منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #16  
قديم 21 Mar 2014, 08:57 PM
طه صدّيق طه صدّيق غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
المشاركات: 312
افتراضي

آمين و إيّاك فلقد كدت أهلك بسبب كذبهم و تلوّنهم و لقد رأيت تلك المراحل التي قال عنها الشيخ أسامة العتيبي أمامي جزاه الله خيرًا و إنتهى الأمر مع الحدادية أن كفّروني قالوا لأحد من أعرفه أنّي مشكوك في إسلامي

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 21 Mar 2014, 08:59 PM
طه صدّيق طه صدّيق غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
المشاركات: 312
افتراضي




أحسن الله إليكم سماحة الوالد يقول السائل:
هل من يقول بأن الإيمان يزيد وينقص، ويرى الاستثناء في الإيمان، ويرى أن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان، لكنه لا يرى تكفير تارك الصلاة ؛ فهل يقال أنه مرجئ؟
[الجواب]
لا ما يقال أنه مرجئ، لأن تارك الصلاة إن كان جاحداً لوجوبها فهو كافر بالإجماع، أما إن كان متكاسلاً وهو يعترف بوجوبها قد اختلف العلماء في تكفيره.
الجمهور على أنه لا يكفر الكفر الأكبر، وإنما يكفر الكفر الأصغر.
والقول الصحيح الذي عليه المحققون أنه يكفر الكفر الأكبر، ولا صارف إلى الكفر الأصغر، لا دليل على صرفه، فيكفر الكفر الأكبر.
لكن لا يُعد هذا من المرجئ، لا يُعد من المرجئ، لأن هذه المسألة خلافية.
نعم.

(الشيخ صالح بن فوزان الفوازان)



رد مع اقتباس
  #18  
قديم 21 Mar 2014, 09:02 PM
طه صدّيق طه صدّيق غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
المشاركات: 312
افتراضي



ردود العلامة الشيخ حماد بن محمد الأنصاري
على ’’ الحدادية الأولـى ‘‘

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله و صلى الله على عبده و نبيه محمد و على آله و صحبه و من والاه إلى يوم الدين .
أما بعد :
فإن الفرق المنحرفة، تبدأ أول ما تظهر ساذجةً مندفعة متهورة، ثم ينكسر اندفاعها و تهورها بتصدي عُلَماء السنة لها ببيان عوارها و ضلالها، و نقض أصولها و قواعدها، فيرجع بعضهم إلى الحق، و يعاند فريق آخر و يصر على منهجه المنحرف، و في تفاعل داخلي فيما بينهم، و في أثناء تلقيهم للانتقادات من خارج صفوفهم يباشرون في عملية تطوير داخلية لأفكارهم و تهذيبها ، بما يُبعد عنهم الشبهة و الريب، و ليس للتبرأ من ضلالهم كليةً ، و هو ما يسمى عندهم بـ ’’ المراجعات ‘‘، مراجعات سياسية تجميلية ليس إلا؛ فيتخلصون من اندفاعهم قليلاً، ويتركون بعض ما انتقد عليهم، و يتلبسون بالحق الذي مع أهل السنة تعميةً على مَن يجهلُ حقيقة منهجهم، و هذا ما نُلاحظه في أطوار الفرقة الضالة التي نعيش فتنتها هذه الأيام، أعني ’’ الحدادية الجديدة ‘‘، فقد تركوا إظهار تبديع الحافظ ابن حجر، و النووي، و غيرهم، لأن كبار علماء السنة شنعوا عليهم، و حذروا منهم، لكنهم تفطنوا لهذا فأقلعوا ظاهرياً عنه، و نفخو كلمة ’’ التـمييع ‘‘، و حشوها بمفهوم خطير حتى صارت أشد من التبديع، و رموا علماء السنة بالتمييع، و سعوا في إسقاطهم .
وقد عُرف عن أتباع الحدادية طعنهم في العلماء الذين زلت بهم القدم في بعض المواضع ـ اجتهاداً ـ، ’’ و بدأت هذه الفرقة أول ما بدأت بالطعن و التشهير بــ ’’ الحافظ بن حجر العسقلاني ‘‘، و كذا ’’ النووي ‘‘ في مجالسهم ابتداءً، و دعوة الناس لتبديعهم علانية، و امتحانهم غلى ذلك، و المخالف يلحقوه بأهل البدع .... إن من تناقضات ’’ محمود الحداد ‘‘ : أنه لا يرى و لا يجيز قراءة كتب المبتدعة و أهل البدع، بل و لا النظر فيها ـ و هذا صواب ـ، إلا أن هناك فرقا بين من هو داعية إلى البدع و مكابر في الحق، و بين من وقع عن اجتهاد و تأويل، و هو ناصرٌ للسنة، و ديدنه السنة، و خادمٌ لكتب السنة بصدق ..

‘‘ نقلا عن كتاب ’’ الإحوبة المفيدة ‘‘ هامش صفحة 184-185

و ممن تصدى لأراجيف الحدادية الأولـى،العلامة المحدث الشيخ حماد بن محمد الأنصاري ـ رحمه الله ـ ، و رد عليهم بردود قوية، خاصة دفاعه عن ابن حجر ، و النووي، و في الكتاب الذي ألفه و جمع نصوصه ابنه البار الشيخ عبد الأول ، الموسوم بــ ’’ المجموع في ترجمة المحدث الشيخ حماد بن محمد الأنصاري رحمه الله و سيرته و أقواله ‘‘، بعض من تلك الردود، قال رحمه الله : ’’ سألني بعض الشباب ما تقول في قراءة كتب المبتدعة مثل ابن حجر و النووي و غيرهما ؟ فقلت لهم : ’’ لو كنتُ مسئوولاً لكبلتكم و رميتكم في السجن. و سؤالهم هذا سؤال إضلال و ضلال ‘‘ ص 584.
و قال في موضع آخر : ’’ لو كان لي سلطان على الذي يقول بعدم القراءة في فتح الباري و شرح النووي على صحيح مسلم لأخذته و سجنته حتى يتوب و هذا القول لا يقوله إلا سفيه يعني عدم قراءة الفتح و شرح مسلم ‘‘ انتهى.
فرحم الله الشيخ، و جزاه خير الجزاء.


نقلا من شبكة سحاب السلفيّة
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 21 Mar 2014, 09:11 PM
طه صدّيق طه صدّيق غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
المشاركات: 312
افتراضي



الشيخ الفوزان : إجابتي على سؤال من يقول إنه "مسلم ليبرالي" نُزلت على أناس لم أقصدهم.. وأبرأ إلى الله من تكفير الأبرياء

-------------------------------
بيان وتوضيح
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد وآله وصحبه وبعد: فقد وردني سؤال هذا نصه مع جوابه:
السؤال عن الدعوة إلى الفكر الليبرالي في البلاد الإسلامية وكونه يدعو إلى حرية لا ضابط لها إلا القانون الوضعي ويساوي بين المسلم وغيره بدعوى التعددية، ويجعل لكل فرد حريته الشخصية التي لا تخضع لقيود الشريعة ويحاد بعض الأحكام الشرعية التي تناقضه كالأحكام المتعلقة بالمرأة أو بالعلاقة مع غير المسلمين أو بإنكار المنكر أو أحكام الجهاد - إلى آخر الأحكام التي فيها مناقضة هذه لليبرالية للإسلام وهل يجوز للمسلم أن يقول: أنا مسلم ليبرالي؟
والجواب: إن المسلم هو المستسلم لله بالتوحيد، المنقاد له بالطاعة البريء من الشرك وأهله، فالذي يريد الحرية التي لا ضابط بها إلا القانون الوضعي هذا متمرد على شرع الله يريد حكم الجاهلية وحكم الطاغوت فلا يكون مسلما، والذي ينكر ما علم من الدين بالضرورة من الفرق بين المسلم والكافر ويريد الحرية التي لا تخضع لقيود الشريعة وينكر الأحكام الشرعية ومنها الأحكام الخاصة بالمرأة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومشروعية الجهاد في سبيل الله، هذا قد ارتكب عدة نواقض من نواقض الإسلام التي ذكرها أهل العلم والذي يقول: (إنه مسلم ليبرالي) متناقض إذا أريد بالليبرالية ما ذكر، فعليه أن يتوب إلى الله ليكون مسلماً حقاً.
هكذا كان الجواب وهو على سؤال محدد لم يتجاوزه ولما نشر السائل هذا الجواب ثارت ضجة من بعض الناس وصنفوا هذا الجواب على منهج من يسمونهم بالتكفيريين الذين يكفرون الناس بغير حق على طريقة الخوارج الضلال، ونزلوه على أناس لم أقصدهم وإنما قصدت الإجابة على السؤال فقط لأن ما ذكر فيه هو من نواقض الإسلام المعروفة عند أهل العلم فأنا - والحمد لله - لم ابتدع قولا من عندي وأبرأ إلى الله من تكفير الأبرياء أو التكفير على غير الضوابط الشرعية ومعلوم أن الله سبحانه علق الأحكام على هذه الأسماء: مؤمن وكافر ومنافق وفاسق وموحد ومشرك.
وأما العلماني والليبرالي وما أشبههما فهي أسماء جديدة ولكن ليست العبرة بألفاظها وإنما العبرة بمعانيها وما تعبر عنه، فما كان منها يتضمن ما تضمنته الأسماء الشرعية المذكورة فإنه يعطي حكمه الشرعي ومنه الكفر والكفر قد يكون بالاعتقاد أو القول أو الفعل أو الشك، كما ذكر ذلك أهل العلم في نواقض الإسلام وفي باب حكم المرتد من كتب الفقه، وهناك فرق بين الحكم على الأقوال والأفعال والاعتقادات بصفة عامة، فيقال: من اعتقد أو قال أو فعل كذا وكذا فهو كافر.
وبين الحكم على الأشخاص فما كل من قال أو فعل الكفر فهو كافر حتى تتحقق في حقه شروط وتنتفي موانع، فإذا كان من صدرت منه هذه المكفرات مكرهاً أو جاهلاً أو متأولاً أو مقلداً لمن ظن أنه على حق فإن هؤلاء لا يبادر بإطلاق الكفر عليهم حتى ننظر في أمرهم، فالمكره قد عذره الله سبحانه وتعالى حيث قال سبحانه وتعالى: (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنْ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) والجاهل والمتأول والمقلد يبين لهم فإن أصروا على ما هم عليه حكم بكفرهم لزوال عذرهم، والله تعالى قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً) فمن أظهر الإسلام ونطق بالشهادتين وجب الكف عنه لأنه صار مسلما حتى يتبين منه ما يناقض الإسلام فحينئذ يحكم عليه بالردة كما لم يكن له عذر من الأعذار السابق بيانها - ثم انه لا يجوز أن يحكم على الشخص بالكفر بمجرد الشائعات.. وإنما يحكم عليه بإقراره هو نفسه أو بشهادة العدول عليه بما صدر منه بعد التأكد التام من كونه غير معذور بشيء من الأعذار السابق ذكرها، قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) والذين يتولون إصدار الأحكام على من حصل منهم ما يخل بالعقيدة من نواقض الإسلام هم العلماء الراسخون.
وليس من حق كل متعلم أو جاهل أن يتولى ذلك لأن هناك فرقاً بين الحكم العام والحكم الخاص، كما سبق ومن حكم في هذه الأمور بغير علم فهو على طريقة الخوارج الضلال الذين يكفرون المسلمين ويستحلون دماءهم وأموالهم كما أخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم - نعوذ بالله من طريقتهم ونسأله أن يكف شرهم عن المسلمين، فمسألة التكفير مسألة صعبة وخطيرة ولذا ذكرها العلماء في كتب العقائد وكتب الفقه من أجل أن تدرس وتبين للناس، وهذا موجود ولله الحمد في المقررات الدراسية من أجل أن تشرح وتبين للطلاب حتى لا ينزلقوا مع أهل الضلال نتيجة لسوء الفهم كما حصل للخوارج - إنه لا يقي من هذا الخطر وهو التكفير بغير علم إلا دراسة العقيدة الصحيحة على أهل العلم المتخصصين بها، وكما أن هناك من يكفر الناس عن جهل فهناك طرف مقابل يرى أنه لا يكفر أحد مهما قال أو فعل أو اعتقد مخالفين بذلك نصوص الكتاب والسنة التي جاءت ببيان ما يكون به الإنسان مرتدا من الأقوال والأفعال والاعتقادات وكلا الفريقين : الغلاة والجفاة يحتاجون إلى أن يدرسوا العقيدة الصحيحة على أهل العلم المختصين إما في الدراسات النظامية في المدارس والمعاهد والكليات أو في حلق الذكر التي تعقد في المساجد، والحذر كل الحذر من التعلم على الكتب أو على المتعالمين أو المجاهيل أو في الأمكنة الخفية، وقد حذر الله سبحانه من الردة عن الإسلام وبين خطرها في كتابه الكريم، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) وقال تعالى: (وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ) وقال تعالى: (وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) ولا أحد يأمن على نفسه من الردة لا سيما مع كثرة الفتن في زماننا هذا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا"، ولخطورة الفتن والردة عن الإسلام لم يأمن إبراهيم الخليل عليه السلام الردة على نفسه وقال: (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ) وقال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: "يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك" قالت له عائشة رضي الله عنها: أتخاف يا رسول الله، قال صلى الله عليه وسلم: "يا عائشة وما يؤمنني والقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمان"، ولذا قال الراسخون في العلم: (رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا) اللهم ثبت قلوبنا على دينك وقنا شر الفتن، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء


منقول من موقع الشيخ حفظه الله

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 21 Mar 2014, 09:25 PM
طه صدّيق طه صدّيق غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
المشاركات: 312
افتراضي




