منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 01 Mar 2015, 11:48 PM
أبو سهيل محمد القبي أبو سهيل محمد القبي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
المشاركات: 207
افتراضي أيها السلفي: على الكتاب والسنة اقتصرْ، وسترى الأثر

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمّد، وعلى آله، وصحبه، ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فلا شك أن الدعوة إلى الله عزوجل هي مهمّة ووظيفة الأنبياء والمرسلين، عليهم الصلاة والسلام، قال تعالى { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }[المائدة: 67].
وما زال الدعاة المخلصون بهم يقتدون ويهتدون، وإلى ميراث النبوة يتسابقون تعظيماً والتزاماً، وإليه يدعون أمماً وأقواماً فصدق فيهم ما جاء في قوله تعالى { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }[يوسف: 108]، وقوله { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }[فصلت:33].


واقع بعض الأئمة والخطباء

لما كانت الدعوة بهذه المنزلة العظيمة، وأنها دعوة الأنبياء والمرسلين، وأنها دعوة الخلاصة من عباد الله المتقين المؤمنين، وكان شرف الدّاعي متصلا بمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كان لزاما على من همّه أمر الدعوة أن يحرص تمام الحرص على اتباع النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ في أمر دعوته.

ولكن ـ مع الأسف الشديد ـ من الظواهر الملحوظة والأمور المشاهدة المعروفة لدى كثير من الأئمة والخطباء، تخليهم عن هذا الأصل الأصيل، وهو اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في أمر دعوته، فتجِدُ الخطيبَ مثلا لا يأتي في خطبته أو درسه بآية أو حديث يُظفي على خطبته أو درسه قوة وحجة وبرهانا، بل جُلُّ حديثه أدبيّاتٌ ربما يملّ السامع منه، إن لم يصبه النعاس؟
وهذا كله مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، كما سنبيّنه في الأثرين القادمين.

أثرٌ يبيّن بركة القرآن العظيم

روى ابن إسحاق بسنده عن كعب القرظي قال‏: حُدثت أن عتبة بن ربيعة، وكان سيدًا، قال يومًا وهو في نادى قريش، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد وحده‏:‏ يا معشر قريش، ألا أقوم إلى محمد فأكلمه وأعرض عليه أمورًا لعله يقبل بعضها، فنعطيه أيها شاء ويكف عنا‏؟‏ وذلك حين أسلم حمزة رضي الله عنه ورأوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثرون ويزيدون، فقالوا‏:‏ بلى، يا أبا الوليد، قُمْ إليه، فكلَّمه، فقام إليه عُتبة، حتى جلسَ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم،فقال‏:‏ يا ابن أخي، إنك منا حيث قد علمت من السِّطَةِ - أي المنزلة - في العشيرة، والمكان في النَّسبِ، وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم، فرقت به جماعتهم، وسفهت به أحلامهم، وعبت به آلهتهم ودينهم، وكفرت به من مضى من آبائهم، فاسمع مني أعرض عليك أمُورًا تنظر فيها؛ لعلك تقبل منها بعضها‏.‏ قال‏:‏ فقال رسول صلى الله عليه وسلم‏:‏‏‏قل يا أبا الوليد أسمع‏‏‏.‏
قال‏:‏يا ابن أخي، إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرَنا مالًا، وإنْ كنتَ تريدُ به شَرَفًا سوَّدناك علينا حتى لا نقطع أمراً دونك، وإنْ كنت تريدُ به مُلكًا ملكناك علينا، وإنْ كان هذا الذي يأتيك رِئْيًا-أي شيطاناً- تراه لا تستطيع ردَّه عن نفسك طلبنا لك الطبَّ، وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه، فإنه ربما غلب التابعُ على الرجل حتى يُداوى منه -أو كما قال له- حتى إذا فرغ عُتبة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يستمعُ منه, قال‏:‏‏(‏أقد فرغت يا أبا الوليد‏؟‏‏)‏ قال‏:‏ نعم، قال‏:‏ ‏(‏فاسمع مني‏)‏، قال‏:‏أفعل، فقال‏:‏ { ‏بسم الله الرحمن الرحيم* حم* تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ* كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ* بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ* وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ‏ }[فصلت‏:‏1‏:‏5‏‏‏].‏ ثم مضى رسول الله فيها، يقرؤها عليه‏.‏ فلما سمعها منه عتبة أنصت له، وألقى يديه خلف ظهره مُعتمداً عليهما، يسمع منه، ثم انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السجدة منها فسجد، ثم قال‏:‏(‏قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت، فأنت وذاك‏)‏‏.‏
فقام عتبة إلى أصحابه، فقال بعضهم لبعض‏:‏ نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به‏،‏ فلما جلس إليهم قالوا‏:‏ ما وراءك يا أبا الوليد‏؟‏ قال‏:‏ ورائي أني سمعت قولًا والله ما سمعت مثله قط! والله ما هو بالشعر ولا بالسحر، ولا بالكهانة، يا معشر قريش، أطيعوني واجعلوها في، وخلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه فاعتزلوه، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم، فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب فملكُهُ مُلككم، وعزُّهُ عزُّكم، وكنتم أسعدَ الناس به، قالوا‏:‏ سَحَرَكَ والله يا أبا الوليدِ بلسانه! قال‏:‏ هذا رأيي فيه، فاصنعُوا ما بدا لكم‏.
حسنه الإمام الألباني رحمه الله.

أثرٌ يبيّن بركة السنة الشريفة

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ ضِمَادًا قَدِمَ مَكَّةَ وَكَانَ مِنْ أَزْدِ شَنُوءَةَ وَكَانَ يَرْقِي مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ فَسَمِعَ سُفَهَاءَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ يَقُولُونَ إِنَّ مُحَمَّدًا مَجْنُونٌ فَقَالَ :"لَوْ أَنِّي رَأَيْتُ هَذَا الرَّجُلَ لَعَلَّ اللَّهَ يَشْفِيهِ عَلَى يَدَيَّ" فَلَقِيَهُ فَقَالَ:" يَا مُحَمَّدُ إِنِّي أَرْقِي مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ ـ مس الجنّ ـ وَإِنَّ اللَّهَ يَشْفِي عَلَى يَدِي مَنْ شَاءَ فَهَلْ لَكَ؟"
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَمَّا بَعْدُ"
فَقَالَ:" أَعِدْ عَلَيَّ كَلِمَاتِكَ هَؤُلَاءِ" فَأَعَادَهُنَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ
فَقَالَ :"لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ الْكَهَنَةِ وَقَوْلَ السَّحَرَةِ وَقَوْلَ الشُّعَرَاءِ فَمَا سَمِعْتُ مِثْلَ كَلِمَاتِكَ هَؤُلَاءِ وَلَقَدْ بَلَغْنَ نَاعُوسَ الْبَحْرِ...هَاتِ يَدَكَ أُبَايِعْكَ عَلَى الْإِسْلَامِ" فَبَايَعَهُ. رواه مسلم.

فيا أخي الداعية: إماما كنت أو مدرسا أو أستاذا أو كاتبا، كتابَ الله وسنةَ نبيك صلى الله عليه وسلم أمامك، لا تتركهما، وتمسّكْ بهما بفهم سلفك الصالح.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما : كتاب الله و سنتي.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو سهيل محمد القبي ; 01 Mar 2015 الساعة 11:52 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013