منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 24 Aug 2016, 02:09 PM
عز الدين بن سالم أبو زخار عز الدين بن سالم أبو زخار غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
الدولة: ليبيا
المشاركات: 548
افتراضي تحقيق المقال فيمن لا يأكل جسده التراب

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فالأصل أن الأرض تأكل الأجساد.
قال الله عز وجل: {قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ} [ق:4].
أخرج عبد الرزاق وابن جرير كما في ((الدر المنثور)) عن قتادة في الآية قال : (يعني الموتى تأكلهم الأرض إذا ماتوا).
والجسد تأكله الأرض إلا عجب الذنب.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كل ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب)) أخرجه مسلم.
وكما سبق أن الأصل في الأجساد أن الأرض تأكلها، وقد استثني أجساد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
عن أوس بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله عز وجل قد حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء عليهم السلام)).
أخرجه النسائي في ((السنن الصغرى)) و((الكبرى)) وأبو داود في ((السنن)) ابن ماجه في ((السنن)) وأحمد في ((المسند)) والدارمي في ((المسند)) وابن أبي شيبة في ((المصنف)) وابن خزيمة في ((صحيحه)) والحاكم في ((المستدرك)) والطبراني في ((الكبير)) و ((الأوسط)) والبزار في ((المسند)) والبيهقي في ((السنن الكبرى)) و ((السنن الصغرى)) و ((الشعب)) و ((معرفة السنن)) و ((الاعتقاد)) وابن جرير في ((تهذيب الآثار)) وأبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) وصححه الألباني رحمه الله.
وما جاء أنه استثني من الشهداء والعلماء والمؤذنين المحتسبين وحملة القرآن.
لم أقف على دليل صحيح صريح يثبته.
أما ما جاء في أن الشهداء لا تأكلهم الأرض وأن من أذن سبع سنين لم يدود في قبره فقد ذكرهما الحكيم الترمذي في ((نوادر الأصول في أحاديث الرسول)) وقد صدرهما بصيغة التمريض بقوله: روي.
وقد يكرم الله عز وجل بعض أوليائه فلا تأكلهم الأرض.
أخرج البخاري عن هشام بن عروة عن أبيه لما سقط عليهم الحائط في زمان الوليد بن عبد الملك أخذوا في بنائه فبدت لهم قدم ففزعوا وظنوا أنها قدم النبي صلى الله عليه وسلم فما وجدوا أحدا يعلم ذلك حتى قال لهم عروة: (لا والله ما هي قدم النبي صلى الله عليه وسلم ما هي إلا قدم عمر رضي الله عنه).
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: لما حضر أحد دعاني أبي من الليل.
فقال: ما أراني إلا مقتولا في أول من يقتل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم وإني لا أترك بعدي أعز علي منك غير رسول الله صلى الله عليه و سلم فإن علي دينا فاقض واستوص بأخواتك خيرا.
فأصبحنا فكان أول قتيل ودفن معه آخر في قبر ثم لم تطب نفسي أن أتركه مع الآخر فاستخرجته بعد ستة أشهر فإذا هو كيوم وضعته هنية غير أذنه. أخرجه البخاري.
وقال العلامة فيصل بن عبد العزيز آل مبارك رحمه الله في ((تطريز رياض الصالحين)): ((هذا الحديث: كرامة ظاهرة لعبد الله أبي جابر رضي الله عنهما)) اهـ.
وقال العلامة المحدث عبد المحسن العباد حفظه الله في ((شرح سنن أبي داود)): ((لكن لا يقطع بأن الشهداء لا تأكلهم الأرض؛ لأن هذا لم يكن إلا بعد ستة أشهر، والله أعلم ما سيكون في المستقبل)) اهـ.