أصول فالح الحربي الخطيرة ومآلاتها

كتبه
الشيخ العلامة
ربيع بن هادي عمير المدخلي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد :
فإنَّ لفالح الحربي أصولاً أضرت بالمنهج السلفي وأهله وأحدثت فتناً بين الشباب وقد نصحته وغيري بالتراجع عنها فلم يرجع عنها، بل تمادى فيها وأضاف إليها أصولاً أخرى سأذكر أهمها هنا نصحاً لله ولكتابه ولرسوله وأئمة المسلمين وعامتهم، وأبين ما تؤول إليه هذه الأصول من أضرار ومخاطر.
الأصل الأول : أدخل ما يسمى بجنس العمل في قضايا الإيمان ( ) وادعى أنه ركن في تعريف الإيمان وقد نصحته عن التعلق بالألفاظ المتشابهة ومنها جنس العمل فإنه لفظ مجمل، ومع ذلك فلا ذكر له في الكتاب والسنة ولا أدخله أحد من السلف في تعريف الإيمان.
وطالبته وفئته أن يأتوا حتى بمجرد ذكره في القرآن والسنة وببيان من أدخله من السلف في قضايا الإيمان أو تعريف الإيمان فعجزوا عن ذلك، ولجأوا إلى عبارات لمتأخري أهل السنَّة لا حجة لهم فيها لأنَّها تأتي على غير مراد الحدادية.
وطالبته وفئته أن يقتصروا على تعريف السلف للإيمان بأنه قول وعمل أو قول وعمل واعتقاد ويزيد وينقص، وفي ذلك كفاية، فإنه جامع مانع، وفيه رد على المعتزلة والخوارج والمرجئة، فأبوا إلا الشغب المستمر ليتوصّلُوا به إلى تبديع أهل السنة وحربهم ومشاغلتهم عن القيام بواجبات الدعوة إلى الله.
ولهذا لم يكفهم التعريف الذي أجمع عليه السلف وأئمتهم من صحابة وتابعين ومن بعدهم، بل زادوا أن من لا يبدع الذين لا يكفرون تارك جنس العمل فهو مرجىء، بل مرجىء غال، فأدى قوله هذا إلى الحكم على السلف بأنهم من غلاة المرجئة، مع أنهم يحاربون الإرجاء الغالي وغيره، وهذا الإمام ابن باز -رحمه الله- يسأل عمن لا يكفر تارك العمل هل هو مرجىء ؟ فأجاب: لا، هذا من أهل السنة ( ).
لكن فالحاً وزمرته لا يرفعون رأساً بأقوال أهل العلم إذا خالفت أهواءهم، ويصرون على باطلهم المؤدي إلى تبديع أهل السنة . ومنهم العلامة ابن باز كما ترى في جوابه -رحمه الله-.
ولقد أعلنت عدة مرات أني أُكفر تارك العمل، وأحذر فقط من استعمال الألفاظ المجملة، مثل جنس العمل، فلم يكفوا عن رميي بالإرجاء.
الثاني : العمل عنده شرط صحة وهذا من مذاهب الخوارج التي يكفرون بها الأمة، فإن قال: لا، فأقول له: إنك قد صححت هذا المذهب، وادعيت أنه يقوله بعض العلماء(1).
الثالث : إلصاقه بربيع وإخوانه بأنهم يقولون: إن العمل شرط كمال(2)، وهذا يعضد تعلقهم بجنس العمل للتوصل إلى تبديع أهل السنة ورميهم بالإرجاء، مع العلم بأن ربيعاً أول من زجر عن القول بأن العمل شرط كمال ومن آخر من يزجر عنه، اللهم إلا أن العلامة ابن عثيمين-رحمه الله- قد حذر من القول به ومن القول بجنس العمل وشدد في ذلك، وقال فيمن يتعلقون بهما : إنهم يريدون بذلك التكفير واستحلال الحرام .
فأبوا إلا التعلق بهما لأنهما يحققان ما يريدون من الاستمرار في حرب أهل السنة وتبديعهم، وخلال حربهم يفترون على أهل السنة ما يكفرونهم به وما ينـزلون بهم من البوائق، ولا يرفعون بأقوال العلماء رأساً إذا خالفت هواهم، وهذا يكثر منهم.
الرابع : قال السلف: الإيمان قول وعمل يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي، فزاد فالح وأنصاره شرطاً وهو أنه لا بد من القول بأنه ينقص وينقص حتى لا يبقى منه شيء وأوجبوه على النَّاس, ورموا من لا يقول بهذه الزيادة بأنه مرجئ(3) وأرجفوا به على أهل السنة إرجافاً شديداً.
ومن ثمار هذا الغلو: تبديع من لا يقول بقولهم من السلف وهم السواد الأعظم، ومنهم الإمام أحمد والشافعي والبخاري، بل وعلماء الأمة الذين حكى عنهم أبو حاتم وأبو زرعة والبخاري وغيرهم أنهم يقولون: إن الإيمان قول وعمل ويزيد وينقص ولم يزيدوا على ذلك ولم يشترطوا هذه الزيادة.
بل حكى الشافعي إجماع الصحابة ومن بعدهم على القول بأن الإيمان قول وعمل، ويزيد وينقص، ولم يحكِ هذه الزيادة التي قد يقولها بعض أهل العلم لكنهم لم يشترطوها ولم يلزموا بها الناس كما فعل فالح وأنصاره.
فأدى غلوهم إلى ما ذكرته من تبديع أهل السنة والسلف، بل والصحابة الكرام، ثم نسألهم عن حكمهم على من يقول من السلف: " إن الإيمان قول وعمل ويزيد" ويتورع عن ذكر النقصان.
أو من يعدل منهم عن لفظ الزيادة والنقصان إلى لفظ التفاضل في الإيمان ومقصوده الإعراض عن لفظ وقع فيه النـزاع، وللقارىء الكريم ننقل كلام الإمام ابن أبي زيد ثم كلام شيخ الإسلام ابن تيمية بهذا الصدد.
قال أبو عبد الله محمد بن أبي زيد القيرواني المتوفى سنة (386) في كتابه الجامع في السنن والآداب والمغازي والتاريخ (ص121- 122) : " قال مالك : والإيمان قول وعمل يزيد وينقص.
وفي بعض الروايات عنه: دع الكلام في نقصانه، وقد ذكر الله زيادته في القرآن .
قيل : فبعضه أفضل من بعض؟ قال: نعم.
قال بعض أهل العلم : إنما توقف مالك عن نقصانه في هذه الرواية خوفاً من الذريعة أن تتأول أنه ينقص حتى يذهب كله(1) فيؤول ذلك إلى قول الخوارج الذين يحبطون الإيمان بالذنوب ولكن إنما نقصه عنده فيما وقعت فيه زيادة".
أقول: مذهب أهل السنة والجماعة في الإيمان أنه قول وعمل واعتقاد يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وهذا أمر مجمع عليه بين أهل السنة والجماعة.
وقال الإمام أحمد والإمام البربهاري: من قال الإيمان قول وعمل يزيد وينقص فقد خرج من الإرجاء أوله وآخره.
وقال سفيان بن عيينة في الإيمان: يزيد وينقص حتى لا يبقى منه شيء، قالها في حالة غضب على من استنكر النقص، فقال: ينقص حتى لا يبقى منه شيء، ولعلها المرة الوحيدة التي قالها، ولم يلزم هو ولا غيره من أئمة السنة أحداً بهذه الزيادة ولا التزمها، بل تجد كثيراً من السلف بل الألوف منهم لا يذكر هذه الزيادة، بل هناك من فقهاء أتباع التابعين من لم يوافقوا على إطلاق النقص، وبعض أئمة السلف وهو ابن المبارك عدل عن لفظ الزيادة والنقصان إلى لفظ التفاضل كما نقل ذلك ابن تيمية، ولم يحاربه أحد من أهل السنة، بل لا يجد منهم إلا الإجلال والإكبار.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى ( 7/506):
" وكان بعض الفقهاء من أتباع التابعين لم يوافقوا في إطلاق النقصان عليه لأنهم وجدوا ذكر الزيادة في القرآن، ولم يجدوا ذكر النقص، وهذا إحدى الروايتين عن مالك، والرواية الأخرى عنه؛ وهو المشهور عند أصحابه كقول سائرهم: إنه يزيد وينقص؛ وبعضهم عدل عن لفظ الزيادة والنقصان إلى لفظ التفاضل، فقال أقول: الإيمان يتفاضل ويتفاوت، ويروى هذا عن ابن المبارك وكان مقصوده الإعراض عن لفظ وقع فيه النـزاع إلى معنى لا ريب في ثبوته".
أقول : لكن جاءت فئة في هذا العصر تبدع من قال بقول معظم أهل السنة، واشترطوا على الناس أن يقول القائل منهم الإيمان ينقص وينقص حتى لا يبقى منه شيء، فإن لم يقل ذلك فهو مرجئ عندهم، والذي عنده إدراك وعقل يدرك أن هذا المذهب الجديد يقتضي حتماً تبديع هؤلاء الفقهاء وتبديع ابن المبارك، بل وتبديع مالك، لأن مذهبهم أن من أخطأ مرة لا يعذر ولا يقبل منه رجوع، بل لو ألصقوا به ذنبا هو بريء منه، فلا بد أن يستمروا في إلصاق ذلك الذنب بذلك المظلوم البرىء مهما أعلن براءته منه وحاربه.
الخامس - قول فالح ومن معه بأن الجرح خاص بالرواة، وأن أهل البدع والأهواء لا يدخلون في جرح أئمة الجرح والتعديل، لأن التبديع والحكم به إنما هو خاص بالعلماء الذين عندهم إحاطة بالشريعة وقدرة على الاستنباط، وأئمة الجرح والتعديل ليسوا أهلاً للحكم على أهل البدع ولا يدخل أهل البدع في قواعدهم(1).
مع أن كتب أئمة الجرح والتعديل مشحونة بجرح أهل البدع، والكتب التي ألفها أئمة الحديث مليئة بجرح أهل البدع وبيان أحوالهم، ولا ترى الفقهاء إلا تبعاً لهم في قضايا الجرح والتعديل لأهل البدع وغيرهم، وعلى رأسهم الإمام الشافعي.
وفي مقابل هذا فقد أطلق فالح لنفسه وفئته العنان لتجريح العلماء وأهل السنة(2) بالباطل وإسقاطهم وإسقاط أقوالهم متسلحين بقواعدهم المهلكة التي أسلفنا ذكرها.
ومن عجائب فالح أنه يجيز للعوام أن يحكموا على أهل البدع بالتبديع، فقد وجه له سؤال نصه: " شيخ مسألة التحذير، هل التحذير جرح لشخص إخراج له من المنهج؟ هل كل من حذر منه...؟
الجواب: - الشيخ مقاطعاً-: " ما يكون إخراجاً له من المنهج وقد يكون إخراجاً له من المنهج، حسب ما وقع فيه هذا الشخص مما يُخرجه أو لا يُخرجه، والذي يَحكم بذلك هم أهل العلم في المسائل الدقيقة، المسائل الحادثة.
أما الناس الذين هم على مناهج أهل البدع قد يحكم عليهم العوام، عوام أهل السنة"، المصارعة(ص53).
السادس - ومن أصوله ومن معه أن من قال: إن الإيمان أصل والعمل فرع (كمال) فهو مرجئ ودندن أنصاره بهذا في شبكتهم مدة طويلة، وهذا قطعاً يعود على أئمة الإسلام بالتبديع لأنهم يقولون ويقررون الإيمان أصل والعمل فرع.
وقد كتبت في ذلك مقالاً بينت فيه أنه قول أئمة السنة، وسقت أدلتهم على ذلك فاستمروا على تشبثهم بهذا الأصل، واستمروا على الطعن والتبديع به بعد هذا البيان المقنع لمن يريد الحق ويحترمه.
السابع - الغلو في الدعوة إلى التقليد وبصورة غريبة تخالف دعوة الله ورسوله-صلى الله عليه وسلم- وما عليه أئمة الإسلام من الدعوة إلى الاعتصام بالكتاب والسنة والتمسك بهما والاعتصام بهما واتباع نصوصهما، والعظ على ذلك بالنواجذ، وجعل فالح التقليد أصلاً لم يستثن منه إلا المجتهدين الاجتهاد المطلق مثل أحمد والشافعي ومالك، مع العلم أنه لا يوجد هذا الصنف من قرون( )، وهذا عكس ما دعا إليه الكتاب والسنة والأئمة المجتهدون الذين جعلوا اتباع الكتاب والسنة والتمسك بهما هو الأصل، وغالباً ما يطلقون الدعوة إلى ذلك ولا يفصلون، وبعضهم يصرح باستثناء العوام، والعاجزين عن فهم الكتاب والسنة، وبعد كل هذا فمن يتمسك بما دعا إليه الكتاب والسنة ولا يخضع لدعوة فالح إلى التقليد الباطل الذي ذمه الله ورسوله يصدر عليه أحكاماً غليظة لا يقولها الخوارج، مثل قوله: " هذا نسف الرسالات السماوية والكتب التي نزلت على الرسل جميعاً".
ومثل إجابته على سؤال سائل قال فيها:" ويكفيك أن عبد المالك يسير على منهجهم في قضية عدم التقليد وأنه حرام بكون يقول لهؤلاء ينظرون حتى في كلام العلماء وهو ما ترده رسالات الرسل وترده العقول السليمة(2) ينظرون وما يقتنعون به يأخذون به، هذه قاعدة لا نقلد ونقول الحق عند المأربي وعند هؤلاء جميعاً الذين أشرت إليهم والذين مر ذكرهم في الحديث ممن هم على شاكلة المأربي ويناصرونه".
أقول: مع أن أخطاء المأربي واضحة للعوام فضلاً عن طلاب العلم.
ومن أخطائه أن في الصحابة من هم غثاء، ومنها قوله في أهل السنة في اليمن بما فيهم علماؤهم: إنهم أراذل وأقزام، وقوله فيهم: لا يصلحون لرعية الحمير.
والذين ينصرون المأربي طلاب علم، وفيهم من يمكن أن نسميهم علماء يمكنهم أن يحكموا على أبي الحسن – لو أرادوا الحق - بأن هذا طعن في الصحابة وطعن في أهل السنة، بل حتى العوام يرون أن هذا طعن وهؤلاء يمكنهم النظر في أقوال أهل العلم وترجيح جانب الصواب – لو أرادوا الحق-.
ومثل قوله في أستاذ في إحدى الجامعات في الجزائر يُدرِّس في الشريعة الإسلامية: " هذا كذب الكتاب والسنة وكذب الإسلام"، لأنه رضي بقول بعض أهل العلم غير فالح فأصدر عليه هذا الحكم الغليظ.
ومثل قوله فيمن قال: لا أقلد وإنما أتبع الرسول-صلى الله عليه وسلم-: "هذا نسف رسالات الرسل والكتب التي نزلت عليهم"، وهذا قاله أحد حملة العلم ومن المدرسين لعقيدة السلف وصحيح البخاري وغيره(1).
وهذا الحكم ينطبق على كل من عدا المجتهدين(2)، والعجب أن هذا الرجل كان يطالب من يناصر أبا الحسن بتقليد علماء معينين ثم انقلب على هؤلاء العلماء يرفض أقوالهم في مشاكله وأخطائه ثم ألب عليهم السفهاء، فعلام يدل هذا التناقض المزعج؟ ألا يدل هذا على أنه لا يريد إلا تقليد شخصه؟ ولقد بينت هذا الأمر الخطير في نصيحتي وغيرها.
فاعجب وانظر إلى هذه الأحكام، من قلَّد حكم عليه بأنه قد كذب الكتاب والسنة وكذب الإسلام، ومن لم يقلد فقد نسف الرسالات السماوية والكتب التي نزلت على الرسل، فكيف ينجو الناس من أحكام فالح؟
ولما نصحته نصيحة سرية، ونصحه غيري أن يرجع إلى الحق، شرع في حرب ضروس لا نظير لها بالأكاذيب والخيانات، وتأليب سفهاء من الناس مجهولين يحاربونا بمقالات شريرة تحت أسماء مجهولة.
وحاربني في قضية التقليد بدعوى أني لم أفصل فيها في نصيحتي، وهذه دعوى باطلة، بل إنني فصلت فيها رغم أن كثيراً من علماء السلف يزجرون عن التقليد، ويطلقون ولا يفصلون مثل الإمام الشافعي والإمام أحمد.
وزعم أني خالفت أئمة الدعوة وخالفت العلماء وخالفت المسلمين والإمام أحمد بن حنبل في دعوتي إلى اتباع الكتاب والسنة، ومؤدى كلامه أن الأئمة والعلماء والمسلمين وأحمد بن حنبل مثل فالح في دعوة الناس إلى التقليد والتشدد في ذلك.
ولقد ذكّرته بأن كثيراً من الأئمة حاربوا التقليد وألفوا في ذلك المؤلفات.
فما كان منه بعد هذه البوائق والأحكام الغليظة إلا أن قلب ظهر المجن، فأصبح يدعي أنه من الدعاة إلى الكتاب والسنة، ثم يحاربني بأنني حرمت التقليد ولم أفصل، فيستمر على هذه الحرب، والدعوى الباطلة الظالمة، وحربه لي بهذه الدعوى تنطبق على الأئمة الذين كانوا يزجرون عن التقليد زجراً بليغاً بدون تفصيل.
الثامن – ومن أصول فالح أنه لا يجوز التنازل (التسامح) في أمور الشريعة إلا في المستحبات والمكروهات، ولا يجوز التسامح في أصول الإسلام، بل والواجبات، ولا دخل للنظر في المصالح والمفاسد وسد الذرائع في أصول الإسلام وواجباته(1) ولا في المحرمات، ولا يدخل في مراعاة المصالح الرخص والضرورات والمكروهات.
وهذا بخلاف ما يقرره علماء الإسلام، قال الإمام الشاطبي-رحمه الله – في الموافقات (4/346): " وقد مر أن المصالح لا تعدو الثلاثة الأقسام، وهي:
1- الضروريات ويلحق بها مكملاتها.
2- والحاجيات ويضاف إليها مكملاتها.
3- والتحسينيات ويليها مكملاتها.
ولا زائد على هذه الثلاثة المقررة في كتاب المقاصد ".
ثم ذهب يوضح الضروريات والحاجيات والتحسينيات، ثم قال في (ص350):
" ومن تشوَّف إلى مزيد؛ فإن دوران الحاجيات على التوسعة، والتيسير، ورفع الحرج والرفق.
فبالنسبة إلى الدين يظهر في مواضع شرعية الرخص في الطهارة؛ كالتيمم، ورفع حكم النجاسة فيما إذا عسر إزالتها، وفي الصلاة بالقصر، ورفع القضاء في الإغماء، والجمع، والصلاة قاعداً وعلى جنب، وفي الصوم بالفطر في السفر والمرض، وكذلك سائر العبادات؛ فالقرآن إن نص على بعض التفاصيل كالتيمم والقصر والفطر فذاك، وإلا فالنصوص على رفع الحرج فيه كافية، وللمجتهد إجراء القاعدة والترخص بحسبها، والسنة أول قائم بذلك".
فأنت ترى أن هذا الإمام قد أدخل الرخص ومواردها من الواجبات وغيرها في القسم الثاني من المصالح وهو الحاجيات، ولا مخالف له في ذلك إلاَّ فالح.
أيؤخذ بأقوال العلماء الراسخين أو بقول من يتهجم على الأصول بغير علم؟
وكم طعن فيمن يقول: إن الشريعة الإسلامية فيها تسامح في الأصول والفروع، وفيها مراعاة المصالح والمفاسد وسد الذرائع في أصول الدين وفروعه ( ) وهذا الطعن إنما ينطبق على أئمة الإسلام الذين آمنوا بهذا الأصل وقرروه تقريراً بليغاً، وذكروا أن الشريعة كلها أصولها وفروعها مبنية على مراعاة المصالح والمفاسد.
قال طاعناً مهولاً: " وأخذ هذا المذهب ينتشر بين طلبة العلم، بل ولج هؤلاء وجدوا في إغلاظ النكير على من يقول لا يتنازل عن أصول( ) الإسلام، وضللوه وبدَّعوه، وأمروا بهجره" ( ) .
ثم قال طاعناً فيمن قال بمراعاة المصالح والمفاسد، وبالتسامح عند الحاجات والضرورات، قال عنهم مسقطاً لأقوالهم القائمة على الحجج والبراهين: " وبان أنهم كانوا من الضعف في فقه الدين على حال متدن للأسف أكثر مما كان يظن فيهم".
وهؤلاء الذين يطعن فيهم كان يدعو إلى تقليدهم، ويُضلل من لا يقلدهم، ويحكم عليهم بالأحكام الغليظة التي مرَّ ذكرها.
ثم لما قالوا الحق في مشاكله طعن فيهم وأسقطهم، وأشاع أتباعه في شبكات الأنترنت وفي الأشرطة أن ربيعاً وإخوانه يقولون بالتنازل عن أصول الدين، وشرعوا يسألون العلماء عن من يقول بالتنازل عن أصول الدين، هكذا بهذا الإطلاق، مهملين الأدلة والبراهين، ومهملين سياق الكلام، وما تضمنه من تخصيص وتقييد بأحوال تستدعي ذلك إلى جانب قرائن وأدلة تؤكد ما أقول، فما كان من العلماء المسئولين إلا الاستنكار لهذا القول، وبعضهم يحكم على من يقول بهذا القول بالكفر والإلحاد، وسبب ذلك فالح، ولا شك أن كلامهم المبتور ينكره، ويضلل به كل مسلم، فضلاً عن العلماء.
وأقول : إن بياني لسماحة الإسلام وأنه يراعي المصالح والمفاسد وسد الذرائع هي دعوة إلى الأخذ بأصول الإسلام التي دل عليها الكتاب والسنة، وقال بها فحول علماء الإسلام.
وأشاع فالح وأتباعه إلى جانب هذا بأن ربيعاً يقول إن رسول الله تنازل عن رسالته، وهذا محض البهت والافتراء الذي لا تطيقه الجبال، فنص عبارتي " وتسامح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعدم كتابة محمد رسول الله".
وهو الأمر الذي ورد في كتب الصحيح وكتب السير والتاريخ.
أنا أدعو فالحاً إلى مراعاة المصالح والمفاسد في أمر الدعوة، وضربت له بعض الأمثلة من مراعاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للمصالح والمفاسد والمشقات، فاستخرج من ذلك هاتين الفريتين العظيمتين اللتين لا أعظم منهما في أبواب التكفير، وهو أني قلت: بأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تنازل عن رسالته، وأني أدعو إلى التنازل عن أصول الدين بهذا الإطلاق، وقد دحضت هاتين الفريتين العظيمتين في كتاب ضربت فيه عدداً من الأمثلة لمراعاة -رسول الله صلى الله عليه وسلم- للمصالح والمفاسد في الأصول والفروع عند الحاجات والضرورات والمشقات.
وبينت له كلام أئمة الإسلام أن الإسلام كله أصوله وفروعه قائم على مراعاة المصالح والمفاسد، ومع كل هذا استمر هو وأنصاره على محاربتي وإخواني، ولم يرجعوا عن أباطيلهم وأراجيفهم إلى يومنا هذا.
قال فالح: "لا يجوز التنازل عن أصول الإسلام وإنما يجوز التنازل في المستحبات والمكروهات دون الأصول والواجبات والمحرمات".
وهذا جهل عريض واضح بمراعاة المصالح والمفاسد في الشريعة الإسلامية السمحة التي رفع الله فيها الآصار والأغلال عن هذه الأمة الإسلامية، ورفع عنها الحرج في نصوص قرآنية ونبوية، ودان بذلك المسلمون وأجمعوا عليه.
واعجب لفالح حيث لم يرَ التسامح إلا في المستحبات والمكروهات.
فهذه أصول الإسلام الخمسة جاءت شريعة الإسلام السمحة فيها بمراعاة المصالح والمفاسد في حق الأفراد والجماعات.
1- فهذا الأصل والركن الأول التوحيد يجوز فيه للمكره على الكفر أن يقول كلمة الكفر المنافية للتوحيد(1)، رخص الله له في ذلك مراعاة لمصلحته، ودفعاً للمفسدة عنه والضرر بشرط أن يكون قلبه مطمئنا بالإيمان، ولو قال كلمة الكفر مختاراً لكفر بالله الكفر الأكبر المخرج من الإسلام.
2- وهذه الصلاة الركن الثاني في الإسلام يجوز في بعض الأحوال للمسلم أن يترك بعض ركعاتها، كالمسافر يقصر الصلاة الرباعية في سفره إلى ركعتين مهما طال هذا السفر، ويجوز عند التحام القتال مع الكفار أن يصلي المسلم راجلاً وماشياً وراكبا، وإلى القبلة وغير القبلة وضرب العدو والذهاب والمجيء في هذا القتال، وإذا اشتد القتال يجوز له أن يقصرها إلى ركعة، رباعية كانت أو غيرها يومئ فيها إيماء، فتسقط عنه ركعة أو ركعات.
وللهارب هرباً مباحاً من عدوٍّ، أو من سيل، أو سبع.. أو نحو ذلك؛ فله أن يصلي صلاة الخوف، يسقط عنه استقبال القبلة، ويجتزئ بالإيماء عن الركوع والسجود، ويصلي إيماء وهو على الدابة التي يهرب عليها إن كان هارباً على دابة أو غيرها.
ويصلي المريض حسب استطاعته إن استطاع قائماً وإلا فليصل جالساً أو على جنب فيسقط عنه ركن القيام والاعتدال بعد الركوع، وإن لم يستطع الجلوس يصلي على جنبه أو على ظهره، فيسقط عنه القيام والركوع والاعتدال والسجود، وهي من أركان الصلاة.
3- وهذه الزكاة الركن الثالث من أركان الإسلام.
وضع الإسلام عن أصحاب الحدائق من النخل والكروم عند وجوب الزكاة عليهم الثلث أو الربع من مجموع ما يحصل لهم من حدائقهم رحمة بهم وتوسيعاً عليهم ومراعاة لمصالحهم .
قال الترمذي حدثنا مَحْمُودُ بن غَيْلَانَ حدثنا أبو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ أخبرنا شُعْبَةُ أخبرني خُبَيْبُ بن عبد الرحمن قَال: سمعت عَبْدَ الرحمن بن مَسْعُودِ بن نِيَارٍ يقول جاء سَهْلُ بن أبي حَثْمَةَ إلى مَجْلِسِنَا فَحَدَّثَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  كان يقول " إذا خَرَصْتُمْ فَخُذُوا وَدَعُوا الثُّلُثَ فَإِنْ لم تَدَعُوا الثُّلُثَ فَدَعُوا الرُّبُعَ ".
قال: وفي الْبَاب عن عَائِشَةَ وَعَتَّابِ بن أَسِيدٍ وابن عَبَّاسٍ، قال أبو عِيسَى: وَالْعَمَلُ على حديث سَهْلِ بن أبي حَثْمَةَ عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ في الْخَرْصِ، وَبِحَدِيثِ سَهْلِ بن أبي حَثْمَةَ يقول أَحْمَدُ وإسحاق وَالْخَرْصُ إذا أَدْرَكَتْ الثِّمَارُ من الرُّطَبِ وَالْعِنَبِ مِمَّا فيه الزَّكَاةُ بَعَثَ السُّلْطَانُ خَارِصًا يَخْرُصُ عليهم وَالْخَرْصُ أَنْ يَنْظُرَ من يُبْصِرُ ذلك فيقول: يَخْرُجُ من هذا الزَّبِيبِ كَذَا وَكَذَا وَمِنْ التَّمْرِ كَذَا وَكَذَا فَيُحْصِي عليهم وَيَنْظُرُ مَبْلَغَ الْعُشْرِ من ذلك فَيُثْبِتُ عليهم ثُمَّ يُخَلِّي بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الثِّمَارِ فَيَصْنَعُونَ ما أحبوا فإذا أَدْرَكَتْ الثِّمَارُ أُخِذَ منهم الْعُشْرُ هَكَذَا فَسَّرَهُ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: وَبِهَذَا يقول مَالِكٌ وَالشَّافِعِيُّ وَأَحْمَدُ وإسحاق.
جامع الترمذي (3/26-27) حديث(643) وأخرجه أبو داود (2/258) حديث (1605) وأحمد (3/448) والنسائي (5/42) وغيرهم من الأئمة.
وقد رأيت أن الترمذي نقل القول به عن أكثر أهل العلم.
وقال أبو داود: "الخارص يدفع الثلث للخرفة".
وقال الخطابي في المعالم مع أبي داود(2/259):
" قلت في هذا الحديث إثبات الخرص والعمل به، وهو قول عامة أهل العلم، إلا ما روي عن الشعبي، وأنكر أصحاب الرأي الخرص".
وأنكر الإمام ابن القيم إنكاراً شديداً على من يرد أحاديث الخرص.
4- كتب الله صيام رمضان على المؤمنين، والصيام ركن عظيم من أركان الإسلام بالكتاب والسنة والإجماع، ثم من كان منهم صحيحاً مقيماً فعليه أن يصوم هذا الشهركاملاً، لا يجوز له أن يفطر يوماً واحداً، فإن لم يصمه كاملاً أو نقص منه شيئاً، فقد ارتكب إثماً عظيماً، وتعرض لغضب الله وعقوبته.
فإن كان المؤمن مريضاً أو على سفر أسقط الله عنه الصيام في وقته المحدد وهو شهر رمضان، وأباح له الفطر فيه مدة مرضه أو سفره، ولو استغرق الشهر كله، حتى لو كان المسافر قادراً لا يشق عليه الصيام يجوز له أن يفطر.
وعليه إذا صح من مرضه أو قدم المسافر من سفره أن يقضي الأيام التي لم يصمها.
وأسقط الله وجوب الصيام عن الشيخ الفاني الذي لا يستطيع الصيام، وأباح له الفطر وعليه أن يُطعم عن كل يوم مسكيناً في قول بعض العلماء، وفي قول آخر لا يجب عليه الإطعام؛ لأنه ضعف عنه لسنه، فلم يجب عليه فدية كالصبي.
ويلحق به عند العلماء الحامل والمرضع إذا خافتا على أنفسهما أو ولديهما، ففيهما خلاف كثير بين العلماء، فمنهم من قال: يفطران ويفديان، ويقضيان،وقيل: يفديان فقط ولا قضاء، وقيل: يجب القضاء بلا فدية، وقيل: يفطران ولا فدية، ولا قضاء.
وفي هذا رد حاسم على من يقصر مراعاة المصالح والمفاسد على المستحبات والمكروهات، ويضلل من يقول بمراعاتها في الأصول والواجبات، وهذا التضليل ينعكس على علماء الإسلام الذين أجمعوا على هذه السماحات ومراعاة المصالح والمفاسد عند المشقات والحاجات والضرورات.
5- الحج ركن عظيم من أركان الإسلام بالكتاب والسنة والإجماع ، قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾ (آل عمران: 97).
وفسر معظم العلماء من الصحابة وغيرهم السبيل بوجود الزاد والراحلة وزاد بعضهم شرط أمن الطريق من الظلمة والمكاسين .
فإن فقد المسلم واحداً من هذه الثلاثة الزاد أو الراحلة أو أمن الطريق سقط عنه وجوب الحج.
وفي حق المرأة يزاد شرط وجود المحرم.
فلو فرضنا أن مسلماً لم يستطع الزاد والراحلة إلا بعد أربعين سنة من عمره لكن واجهه الخوف في الطريق من قطاع طرق أو ظلمة يشكلون عليه خطراً في نفسه أو ماله الذي تزود به واستمر هذا الخطر مدة عشر سنوات ثم مات في هذه الحال التي فقد فيها أمن الطريق وهو عازم على القيام بهذا الركن كل هذه المدة فإن الله يسقط عنه المطالبة بهذا الركن العظيم تفضلاً منه وكرماً ورحمة.
وقال ابن قدامة في المقنع (1/473) : " ومن أحرم فحصره عدوٌّ ولم يكن له طريق إلى الحج ذبح هدياً في موضعه وحلَّ " .
قال المحشي تعليقاً على هذا الكلام : ( ويباح -أيضاً- تحلل من إحرام لحاجة إلى قتال أو بذل مال كثير مطلقاً أو يسير لكافر لا لحاجة بذل يسير لمسلم ).
فهذا فيه تنازل عن واجب إلى واجب تلافياً لدفع مال يسير إلى كافر أو مال كثير ولو لمسلم .
وهكذا نرى سماحة الإسلام وسعة رحمة الله بالمؤمنين، فإن الله يراعي ظروف وأحوال المسلمين فيرفع عنهم الحرج والمشاق ويراعي في تكاليفه مصالحهم ويدفع عنهم المفاسد، لا فرق في ذلك بين أصول الإسلام وفروعه.
أليس في القول بأنه لا يجوز التنازل (التسامح) عن الأصول والواجبات والمحرمات، ولا تراعى فيها المصالح والمفاسد لهذه الأمة، ولا يجوز التنازل (التسامح) إلا في الفروع السنن والمكروهات؟، أليس في ذلك حرج كبير وتضييق شديد على المسلمين ينافي ما تميزت به رسالة محمد -صلى الله عليه وسلم- من السماحة؟!! هذه السماحة التي تضافرت عليها نصوص الكتاب والسنة، وتطبيق الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه الكرام،وبينها وقررها علماء الإسلام، فكيف يضلل من يقررها، إن ذا لمن العجب العجاب!! أليس يؤول هذا المذهب إلى تضليل علماء الأمة ووو...الخ
كان أبو الحسن المأربي يحارب أهل السنة بأصول اخترع بعضها وقلد في بعضها، وكان فالح معنا ضده في كل أصوله، ومنها:
التاسع- حمل المجمل على المفصل، اعتنق هذا الأصل ليدافع به عن أهل الباطل، فنقلنا له قول جمهور العلماء من أهل المذاهب أنه لا يؤول إلا كلام المعصوم، ونقلنا له حكاية الشوكاني الإجماع على أنه لا يؤول إلا كلام المعصوم، فلم يرفع أبو الحسن بذلك رأساً.
وكان فالح ينتقده بشدة ولا سيما في هذا الأصل، حيث قال في (ص143) من كتابه "المصارعة": "هذه قاعدة خطيرة، هذه القاعدة من القواعد التي ضل بها أبو الحسن ومن على خطه ومن يؤيده، وهي يعني قواعد خطيرة جداً، مسألة المجمل والمفصل والمقارنات وقضية الجرح والتعديل، مسألة الجرح المفسر وغير المفسر وإلى آخره".
ثم أصبح بعد فتنته يقول به، ويطعن فيمن لا يقول به حيث قال في "النقض المثالي" (ص4) خلال هذيانه بالباطل: "فقد قال بعدم العمل بالمجمل والمفصل إلا بكلام الله أو كلام المعصوم".
فيصدق عليه قول حذيفة –رضي الله عنه-: "إن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر، وتنكر ما كنت تعرف".
وما يدري هذا الجاهل أن حمل مجملات أهل الضلال وأهل الأخطاء على مفصلاتهم يهدم منهج السلف في رد الأباطيل والأخطاء، ويحول الباطل حقاً والخطأ صواباً.
هذا وقد حكى الشوكاني الإجماع أنه لا يؤول إلا كلام المعصوم.
وهذا الأصل الباطل يهدم عدداً من أصول السلف منها ما أسلفناه، ومنها ذلك الأصل العظيم، كل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، ويخالف منهج السلف في التعامل حتى مع أقوال الأئمة حيث يأخذون منها ويردون ويصوبون ويخطئون.
العاشر- ومنها: أن أبا الحسن كان يرد أقوال العلماء وأدلتهم بقوله: لا يلزمني قول هؤلاء لا يلزمني لا يلزمني، وتمسك به أتباعه في كل مكان يردون به أقوال أهل العلم بقولهم لا يلزمني.
وكان فالح يخاصمهم في ذلك.
ثم لما خاض في الفتنة أصبح يرد أقوال العلماء وحججهم بقوله لا يلزمني.
الحادي عشر- ومنها: استعمال أبي الحسن أصل التثبت في غير المواضع التي يشرع التثبت فيها، ويقول التثبت عند كل كلام يدينه بالحق، ولو قاله كبار العلماء، فصار فالح يطعن في العلماء الذين يخالفونه والحق معهم بهذا الأصل لما أيدوا نصيحتيَّ شنع عليهم ورماهم بالتسرع وعدم التثبت، ويؤكد ذلك إلى يومنا هذا لم يرجع عن رميهم بعدم التثبت، وهذا يدل على تقلب فالح ودورانه مع هواه، وأتباعه يدورون في فلكه.

