال مع النساء تبذلا *** وتخاصرا والشمس في الإشراق.
كدرت مياه البحر بعد صفائها *** من فتنة شبت عن الأطواق.
طوفان نوح أين أنت فعجلن *** للمسلمين بصيحة الإغراق!
بردت دماء ذوي العمائم واللحى *** ليت الحسام مجلل الأعناق.
وإذا تعرض للنصيحة فاضل *** نبحت عليه عصابة الفساق.
ودعوه رجعيا عدوا قاسيا *** لنهوض شعب طيب الأعراق.
زعموا الجديد تحللا من عفة *** ولحاجة في ضلة وشقاق.
نفر الشباب من الزواج وطهره *** والغانيات عوانس وبواق.
كم من بيوت عامرات خربت *** من ريبة وفجيعة وطلاق.
كم أسرة فقدت هناءة عيشها *** وقضى عليها الدهر بالإخفاق.
من لي بشهم باسل ذي مرة *** صعب الشكيمة للفضيلة واق.
يقضي على عصب الفساد بسيفه *** من غير مرحمة ولا إشفاق.
فيبيد أركان الضلالة والخنا *** وتسود فينا شرعة الخلاق.
«الفتح» «مدرس»