بارك الله فيكم
----------------------
ويقول النووي -رحمه الله- في تعليقه على حديث إنما الأعمال بالنيات :
دلّ الحديث على أن النية معيار لتصحيح الأعمال ، فحيث صلحت النية صلح العمل ،وحيث فسدت فسد العمل ،
وإذا وجد العمل وقارنته النية فله ثلاث أحوال:
الأول : أن يفعل ذلك خوفا من الله تعالى ، وهذه عبادة العبيد.
الثاني : أن يفعل ذلك لطلب الجنة والثواب ، وهذه عبادة التجار.
الثالث : أن يفعل ذلك حياء من الله تعالى وتأدية لحق العبودية وتأدية للشكر ،ويرى نفسه-مع ذلك- مقصرّا ،
ويكون مع ذلك قلبه خائفا ،لأنه لا يدري ؟أقبل عمله مع ذلك أم لا؟
وهذه عبادة الأحرار ،
وإليها أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم ،لما قالت له عائشة رضي الله عنها
حين قام من الليل حتى تورمت قدماه : يا رسول الله ،أتتكلّف هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟
قال :"أفلا أكون عبدا شكورا".
فإن قيل :هل من الأفضل العبادة مع الخوف أو مع الرجاء؟
قيل : قال الغزالي رحمه الله :"ا لعبادة مع الرجاء أفضل ،لأن الرجاء يورث المحبة، والخوف يورث القنوط،وهذه الأقسام الثلاثة في حق المخلصين".
واعلم أن الإخلاص قد تعرض له آفة العجب ، فمن أعجب بعمل حبط عمله،وكذلك من استكبر حبط عمله.اهـ.
ــ شرح الأربعين النووية ــ ص :14ــ
|