ومن أجل قول الحق، وبيان هذه الأصول التي خالف فيها فالح وأنصاره،ومن أجل نصيحتي له نالني ومن أيد هذا الحق من العلماء تبديع وتحقير، بل وتكفير وسب مقذع وشتائم كثيرة وقذرة من فالح وأتباعه، منها وصف فالح لي وهو من تلاميذي بأني كذاب وخسيس ومنهجي خبيث ودجال وأني أنهش الناس كالسبع ومثل الكلب، وشتائم من أتباعه ورمي لي ولإخواني ومنهم مشايخ أجلاء بأننا روافض وصوفية ولوطية.
وفالح يؤزهم ويشجعهم على ذلك وعلى الاستمرار في هذه الحرب القذرة الظالمة التي يأنف منها أحط الناس.
ولقد رددت على الروافض والصوفية والنصارى واليهود فما واجهوني بشيء من الشتائم والطعون التي وجهها لي ولإخواني فالح وزمرته المجهولة.
هناك علماء كان يدعو إلى تقليدهم في بعض المسائل المنهجية وعددهم كثير، وهم من خيار أهل العلم والفضل والاستقامة فلما نصح من قبلهم بالرجوع إلى الحق أسقطهم ورد نصيحتهم وأقوالهم.
وتابعه في ذلك زمرته، وطعنوا فيهم وشهروا بهم، ودندن بعضهم حول تكفير بعضهم.
وهذا الذي ذكرته غيظ من فيض تضمنته مقالات فالح وأنصاره.
فقابلنا كل ذلك بالصبر والتحمل، وإذا اضطررت إلى رد بعض مقالات فالح أرد بالحجج والبراهين، وأضطر أن أكشف ما يرتكبه من بتر كلامي وإخفاء حججي، وإبطال دعاواه وشبهاته، نصراً وبياناً للحق الذي أخذ الله على أهل العلم العهد والميثاق على القيام به، وبيانه وعدم كتمانه، ودفعاً للظلم عن نفسي وإخواني الذين نصروا هذا الحق وأيدوه، وتحملوا في سبيل ذلك الإيذاء الشديد والطعون الظالمة التي تصدر من فالح وزمرته.
والله يقول الحق ويهدي السبيل وصلى الله على نبينا محمد وعلى إخوانه من النبيين والمرسلين وعلى آله وصحابته أجمعين.

كتبه
ربيع بن هادي عمير المدخلي
6/10/1428هـ





رد مع اقتباس
  #21  
قديم 21 Mar 2014, 09:27 PM
طه صدّيق طه صدّيق غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
المشاركات: 312
افتراضي