أخرج مالك في ((الموطأ)) عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، أنه بلغه أن عمرو بن الجموح وعبد الله بن عمرو الأنصاريين ثم السلميين كانا قد حفر السيل قبرهما، وكان قبرهما مما يلي السيل، وكانا في قبر واحد وهما ممن استشهد يوم أحد فحفر عنهما ليغيرا من مكانهما، فوجدا لم يتغيرا، كأنهما ماتا بالأمس، وكان أحدهما قد جرح فوضع يده على جرحه، فدفن وهو كذلك. فأميطت يده عن جرحه، ثم أرسلت فرجعت كما كانت، وكان بين أحد، وبين يوم حفر عنهما ست وأربعون سنة.
وأخرج ابن عبد البر في ((التمهيد)) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما لما أراد معاوية أن يجري العين التي في أسفل أحد عند قبور الشهداء الذين بالمدينة أمر مناديا فنادى من كان له ميت فليأته فليخرجه قال جابر فذهبت إلى أبي فأخرجناهم رطابا يتثنون.
قال أبو سعيد لا أنكر بعد هذا منكرا أبدا قال جابر فأصابت المسحات أصبع رجل منهم فقطر الدم.
وقال ابن عبد البر رحمه الله في ((التمهيد)): ((الذي أصابت المسحاة أصبعه هو حمزة رضي الله عنه رواه عبد الأعلى ابن حماد قال حدثنا عبد الجبار يعني ابن الورد قال سمعت أبا الزبير يقول سمعت جابر بن عبد الله يقول رأيت الشهداء يخرجون على رقاب الرجال كأنهم رجال نُوَّم حتى إذا أصابت المسحاة قدم حمزة رضي الله عنه فانبثقت دما)) اهـ.
وقال ابن عبد البر رحمه الله في ((التمهيد)): ((وقد روينا أن طلحة بن عبيدالله رآه بعد قتله ودفنه مولى له في النوم فشكا إليه أن الماء يؤذيه فنبشه وأخرجه من جنب ساقية كان دفن إليها ووجد جنبه قد اخضر فدفنه في غير ذلك الموضع)) اهـ.
قال الإمام ابن عثيمين رحمه الله في ((شرح العقيدة السفارينية)): ((لكن أنا أحدثكم عن شخصٍ في البوسنة ويسمى ( محمد دهيمان ) وأظنه كان في المنطقة الشرقية في الأول يقول إنهم دفنوا شاباً استشهد هناك يعني قُتل وبقي شهرين إلا عشرة أيام ثم تبيَّن أنهم دفنوه إلى غير القبلة فنبشوه فإذا الرجل لم يتغير إطلاقاً باقي كأنما قُتل اليوم)) اهـ.
وهذه كرامة من الله عز وحل.
قال الإمام ابن عثيمين رحمه الله في ((شرح العقيدة السفارينية)): ((لا شك أنها من الكرامات والشهداء قد لا تأكلهم الأرض لكن ليس كل شهيدٍ لا تأكله الأرض الذي نجزم بأن الأرض لا تأكله هم الأنبياء)) اهـ.
وقال الإمام ابن عثيمين رحمه الله في ((شرح رياض الصالحين)): ((فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام مهما بقوا في الأرض فإن الأرض لا تأكلهم أما غير الأنبياء فإنها تأكلهم لكن قد يكرم الله تعالى بعض الموتى فلا تأكلهم الأرض وإن بقوا ولكننا لا نتيقن أن أحدا لا تأكله الأرض إلا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام)) اهـ.
وقال الإمام ابن عثيمين رحمه الله في ((شرح رياض الصالحين)): ((واعلم أن الإنسان إذا دفن فإن الأرض تأكله لا يبقى إلا عجب الذنب، وعجب الذنب هذا يكون كالنواة لخلق الناس يوم القيامة، تنبت منه الأجساد، إلا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فإن الأرض لا تأكلهم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ) أما غير الأنبياء فإن الأرض تأكل أجسادهم، ولكن قد يمنع الله الأرض أن تأكل أحدًا كرامة له والله الموفق)) اهـ.
هذا، والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الأحد 18 ذي القعدة سنة 1437 هـ
الموافق لـ: 21 أغسطس سنة 2016 م

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مسائل, الذي لايأكل جسده التراب, عقيدة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013