أصول فالح الحربي الخطيرة ومآلاتها

كتبه
الشيخ العلامة
ربيع بن هادي عمير المدخلي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد :
فإنَّ لفالح الحربي أصولاً أضرت بالمنهج السلفي وأهله وأحدثت فتناً بين الشباب وقد نصحته وغيري بالتراجع عنها فلم يرجع عنها، بل تمادى فيها وأضاف إليها أصولاً أخرى سأذكر أهمها هنا نصحاً لله ولكتابه ولرسوله وأئمة المسلمين وعامتهم، وأبين ما تؤول إليه هذه الأصول من أضرار ومخاطر.
الأصل الأول : أدخل ما يسمى بجنس العمل في قضايا الإيمان ( ) وادعى أنه ركن في تعريف الإيمان وقد نصحته عن التعلق بالألفاظ المتشابهة ومنها جنس العمل فإنه لفظ مجمل، ومع ذلك فلا ذكر له في الكتاب والسنة ولا أدخله أحد من السلف في تعريف الإيمان.
وطالبته وفئته أن يأتوا حتى بمجرد ذكره في القرآن والسنة وببيان من أدخله من السلف في قضايا الإيمان أو تعريف الإيمان فعجزوا عن ذلك، ولجأوا إلى عبارات لمتأخري أهل السنَّة لا حجة لهم فيها لأنَّها تأتي على غير مراد الحدادية.
وطالبته وفئته أن يقتصروا على تعريف السلف للإيمان بأنه قول وعمل أو قول وعمل واعتقاد ويزيد وينقص، وفي ذلك كفاية، فإنه جامع مانع، وفيه رد على المعتزلة والخوارج والمرجئة، فأبوا إلا الشغب المستمر ليتوصّلُوا به إلى تبديع أهل السنة وحربهم ومشاغلتهم عن القيام بواجبات الدعوة إلى الله.
ولهذا لم يكفهم التعريف الذي أجمع عليه السلف وأئمتهم من صحابة وتابعين ومن بعدهم، بل زادوا أن من لا يبدع الذين لا يكفرون تارك جنس العمل فهو مرجىء، بل مرجىء غال، فأدى قوله هذا إلى الحكم على السلف بأنهم من غلاة المرجئة، مع أنهم يحاربون الإرجاء الغالي وغيره، وهذا الإمام ابن باز -رحمه الله- يسأل عمن لا يكفر تارك العمل هل هو مرجىء ؟ فأجاب: لا، هذا من أهل السنة ( ).
لكن فالحاً وزمرته لا يرفعون رأساً بأقوال أهل العلم إذا خالفت أهواءهم، ويصرون على باطلهم المؤدي إلى تبديع أهل السنة . ومنهم العلامة ابن باز كما ترى في جوابه -رحمه الله-.
ولقد أعلنت عدة مرات أني أُكفر تارك العمل، وأحذر فقط من استعمال الألفاظ المجملة، مثل جنس العمل، فلم يكفوا عن رميي بالإرجاء.
الثاني : العمل عنده شرط صحة وهذا من مذاهب الخوارج التي يكفرون بها الأمة، فإن قال: لا، فأقول له: إنك قد صححت هذا المذهب، وادعيت أنه يقوله بعض العلماء(1).
الثالث : إلصاقه بربيع وإخوانه بأنهم يقولون: إن العمل شرط كمال(2)، وهذا يعضد تعلقهم بجنس العمل للتوصل إلى تبديع أهل السنة ورميهم بالإرجاء، مع العلم بأن ربيعاً أول من زجر عن القول بأن العمل شرط كمال ومن آخر من يزجر عنه، اللهم إلا أن العلامة ابن عثيمين-رحمه الله- قد حذر من القول به ومن القول بجنس العمل وشدد في ذلك، وقال فيمن يتعلقون بهما : إنهم يريدون بذلك التكفير واستحلال الحرام .
فأبوا إلا التعلق بهما لأنهما يحققان ما يريدون من الاستمرار في حرب أهل السنة وتبديعهم، وخلال حربهم يفترون على أهل السنة ما يكفرونهم به وما ينـزلون بهم من البوائق، ولا يرفعون بأقوال العلماء رأساً إذا خالفت هواهم، وهذا يكثر منهم.
الرابع : قال السلف: الإيمان قول وعمل يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي، فزاد فالح وأنصاره شرطاً وهو أنه لا بد من القول بأنه ينقص وينقص حتى لا يبقى منه شيء وأوجبوه على النَّاس, ورموا من لا يقول بهذه الزيادة بأنه مرجئ(3) وأرجفوا به على أهل السنة إرجافاً شديداً.
ومن ثمار هذا الغلو: تبديع من لا يقول بقولهم من السلف وهم السواد الأعظم، ومنهم الإمام أحمد والشافعي والبخاري، بل وعلماء الأمة الذين حكى عنهم أبو حاتم وأبو زرعة والبخاري وغيرهم أنهم يقولون: إن الإيمان قول وعمل ويزيد وينقص ولم يزيدوا على ذلك ولم يشترطوا هذه الزيادة.
بل حكى الشافعي إجماع الصحابة ومن بعدهم على القول بأن الإيمان قول وعمل، ويزيد وينقص، ولم يحكِ هذه الزيادة التي قد يقولها بعض أهل العلم لكنهم لم يشترطوها ولم يلزموا بها الناس كما فعل فالح وأنصاره.
فأدى غلوهم إلى ما ذكرته من تبديع أهل السنة والسلف، بل والصحابة الكرام، ثم نسألهم عن حكمهم على من يقول من السلف: " إن الإيمان قول وعمل ويزيد" ويتورع عن ذكر النقصان.
أو من يعدل منهم عن لفظ الزيادة والنقصان إلى لفظ التفاضل في الإيمان ومقصوده الإعراض عن لفظ وقع فيه النـزاع، وللقارىء الكريم ننقل كلام الإمام ابن أبي زيد ثم كلام شيخ الإسلام ابن تيمية بهذا الصدد.
قال أبو عبد الله محمد بن أبي زيد القيرواني المتوفى سنة (386) في كتابه الجامع في السنن والآداب والمغازي والتاريخ (ص121- 122) : " قال مالك : والإيمان قول وعمل يزيد وينقص.
وفي بعض الروايات عنه: دع الكلام في نقصانه، وقد ذكر الله زيادته في القرآن .
قيل : فبعضه أفضل من بعض؟ قال: نعم.
قال بعض أهل العلم : إنما توقف مالك عن نقصانه في هذه الرواية خوفاً من الذريعة أن تتأول أنه ينقص حتى يذهب كله(1) فيؤول ذلك إلى قول الخوارج الذين يحبطون الإيمان بالذنوب ولكن إنما نقصه عنده فيما وقعت فيه زيادة".
أقول: مذهب أهل السنة والجماعة في الإيمان أنه قول وعمل واعتقاد يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وهذا أمر مجمع عليه بين أهل السنة والجماعة.
وقال الإمام أحمد والإمام البربهاري: من قال الإيمان قول وعمل يزيد وينقص فقد خرج من الإرجاء أوله وآخره.
وقال سفيان بن عيينة في الإيمان: يزيد وينقص حتى لا يبقى منه شيء، قالها في حالة غضب على من استنكر النقص، فقال: ينقص حتى لا يبقى منه شيء، ولعلها المرة الوحيدة التي قالها، ولم يلزم هو ولا غيره من أئمة السنة أحداً بهذه الزيادة ولا التزمها، بل تجد كثيراً من السلف بل الألوف منهم لا يذكر هذه الزيادة، بل هناك من فقهاء أتباع التابعين من لم يوافقوا على إطلاق النقص، وبعض أئمة السلف وهو ابن المبارك عدل عن لفظ الزيادة والنقصان إلى لفظ التفاضل كما نقل ذلك ابن تيمية، ولم يحاربه أحد من أهل السنة، بل لا يجد منهم إلا الإجلال والإكبار.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى ( 7/506):
" وكان بعض الفقهاء من أتباع التابعين لم يوافقوا في إطلاق النقصان عليه لأنهم وجدوا ذكر الزيادة في القرآن، ولم يجدوا ذكر النقص، وهذا إحدى الروايتين عن مالك، والرواية الأخرى عنه؛ وهو المشهور عند أصحابه كقول سائرهم: إنه يزيد وينقص؛ وبعضهم عدل عن لفظ الزيادة والنقصان إلى لفظ التفاضل، فقال أقول: الإيمان يتفاضل ويتفاوت، ويروى هذا عن ابن المبارك وكان مقصوده الإعراض عن لفظ وقع فيه النـزاع إلى معنى لا ريب في ثبوته".
أقول : لكن جاءت فئة في هذا العصر تبدع من قال بقول معظم أهل السنة، واشترطوا على الناس أن يقول القائل منهم الإيمان ينقص وينقص حتى لا يبقى منه شيء، فإن لم يقل ذلك فهو مرجئ عندهم، والذي عنده إدراك وعقل يدرك أن هذا المذهب الجديد يقتضي حتماً تبديع هؤلاء الفقهاء وتبديع ابن المبارك، بل وتبديع مالك، لأن مذهبهم أن من أخطأ مرة لا يعذر ولا يقبل منه رجوع، بل لو ألصقوا به ذنبا هو بريء منه، فلا بد أن يستمروا في إلصاق ذلك الذنب بذلك المظلوم البرىء مهما أعلن براءته منه وحاربه.
الخامس - قول فالح ومن معه بأن الجرح خاص بالرواة، وأن أهل البدع والأهواء لا يدخلون في جرح أئمة الجرح والتعديل، لأن التبديع والحكم به إنما هو خاص بالعلماء الذين عندهم إحاطة بالشريعة وقدرة على الاستنباط، وأئمة الجرح والتعديل ليسوا أهلاً للحكم على أهل البدع ولا يدخل أهل البدع في قواعدهم(1).
مع أن كتب أئمة الجرح والتعديل مشحونة بجرح أهل البدع، والكتب التي ألفها أئمة الحديث مليئة بجرح أهل البدع وبيان أحوالهم، ولا ترى الفقهاء إلا تبعاً لهم في قضايا الجرح والتعديل لأهل البدع وغيرهم، وعلى رأسهم الإمام الشافعي.
وفي مقابل هذا فقد أطلق فالح لنفسه وفئته العنان لتجريح العلماء وأهل السنة(2) بالباطل وإسقاطهم وإسقاط أقوالهم متسلحين بقواعدهم المهلكة التي أسلفنا ذكرها.
ومن عجائب فالح أنه يجيز للعوام أن يحكموا على أهل البدع بالتبديع، فقد وجه له سؤال نصه: " شيخ مسألة التحذير، هل التحذير جرح لشخص إخراج له من المنهج؟ هل كل من حذر منه...؟
الجواب: - الشيخ مقاطعاً-: " ما يكون إخراجاً له من المنهج وقد يكون إخراجاً له من المنهج، حسب ما وقع فيه هذا الشخص مما يُخرجه أو لا يُخرجه، والذي يَحكم بذلك هم أهل العلم في المسائل الدقيقة، المسائل الحادثة.
أما الناس الذين هم على مناهج أهل البدع قد يحكم عليهم العوام، عوام أهل السنة"، المصارعة(ص53).
السادس - ومن أصوله ومن معه أن من قال: إن الإيمان أصل والعمل فرع (كمال) فهو مرجئ ودندن أنصاره بهذا في شبكتهم مدة طويلة، وهذا قطعاً يعود على أئمة الإسلام بالتبديع لأنهم يقولون ويقررون الإيمان أصل والعمل فرع.
وقد كتبت في ذلك مقالاً بينت فيه أنه قول أئمة السنة، وسقت أدلتهم على ذلك فاستمروا على تشبثهم بهذا الأصل، واستمروا على الطعن والتبديع به بعد هذا البيان المقنع لمن يريد الحق ويحترمه.
السابع - الغلو في الدعوة إلى التقليد وبصورة غريبة تخالف دعوة الله ورسوله-صلى الله عليه وسلم- وما عليه أئمة الإسلام من الدعوة إلى الاعتصام بالكتاب والسنة والتمسك بهما والاعتصام بهما واتباع نصوصهما، والعظ على ذلك بالنواجذ، وجعل فالح التقليد أصلاً لم يستثن منه إلا المجتهدين الاجتهاد المطلق مثل أحمد والشافعي ومالك، مع العلم أنه لا يوجد هذا الصنف من قرون( )، وهذا عكس ما دعا إليه الكتاب والسنة والأئمة المجتهدون الذين جعلوا اتباع الكتاب والسنة والتمسك بهما هو الأصل، وغالباً ما يطلقون الدعوة إلى ذلك ولا يفصلون، وبعضهم يصرح باستثناء العوام، والعاجزين عن فهم الكتاب والسنة، وبعد كل هذا فمن يتمسك بما دعا إليه الكتاب والسنة ولا يخضع لدعوة فالح إلى التقليد الباطل الذي ذمه الله ورسوله يصدر عليه أحكاماً غليظة لا يقولها الخوارج، مثل قوله: " هذا نسف الرسالات السماوية والكتب التي نزلت على الرسل جميعاً".
ومثل إجابته على سؤال سائل قال فيها:" ويكفيك أن عبد المالك يسير على منهجهم في قضية عدم التقليد وأنه حرام بكون يقول لهؤلاء ينظرون حتى في كلام العلماء وهو ما ترده رسالات الرسل وترده العقول السليمة(2) ينظرون وما يقتنعون به يأخذون به، هذه قاعدة لا نقلد ونقول الحق عند المأربي وعند هؤلاء جميعاً الذين أشرت إليهم والذين مر ذكرهم في الحديث ممن هم على شاكلة المأربي ويناصرونه".
أقول: مع أن أخطاء المأربي واضحة للعوام فضلاً عن طلاب العلم.
ومن أخطائه أن في الصحابة من هم غثاء، ومنها قوله في أهل السنة في اليمن بما فيهم علماؤهم: إنهم أراذل وأقزام، وقوله فيهم: لا يصلحون لرعية الحمير.
والذين ينصرون المأربي طلاب علم، وفيهم من يمكن أن نسميهم علماء يمكنهم أن يحكموا على أبي الحسن – لو أرادوا الحق - بأن هذا طعن في الصحابة وطعن في أهل السنة، بل حتى العوام يرون أن هذا طعن وهؤلاء يمكنهم النظر في أقوال أهل العلم وترجيح جانب الصواب – لو أرادوا الحق-.
ومثل قوله في أستاذ في إحدى الجامعات في الجزائر يُدرِّس في الشريعة الإسلامية: " هذا كذب الكتاب والسنة وكذب الإسلام"، لأنه رضي بقول بعض أهل العلم غير فالح فأصدر عليه هذا الحكم الغليظ.
ومثل قوله فيمن قال: لا أقلد وإنما أتبع الرسول-صلى الله عليه وسلم-: "هذا نسف رسالات الرسل والكتب التي نزلت عليهم"، وهذا قاله أحد حملة العلم ومن المدرسين لعقيدة السلف وصحيح البخاري وغيره(1).
وهذا الحكم ينطبق على كل من عدا المجتهدين(2)، والعجب أن هذا الرجل كان يطالب من يناصر أبا الحسن بتقليد علماء معينين ثم انقلب على هؤلاء العلماء يرفض أقوالهم في مشاكله وأخطائه ثم ألب عليهم السفهاء، فعلام يدل هذا التناقض المزعج؟ ألا يدل هذا على أنه لا يريد إلا تقليد شخصه؟ ولقد بينت هذا الأمر الخطير في نصيحتي وغيرها.
فاعجب وانظر إلى هذه الأحكام، من قلَّد حكم عليه بأنه قد كذب الكتاب والسنة وكذب الإسلام، ومن لم يقلد فقد نسف الرسالات السماوية والكتب التي نزلت على الرسل، فكيف ينجو الناس من أحكام فالح؟
ولما نصحته نصيحة سرية، ونصحه غيري أن يرجع إلى الحق، شرع في حرب ضروس لا نظير لها بالأكاذيب والخيانات، وتأليب سفهاء من الناس مجهولين يحاربونا بمقالات شريرة تحت أسماء مجهولة.
وحاربني في قضية التقليد بدعوى أني لم أفصل فيها في نصيحتي، وهذه دعوى باطلة، بل إنني فصلت فيها رغم أن كثيراً من علماء السلف يزجرون عن التقليد، ويطلقون ولا يفصلون مثل الإمام الشافعي والإمام أحمد.
وزعم أني خالفت أئمة الدعوة وخالفت العلماء وخالفت المسلمين والإمام أحمد بن حنبل في دعوتي إلى اتباع الكتاب والسنة، ومؤدى كلامه أن الأئمة والعلماء والمسلمين وأحمد بن حنبل مثل فالح في دعوة الناس إلى التقليد والتشدد في ذلك.
ولقد ذكّرته بأن كثيراً من الأئمة حاربوا التقليد وألفوا في ذلك المؤلفات.
فما كان منه بعد هذه البوائق والأحكام الغليظة إلا أن قلب ظهر المجن، فأصبح يدعي أنه من الدعاة إلى الكتاب والسنة، ثم يحاربني بأنني حرمت التقليد ولم أفصل، فيستمر على هذه الحرب، والدعوى الباطلة الظالمة، وحربه لي بهذه الدعوى تنطبق على الأئمة الذين كانوا يزجرون عن التقليد زجراً بليغاً بدون تفصيل.
الثامن – ومن أصول فالح أنه لا يجوز التنازل (التسامح) في أمور الشريعة إلا في المستحبات والمكروهات، ولا يجوز التسامح في أصول الإسلام، بل والواجبات، ولا دخل للنظر في المصالح والمفاسد وسد الذرائع في أصول الإسلام وواجباته(1) ولا في المحرمات، ولا يدخل في مراعاة المصالح الرخص والضرورات والمكروهات.
وهذا بخلاف ما يقرره علماء الإسلام، قال الإمام الشاطبي-رحمه الله – في الموافقات (4/346): " وقد مر أن المصالح لا تعدو الثلاثة الأقسام، وهي:
1- الضروريات ويلحق بها مكملاتها.
2- والحاجيات ويضاف إليها مكملاتها.
3- والتحسينيات ويليها مكملاتها.
ولا زائد على هذه الثلاثة المقررة في كتاب المقاصد ".
ثم ذهب يوضح الضروريات والحاجيات والتحسينيات، ثم قال في (ص350):
" ومن تشوَّف إلى مزيد؛ فإن دوران الحاجيات على التوسعة، والتيسير، ورفع الحرج والرفق.
فبالنسبة إلى الدين يظهر في مواضع شرعية الرخص في الطهارة؛ كالتيمم، ورفع حكم النجاسة فيما إذا عسر إزالتها، وفي الصلاة بالقصر، ورفع القضاء في الإغماء، والجمع، والصلاة قاعداً وعلى جنب، وفي الصوم بالفطر في السفر والمرض، وكذلك سائر العبادات؛ فالقرآن إن نص على بعض التفاصيل كالتيمم والقصر والفطر فذاك، وإلا فالنصوص على رفع الحرج فيه كافية، وللمجتهد إجراء القاعدة والترخص بحسبها، والسنة أول قائم بذلك".
فأنت ترى أن هذا الإمام قد أدخل الرخص ومواردها من الواجبات وغيرها في القسم الثاني من المصالح وهو الحاجيات، ولا مخالف له في ذلك إلاَّ فالح.
أيؤخذ بأقوال العلماء الراسخين أو بقول من يتهجم على الأصول بغير علم؟
وكم طعن فيمن يقول: إن الشريعة الإسلامية فيها تسامح في الأصول والفروع، وفيها مراعاة المصالح والمفاسد وسد الذرائع في أصول الدين وفروعه ( ) وهذا الطعن إنما ينطبق على أئمة الإسلام الذين آمنوا بهذا الأصل وقرروه تقريراً بليغاً، وذكروا أن الشريعة كلها أصولها وفروعها مبنية على مراعاة المصالح والمفاسد.
قال طاعناً مهولاً: " وأخذ هذا المذهب ينتشر بين طلبة العلم، بل ولج هؤلاء وجدوا في إغلاظ النكير على من يقول لا يتنازل عن أصول( ) الإسلام، وضللوه وبدَّعوه، وأمروا بهجره" ( ) .
ثم قال طاعناً فيمن قال بمراعاة المصالح والمفاسد، وبالتسامح عند الحاجات والضرورات، قال عنهم مسقطاً لأقوالهم القائمة على الحجج والبراهين: " وبان أنهم كانوا من الضعف في فقه الدين على حال متدن للأسف أكثر مما كان يظن فيهم".
وهؤلاء الذين يطعن فيهم كان يدعو إلى تقليدهم، ويُضلل من لا يقلدهم، ويحكم عليهم بالأحكام الغليظة التي مرَّ ذكرها.
ثم لما قالوا الحق في مشاكله طعن فيهم وأسقطهم، وأشاع أتباعه في شبكات الأنترنت وفي الأشرطة أن ربيعاً وإخوانه يقولون بالتنازل عن أصول الدين، وشرعوا يسألون العلماء عن من يقول بالتنازل عن أصول الدين، هكذا بهذا الإطلاق، مهملين الأدلة والبراهين، ومهملين سياق الكلام، وما تضمنه من تخصيص وتقييد بأحوال تستدعي ذلك إلى جانب قرائن وأدلة تؤكد ما أقول، فما كان من العلماء المسئولين إلا الاستنكار لهذا القول، وبعضهم يحكم على من يقول بهذا القول بالكفر والإلحاد، وسبب ذلك فالح، ولا شك أن كلامهم المبتور ينكره، ويضلل به كل مسلم، فضلاً عن العلماء.
وأقول : إن بياني لسماحة الإسلام وأنه يراعي المصالح والمفاسد وسد الذرائع هي دعوة إلى الأخذ بأصول الإسلام التي دل عليها الكتاب والسنة، وقال بها فحول علماء الإسلام.
وأشاع فالح وأتباعه إلى جانب هذا بأن ربيعاً يقول إن رسول الله تنازل عن رسالته، وهذا محض البهت والافتراء الذي لا تطيقه الجبال، فنص عبارتي " وتسامح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعدم كتابة محمد رسول الله".
وهو الأمر الذي ورد في كتب الصحيح وكتب السير والتاريخ.
أنا أدعو فالحاً إلى مراعاة المصالح والمفاسد في أمر الدعوة، وضربت له بعض الأمثلة من مراعاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للمصالح والمفاسد والمشقات، فاستخرج من ذلك هاتين الفريتين العظيمتين اللتين لا أعظم منهما في أبواب التكفير، وهو أني قلت: بأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تنازل عن رسالته، وأني أدعو إلى التنازل عن أصول الدين بهذا الإطلاق، وقد دحضت هاتين الفريتين العظيمتين في كتاب ضربت فيه عدداً من الأمثلة لمراعاة -رسول الله صلى الله عليه وسلم- للمصالح والمفاسد في الأصول والفروع عند الحاجات والضرورات والمشقات.
وبينت له كلام أئمة الإسلام أن الإسلام كله أصوله وفروعه قائم على مراعاة المصالح والمفاسد، ومع كل هذا استمر هو وأنصاره على محاربتي وإخواني، ولم يرجعوا عن أباطيلهم وأراجيفهم إلى يومنا هذا.
قال فالح: "لا يجوز التنازل عن أصول الإسلام وإنما يجوز التنازل في المستحبات والمكروهات دون الأصول والواجبات والمحرمات".
وهذا جهل عريض واضح بمراعاة المصالح والمفاسد في الشريعة الإسلامية السمحة التي رفع الله فيها الآصار والأغلال عن هذه الأمة الإسلامية، ورفع عنها الحرج في نصوص قرآنية ونبوية، ودان بذلك المسلمون وأجمعوا عليه.
واعجب لفالح حيث لم يرَ التسامح إلا في المستحبات والمكروهات.
فهذه أصول الإسلام الخمسة جاءت شريعة الإسلام السمحة فيها بمراعاة المصالح والمفاسد في حق الأفراد والجماعات.
1- فهذا الأصل والركن الأول التوحيد يجوز فيه للمكره على الكفر أن يقول كلمة الكفر المنافية للتوحيد(1)، رخص الله له في ذلك مراعاة لمصلحته، ودفعاً للمفسدة عنه والضرر بشرط أن يكون قلبه مطمئنا بالإيمان، ولو قال كلمة الكفر مختاراً لكفر بالله الكفر الأكبر المخرج من الإسلام.
2- وهذه الصلاة الركن الثاني في الإسلام يجوز في بعض الأحوال للمسلم أن يترك بعض ركعاتها، كالمسافر يقصر الصلاة الرباعية في سفره إلى ركعتين مهما طال هذا السفر، ويجوز عند التحام القتال مع الكفار أن يصلي المسلم راجلاً وماشياً وراكبا، وإلى القبلة وغير القبلة وضرب العدو والذهاب والمجيء في هذا القتال، وإذا اشتد القتال يجوز له أن يقصرها إلى ركعة، رباعية كانت أو غيرها يومئ فيها إيماء، فتسقط عنه ركعة أو ركعات.
وللهارب هرباً مباحاً من عدوٍّ، أو من سيل، أو سبع.. أو نحو ذلك؛ فله أن يصلي صلاة الخوف، يسقط عنه استقبال القبلة، ويجتزئ بالإيماء عن الركوع والسجود، ويصلي إيماء وهو على الدابة التي يهرب عليها إن كان هارباً على دابة أو غيرها.
ويصلي المريض حسب استطاعته إن استطاع قائماً وإلا فليصل جالساً أو على جنب فيسقط عنه ركن القيام والاعتدال بعد الركوع، وإن لم يستطع الجلوس يصلي على جنبه أو على ظهره، فيسقط عنه القيام والركوع والاعتدال والسجود، وهي من أركان الصلاة.
3- وهذه الزكاة الركن الثالث من أركان الإسلام.
وضع الإسلام عن أصحاب الحدائق من النخل والكروم عند وجوب الزكاة عليهم الثلث أو الربع من مجموع ما يحصل لهم من حدائقهم رحمة بهم وتوسيعاً عليهم ومراعاة لمصالحهم .
قال الترمذي حدثنا مَحْمُودُ بن غَيْلَانَ حدثنا أبو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ أخبرنا شُعْبَةُ أخبرني خُبَيْبُ بن عبد الرحمن قَال: سمعت عَبْدَ الرحمن بن مَسْعُودِ بن نِيَارٍ يقول جاء سَهْلُ بن أبي حَثْمَةَ إلى مَجْلِسِنَا فَحَدَّثَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  كان يقول " إذا خَرَصْتُمْ فَخُذُوا وَدَعُوا الثُّلُثَ فَإِنْ لم تَدَعُوا الثُّلُثَ فَدَعُوا الرُّبُعَ ".
قال: وفي الْبَاب عن عَائِشَةَ وَعَتَّابِ بن أَسِيدٍ وابن عَبَّاسٍ، قال أبو عِيسَى: وَالْعَمَلُ على حديث سَهْلِ بن أبي حَثْمَةَ عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ في الْخَرْصِ، وَبِحَدِيثِ سَهْلِ بن أبي حَثْمَةَ يقول أَحْمَدُ وإسحاق وَالْخَرْصُ إذا أَدْرَكَتْ الثِّمَارُ من الرُّطَبِ وَالْعِنَبِ مِمَّا فيه الزَّكَاةُ بَعَثَ السُّلْطَانُ خَارِصًا يَخْرُصُ عليهم وَالْخَرْصُ أَنْ يَنْظُرَ من يُبْصِرُ ذلك فيقول: يَخْرُجُ من هذا الزَّبِيبِ كَذَا وَكَذَا وَمِنْ التَّمْرِ كَذَا وَكَذَا فَيُحْصِي عليهم وَيَنْظُرُ مَبْلَغَ الْعُشْرِ من ذلك فَيُثْبِتُ عليهم ثُمَّ يُخَلِّي بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الثِّمَارِ فَيَصْنَعُونَ ما أحبوا فإذا أَدْرَكَتْ الثِّمَارُ أُخِذَ منهم الْعُشْرُ هَكَذَا فَسَّرَهُ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: وَبِهَذَا يقول مَالِكٌ وَالشَّافِعِيُّ وَأَحْمَدُ وإسحاق.
جامع الترمذي (3/26-27) حديث(643) وأخرجه أبو داود (2/258) حديث (1605) وأحمد (3/448) والنسائي (5/42) وغيرهم من الأئمة.
وقد رأيت أن الترمذي نقل القول به عن أكثر أهل العلم.
وقال أبو داود: "الخارص يدفع الثلث للخرفة".
وقال الخطابي في المعالم مع أبي داود(2/259):
" قلت في هذا الحديث إثبات الخرص والعمل به، وهو قول عامة أهل العلم، إلا ما روي عن الشعبي، وأنكر أصحاب الرأي الخرص".
وأنكر الإمام ابن القيم إنكاراً شديداً على من يرد أحاديث الخرص.
4- كتب الله صيام رمضان على المؤمنين، والصيام ركن عظيم من أركان الإسلام بالكتاب والسنة والإجماع، ثم من كان منهم صحيحاً مقيماً فعليه أن يصوم هذا الشهركاملاً، لا يجوز له أن يفطر يوماً واحداً، فإن لم يصمه كاملاً أو نقص منه شيئاً، فقد ارتكب إثماً عظيماً، وتعرض لغضب الله وعقوبته.
فإن كان المؤمن مريضاً أو على سفر أسقط الله عنه الصيام في وقته المحدد وهو شهر رمضان، وأباح له الفطر فيه مدة مرضه أو سفره، ولو استغرق الشهر كله، حتى لو كان المسافر قادراً لا يشق عليه الصيام يجوز له أن يفطر.
وعليه إذا صح من مرضه أو قدم المسافر من سفره أن يقضي الأيام التي لم يصمها.
وأسقط الله وجوب الصيام عن الشيخ الفاني الذي لا يستطيع الصيام، وأباح له الفطر وعليه أن يُطعم عن كل يوم مسكيناً في قول بعض العلماء، وفي قول آخر لا يجب عليه الإطعام؛ لأنه ضعف عنه لسنه، فلم يجب عليه فدية كالصبي.
ويلحق به عند العلماء الحامل والمرضع إذا خافتا على أنفسهما أو ولديهما، ففيهما خلاف كثير بين العلماء، فمنهم من قال: يفطران ويفديان، ويقضيان،وقيل: يفديان فقط ولا قضاء، وقيل: يجب القضاء بلا فدية، وقيل: يفطران ولا فدية، ولا قضاء.
وفي هذا رد حاسم على من يقصر مراعاة المصالح والمفاسد على المستحبات والمكروهات، ويضلل من يقول بمراعاتها في الأصول والواجبات، وهذا التضليل ينعكس على علماء الإسلام الذين أجمعوا على هذه السماحات ومراعاة المصالح والمفاسد عند المشقات والحاجات والضرورات.
5- الحج ركن عظيم من أركان الإسلام بالكتاب والسنة والإجماع ، قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾ (آل عمران: 97).
وفسر معظم العلماء من الصحابة وغيرهم السبيل بوجود الزاد والراحلة وزاد بعضهم شرط أمن الطريق من الظلمة والمكاسين .
فإن فقد المسلم واحداً من هذه الثلاثة الزاد أو الراحلة أو أمن الطريق سقط عنه وجوب الحج.
وفي حق المرأة يزاد شرط وجود المحرم.
فلو فرضنا أن مسلماً لم يستطع الزاد والراحلة إلا بعد أربعين سنة من عمره لكن واجهه الخوف في الطريق من قطاع طرق أو ظلمة يشكلون عليه خطراً في نفسه أو ماله الذي تزود به واستمر هذا الخطر مدة عشر سنوات ثم مات في هذه الحال التي فقد فيها أمن الطريق وهو عازم على القيام بهذا الركن كل هذه المدة فإن الله يسقط عنه المطالبة بهذا الركن العظيم تفضلاً منه وكرماً ورحمة.
وقال ابن قدامة في المقنع (1/473) : " ومن أحرم فحصره عدوٌّ ولم يكن له طريق إلى الحج ذبح هدياً في موضعه وحلَّ " .
قال المحشي تعليقاً على هذا الكلام : ( ويباح -أيضاً- تحلل من إحرام لحاجة إلى قتال أو بذل مال كثير مطلقاً أو يسير لكافر لا لحاجة بذل يسير لمسلم ).
فهذا فيه تنازل عن واجب إلى واجب تلافياً لدفع مال يسير إلى كافر أو مال كثير ولو لمسلم .
وهكذا نرى سماحة الإسلام وسعة رحمة الله بالمؤمنين، فإن الله يراعي ظروف وأحوال المسلمين فيرفع عنهم الحرج والمشاق ويراعي في تكاليفه مصالحهم ويدفع عنهم المفاسد، لا فرق في ذلك بين أصول الإسلام وفروعه.
أليس في القول بأنه لا يجوز التنازل (التسامح) عن الأصول والواجبات والمحرمات، ولا تراعى فيها المصالح والمفاسد لهذه الأمة، ولا يجوز التنازل (التسامح) إلا في الفروع السنن والمكروهات؟، أليس في ذلك حرج كبير وتضييق شديد على المسلمين ينافي ما تميزت به رسالة محمد -صلى الله عليه وسلم- من السماحة؟!! هذه السماحة التي تضافرت عليها نصوص الكتاب والسنة، وتطبيق الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه الكرام،وبينها وقررها علماء الإسلام، فكيف يضلل من يقررها، إن ذا لمن العجب العجاب!! أليس يؤول هذا المذهب إلى تضليل علماء الأمة ووو...الخ
كان أبو الحسن المأربي يحارب أهل السنة بأصول اخترع بعضها وقلد في بعضها، وكان فالح معنا ضده في كل أصوله، ومنها:
التاسع- حمل المجمل على المفصل، اعتنق هذا الأصل ليدافع به عن أهل الباطل، فنقلنا له قول جمهور العلماء من أهل المذاهب أنه لا يؤول إلا كلام المعصوم، ونقلنا له حكاية الشوكاني الإجماع على أنه لا يؤول إلا كلام المعصوم، فلم يرفع أبو الحسن بذلك رأساً.
وكان فالح ينتقده بشدة ولا سيما في هذا الأصل، حيث قال في (ص143) من كتابه "المصارعة": "هذه قاعدة خطيرة، هذه القاعدة من القواعد التي ضل بها أبو الحسن ومن على خطه ومن يؤيده، وهي يعني قواعد خطيرة جداً، مسألة المجمل والمفصل والمقارنات وقضية الجرح والتعديل، مسألة الجرح المفسر وغير المفسر وإلى آخره".
ثم أصبح بعد فتنته يقول به، ويطعن فيمن لا يقول به حيث قال في "النقض المثالي" (ص4) خلال هذيانه بالباطل: "فقد قال بعدم العمل بالمجمل والمفصل إلا بكلام الله أو كلام المعصوم".
فيصدق عليه قول حذيفة –رضي الله عنه-: "إن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر، وتنكر ما كنت تعرف".
وما يدري هذا الجاهل أن حمل مجملات أهل الضلال وأهل الأخطاء على مفصلاتهم يهدم منهج السلف في رد الأباطيل والأخطاء، ويحول الباطل حقاً والخطأ صواباً.
هذا وقد حكى الشوكاني الإجماع أنه لا يؤول إلا كلام المعصوم.
وهذا الأصل الباطل يهدم عدداً من أصول السلف منها ما أسلفناه، ومنها ذلك الأصل العظيم، كل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، ويخالف منهج السلف في التعامل حتى مع أقوال الأئمة حيث يأخذون منها ويردون ويصوبون ويخطئون.
العاشر- ومنها: أن أبا الحسن كان يرد أقوال العلماء وأدلتهم بقوله: لا يلزمني قول هؤلاء لا يلزمني لا يلزمني، وتمسك به أتباعه في كل مكان يردون به أقوال أهل العلم بقولهم لا يلزمني.
وكان فالح يخاصمهم في ذلك.
ثم لما خاض في الفتنة أصبح يرد أقوال العلماء وحججهم بقوله لا يلزمني.
الحادي عشر- ومنها: استعمال أبي الحسن أصل التثبت في غير المواضع التي يشرع التثبت فيها، ويقول التثبت عند كل كلام يدينه بالحق، ولو قاله كبار العلماء، فصار فالح يطعن في العلماء الذين يخالفونه والحق معهم بهذا الأصل لما أيدوا نصيحتيَّ شنع عليهم ورماهم بالتسرع وعدم التثبت، ويؤكد ذلك إلى يومنا هذا لم يرجع عن رميهم بعدم التثبت، وهذا يدل على تقلب فالح ودورانه مع هواه، وأتباعه يدورون في فلكه.

ومن أجل قول الحق، وبيان هذه الأصول التي خالف فيها فالح وأنصاره،ومن أجل نصيحتي له نالني ومن أيد هذا الحق من العلماء تبديع وتحقير، بل وتكفير وسب مقذع وشتائم كثيرة وقذرة من فالح وأتباعه، منها وصف فالح لي وهو من تلاميذي بأني كذاب وخسيس ومنهجي خبيث ودجال وأني أنهش الناس كالسبع ومثل الكلب، وشتائم من أتباعه ورمي لي ولإخواني ومنهم مشايخ أجلاء بأننا روافض وصوفية ولوطية.
وفالح يؤزهم ويشجعهم على ذلك وعلى الاستمرار في هذه الحرب القذرة الظالمة التي يأنف منها أحط الناس.
ولقد رددت على الروافض والصوفية والنصارى واليهود فما واجهوني بشيء من الشتائم والطعون التي وجهها لي ولإخواني فالح وزمرته المجهولة.
هناك علماء كان يدعو إلى تقليدهم في بعض المسائل المنهجية وعددهم كثير، وهم من خيار أهل العلم والفضل والاستقامة فلما نصح من قبلهم بالرجوع إلى الحق أسقطهم ورد نصيحتهم وأقوالهم.
وتابعه في ذلك زمرته، وطعنوا فيهم وشهروا بهم، ودندن بعضهم حول تكفير بعضهم.
وهذا الذي ذكرته غيظ من فيض تضمنته مقالات فالح وأنصاره.
فقابلنا كل ذلك بالصبر والتحمل، وإذا اضطررت إلى رد بعض مقالات فالح أرد بالحجج والبراهين، وأضطر أن أكشف ما يرتكبه من بتر كلامي وإخفاء حججي، وإبطال دعاواه وشبهاته، نصراً وبياناً للحق الذي أخذ الله على أهل العلم العهد والميثاق على القيام به، وبيانه وعدم كتمانه، ودفعاً للظلم عن نفسي وإخواني الذين نصروا هذا الحق وأيدوه، وتحملوا في سبيل ذلك الإيذاء الشديد والطعون الظالمة التي تصدر من فالح وزمرته.
والله يقول الحق ويهدي السبيل وصلى الله على نبينا محمد وعلى إخوانه من النبيين والمرسلين وعلى آله وصحابته أجمعين.

كتبه
ربيع بن هادي عمير المدخلي
6/10/1428هـ





رد مع اقتباس
  #22  
قديم 21 Mar 2014, 09:29 PM
طه صدّيق طه صدّيق غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
المشاركات: 312
افتراضي




مميزات الحدادية


كتبه
الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه.
أما بعد:
بسبب ما جرى من الفتنة بين الشباب في اليمن وطالت ذيولها وتفرعت شعبها، فامتدت إلى بلاد أخرى، وكثرت تطلعات الناس إلى بيان الحق وبيان المصيب من المخطئ، وكان من أسباب هذه الفتن أن طلاب العلم في اليمن رمي بعضهم بالمنهج الحدادي، فاضطررت إلى بيان هذا المنهج لعل ذلك يوضح لكثير من طلاب الحق أن يميزوا بين منهج أهل السنة والمنهج الحدادي.
ثم لعل ذلك يسهم إلى حد بعيد في القضاء على هذه الفتنة مع وعدنا بمواصلة بيان القضايا الأخرى تلبية لهذه المطالب الملحة، وإسهاماً في إنهاء الفتنة .
منهج الحدادية

1- بغضهم لعلماء المنهج السلفي المعاصرين وتحقيرهم وتجهيلهم وتضليلهم والافتراء عليهم ولا سيما أهل المدينة، ثم تجاوزوا ذلك إلى ابن تيمية وابن القيم وابن أبي العز شارح الطحاوية، يدندنون حولهم لإسقاط منزلتهم ورد أقوالهم.
2- قولهم بتبديع كل من وقع في بدعة، وابن حجر عندهم أشد وأخطر من سيد قطب.
3- تبديع من لا يبدع من وقع في بدعة وعداوته وحربه، ولا يكفي عندهم أن تقول: عند فلان أشعرية مثلاً أو أشعري، بل لابد أن تقول: مبتدع وإلا فالحرب والهجران والتبديع.
4- تحريم الترحم على أهل البدع بإطلاق لا فرق بين رافضي وقدري وجهمي وبين عالم وقع في بدعة
5- تبديع من يترحم على مثل أبي حنيفة والشوكاني وابن الجوزي وابن حجر والنووي.
6- العداوة الشديدة للسلفيين مهما بذلوا من الجهود في الدعوة إلى السلفية والذب عنها، ومهما اجتهدوا في مقاومة البدع والحزبيات والضلالات، وتركيزهم على أهل المدينة ثم على الشيخ الألباني رحمه الله لأنه من كبار علماء المنهج السلفي، أي أنه من أشدهم في قمع الحزبيين وأهل البدع وأهل التعصب، ولقد كذب أحدهم ابن عثيمين في مجلسي أكثر من عشر مرات فغضبت عليه أشد الغضب وطردته من مجلسي، وقد ألفوا كتباً في ذلك ونشروا أشرطة ، وبثوا الدعايات ضدهم، وملؤوا كتبهم وأشرطتهم ودعاياتهم بالأكاذيب والافتراءات ؛ ومن بغي الحداد أنه ألف كتاباً في الطعن في الشيخ الألباني وتشويهه يقع في حوالي أربعمائة صحيفة بخطه لو طبع لعله يصل إلى ألف صحيفة، سماه " الخميس" أي الجيش العرمرم، له مقدمة ومؤخرة وقلب وميمنة وميسرة.
وكان يدَّعي أنه يحذِّر من الإخوان المسلمين وسيد قطب والجهيمانية، ولم نره ألف فيهم أي تأليف، ولو مذكرة صغيرة مجتمعين فضلاً عن مثل كتابه الخميس.
7- غلوهم في الحداد وادعاء تفوقه في العلم ليتوصلوا بذلك إلى إسقاط كبار أهل العلم والمنهج السلفي وإيصال شيخهم إلى مرتبة الإمامة بغير منازع كما يفعل أمثالهم من أتباع من أصيبوا بجنون العظمة، وقالوا على فلان وفلان ممن حاز مرتبة عالية في العلم: عليهم أن يجثوا على ركبهم بين يدي أبي عبد الله الحداد وأم عبدالله.
8- تسلطوا على علماء السلفية في المدينة وغيرها يرمونهم بالكذب: فلان كذاب وفلان كذاب، وظهروا بصورة حب الصدق وتحريه، فلما بين لهم كذب الحداد بالأدلة والبراهين، كشف الله حقيقة حالهم وما ينطوون عليه من فجور، فما ازدادوا إلا تشبثاً بالحداد وغلواً فيه.
9- امتازوا باللعن والجفاء والإرهاب لدرجة أن كانوا يهددون السلفيين بالضرب، بل امتدت أيديهم إلى ضرب بعض السلفيين.
10- لعن المعين حتى إن بعضهم يلعن أبا حنيفة، وبعضهم يكفره.
ويأتي الحداد إلى القول الصواب أو الخطأ فيقول هذه زندقة، مما يشعر أن الرجل تكفيري متستر.
11- الكبر والعناد المؤديان إلى رد الحق كسائر غلاة أهل البدع فكل ما قدمه أهل المدينة من بيان انحرافات الحداد عن منهج السلف ورفضوه؛ فكانوا بأعمالهم هذه من أسوأ الفرق الإسلامية وشرهم أخلاقاً وتحزباً.
12- كانوا أكثر ما يلتصقون بالإمام أحمد، فلما بُيِّنَ لهم مخالفة الحداد للإمام أحمد في مواقفه من أهل البدع أنكروا ذلك واتهموا من ينسب ذلك إلى الإمام أحمد، ثم قال الحداد: وإن صح عن الإمام أحمد فإننا لا نقلده، وما بهم حب الحق وطلبه وإنما يريدون الفتنة وتمزيق السلفيين.
ومع تنطعهم هذا رأى السلفيون علاقات بعضهم بالحزبيين وبعضهم بالفساق في الوقت الذي يحاربون فيه السلفيين ويحقدون عليهم أشد الحقد ولعلهم يخفون من الشر كثيراً فالله أعلم بما يبيتون.
فإذا بين لنا أبو الحسن بالأدلة الواضحة على أن من يرميهم بالحدادية قد اتصفوا بهذه الصفات، فسوف لا نألوا جهداً في إدانتهم بالحدادية، بل والتنكيل بهم بالكتابة فيهم والتحذير منهم ، وإلحاقهم بالحدادية بدون هوادة .
وإن عجز عن ذلك فعليه أن يتوب إلى الله عز وجل ويعلن هذه التوبة على الملأ، وإلا فلا نألوا جهداً في نصرتهم ونصرة المنهج السلفي الذي يسيرون عليه والذب عنه وعنهم.
وعلى السلفيين الصادقين أن ينصروهم وينصروا المنهج الذين يسيرون عليه، ويأخذوا على يد من ظلمهم وظلم منهجهم، وحذار حذار أن يقع أحد منهم فيما وقع فيه الحدادية ، أو في بعض ما وقعوا فيه، وهذا هو الميدان العملي لتمييز الصادقين من الكذابين، كما قال تعالى:( ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن الكاذبين).
وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يعصم السلفيين جميعاً في كل مكان من السقوط في هذا الامتحان، ولا سيما في بلاد اليمن التي ظهرت فيها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم عبر المنهج السلفي.


كـــتبه
ربيع بن هادي المدخلي
20/2/1423هـ




رد مع اقتباس
  #23  
قديم 21 Mar 2014, 09:31 PM
طه صدّيق طه صدّيق غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
المشاركات: 312
افتراضي




كلمة حق حول جنس العمل

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه .
أما بعد:
فمما نكب به الإسلام والمسلمون في هذا العصر وخاصة أهل المنهج السلفي فكر سيد قطب وعقائده الفاسدة وما أكثرها وأخطرها .
ومنها قضية تكفير المجتمعات الإسلامية التي جدد وطور بها مذهب الخوارج في التكفير والخروج على الحكام والعلماء .
وقد تلقف هذه الفتنة عنه أناس تلبسوا بالسلفية فزادوها قوة وانتشاراً ، إذ كان سيد قطب يكفر الحكام والمجتمعات الإسلامية بالحاكمية فقط.
أما هؤلاء فقد مكروا وتحايلوا لترويجها وإلباسها لباس المنهج السلفي فوجدوا فكرة تكفير تارك جنس العمل وتكفير تارك الصلاة أعظم وسيلة لترويج فكرتهم وأعظم مصيدة للشباب السلفي ، ومن أعظم الوسائل لتفريقهم وضرب بعضهم ببعض ووجدوا منهما جسراً لرمي أهل السنة بالإرجاء , فالذي لا يركض من أهل السنة معهم في ميدان الخوارج فيكفر الحكام بالطريقة الخارجية الجاهلة فهو مرجيء وعميل وخائن ..الخ، والذي لا يكفر تارك الصلاة منهم مرجيء.
وأدركت دندنة هؤلاء حول إنكار أحاديث الشفاعة ولا سيما حديث أبي سعيد الخدري فكنت أكره الحديث عنه –أي جنس العمل– والخوض فيه لا سيما وكثير ممن يردده لا يفهم معناه وكثير ممن يعرض عليهم من أذكياء حملة العلم يشتبه عليهم حتى قال لي بعض المدرسين الجامعيين الأذكياء قبل أيام: أنا لا أدري ما المراد بجنس العمل إلى الآن.
وفي نادر من الأحيان يسألني عنه بعض الناس فأنهاه عن الخوض فيه فإذا ألَحّ ولـجّ اعترضت ببعض أحاديث الشفاعة كحديث أنس – رضي الله عنه – يخرج من النار: "من عنده أدنى أدنى أدنى من مثقال ذرة من إيمان" ، فلا يحير جواباً.
وفي هذه الأيام كتب أخونا حمد بن عبد العزيز العتيق مقالاً تحت عنوان " تنبيه الغافلين إلى إجماع المسلمين على أن ترك جنس العمل كفر في الدين".
فشرعت في قراءته إلى أن وصلت إلى الصحيفة الخامسة فإذا فيها : "الفصل الثالث: ترك جنس العمل كفر أكبر : المبحث الأول : صورة المسألة هي في رجل نطق بالشهادتين ثم بقي دهراً لم يعمل خيراً مطلقاً لا بلسانه ولا بجوارحه ولم يعد إلى النطق بالشهادتين مطلقاً مع زوال المانع " .
فقلت : إن كان المراد بجنس العمل هذه الصورة فإني لا أتردد ولا يتردد مسلم في تكفير من هذا حاله وأنه منافق زنديق إذ لا يفعل هذا من عنده أدنى حد للإيمان.
لكني لا أحب للسلفيين التعلق بلفظ "جنس العمل" لأمور:
أولها: أنه لفظ مجمل يحتمل هذه الصورة ويحتمل غيرها وهو ما يريده التكفيريون.
ثانيها: كما قال أخونا حمد العتيق : " إنها مسألة غير عملية بمعنى أنه لا يمكن أن يقال : إن هناك زيداً - من الناس – قد شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، ولم يعمل بعدها خيراً قط ، فإن هذا النفي المطلق لا يمكن لأحد إلا الله أن يحيط به " ، والأمر كما ذكر الأخ حمد .
ثالثها: دندنة التكفيريين حوله لمقاصد سيئة منها رمي أئمة السنة بالإرجاء , فمن لا يكفر تارك الصلاة عندهم مرجيء أو أتي من شبهة الإرجاء ، ومن لا يكفر الحاكم الذي يحكم بغير ما أنزل الله تكفيراً مخرجاً من الملة فهو مرجيء وإن فصل على طريقة السلف وإن قال بكفر تارك الصلاة .
رابعها: من أجل ما في هذا اللفظ من الإجمال المشار إليه سلفاً يقع من إطلاقه من اللبس على كثير من الناس، و لما يوقع من الخلاف بين أهل السنة والشحناء والفتن بينهم ، ترجح لي أنه يجب الابتعاد عنه ، لأن الجنس قد يراد به الواحد وقد يراد به الكل وقد يراد به الغالب ، ومن هنا إذا دندن حوله السلفيون حصل بينهم الخلاف الذي يريده التكفيريون وتكثروا بمن يقول به منهم، فيقولون هذا فلان السلفي يقول بتكفير تارك جنس العمل فيجرون الناشيء إلى مذهبهم في تكفير الحكام على منهجهم وإلى رمي علماء السنة بالإرجاء ... الخ.
وأنصح السلفيين أن يلتزموا بقول السلف الشائع المتواتر من أول عهد السلف إلى يومنا هذا ألا وهو قولهم : إن الإيمان قول وعمل ، قول بالقلب واللسان وعمل بالقلب والجوارح ، أو إن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان ، أو كما قال الإمام أحمد رحمه الله : " الإيمان قول وعمل يزيد وينقص " .
أو كما قال البخاري : " كتبت عن ألف شيخ وزيادة ولم أكتب إلا عمن يقول الإيمان قول وعمل " ، ونحو هذه العبارات الموروثة عن السلف التي لا تخرج عن هذا المعنى فالتزام عبارات السلف فيه رد لضلال المرجئة ، وهو رد كاف شاف وفيه أمان وضمان للسلفيين من الاختلاف والقيل والقال، وحماية من استغلال التكفيريين لإطلاق بعض السلفيين لجنس العمل .
ومن أصول أهل السنة وجوب سد الذرائع ، ووجوب درء المفاسد ، وتقديم درء المفاسد على جلب المصالح ، فإطلاق جنس العمل فيه مفاسد لما فيه من الإجمال الموقع في اللبس ولما يثيره من الاختلاف والفرقة فيجب اجتنابه .
قال الإمام ابن القيم رحمه الله زاجرا عن إطلاق الألفاظ المجملة :
فعليك بالتفصيل والتبيين فالـ إطلاق والإجمال دون بيان
قد أفسدا هذا الوجود وخبطا الـ أذهان والآراء كل زمـان
وهنا ملاحظة مهمة ينبغي لفت النظر إليها وهي أن الصورة التي ذكرها الأخ حمد -وفقه الله- لا يجوز لمسلم أن يتردد في تكفير صاحبها إن وجد ، ولكنها في الوقت نفسه هي نظرية غير واقعية ولا عملية إذ لا يتصور وقوعها من مسلم ، والشرائع لم تبن على الصور النادرة كما قال الإمام ابن القيم – رحمه الله -.
فكيف نزج بدعوتنا وشبابنا في الصور المستبعدة أو المستحيلة وتشحن النفوس وتضيع الأوقات في القيل والقال بل توقع الشباب في الشبكة التي نصبها لهم التكفيريون ، فإذا كان لابد من الكلام فيها فيكون من العالم الفطن عند الحاجة كأن يسأله تكفيري عن كفر تارك جنس العمل فيقول له هذه كلمة مجملة فماذا تريد بها فبين لي ما تقصده ، فإن ذكر له صورا باطلة ردها عليه بالحجة والبرهان، وإن ذكر الصورة السابقة قال له هذا حق وأنا معك ولكني أحذرك من التلبيس على الناس بذكر غير هذه الصورة .
فهذا ما أقوله وأنصح به السلفيين في هذه المسالة وأنصحهم بشدة عن تعاطي أسباب الخلاف ومثيراته.
والحرص على ما يؤلف القلوب ويجمعها على الحق بالحكمة والرفق .
أسأل الله الكريم تبارك وتعالى أن يجمع كلمة أهل السنة والمسلمين عموماً على الحق والهدى وأن يجنبهم أسباب الخلاف والفتن .

كتبه : ربيع بن هادي مدخلي
21/5/1425هـ




رد مع اقتباس
  #24  
قديم 21 Mar 2014, 09:34 PM
طه صدّيق طه صدّيق غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
المشاركات: 312
افتراضي




طعن الحداد في علماء السنة

مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، أما بعد:

فهذا جزء من كتابي "مجازفات الحداد" الذي بيّنت فيه مخالفات الحداد لمنهج السلف وجهله وأكاذيبه وظلمه للسلفيين وعلمائهم وقد تبعه ثلّة من الجهلة الحاقدين ولا يزالون على منهجه ومنهم أصحاب شبكة الأثري الذين يعتبرون اليوم من شرار أهل الأهواء وأشدهم كذباً وفجوراً وطعنا في علماء السنة، فهم –بقيادة فالح وعبداللطيف باشميل- حربة مسمومة بأيدي أهل البدع تطعن السلفيين في ظهورهم، كلما قاموا بنصر السنة والذب عنها منذ أنشئت الحدادية إلى يومنا هذا وهي اليوم في أسوأ أحوالها تشن حرباً شعواء على السلفيين وعلمائهم تحت ستار السلفية شأن كل صاحب فتنة لابد أن يجعل له ستاراً ليغطي شره ومكره.
وبهذه المناسبة أنزلت هذا الجزء من "مجازفات الحداد" لأذكر الناس والحداديين بمنشأ فتنتهم ونهايتها وغاياتها.

كتبه
ربيع بن هادي عمير المدخلي
18/جمادى الآخرة/1426هـ

الفصل السابع
غمزه لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله –
قال الحداد: "وعامة المسلمين من زمن على الإرجاء وعامة أهل الرأي عليه لأنه مذهب أئمتهم وما أدري كيف وقع بعض أهل السنة في هذين الخطأين.
1- قال ابن تيمية في كتابه ((الإيمان)): إن الإرجاء بدعة لفظية يعني أنَها ليست بدعة في المعنى وهذا تـهوين من شأنها, وليس بصواب بل هي بدعة حقيقة لفظاً ومعنى , ألا ترى أبا حاتم وأبا زرعة قد نقلا إجماع العلماء على إن المرجئة مبتدعة ضلال , ولذلك اشتد نكير أهل السنة منذ ظهرت حتَى قال سعيد بن جبير التابعي الإمام صاحب ابن عباس – رضي الله عنهما – لأيوب : (( ألم أرك تمشي مع طلق – وكان طلق مرجئاً ـ لئن رأيتك معه لا أكلمك أبداً )).
ومن ذلك من يقول ( مرجئة أهل السنة فاحذر الافتراء).
أتدري ماذا ارتكب الحداد في هذا الكلام القليل من الطعنات في شيخ الإسلام ابن تيمية وكل ذي ريبة يسلك هذه الطرق الملتوية. لقد طعنه ثلاث طعنات نجلاء.
1-طعن فيه بأن قوله هذا تهوين من شأن الإرجاء. وما أدراك ما نظرة القطبيين والتكفيريين إلى الإرجاء. إنها أخطر البدع عندهم وعلى رأسهم محمد قطب الذي يهذي به كثيراً لينال من أهل السنة ويرى أنه لا يقل عن العلمانية إن لم يكن شراً منها. وما رأيت أحداً يزيد على محمد قطب في الهذيان بالإرجاء إلا الحداد الماكر وكم مرة ذكره في هذا الكتاب وكم مرة ذكره في غيره , ليطعن به الأبرياء منه وقد وصم عامة الناس بالأرجاء الغالي في أول كتاب (عقيدة أبي حاتم وأبي زرعة )) فوصفهم بأنهم ظنوا أن الإسلام يجب ويهدم كل شرك أو بدعة تخالطه فما يضر المسلم مع الإسلام معصية ولو كانت الشرك أو الضلال أو الفسوق وهذا الإرجاء الذي فشا فيهم... )).
فالإرجاء أنواع شرها هذا الذي ذكره بل غلاة المرجئة يقولون لا ينفع مع الكفر طاعة ويحمل الحداد حملات شعواء على مرجئة الفقهاء موهماً أنهم قد ارتكبوا شر أنواع الإرجاء.
وبعد هذا التهويل بالإرجاء يأتي إلى شيخ الإسلام ابن تيمية فيطعن فيه بأنه يهون من الإرجاء أي هذا الإرجاء الذي يحذر وينذر من خطره الحداد الناصح الأمين , فأين ابن تيمية المهون من هذه الجريمة الكبيرة التي يرى المنغمسون فيها أنه لا يضر مع الإسلام ذنب ولو كان الشرك أو الفسوق , من الحداد الناصح الأمين والنذير العريان.
فإن قال الحداد وأولياؤه: إن الحداد المسكين لا يقصد ما ذكرت.
قلت : بلى لا يقصد إلا هذا وترداده للإرجاء وتَهويله به في هذا الكتاب وفي غيره لأوضح دليل أنه لا يقصد إلا هذا وما أورد ابن تيمية بعد كل هذا إلا ليطعن فيه، والله أن ابن تيمية ليرى الإرجاء بدعة ولكنه لعدله أراد التفريق بين الغلاة وغيرهم وما ألف كتابه " الإيمان " إلا لدحض الإرجاء.
2- الطعنة الثانية : هي طعنه في ابن تيمية بمخالفة إجماع العلماء فما يريد بقوله : (( ألا ترى أبا حاتم وأبا زرعة قد نقلا إجماع العلماء على أن المرجئة مبتدعة ضلال إلا ليطعن في ابن تيمية بأنه خالف إجماع العلماء وهو يردد هذا بين جلسائه ويزيد بأنه يخالف الأصول , وقد سمعنا هذا في بيتي أنا وغيري من أحد كبار أتباعه أي نسبته ابن تيمية إلى مخالفة الإجماع ومخالفته الأصول.كيف يكون ابن تيمية قد خالف الإجماع ؟ فمن انتقد البدع كلها بما فيها الإرجاء مثل ابن تيمية.
والإرجاء أنواع بينها ابن تيمية وغيره من المؤلفين في الفرق كأبي الحسن الأشعري والبغدادي والشهرستاني. ولكن لا تجد نقداً مثل نقد ابن تيمية.
فهل الحداد يجيد نقد أهل البدع نقداً علمياً أو عمله مجرد الشغب على ابن تيمية والسلفيين.
والمتتبع لسيرة أهل الحديث وموقفهم يرى التفريق بين دعاة أهل البدع وبين غير الدعاة فيهجرون الدعاة ويقاطعونَهم ويهينونَهم ويفتون بقتلهم ويعاملون غير الدعاة بغير هذه المعاملة. من أخذ العلم منهم ورواية سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم ولا سيما المرجئة منهم فهل هم بعملهم هذا يهونون من شأن البدع عند الإمام الحداد الغيور ؟.
فهذا الإمام أحمد موقفه من المرجئة غير الدعاة يشبه ما يقرره شيخ الإسلام ابن تيمية.
قال ابن مفلح في " الآداب الشرعية " : (1/ 229) :
(( قال أحمد في رواية الفضل: وقيل له: ينبغي لأحد أنه لا يكلم أحداً ؟
فقال: نعم إذا عرفت من أحد نفاقاً فلا تكلمه لأن النبي صلى الله عليه وسلم خاف على الثلاثة الذين خلفوا فأمر الناس أن لا يكلموهم قلت: يا أبا عبد الله كيف يصنع بأهل الأهواء ؟ قال : أما الجهمية والرافضة فلا, قيل له فالمرجئة ؟ قال : هؤلاء أسهل إلا المخاصم منهم فلا تكلمه ونقل الميموني نهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن كلام الثلاثة الذين تخلفوا بالمدينة حين خاف عليهم النفاق وهكذا كل من خفنا عليه , وقال في رواية القاسم بن محمد : إنه اتَهمهم بالنفاق وكذا من اتَهم بالكفر لا بأس أن يترك كلامه )).
وقال أبو داود (ص276) من مسائل أحمد : (( فلت لأحمد لنا أقارب بخراسان يرون الإرجاء فنكتب إلى خراسان نقرؤهم السلام ؟ قال: سبحان الله لم لا نقرؤهم )) ؟!.
وقال : (( قلت لأحمد : نكلمهم ؟ قال نعم إلا أن يكون داعياً ويخاصم فيه )). وقال إسحاق بن إبراهيم بن هانيء (1/61) من مسائل أحمد : ((سألته (يعني الإمام أحمد ) عمن قال : الإيمان قول يصلى خلفه قال : إذا كان داعية إليه لا يصلى خلفه , وإذا كان لا علم لديه أرجو أن لا يكون به بأس )).
فهل رواية السلف عن المبتدعة غير الدعاة تَهوين من شأن البدع. وهل تجويز أحمد إقراء السلام على المرجئة تهوين من شأن بدعة الإرجاء ؟
وهل تكليم المرجئة غير الدعاة وتجويز الصلاة خلف المرجئة غير الدعاة تهوين من الإمام أحمد لشأن هذه البدعة ؟
فما هو رأي العلامة محمود الحداد ؟
إن رأيه خلاف رأي السلف وخلاف رأي الإمام أحمد فقد اعترض على الإمام أحمد في تفريقه بين الداعية وغير الداعية وهذا مذهب السلف.
فقال في حاشية رقم (41) (ص68)من جزء من المسائل التي حلف عليها الإمام أحمد " : ((وتفرقته - رحمه الله – بين الداعي وغيره فيها نظر , وأدلة ذلك كله قد فصلتها في كتابي الكبير (( إزالة النكرة )) )). فهل الإمام أحمد والسلف وابن تيمية وأتباعهم خالفوا الأدلة التي لا يعلمها إلا الحداد أليس في هذا تضليل للسلف وتجهيل لهم بمخالفتهم للأدلة التي عرفها وجهلوها وأتبعها وخالفوها ؟
فماذا نصنع الآن بصلاة السلف خلف المرجئة وغيرهم من أهل البدع غير الدعاة وماذا نصنع بمن روى عن أهل البدع غير الدعاة من القدرية والشيعة والمرجئة بل الخوارج بل بعض السلف كان يروي عن المبتدعة الدعاة.
وماذا نصنع برواياتهم في الصحيحين وسائر الأمهات والمسانيد والجوامع إذا أخذنا بِهذا المذهب الحداد ي الذي فات الأمة وهدى الله إليه الحداد وشيعته العظماء.
وللعلامة الحداد قاعدة عظيمة جهلها سلف الأمة وعلمها الحداد وعمل بِها الحداد وشيعته وطبقوها – لشدة تمسكهم – على أهل السنة قبل غيرهم فطعنوا فيهم وبدعوهم وقاطعوهم وهاجروهم وشنوا عليهم من الدعايات الكاذبة بما لم يفعله ولم يسبقهم إليه ألد خصوم أهل السنة.
هذه القاعدة هي كما قال الحداد في شريط (( ماذا حدث )) وفي ( ص 12- 13)من الصفحات التي فرغ فيها الشريط : ((وقال لي الشيخ دع ابن حجر والنووي والشوكاني ورشيد رضا ولنتكلم كلنا في قطب )).
قلت له : (( يا شيخ نتكلم عنهم جميعاً وعن كل مبتدع , والقاعدة في التبديع واحدة , وخطر المبتدعين كلهم واحد وكله شديد على أهل السنة وعدم الكلام في واحد منهم يجعلنا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد )) ويجعل لأهل البدع علينا حجة )).
وبهذه القاعدة التي اخترعها الحداد شغب شغباً شديداً على أهل السنة وخالف السلف كما رأيت وطعن في ابن تيمية كما قرأت وما يدرينا ما موقفه من السلف فالرجل كاذب ماكر لايبدي كل ما في نفسه ولا يستطيع كل مريب أن يجهر بما ينطوي عليه ويكنه من البلايا.
3- والطعنة الثالثة : الفاجرة الخبيثة وهي قوله : (( ومن ذلك من يقول مرجئة أهل السنة فاحذروا الافتراء )).
فمن يقصد الحداد بِهذا الكلام الظالم الجريء , إنه يقصد شيخ الإسلام ابن تيمية بالقصد الأول ثم علماء أهل السنة الذين يقولون بهذا القول من السابقين والمعاصرين )).
قد يساورك شك في أنه يقصد الإمام ابن تيمية لكن إذا تذكرت أن الحداد نقل كلام ابن تيمية هذا من كتاب الإيمان وإذا علمت أن ابن تيمية عدَّ مرجئة الفقهاء من أهل السنة في الموضوع نفسه الذي قال : إن الخلاف بين مرجئة الفقهاء وبين أهل السنة لفظي زال عنك الشك فاستمع إلى ابن تيمية ماذا يقول في كتاب (( الإيمان )) ( ص 281-282 ) الموضوع الذي أخفاه الحداد مكراً !.
((ومما ينبغي أن يعرف أن أكثر التنازع بين أهل السنة في هذه المسألة هو نزاع لفظي , و إلا فالقائلون بأن الإيمان قول , من الفقهاء كحماد بن أبي سليمان – وهو أول من قال ذلك , ومن اتبعه من أهل الكوفة وغيرهم متفقون مع جميع علماء السنة على أن أصحاب الذنوب داخلون تحت الذم والوعيد , وإن قالوا : إن إيمانهم كامل كإيمان جبريل فهم يقولون : الإيمان بدون العمل المفروض ومع فعل المحرمات يكون صاحبه مستحقاً للذم والعقاب , كما تقوله الجماعة , ويقولون أيضاً بأن من أهل الكبائر من يدخل النار كما تقوله الجماعة )).( )
فهل زال الآن الشك عنك في قصد الحداد ثم انظر إلى ابن تيمية كيف وضع وجهة نظره في كون الخلاف لفظياً , ومن أي جهة تناول هذه القضية وهي جهة اتفاق مرجئة الفقهاء مع جميع علماء السنة على أن أصحاب الذنوب داخلون تحت الذم والوعيد واتفاقهم مع أهل السنة بأن الإيمان بدون العمل المفروض ومع فعل المحرمات يكون صاحبه مستحقاً للذم والعقاب.
ومع هذا فقد ناقش المرجئة بما فيهم مرجئة الفقهاء نقاشاً علمياً مبيناً بطلان ما ذهبوا إليه من أن الإيمان لايزيد ولاينقص ومبيناً بطلان حصر الإيمان في التصديق وغير ذلك ومع كل ذلك يتطاول عليه هذا الجاهل الظالم العاجز.عن مناقشة المرجئة من الفقهاء فضلاً عن غيرهم من غلاة المرجئة وسائر أهل البدع.
4- وطعنه رابعة في كتابه (( يوم لاظل إلا ظله )) (ص70) حيث يقول : ((وأما المرجئة فالمسلمون عندهم كلهم مؤمنون كإيمان جبريل وزيادة الإيمان ونقصه عندهم كفر, والأعمال ليست من الإيمان , وبعد هذا كله يقول قائل :
(بدعة لفظية ) لا حقيقية. فإن سلمنا قال صلى الله عليه وسلم : (( ثكلتك أمك وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد أنفسهم )).
فض الله فاه يقصد شيخ الإسلام، ثم قال : وبعد هذا يقول : مرجئة أهل السنة , فهل يقال (( جهمية أهل السنة)) !؟ المرجئة فرقة ( ) غير أهل السنة فكيف يكونون منهم , ولهذا بسط يطول)).
فأنت تراه يلاحق شيخ الإسلام ويلح عليه كل ما وجد فرصة إلى طعنه أو غمزه بِهذا الأسلوب الماكر وهل المرجئة الذين. قال إن الخلاف بينهم وبين أهل السنة لفظي هم الذين يموه بهم الحداد على القراء ؟.
لقد بين شيخ الإسلام من يقصد كما نقلناه عنه آنفاً.
ثم انظر إلى مكره كيف ساق الحديث للطعن في شيخ الإسلام وأن قوله مما يكب الناس في النار على وجوههم.
ثم انظر إلى إلزامه الفاسد فهل يقال : جهمية أهل السنة.
فيقال له فهل الإرجاء مثل التجهم وهل إرجاء الفقهاء الذي عناه ابن تيمية مثل الإرجاء الغالي أو مثل التجهم ثم هل تنكر تسامح أحمد وغيره من السلف رحمهم الله مع مرجئة الفقهاء وغير الدعاة.
5-وطعنة خامسة في كتابه ((يوم لا ظل إلا ظله )) (ص 56- 57) قال الحداد في الموضوع المذكور متحدثاً عن المحبة في الله : (( أعني محبة الناس وكذلك محبة الأشياء الأخرى كالمساجد إلى أن قال فمن تقدم في قلبه محبة السوق على المسجد أو بلده على بلد الله الحرام أو بلد رسول الله صلى الله عليه وسلم أو البلاد التي هي خير من بلده فذلك منكوس القلب :
ثم قال : معرضاً بالإمام ابن القيم :
((ومن هذا الباب قول بعضهم حين يريد بيان زلة متصدر ( فلان حبيب إلى قلوبنا , ولكن الحق أحب إلينا منه)). فهل هو حبيب في الله لاتباعه السنة ودفاعه عنها وعن أهلها , وهذا الكلام مشهور عن ابن القيم قاله في أبي إسماعيل الهروي صاحب (( منازل السائرين )) ومع زلل الهروي فله دفاع مجيد عن السنة وعن أهلها فله في ذلك ذم الكلام والفاروق وكانت بينه وبين الأشعرية معارك عنيفة من أجلها قال ابن القيم تلك العبارة.
ثم قال الحداد : (( ومن ذلك ( أي من انتكاس القلوب ) فرقة جمعت بين الإرجاء والخوارج قال أئمتها نحب بقدر (( يعنون بذلك أن كل شخص نحبه لما فيه من حسنات ونبغضه بقدر ما فيه من سيئات وهذا ضلال مبين فعلى هذا هم يحبون إبليس بقدر إيمانه بأن الله رب العالمين....
والخمر يحبونها لما فيها من المنافع والتداوي المحرم )).
فأضاف إلى انتكاس القلوب الجمع بين الإرجاء ورأي الخوارج وأضاف إلى الكل الضلال المبين.
قد يقال إنه يقصد الإخوان والقطبيين الذين يدندنون حول الموازنات بين الحسنات والسيئات فنقول قد يقصدهم , ولكنهم يحتجون بكلام ابن تيمية الذي يقول إن الحب والبغض قد يجتعان في شخص واحد لأنه قد يجتمع فيه الخير والشر والحداد يعرف هذا ويقصد ابن تيمية بالدرجة الأولى كما عرفنا ذلك عنه وكما شاع الحط منه ومن عصابته في ابن تيمية.
وقد ظلم الطرفان ابن تيمية فالحزبيون يستغلون كلامه في الدفاع عن دعاة البدع غلواً منهم فيهم والحداد يغلو ويتظاهر بالغلو في محاربة أهل البدع فيرى أن المبتدع تضره حسانته( ).
وابن تيمية لا يريد هذا ولا ذاك وكتبه مليئة بالهجوم على أهل البدع والتحذير منهم بدون موازنات وإنما يقصد بكلامه في اجتماع الحسنات والسيئات الرد على الخوارج. الذين يكفرون بالذنوب وينكرون الشفاعة ويسقطون إيمان وأعمال العصاة بالكبائر إذا ماتوا مصرين عليها وهذا خلاف ما دل عليه الكتاب و السنة ويرد أيضاً على أناس تشددوا عل مثل الباقلاني و أبي ذر الهروي فكفروهم وهذه أبواب غير أبواب الجرح والتعديل والتحذير من البدع وباب النصيحة وغيرها مما أجمع عليه السلف من جواز بل وجوب ذكر القدح والجرح بدون ذكر الحسنات كما في كتب الجرح الخالصة للجرح وكما في كتب الجرح والتعديل الشاملة للنوعين.
وكما في كتب السنة وكتب العقائد وهو منهج سديد عادل منصف دل عليه الكتاب والسنة وقام عليه الإجماع وممن حكى الإجماع عليه شيخ الإسلام نفسه والنووي وقد برهنت على ذلك في كتاب (( منهج أهل السنة في النقد )) وسقت فيه أقوال علماء الإسلام وأئمته.
وهو منهج لا يتم صون الإسلام وحمايته إلا به ولا يتم حماية أهل السنة من غوائل البدع والشرور إلا به. وليس من الظلم أن تذكر الإنسان بما فيه من بدعة أو كذب أو غش نصحاً للمسلمين وتحذيراً لهم من البدع والشرور.
إنما الظلم أن تطعن في إنسان بما ليس فيه ولوكان كافراً، وهذا الفعل لايفعله إلاظالم جهول وكم يحصل هذا من أهل الأهواء والبدع يظلمون أهل السنة فيرمونهم ويطعنون فيهم بما هم منه برآء وقد فعله الحداد الظلوم الجهول.

الفصل الثامن
غمزه لشارح الطحاوية ورمية للطحاوي بالتجهم

قال الحداد ( ص70 ) : (( الطحاوية أحذر منها منذ سبعة عشر عاماً ولم يحدث يوماً أن أوصيت بها ( ).
وفي الأصل بلايا غير الإرجاء وغير مقدمتها وفيها تعالى الله عن الأعضاء والجهات. وهذه جهمية تنفي اليد والوجه والساق بزعم أنها أعضاء وتنفي العلو بزعم أنه محال عليه تعالى الجهة وفيها غير ذلك كثير.
والشرح فيه لين ( ) في مواطن كثيرة وفيه أشيا على طريقة أهل الكلام.
وقد قال أحمد في رسالة عبدوس – رحمه الله تعالى – (( صاحب الكلام وإن نصر بكلامه السنة لا يكون من أهل السنة حتى يدع الجدل ويسلم ))( ).
أقول : لا نعرف الطحاوية في العقيدة إلا مع شروح أهل السنة مثل شرح ابن أبي العز وقد حققه عالمان من أهل السنة.
الأول : أحمد شاكر العالم السلفي الشهير , والثاني : الشيخ محمد ناصر الدين الألباني.
ثم شرحه شرحاً موجزاً كل من : الشيخ محمد بن مانع ثم الشيخ عبد العزيز بن عبد الله باز ثم الشيخ الألباني , فلا يخشي على القراء الضرر منها.
وكل علماء أهل السنة والحديث يحترمون شرح ابن أبي العز للطحاوية ويعتزون به ويحترمون الشارح ولم نعرف الطعن في هذا الكتاب إلا من أهل البدع والضلال خصوم المنهج السلفي.
ثم وجدنا أشدهم طعناً فيه هذا الجاهل المتعالم المتظاهر بالسلفية مع حربه لأهلها وشغبه عليهم محمود الحداد ( ).
ثم إن على الحداد في هذا الكلام مآخذ :
أولاً : رميه للطحاوي بالجهمية , وحمل كلامه على نفي الوجه واليد والساق بزعم أنها أعضاء ونفي العلو :
فهذه جرأة من هذا الإنسان لم يسبق إليها.
قال الشيخ ابن باز حفظه الله مبيناً مقصد المؤلف الطحاوي بهذا الكلام : (( هذا الكلام فيه إجمال قد يستغله أهل التأويل والإلحاد في أسماء الله تعالى وصفاته , وليس لهم بذلك حجة ؛ لأن مراده رحمه الله تنـزيه الباري سبحانه عن مشابهة المخلوقات لكنه أتى بعبارة مجملة فمراده بالحدود يعني التي يعلمها البشر فهو سبحانه لا يعلم حدوده إلا هو لأن الخلق لا يحيطون به علماً..
وأما الغايات والأركان والأعضاء والأدوات , فمراده رحمه الله تنـزيهه عن مشابهة المخلوقات في حكمته وصفاته الذاتية من الوجه واليد والقدم... وأهل البدع يطلقون مثل هذه الألفاظ لينفوا بها الصفات بغير الألفاظ التي تكلم الله بها وأثبتها لنفسه حتى لا يفتضحوا وحتى لا يشنع عليهم أهل الحق.
وقال الشيخ الألباني : (( مراد المؤلف بهذا الفقرة الرد على طائفتين :
الأولى : المجسمة والمشبهة الذين يصفون الله بأن له جسماً وجثة وأعضاء وغير ذلك تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
والأخرى : المعطلة الذين ينفون علوه تعالى على خلقه.... )).
ونقل عن الشيخ محمد بن مانع ما يؤيد كلامه.
وأنه قال : ما كان أغنى الإمام المصنف عن مثل هذه الكلمات المجملة الموهمة المخترعة.
ولو قيل : إنها مدسوسة عليه وليست من كلامه لم يكن ذلك عندي ببعيد إحساناً للظن بهذا الإمام.... )) ثم أثنى على الطحاوي خيراً واعتبره من أكابر العلماء وأعاظم الرجال )).
راجع شرح الشيخ ابن باز ( ص10-11 ).
وشرح الألباني(ص28-29).
وأما ابن أبي العز شارح الطحاوية فقد أسهب في شرح هذه الألفاظ وتوجيهها بما يتمشى مع المنهج السلفي ووضع القواعد النافعة خلال ذلك ولا يخرج في مجموعه عما قرره العلماء السالف ذكرهم.
راجعه من (1/ 260-270 ).
أما الحداد فليس لديه إلا الشغب على أهل السنة وإثارة الفتن وما أبعده عن النصحية واحترام أهل السنة.
2-وأما رمي الحداد للطحاوي بنفي العلو عن الله تعالى فهذا من ظلمه وظلمة قلبه وعقله.
فالرجل على طريقة أهل السنة المثبتين لصفات الله ومنها العلو.
قال : في هذه العقيدة : (( والعرش والكرسي حق : هو مستـغن عن العرش وما دونه , محيط بكل شيء وفوقه , وقد أعجز عن الإحاطة خلقه ))( ) .
انظرها مع شرح الألباني ( ص37 ).
ومع شرح الشيخ ابن باز ( ص15 ).
3- قال الحداد : (( والشرح فيه لين في مواطن كثيرة )).
أقول : الرفق واللين أمر مطلوب شرعاً.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مهلاً يا عائشة عليك بالرفق وإياك والعنف والفحش )) هذا لما ردت على يهودي حينما قال السام عليكم فقالت عائشة :
(( عليكم ولعنكم الله وغضب عليكم )). البخاري (( الأدب )) (حديث6030).
ثم إن الرجل يطلق الكلام على عواهنه ويجازف في كثير من كلامه.
فأين هي المواطن الكثيرة التي يدعي أن ابن أبي العز شارح الطحاوية قد لان فيها وهل هو لين في بيان الحق أو هو لين يضيع الحق ؟.
هذا وقد قال الحداد في (( عقيدة أبي حاتم وأبي زرعة )) ( ص90 ) :
(( درج كثير من أهل السنة المعاصرين على الوصية بكتاب العقيدة الطحاوية وشرحه مع أن الأصل والشرح كلاهما فيه بلايا عظيمة من الإرجاء وغيره )).
وقد طولب هو وأشياعه ببيان هذه البلايا فعجزوا وعجز شيخهم وهذا العجز أكبر دليل على كذب الحداد وأن كلامه هذا من ضمن برنامجه الخطير في محاربة أهل السنة وكتبهم.
4- قول الحداد : والشرح فيه لين في مواطن وفيه أشياء كثيرة على طريقة أهل الكلام.
فهذا الكلام تلقاه عن أهل البدع والضلال فمنذ قُرِّرَ هذا الكتاب في الجامعة الإسلامية في حدود 1381هـ وهم يرجفون بهذا الكلام لإبعاد هذا الكتاب الذي يربي أبناء العالم الإسلامي على عقيدة أهل السنة والتوحيد ولا يوجد كتاب يسد مسده.
فشرقوا به ويثيرون عليه مثل هذه الضجة المغرضة فالحداد يردد كذباً. ما يقوله أعداء السنة في هذا الكتاب القائم على أدلة الكتاب والسنة في إثبات العقيدة والرد على أهل البدع بأصنافهم من مشبهه وجهمية معطلة ومرجئة وخوارج فلذلك ضاق أهل البدع به ذرعاً.
وقول الحداد : وفيه أشياء كثيرة على طريقة أهل الكلام.
يريد أن يطعن به في الشارح وأن يبدعه بل يريد فيما يبدو تبديع من اعتمد عليهم في الشرح مثل ابن تيمية وابن القيم فإن ابن أبي العز قد اعتمد على كلامهما لعله في جل كتابه وهذا أمر معروف عند أهل السنة ولعل الحداد يعرف ذلك. ولتحقيق هذا الهدف قال : (( وقد قال أحمد في رسالة عبدوس رحمه الله (( صاحب الكلام وإن نصر بكلامه السنة لا يكون من أهل السنة حتى يدع الجدل ويسلم )).
بهذا الأسلوب الماكر يريد أن يبدع ابن أبي العز السلفي الصادق، ويريد أن يبدع من ترسم خطاهم ونقل كلامهم من مجاهدي أهل السنة وأئمتها كابن تيمية وابن القيم. ثم نسأله هل ابن أبي العز من أصحاب الكلام حتى تنـزل عليه وعلى أئمته كلام الإمام أحمد رحمه الله.
إن الإمام أحمد يقصد بأهل الكلام خصوم السنة والمنهج الحق من المعتزلة والجهمية الذين أفسدوا عقائدهم وعقائد من تابعه تابعهم. فيرى أحمد أن هؤلاء حتى وإن نصروا السنة في ردودهم على الفلاسفة والنصارى و الملاحدة. فهم مع ذلك أهل بدع لأن عقائدهم وأصولهم قائمة على الفلسفة اليونانية المسماة بعلم الكلام فهؤلاء هم الذين عناهم احمد رحمه الله.
ولا ينطبق كلامه والعياذ بالله على أئمة الإسلام المجاهدين المناضلين عن كتاب الله وعن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأدلة الكتاب والسنة وبرا هبنهما.
ثم إن ابن أبي العز وابن تيمية وابن القيم أشد الناس عداوة لعلم الكلام و أشد الناس تحذيراً منه.
إن كلام الحداد في ابن أبي العز ثم عجزه عن سوق الأمثلة للبلايا الكثيرة التي ادعى أنها في الكتاب لمن البراهين الواضحة على افترائه لتشويه هذا الكتاب السلفي.
وإذا شئت أن تعلم براءة ابن أبي العز من علم الكلام وبغضه له ولأهله فاقرأ الكتاب لترى كيف حارب علم الكلام في هذا الكتاب من بدايته.
فقال رحمه الله في مقدمته ( 1/ 17 ) : (( فعن أبي يوسف – رحمه الله – أنه قال لبشر المريسي : (( العلم بالكلام هو الجهل، والجهل بالكلام هو العلم وإذا صار الرجل رأساً في الكلام قيل : زنديق أو رمي بالزندقة... وعنه أيضاً – من طلب العلم بالكلام تزندق...)).
وقال : وقال الإمام الشافعي- رحمه الله - : (( حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال ويطاف بهم في القبائل والعشائر ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة و أقبل على علم الكلام)).
قال: (( وذكر الأصحاب في الفتاوى أنه لو أوصى لعلماء بلده لا يدخل المتكلمون)).
وطعنه كثير في الكلام والمتكلمين في ثنايا الكتاب. فكيف يرميه هذا الجاهل بأن في كتابه أشياء عل طريقة المتكلمين وينـزل عليه كلام أحمد.
إن مواقفه الكثيرة من أهل السنة السابقين والموجودين لتدل على أن في قلبه غلاً وحقداً عليهم فبعداً وسحقاً لهذا الصنف الرديء من البشر وقطع الله دا برهم.

الفصل التاسع
من عجائب هذا الحداد

ما قاله في شريط (( ماذا حدث )) وفي الصحفية العاشرة من تفريغه (( ومع ذلك كان بيني وبين الشيخ يعني ربيعاً )) خلافات وذكر منها خلاف في أبي حنيفة رحمه الله.
ثم قال : (( في شريط العلم )) (( الشعب العراقي مظلوم )) فلما كلمته في ذلك و أن هذا القول مخالف للشرع , فإن الله تعالى يقول (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً ) ويقول (وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون ).
وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي الدعاء للعراق , لأنها أرض فتن.
قال : كلا بل هم مظلومون وظلمهم صدام.
وهذا الكلام في ذلك الوقت وفي كل وقت خطير )).
وذكر الحداد أن في هذا الشعب فرقاً ضالة منهم الشيعة والصوفية واليزيدية وغير ها من فرق الضلال.
أقول : إني لا أذكر أنه جرى بيني وبينه خلاف في هذه المسألة بل لا أذكر إلا أن الرجل لا يستطيع أن يتكلم عندي جبناً منه لا أدبا.
وهب أنه حصل هذا الخلاف بيني وبينه. فهل قولي مخالف للشرع أو قوله ؟
إني لا أشك في أن في الشعب العراقي فرقاً ضالة من شيعة وصوفية وغيرها.
ومع ذلك فهل هناك مسلم يعتقد أن صداماً إمام عادل , وأن ما يفعله بالشعب العراقي من إذلال واضطهاد وقتل وتشريد عدل منبثق من شريعة الإسلام ؟
وهل أحد من المسلمين الصادقين أو العلماء الفاقهين يقول : إن من قال صدام ظالم ظلم الشعب العراقي بل والشعب الكويتي بل والألوف من المصريين الذين قتلهم والآلاف من البشر الذين قتلهم وشردهم أيام أزمة الخليج.
وأن الآلاف من الأكراد من رجال ونساء وأطفال الذين قتلهم وشردهم مظلومون ؟.
فهل يقول مسلم أو عالم أن هذا القول مخالف للشرع ؟.
وإن فعل صدام كل هذه الأفاعيل موافق ومنبثق من شريعة الإسلام ؟
وهل إذا مَلَّكَ الله الحداد رقاب شعب كالشعب العراقي سيفعل مثل صدام ويعتبر هذا ومن شريعة الإسلام ؟
أما أنا فأعتقد أن صداماً ظالم طاغية جبار عدو لله ولرسوله وللإسلام وما يفعله ظلم شنيع في نظر الإسلام والمسلمين. بل حتى في نظر غير المسلمين. وأنه لا يجوز قتل النساء والأطفال ولو كانوا كفاراً واضحين.
وإن الطريقة التي يقتل بها صدام رجال ونساء الشعب العراقي يبرأ منها الإسلام. فقتل الكافر لا يجوز إلا بطرق وشروط معينة بينها وشرطها الإسلام.
وأخذ الأموال في الإسلام لا يجوز إذا كان غنيمة أو فيئاً في جهاد إسلامي لإعلاء كلمة الله ولا من كفار أهل ذمة إلا بشروط يشرعها ويجيزها الإسلام لا بطريق صدام الفوضوي البعثي.
والآن نسأل ما سر إثارة الحداد لهذا المسألة وتردادها وإذا أعتها في الشريط وفي المذكرة التي أشاعها أصحابه ؟
هل الرجل من أولئك الذين أيدوا صداماً وشهدوا له بأنه بطل إسلامي في أزمة الخليج وأن جهاده إسلامي لما كان يستهدف ديار الإسلام والسنة و التوحيد ؟
إن هذا غير مستبعد فقد أيد صداماً وزكاه من تظاهر بالإسلام والجهاد أكثر من الحداد الغامض المتستر بالعزلة.
وقد يكون من الأدلة والشواهد طعنه في هيئة كبار العلماء وفتواهم إبان أزمة الخليج ذلك الطعن الخبيث الذي جرى به قلمه فقال : (( أما علماء السوء الذين يقولون مالا يفعلون بل في زماننا منهم الكثير ممن لا يقول الحق ولا يفعله ! فهؤلاء ليسوا بحكام إلا على شرار الجهال من العوام.
وهم عبيد السلاطين : اليوم يحرمون الحلال بأمرهم , وغداً يحللون الحرام بأمرهم , وهكذا ففتاويهم حاضرة حضور الدينار والدرهم والجاه والمنصب هان العلم عليهم فقبلوا المال عنه , فإنا لله وإنا إليه راجعون , فقد كان ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله ينتزع العلم بانتـزاع العلماء حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوسا جهالا... )).
انظر كتاب (( الجامع في الحث على حفظ العلم )) تأليف العسكري والخطيب البغدادي وابن عساكر وابن الجوزي ( ص19 ) بتحقيق الحداد وقد فرغ من ا لقسم الأول منه في (7/2/ 1411هـ) في شدة الأزمة.
ثم ما معنى قوله تعالى ( وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا ) [ الأنعام : 29]
ذكر ابن جرير فيها أقوالاً لأهل التفسير وهي :
1- أن المؤمن ولي المؤمن والكافر ولي الكافر وهو قول قتادة.
2- وقال بعضهم يتبع بعضهم بعضاً في النار من الموالاة وهو المتابعة.
3- وقال آخرون نسلط بعض الظلمة على بعض بما في ذلك الجن والإنس( ) . رجح ابن جرير الأول , وكلها تدل على جهل الحداد وسوء فهمه للقرآن.
فقد سمى الله الطرفين ظالمين. وفهم المفسرون ذلك ولم يقل أحد منهم أن قتل وظلم الجبابرة لشعوبهم عدل.
تعالى الله عن قول الحداد علواً كبيراً.
ولما قتل موسى صلى الله عليه وسلم القبطي الكافر الظالم قال : ( هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين ) قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه الغفور الرحيم ) القصص الآية 15-16.
ولام الله اليهود على الخيانة ولو للكافرين. وعلى أكل الربا والسحت ولو من أموال الكافرين. وقال ( وإذا الموؤدة سئلت ).
ولام المشركين على قتل أولادهم. والآيات في هذا كثيرة في تحريم الظلم ولو كان على الكافرين فضلاً عن المسلمين.






رد مع اقتباس
  #25  
قديم 21 Mar 2014, 09:36 PM
طه صدّيق طه صدّيق غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
المشاركات: 312
افتراضي




خطورة الحدادية الجديدة
وأوجه الشبه بينها وبين الرافضة (1 ) :


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد :
فإنَّ من يستقرئُ أحوال الحدادية الجديدة وكتاباتهم ومواقفهم يُدرك أنَّهم يسيرون على منهج فاسد وأصول فاسدة يُشابهون فيها الروافض وسوف أَعرِضُ في هذا المقال ما تيسَّر منها نصيحةً للمسلمين وللسلفيين منهم بصفة خاصةٍ ليحذروهم وليحذِّروا منهم .
وممَّا ألجأني لبيان شيءٍ من أصول وأحوال هذه الفئة الضالَّة إسرافهم في السبِّ الشنيع والبُهت الفظيع الذي يُنشر في موقعهم المسمَّى بـ (الأثري !) الذي يخجلُ منه الروافض وكلُّ أهل الملل (!) ,ومن بُهتِهم الذي ينشرونه في هذا الموقع ما قاله أحدهم وهو الذي سمَّى نفسه بـ (السحيمي الأثري) (!) في مقال سمَّاه :
 لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلامٌ عليكم لا نبتغي الجاهلين 
بتاريخ 8/4/2005م ضمَّنه كلاماً قبيحاً لا يصدُرُ إلاَّ من أحطِّ البشر أخلاقاً ويصعبُ حكايته على النفوس الحيَّة ,ومنه العبارات الآتية :
1- قال طاعناً في علماء المنهج السلفي(!) :( شيوخ يكذبون , ويفترون , و يظلمون , ويصغون للنمامين الغشاشين الأفاكين ويبنون حكمهم على حكم هؤلاء وهم والله الذي أقسم به لا شريك له لا يعرفون في أي وادٍ سارت فتواهم أو أحكامهم الجائرة ) !!
- أقول : وهذا من أفرى الفِرى على هؤلاء العلماء الأفاضل .
2- وقال : ( يا قوم أأصبحتم رافضة وصوفية و.........(كلمة لا أستطيع حكايتها)!! ) !!
- أقول : وبهذا الأسلوب فاقوا الروافض في بُهتهم وقذارة كلامهم و بشاعته .أيليق بمسلم أن يسوق مثل هذا الفجور وقول الزور تحت الآية الكريمة التي عنون بها لهذه القبائح والمخازي ؟! .أليس هذا من تحريف كلام الله و الانحراف به عن مقاصده الشريفة ومنها تربية الأمَّة على الأخلاق العالية ؟! فوالله لو جاء بعنوانٍ من كلام الروافض لهان الأمر ,أما أن يسوقها تحت آية من كلام الله تبارك وتعالى فهذا أمرٌ-واللهِ-لا يُطاق ,وما أظنُّ مسلماً مهما بلغ من الضلال أن يحتمل مثل هذا الأسلوب (!) ومما يزيد الأمر فظاعةً أن يتلقاه أعضاء هذا الموقع بالترحيب والتأييد (!!).
وهاكم ما تيسَّر ذكره من أوجه الشبه بينهم وبين الروافض :

- الوجه الأول : التقية الشديدة ؛فالرافضي يعترف لك بأنَّه جعفري ويعترف ببعض أصوله وعقائده الفاسدة .وهؤلاء لا يعترفون بأنَّهم حدادية ولا يعترفون بشيءٍ من أصولهم وما ينطوون عليه .
- الوجه الثاني : السرية الشديدة في واقعهم وموقعهم في الشبكة المعروفة بالأثري بدرجة لا يلحقهم فيها أي فرقة سِرِيَّة حيث يكتبون تحت أسماء مجهولة مسروقة فإذا مات أحدهم فلا يُعرف له عينٌ ولا أثر (!) ؛وبهذا العمل فاقوا الروافض فإنَّهم معروفون وكتب التاريخ والجرح والتعديل مشحونة بأسمائهم وأحوالهم وإن كانوا يستخدمون التقية والتستر بحيث لا يظهر كثير من أحوالهم .
- الوجه الثالث : الرفض فالروافض رفضوا زيد بن علي لما تولَّى أبا بكر وعمر والحدادية رفضوا أصول أهل السنة في الجرح والتعديل وتنقصوا أئمة الجرح والتعديل وتنقصوا أصولهم فقالوا :
1- ( هل الجرح والتعديل الذي في علم المصطلح هو نفسه كلام الأئمة والعلماء في أهل البدع والأهواء ,أو بمعنى آخر هل تطبق قواعد هذا العلم في الكلام على أهل النحل ؟) (!)
2- ( إن علم الجرح والتعديل جانبي من علوم الشريعة له ضوابط وقواعد محددة معروفة بينها أهل هذا العلم في كتبهم . أما الكلام في الرجال غير الذين في الرواية فهذا يحتاج إلى عالم محيط بالشريعة ينظر في الأصول ويستقرأ الأدلة ليخرج بعدها بحكم على هذا الرجل وهل خالف منهج أهل السنة والجماعة أو لا ؟ ) (!)
3- ( علماء الجرح والتعديل قد يتكلمون في الراوي بسبب أمور لا تستدعي جرحه ,أما العلماء إذا تكلموا في شخص وبدَّعوه فبعد النظر في منهج أهل السنَّة والجماعة واستقراء الأدلَّة لأنَّهم يعلمون خطورة التبديع وفرق بين هذا وذلك ) (!)
4- ( علماء الجرح والتعديل قد يختلفوا في الحكم على راو معين فلا يكون سبباً للحكم على الآخرين ما لم يأخذوا بهذا الجرح ,أما العلماء إذا تكلموا في مبتدع فيجب اتباعهم وإلاَّ أُلحق بهم من لم يأخذ بقولهم بذلك المبتدع ) (!)
5- ( ولهذا فإنَّ قواعد علم المصطلح محدودة لا تتجاوز إطارها الذي وضعت فيه ,وإن وقع تشابه في بعضها بين كلام الأئمة في أهل البدع والأهواء فلا يكون ذلك حاملاً لتطبيق باقي القواعد في الحكم على الرجال الذين هم خارج الرواية . هذا الذي يدندن حوله الشيخ فالح ويريد من الشباب السلفي أن يتنبَّه إلى تلبيس أهل الأهواء في هذا الجانب فهم يريدون منهم أن تطبق قواعد المصطلح في الكلام على أهل البدع لكي يردُّوا أحكام العلماء فيهم ) (!)
وقد رددتُ على هذه الأصول الفاسدة التي أهانت علماء الجرح والتعديل وأهانت أصولهم العظيمة في كتابيه ( أئمة الجرح والتعديل هم حُماة الدِّين ).
- الوجه الرابع : رفضوا أصول أهل السنة في مراعاة المصالح والمفاسد .
- الوجه الخامس : رفضوا أصول أهل السنة في الأخذ بالرخص في الأصول والواجبات ورفضوا أقوال علماء السنة في بيان الأحوال التي يرخص فيها الشرع الحكيم وتجاهلوا النصوص القرآنية والنبوية في مراعاة المصالح والمفاسد والأخذ بالرخص وأرادوا تكبيل المنهج السلفي وأهله بآصارهم وأغلالهم المهلكة .
- الوجه السادس : إسقاطهم لعلماء السنة المعاصرين وتنقصهم لهم ورد أحكامهم القائمة على الأدلة والبراهين وخروجهم عليهم وطعنهم فيهم وفي مناهجهم وأصولهم القائمة على الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح .
- الوجه السابع : تسترهم ببعض علماء السنة مكراً وكيدا مع بغضهم لهم ومخالفتهم في أصولهم ومنهجهم ومواقفهم كما يفعل الروافض في تسترهم بأهل البيت مع مخالفتهم لهم في منهجهم وأصولهم وبغضهم لأكثرهم لماذا يفعلون هذا ؟
- الجواب : ليتمكنوا من إسقاط من يحاربونهم من أهل السنة وليتمكنوا من الطعن فيهم وتشويههم وتشويه أصولهم وليحققوا أهدافهم في تشتيت أهل المنهج السلفي وضرب بعضهم ببعض .
- الوجه الثامن : الدعوة إلى التقليد كما هو حال الروافض وغلاة الصوفية ؛وهذا ما أخترعه عبد اللطيف باشميل لما فشل محمود الحداد وعصابته في المواجهات الوقحة للعلماء والطعن الظاهر فيهم وأسقط الله الحداد. فأراد عبد اللطيف المضي قدماً بمنهج الحدادية في ثياب جديدة وخلف أسوار وتحت ظلمات المكر.
فأظهر-مكراً- احترام علماء نجد زعماً منه أنهم مقلدة ودعاة تقليد -وحاشاهم من ذلك- وقام هو وبعض عصابته بنشاط قوي في دعايات وكتابات استهدفوا بها أهل المدينة فأسقط الله كيدهم .
وتظاهر بالحماس للإمام محمد بن عبد الوهاب والدفاع عنه فافتعل بأكاذيبه وخياناته عدوًّا للإمام محمد بن عبد الوهاب ألا وهو الشيخ العلامة المحدث السلفي محمد ناصر الدين الألباني الموالي للإمام محمد بن عبد الوهاب والسائر على منهجه منهج السلف الصالح افتعل منه عدواً لدوداً لا نظير له للإمام محمد ودعوته ولآل سعود وربط أهل المدينة به وادعى للألباني منهجاً خاطئاً يسير عليه أهل المدينة .
لماذا اخترع هذا المنهج ؟ ليتمكن من إسقاط الألباني وجهوده خلال ستين سنة في خدمة التوحيد والسنة وإسقاط مواجهاته للبدع وأهلها ،كل البدع بما فيها الإرجاء وليغرس العداوة والبغضاء بين أهل السنة والتوحيد في نجد وبين إخوانهم من أهل التوحيد والسنة في المدينة والشام واليمن وكل مكان تنتشر فيه السنَّة وينتشر فيه التوحيد .
وكان فالح يسير مع عبد اللطيف في هذا الميدان بصورة خفية ماكرة تظهر علاماتها بين الفينة والفينة إلى سنوات قريبة ، ثم أظهر أصوله الفاسدة ومنهجه في الصورة الجديدة التي هي أخطر وأقبح من واقع الحدادية القديمة وبرزت فيها الأصول الباطلة المهلكة الهدامة للمنهج السلفي وأهله وأخيراً فضح الله هذا المنهج وأصحابه -بعد تستر طويل- أكثر وأكثر بدفاع فالح عن عبد اللطيف باشميل وأباطيله وأكاذيبه وافتراءاته على الألباني وأهل المدينة وتزكيته وبالدفاع عن الحدادية وعن غيرهم من أهل الباطل الذين واجههم الشيخ ربيع وبَيَّن الشيخ ربيع في مواجهتهم أباطيلهم وأوضح المنهج السلفي المضاد لتلك الأباطيل والأصول الفاسدة .
وبكل ما ذكرتُ يكون فالح وعصابته قد مَرَقُوا من المنهج السلفي وأصبحوا من ألدِّ خصومه ،ويظهر للعاقل أنهم أشد خطراً عليه وعلى أهله من كل خصوم وطوائف أهل الضلال .
- الوجه التاسع : أنهم يفترون على الشيخ ربيع ومن ينصره في الحق من العلماء وأعضاء شبكة سحاب السلفية بأنهم مرجئة وبأنهم صنف أخير من أصناف المرجئة وكذبوا ورب السماوات والأرض جملة وتفصيلا والشيخ ربيع وإخوانه مشهورون بمحاربة البدع جميعاً ومنها الإرجاء بكل أصنافه وأخيراً وصفوهم بالرفض والصوفية و....... ! (كلمة لا أستطيع حكايتها) (!!!) . وللقوم أكاذيب وافتراءات وخيانات وبتر متعمَّد لكلام من يريدون أن يُلصقوا به تهمة من التهم الكبيرة . وكذب وتحريف في الدفاع عن أعضائهم ومن يقودهم . وبهذه الخصال الشنيعة شابهوا الروافض والفئات والأحزاب الضالة .
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- بعد ذكر مخازي الروافض ومنها موالاتهم للكفَّار ضد المسلمين قال :[ فهم أشد ضررًا على الدين وأهله، وأبعد عن شرائع الإسلام من الخوارج الحرورية؛ ولهذا كانوا أكذب فرق الأمة‏.‏ فليس في الطوائف المنتسبة إلى القبلة أكثر كذبًا ولا أكثر تصديقًا للكذب وتكذيبًا للصدق منهم، وسيما النفاق فيهم أظهر منه في سائر الناس، وهى التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏آية المنافق ثلاث‏:‏ إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان‏)‏، وفى رواية‏:‏ ‏(‏أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كان فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها‏:‏إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر‏)‏‏ ] اهـ.
فهؤلاء الحداديون يُشابهون الروافض في الكذب وتصديق الكذب وتكذيب الصدق فهناك مقالات وأقوال صادقة قائمة على الكتاب والسنَّة كذَّبوا مضمونها وردُّوها ومنها أقوال لعلماء فحول حرَّروها في قضايا الإيمان ومسائل الأصول ردُّوها ورفضوها. وهناك من الأقاويل والأباطيل والأكاذيب والتحريفات أيَّدوها ونصروها وكم فجروا في خصومتهم لأهل السنَّة هذا بالإضافة إلى صفاتهم التي سلفت .
- الوجه العاشر : التدرج الماكر على طريقة الباطنية وإن كنَّا لا نرى أنَّهم باطنية لكن نرى أنَّهم شابهوهم في التدرُّج والتلوُّن .
فقد كانوا إلى عهد قريب يتظاهرون باحترام مجموعة من العلماء ويرون أن من خالفهم فقد كذب الإسلام وكذب القرآن والسنة ,ونسف الإسلام ويدعون إلى تقليدهم بحماس فلما ظنوا أنهم قد قوي ساعدهم واشتد عودهم أعلنوا عليهم الحرب وسفهوا أقوالهم وجرَّأُوا عليهم الأوغاد , وهكذا يتدرجون في دعوتهم السرية , يبدأون بالتظاهر باحترام الإمام ابن باز إلى ابن تيمية , ثم يندرجون بالأغرار شيئاً فشيئاً إلى أن يعتقدوا أنهم قد أحكموا القبضة عليهم ،يبدأون في إسقاط العلماء بطريقتهم الماكرة واحداً تِلْوَ الآخر إلى أن يصلوا إلى ابن تيمية ثم هم كالروافض إذا خافوا تظاهروا باحترام الصحابة وحبهم والتَّرضِّي عنهم فإذا أَمِنُوا سبُّوا الصحابة وطعنوا فيهم ,وهؤلاء الحدادية يفعلون مثلهم إذا أَمِنُوا طعنوا في العلماء الطَّعن الذي ذكرنا بعضه في بداية هذا المقال .
وانظر ما يصنعون بالألباني فقد تظاهروا باحترامه والدفاع عنه ورمي من يصفه بالإرجاء بأنهم خوارج ,ثم تحولوا إلى الطعن فيه ورميه بالإرجاء والمخالفة لمنهج السلف .
وفي هذه الأيام تظهر لهم عناوين في شبكتهم ( الأشري )كالتالي :
1- التوحيد أولا يا دعاة الإسلام للعلامة الألباني .
2- اقتران العلم بالسيف في دعوة الإمام محمد بن عبد الوهَّاب للعلامة المحدِّث الكبير الألباني.
3- الشيخ الألباني يردُّ على الذين يعرفون الحق ويكتمونه . - قلتُ : ليطعنوا بذلك كذباً وزوراً في أهل السنة حيث لم ينصروهم ويؤيدوا أكاذيبهم وأصولهم الفاسدة المناهضة لأصول السلفية والمنهج السلفي .
4- الزكاة للعلامة الشيخ محمد العثيمين .
5- الزكاة وفوائدها للعلامة العثيمين .
- قلت : وهم يطعنون فيه وفي إخوانه كبار العلماء منذ قامت حركتهم الحدادية الأولى وفي المرحلة الجديدة التي تواجه المنهج السلفي وأهله ويَرُدُّون أقوالهم الصحيحة التي تُخالف منهجهم الفاسد ,وقد طعن شيخهم في الشيخين فكفى تلاعباً وذَرًّا للرَّماد في العيون .
- الوجه الحادي عشر: التعاون بينهم على الإثم والعدوان والبغي والتناصر على
الكذب والفجور والتأصيلات الباطلة .
- الوجه الثاني عشر : المكابرة والعناد والإصرار على الباطل والتمادي فيه والجرأة العجيبة على تقليب الأمور بجعل الحقِّ باطلاً والباطل حقًّا والصدق كذباً والكذب صدقاً وجعل الأقزام جبالاً والجبال أقزاماً ,وتعظيم ما حقَّر الله وتحقير ما عظَّم الله ورمي خصومهم الأبرياء بآفاتهم وأمراضهم المهلكة .
وهذه الأمور يدلُّ بعضُها فضلاً عن كلِّها على أنَّ هذه الفئة ما أُنشِئت إلاَّ لحرب السنَّة وأهلها مما يُؤكِّدُ هذا أنَّك في هذه الظروف العصيبة والمحنة الكبيرة التي تكالب فيها اليهود والنصارى والفرق الضالة على السنَّة وأهلها تجدُ هذه الفئة في طليعتهم في هذه الحرب الشرسة وأشدهم حرباً ,حيث لا شُغلَ لهم ولا لموقعهم المًُخصَّص للفتن إلاَّ حرب أهل السنَّة ومنهجهم وأصولهم وحرب موقعهم السَّلفي الوحيد (سحاب) الذي يرفع راية السنَّة ويذَّبِّ عنها وعن أهلها .
وما يذكرونه في موقعهم المسمَّى زوراً بـ (الأثري) (!) عن بعض العلماء ما هو إلاَّ ستراً لأنفسهم ,وإلاَّ للتَّقَوِّي بذلك على حربهم لأهل السنَّة .
وإنَّ بعض أعمالهم هذه في هذه الظروف العصيبة ليكشفُ كشفاً جليًّا على أنَّ هذه الفئة إنَّما هي دسيسة أُعدَّت لتحقيق أهداف وأهداف (!) .
فلا يغرنَّكم أيها السلفيون تباكيها الكاذب ودعاواها الباطلة التي تفضحُها أقوالهم وأصولهم ومواقفهم وأخلاقهم وأكاذيبهم الظاهرة المكشوفة لمن له أدنى بصيرة وإدراك.
- الوجه الثالث عشر : الولاء والبراء على أشخاص كما يفعل الروافض في ولائهم الكاذب لأشخاصٍ من أهل البيت ,لكنَّ هؤلاء يُوالون ويُعادون على أشخاصٍ من أجهل الناس وأكذبهم وأفجرهم وأشدهم عداوة للمنهج السلفي وعلمائه , وتقديس هؤلاء الجهال المغرقين في الجهل والمعدودين في الأصاغر بكل المقاييس ديناً وسناً ومنهجا وعقيدة ممن لا يعرفون بعلم ولا خلق إسلامي ولا أدب إسلامي ولا إنساني .
انظر كيف أقاموا الدنيا وأقعدوها لما انتقد الشيخ عبيد الجابري أحد قادتهم الأطفال فرفعوا من شأن هذا الطفل سنا وعلما وأخلاقا , وأوسعوا الشيخ عبيداً الجابري طعناً وتحقيراً بعد أن كانوا يبالغون في تعظيمه كعادتهم في العلماء غيره حيث كانوا يتظاهرون بتعظيمهم فلمَّا خالفوا أباطيل رمزهم الحالي وخالفوهم في أباطيلهم وجهالاتهم وأكاذيبهم أوسعوهم طعناً وتكذيباً وتحقيراً (!!).
فحالهم كحال اليهود مع عبد الله بن سلام أحد أحبار بني إسرائيل الذي أكرمه الله بالإسلام ,فقد أخرج البخاري في صحيحه (3151) بسنده إلى أنس رضي الله عنه قال: ( بلغ عبد الله بن سلام مقدم رسول الله  المدينة فأتاه فقال إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي ما أول أشراط الساعة ؟ وما أول طعام يأكله أهل الجنة ؟ ومن أي شيء ينزع الولد إلى أبيه ومن أي شيء ينزع إلى أخواله ؟ فقال رسول الله  خَبَّرَنِي بهن آنفا جبريل قال: فقال عبد الله : ( ذاك عدو اليهود من الملائكة ) ! فقال رسول الله  :( أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد حوت وأما الشبه في الولد فإن الرجل إذا غشي المرأة فسبقها ماؤه كان الشبه له وإذا سبق ماؤها كان الشبه لها ) قال: أشهد أنك رسول الله ثم قال: يا رسول الله إن اليهود قوم بهت إن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم بهتوني عندك فجاءت اليهود ودخل عبد الله البيت فقال رسول الله  أي رجل فيكم عبد الله بن سلام قالوا أعلمنا وابن أعلمنا وأَخْيَرُنَا وابنُ أَخْيَرِنا فقال رسول الله  : ( أفرأيتم إن أسلم عبد الله قالوا أعاذه الله من ذلك فخرج عبد الله إليهم فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فقالوا شرُّنَا وابن شَرِّنا ووقعوا فيه ) (!) .
قال الحافظ في الفتح (7/298) شرح حديث (3911) : ( في رواية يحيى بن عبد الله فقلت : يا رسول الله ألم أخبرك أنهم قوم بهت أهل غدر وكذب وفجور , وفي الرواية الآتية : " فنقصوه ، فقال : هذا ما كنت أخاف يا رسول الله ) .
والشاهد من هذا أنَّ اليهود لما ظنوا أن عبد الله بن سلام سيبقى على ضلالهم وباطلهم مدحوه وقالوا خيرنا وابن خيرنا , ولما أعلن الحق انقلبوا فوراً فذموه فقالوا شرنا وابن شرنا ووقعوا فيه .
وهكذا يفعل هؤلاء القوم كرَّات ومرَّات مع أفاضل أهل السنة والحق يمدحونهم لأغراض بيَّتوها في أنفسهم فلما واجهوا أباطيلهم وخالفوهم طعنوا فيهم واحداً تلو الآخر وحاربوهم , وكلما زاد العالم بياناً لباطلهم زادوا طغياناً وكذباً وبهتاً له وفجوراً في حربه إلى تصرفات ومقالات مُسِفَّة يخجل منها كل فرق الضلال .
ومع كل هذا الفجور والمخازي والضلال يَدَّعُون كذباً وزوراً مفضوحاً أنهم هم أهل السنة (!) ويتمادحون بذلك , فيقال لهم ما روي عن عمرو بن العاص-رضي الله عنه-أنه قال لمسيلمة لما ادَّعَى النبوة وشرع يقرأ على عمرو-رضي الله عنه-أكاذيبه التي يسميها قرآنا فقال له : ( والله إنك لتعلمُ أَنِّي أعلم أنَّك كاذب )
فكل السلفيين -لا عمرو واحد- يعلمون أنَّكم كذَّابون في كل ما واجهتم به أهل السنة ويعتقدون فيكم أنكم تعلمون أنَّكم كذَّابون ولن تضروا الإسلام بشيء ولن تضروا السلفية وأهلها بشيء وثِقُوا أنَّكم لا تُهلكون إلا أنفسكم في الدنيا والآخرة إن لم تتوبوا إلى الله توبة نصوحا وإن أفرحتم أعداء الله وأعداء المنهج السلفي فلن يضر ذلك هذا المنهج العظيم كما قال رسول الله  : ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك ) صحيح مسلم (1920)
وقد بوَّب الإمام البخاري في صحيحه : (باب قول النبي  : ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ) وهم أهل العلم ) .
فهذا ما تيسَّر ذكره من أصول هذه الطائفة المشابهة لأصول الرافضة وأفعالهم ومنهجهم .
برَّأَ اللهُ الإسلام من أعمالها وأخلاقها وأصولها
إنَّ ربنا لسميع الدعاء
والله أعلم
وصلَّى الله على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه
وسلَّم .

وكتب : ربيع بن هادي بن عمير المدخلي
ليلة 15 ربيع الأوَّل 1426هـ
---------------------------------------

(1 ) : وإن كانت هذه الفئة تتحلَّى بمشابهة الروافض فيما ذكرناه من أوجه الشبه فإنَّا ومن منطلق الإنصاف لا نقول بأنَّهم روافض ولكن ما نقوله فمن باب قول النبي صلَّى الله عليه وسلَّم : ( إنَّك امرئٌ فيك جاهلية ) وإن كان من قال فيه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم هذا القول قد تاب فوراً وأناب إلى الله تعالى ,فليتَ هؤلاء يتوبون إلى الله من هذه الخصال الذميمة .


رد مع اقتباس
  #26  
قديم 21 Mar 2014, 09:37 PM
ابومارية عباس البسكري ابومارية عباس البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر بسكرة
المشاركات: 703
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابومارية عباس البسكري
افتراضي

جزاك الله خيرا وثبتك الله على السنة حتى الممات اريد ان يساعدني احد الاخوة على جعلها ملف بدياف لتعم الفائدة فعندنا احد طلبت الحجوري عاد مؤخرا من دماج
رد مع اقتباس
  #27  
قديم 21 Mar 2014, 09:41 PM
طه صدّيق طه صدّيق غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
المشاركات: 312
افتراضي

هذه المقالات منقولة من موقع الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله الذي لا يعمل حاليّا مسجّلة عندي في الحاسوب
رد مع اقتباس
  #28  
قديم 21 Mar 2014, 09:56 PM
طه صدّيق طه صدّيق غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
المشاركات: 312
افتراضي



أبشر أخي وجدت

الأصول السلفية التي خالفها يحيى الحجوري ومن معه للشيخ أبي عمار على الحذيفي

لتحميل وقراءة الملف منسَّقًا

(من هنا)
https://www.box.com/s/m3j7jw6un565jv9ui6sz

رد مع اقتباس
  #29  
قديم 21 Mar 2014, 09:57 PM
طه صدّيق طه صدّيق غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
المشاركات: 312
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من اتبع هداه، أما بعد، فهذا رد طيب ومميز لشيخنا الشيخ عبدالله البخاري -حفظه الله تعالى- على يحيى الحجوري اليمني وأتباعه.



رابط مباشر:

http://www.elbukhari.com/download/es...al_hajoory.mp3
التفريغ:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله وسلّم وبارك على رسول الله وآله وصحبه وسلَّم،
هذه المسألة قد تكَّلمنا عليها من قديم، والذين يُدافعون عن هذا الرَّجل أحدُ الشَّخصين؛ إمَّا أنه يجهل ما عنده، ولا يدري ما عنده من انحرافات وضلالات، فيُعرَّف إذا كان يبحثُ عن الحقّ، يُعرَّف بالتي هي أحسن لعلَّه يرجع إن شاء الله.
وإمَّا شخصٌ يعرف ما عنده من بلايا وخزايا وضلالات وانحرافات، فهذا يأخذُ حُكمَه، ويُلحقُ به -أسأل الله السلامة والعافية-، وإلاَّ فإن الرَّجل قد تكلّمنا ورددنا عليه من قديم ومن حديث، فلا أدري الأمور التي وقع فيها هذا الشَّخص المجموعة فيه، لو أنَّها فُرّقت على أفراد لبُدّع الواحد منهم بواحدة، كيف وقد اجتمعت فيه؟ ومن ذلك دعواه وافتياته على مقام النُّبُوَّة، وأن النبي -عليه الصلاة والسلام- يُخطئ في وسائل الدَّعوة، ورميُه للنبي -عليه الصلاة والسلام- بهذه الموبِقة؛ بل وقوله بأمرٍ أعظم حين أذن بنشر رسالةٍ فيها التقرير بأن النبي -عليه الصلاة والسلام- لا يُقبل قوله إلا بدليل، أيُّ دليل تريد أيُّها القبيح؟ عندما تطلب من رسول الله الدَّليل، أما نقول الكتاب والسنة؟ أيُّ سُنَّة هذه؟ سُنَّة من؟ أما سُنَّة النبي عليه الصلاة والسلام؟ أليس الله -جلَّ وعلا- يقول: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً﴾؟ يقول الحسن البصري -رحمه الله- كما عند ابن أبي حاتم في الزهد: "كانوا يقولون إنَّنا نُحبُّ الله فأراد الله أن يجعل لحُبّهم إياه علامة، فأنزل ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾" ثم هذا يقول: أن قول الرسول يحتاج إلى دليل ولا يُقبل إلا بدليل، وأن الصحابة -رضي الله عنهم- أول من قال بالإرجاء عثمان بن مضعون -رضي الله تعالى عنه-، وأنَّ مِنَ الصحابة من شارك في قتل عثمان! كَذَبَ وفَجَر وألقِم الحجَر، ولا يُفرّق بين محمد بن أبي بكر الصديق هل هو صحابي ولا تابعي ولا تصح نسبة هذا القول إليه، -أعني إلى محمد- وأنه شارك في قتل عثمان -رضي الله عنه-، بلايا وخزايا كثيرة -بارك الله فيكم-، و و و ومسائل ومسائل، ثم بعد هذا يتذرَّعه الناس، طعونه في أهل السُّنة.. إفتياته على أهل السُّنة.. جهلُه في الحديث الذي يتصدَّرَ فيه.. عندما يقول: إن الحديث قد أخرجه عبد الرحمن بن الحسن في فتح المجيد؛ هل هذا كتابُ عزوٍ أصلاً حتى تعزو إليه، تقول عبد الرحمن بن الحسن في الفتح المجيد؟!!
لا يعرف معنى التخريج!! -بارك الله فيكم-، ثم هذه الأشياء والأشياء تطاولت وتطاولت أيُّما رجلٍ عقد الولاء والبراء على أقواله، غلُوٌّ ليس له نظير، أثَّروا في الدعوة في كلّ مكان، من لم يقُل بقول يحيى إذاً قوله باطل إذن هو حزبي إذن هو كذا، عقدوا ألوية الولاء والبراء على مقالته وعلى قوله، هذا هو الابتداع في دين الله، فرَّقوا الأمة الاسلامية السلفية في كلّ مكان، وأنتم ترون وتنظرون وتسمعون في بلدانكم، ونحن يأتينا من كل مكان الطلبة؛ قالوا كذا، يمشي بعضهم شهرًا أو شهرين أو ثلاثة أو كم يبقى هناك أيَّامًا وليالي يسيرة ثم يرجع إلى بلده، في موسكو يتّصلون عليه من موسكو، حضروا أيامًا هناك ثمَّ رجعوا مُذكّرات: عُبيد حزبي، عبد الرحمن العدني حزبي، فلان حزبي، أنت تتكلَّم عن الاتحاد السوفياتي السابق، أناس لا تعرف ممكن كيف تعبد الله ولم تنطق بعضها بالشهادة، توزّع إليها مذكّرة فلان حزبي .. فلان حزبي .. فلان كذا .. فلان كذا ..؟؟ هل هذا من دين الله تفرّق الناس وتُمزّقهم على أمور وضلالات وانحرافات وافتياتات وكذب صُراح مثل الشَّمس في رابعة النهار؟ رأينا هذا في اندونيسيا؛ كتابات عندي إلى الآن، كُتُب ومغلَّفة مطبوعة في المطابع بحزبية عبيد وحزبية فلان وحزبية الوصابي وحزبية فلان وحزبية فلان.

ماهذا؟ كلَّ من لم يقُل بهذا فهو حزبي مبتدع، أعوذ بالله من الضلال، عقدوا ألوية الولاء والبراء على هذه المقالات الفاسدة الكاسدة، يقول عبد الحميد الحجوري هذا الذَّنب ليحيى في كتابه الذي أسماه "الخيانة الدَّعوية، حجر عثرة في طريق الدعوة السلفية" وإذا به قرَّضه وقرأه كذا يحيى إبن كذا، طبعًا ينهلون الألقاب التي ليس لهم منها نصيب، يحيى الحجوري أنه قرأه وأذن بنشره، ماذا في هذا؟ إنحرافات كثيرة منها:

أبياتٌ شعرية تدُلُّ على الحلول والانتحال، أنه لو أذابوه -يحيى يعني- لو أذابوه لصار لحمه سُنَّةً، ولصار آيات الكتاب الباقي!! إيش هذه الحلولية ووحدة الوجود هذه؟ يحيى لو ذاب لحمه صار سُنَّة؟ والذي يبقى من عضمه ونُخاعه هو آيات الكتاب؟ ماقيلت هذا في رسول الله يا شيخ، ما قيلت هذا في أشرف خلق الله بعد رسول الله -عليه الصلاة والسلام-؛ الصحابة هنا في مسجد النبي -عليه الصلاة والسلام-، كما في عند أحمد وغيره بسند صحيح؛ إختلف بعض الصحابة مع ابن عباس -رضي الله عنه- يقول لهم: قال رسول الله -عليه الصلاة والسلام- ويقولون: قال أبو بكر وعمر، قال: يوشك أن تنزل عليكم حجارةٌ من السماء، أقول لكم قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وتقولون: قال أبو بكر وعمر؟.

ثم هذا يقول ويقولون في هذا الكتاب لشاعرٍ من هؤلاء الذين كتبوا الشعر في الثناء على هذا شعرٌ ليس له خطامٌ ولا زمام، يقول: لو أذابوه لصار لحمه سُنَّةً ولكان آية الكتاب الباقي، ويوصفونه بأنه إمام الثَّقلين -يعني- إمام الإنس والجن!! يعني حتى الجن ما تركوهم؟ من لم يقُل من الجن بأن يحيى إمامهم فهو إيش؟ أضلُّ من حمار أهله -عندهم-.

ماهذا؟ ماتركوا شجرًا ولا حجرًا ولا مدرًا ولا إنس ولا جن، يا إخوتاه !! دين الله -جلَّ وعلا-، النّبي -عليه الصلاة والسلام- جاء للناس بالهداية، ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً﴾ ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾؛ هؤلاء ما نزلوا في بلدٍ إلا صاروا نقمةً على أهلها، يُجرّمون الناس ويُحزّبونهم على مثل هذه الانحرافات، ماذا تريد؟ يا أخي الأمر لا يحتاج إلى كلّ هذه الاضاحات، قد بيّن الصبح لكل ذي عينين لمن أراد أن ينظر، ثم بعد هذا نفتات؟ زد على هذا وأقول هذا جزء وجملة ممَّا عند الرجل من انحرافات عقدية و و إلى آخره وعلمية شنيعة، لا يتكلم عنها صغار وصبيان التوحيد وأطفال التوحيد، أما من حيث السلوك وبذاءة اللسان وقبح اللسان، فحدّث من هذا ولا حرج، أقول فحدّث من هذا ولا حرج، جاءني بعض الطلبة لمّا غرَّ قرنُ أبي الفتن -أبو الحسن المصري المأربي- بدأت فتنته في ذلك الوقت، جاءني بعض الطلبة قالوا: هذا يحيى الحجوري ردَّه ومن عندهم في ثلاثة أشرطة حتى يُقال أنه أوّل من تكلم، كأن الأولية هنا مهمة، المهم أن تتكلم بعلم ما تتكلم بجهل، أوّل ولا آخر ولا وسط، الله -جلَّ وعلا- يقول: ﴿وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا﴾؛ استمعتُ إلى هذه الثلاث أشرطة؛ والله يا أخي أعوذ بالله ليتني لم أستمع إليها، من القبح الذي فيها، مع أنني رددت على أبي الحسن وأرى أنه من ضُلال هذا الزمان ومنحرفٌ وكتبنا في هذا في الرد عليه، لكن! يجب أن يكون الرَّد بعلم، الإمام ابن تيمية يقول كما في ردّه على البكري: "العلم شيئان؛ إما نقلٌ مصدق وإما بحثٌ محقّق وما سوى ذلك فهذيان مزوّق".

قم يا فلان ماذا عندك على أبي الحسن؟ عندي أنه كان كان يفعل ما أدري إيش.. ها تبًّا له ماأدري إيش.. قم أنت يافلان ها عندك قصيدة قل عليه لا تبول عليه، كلُّه هكذا، بول لا تبول كذا ما أدري إيش، قبائح.. ألفاظ نابية، فلمَّا سألني الإخوة بعد أن أعطوني بعد أيام؛ قلت من أسوأ ما سمعتُ في حياتي هذه الأشرطة، لما فيها من القبح والبذاءة والنبي -عليه الصلاة والسلام- ماكان فاحشًا -عليه الصلاة والسلام- والصحابة هكذا كانوا -رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم- يقتفون أثره، سب..شتام..شتام.. شتام.. أعوذ بالله كلما رماه به ألفاظ قبيحة تدل على حنق شديد نعوذ بالله من ذلك؛ نسأل الله السلامة والعافية، على كل حال لا تشغلونا بمثله، فقد تكلّمنا ورددنا عليه من قديم، وما يزداد الأمر والحمد لله إلا وضوحًا للذي كان مضطربًا أو متردّدا. نعم.

========================

وقام بالتَّفريغ مُحبُّكم في الله
أبو زيد إسماعيل بن الحسن بن محمد سلاسي
-غفر الله له ولوالديه وللمسلمين-


منقول من شبكة سبل الهدى السلفية

التعديل الأخير تم بواسطة طه صدّيق ; 21 Mar 2014 الساعة 10:00 PM
رد مع اقتباس
  #30  
قديم 21 Mar 2014, 10:04 PM
طه صدّيق طه صدّيق غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
المشاركات: 312
افتراضي




[جَوَابُ الشَّيخُ محمّد بن هادي المدخلي – حفظه الله تعالى - :]

مَا بَيْـنَـنَـا وَبَيْنَـهُ شَيْءٌ، بَيْنَـنَـا وَبَـيْـنَـهُ الذِي سَمِعْـتُـمْ، مَا بَـيْـنِـي وَبَـيْـنَـهُ أَيّ خُصُومَةٍ، لَـكِنْ زَادَتْ وَقِيعَـتُـهُ في عُلَمَـاءِ السُّنَّـةِ، هُوَ وَطَلَـبَـتُـهُ، وَتَـجَـاوَزَ الحَدَّ، وَمَا سَلِمَ مِنْهُ أَحَدٌ، وَلَمْ يَقَعْ بَـيْـنِي وَبَـيْـنَـهُ أَيُّ شَيْءٍ، لاَ في عِرْضٍ وَلاَ مَالٍ، حَتَّى أَتَـكَلَّمَ، فَسُئِلْتُ عَنْهُ وَقُلْتُ: هُوَ سَفِيهٌ وَمَاذَا تَذْهَبُونَ إِلَى دَمَّاج!! تَتَعَلَّمُونَ عِنْدَهُ السَّفَـهَ، وَهُوَ كَالشَّيْخِ فاَلِح أَوْ أَشَدّ، ثَلاَثُ كَلِمَـاتٍ قُلْـتُـهَا أَنَا، وَالأَدِلَّـةُ قَـائِمَةٌ عَلَـيْـهَا، يُسَبُّ عُلَمَـاءُ السُّنَّـةِ، رُؤُوسُ الدَّعْـوَةِ السَّلَفِـيَّـةِ في مَـجْلِـسِـهِ بِالقَـصَائِـدِ، وَهُوَ يُـثْـنِـي عَلَى هَؤُلاَءِ السَّـبَابِيـنَ، فَنَحْنُ نَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الـحَوْرِ بَعْدَ الكَوْرِ، وَنَسْأَلُ الله جَلَّ وَعَلاَ السَّلاَمَـةَ وَالعَافِـيَـةَ.
مَعْـهَـدُ دَمَّـاج فُـتِـحَ لِتَعْلِيمِ السُّنَّـةِ، لاَ لِسَبِّ عُلَمَـاءِ السُّـنَّـةِ، وَمَشَايِـخِ السُّـنَّـةِ، وَشَتْـمِـهِـمْ وَالوَقِيعَـةِ فِيهِمْ، وَالآَن تَـحَـوَّلَ إِلَى هَذَا.
القَصَائِدُ تُلْقَى في سَبِّ مَشَايِـخِ السُّنَّـةِ، أَعْلاَمُ السُّنَّـةِ، مَاذَا يُقَالُ في هَذَا !! إِذَا كَانَ هَذَا مَا هُوَ سَفَه، فَلاَ أَدْرِي مَا هُوَ السَّفَهُ!!
فَنَحْنُ نَسْأَلُ الله العَافِيَـةَ وَالسَّلاَمَـةَ، وَلِيَـقُولُوا مَا قَالُـوا، وَلِيَـقُولُوا مَا شَاءُوا، فَلاَ يَـضُرُّنَا ذَلِكَ، وَنَحْنُ مَأْمُـورُونَ بِـأَنْ نَـقُولَ بِالـحَـقِّ، وَأَنْ نَـتَـكَلَّمَ بِكَلِمَـةِ الـحَقِّ، غَضِبَ مَنْ غَضِبَ، وَرَضِيَ مَنْ رَضِيَ، وَلَيْسَ بَـيْـنِي - كَمَـا قُلْتُ لَكُمْ - وَبَيْنَ الشَّيْخ يحي الحجُورِي أَيَّ خُصُومَةٍ مُسْـبَـقَـةٍ، أَبَدًا، وَلَكِنْ لَـمَّـا انْـتَـهَى إِلَى هَذَا الـحَدِّ، قُلْـتُ بِالذِي أَعْـتَـقِـدُهُ، وَأَدِيـنُ الله جَلَّ وَعَـلاَ بِـهِ، وَعَلَى كُـلِّ حَالٍ لاَ نَـزِيدُ عَلَى هَذَا الذِي ذَكَرْتُـهُ، وَالسُّـؤَالُ قَدْ كَـثُـرَ عَـنْـهُ، وَأَنَا أَقُولُـهُ الآنَ، وَأَعْلَمُ أَنَّـهُ يُـسَـجَّـلُ، وَلِـيُـسَجَّـلْ، لأَنَّهُمْ قَدْ جَـاءُونِي في مَسْجِـدِي في الـمَدِينَـةِ وَقُلْتُ لَهُمْ : " هَذَا الكَلامُ صَحِيحٌ "، وَلَسْـتُ بِالذِي يَـتَـهَـرَّبُ.
وَأَمَّا الغُلُـوُّ فِـيـهِ، فَحَدِّثْ عَنْهُ وَلاَ حَرَج، إِمَامُ الثَّـقَلَـيْـنِ، وَلَوْ مُسِحَتْ نَعْلُهُ إِلَى مَا أَدْرِي مَتَى، مَا وُفِّـيَ حَـقَّـهُ، وَخُذْ مِنْ هَذَا الكَلاَمِ الذِي تَـتَـقَـزَّزُ لَهُ الـمَسَامِعُ، وَلَوْ ذَوَّبُـوهُ لَصَارَ لَـحْمُهُ سُنَّـةً، وَلَكَانَ آياتِ الكِتَابِ البَاقِي، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ.
وَالعَجِيـبُ أَنَّـهُمْ يَـقُـولُـونَ إِنَّـكُمْ تَسْـمَـعُونَ مِنَ الوُشَـاةِ، نَحْنُ سَمِعْـنَـا هَـذَا مُسَجَّـلاً بِأَصْوَاتِ هَـؤُلاَءِ الـمُـتَـكَـلِّمِـيـنَ، وَقَـرَأْنَــاهُ في بَعْضِ الكُتُبِ التي طُبِعَت، وَخُـصُـوصاً هَذَا الكِتَاب الذي كَـتَـبَـهُ الـحَـجُـورِي عَبْدالـحَمِيد، في الـخِيَـانَـةِ الدَّعَوِيَّـةِ، هَذَا، القَصَائِـدُ مَوْجُودَةٌ فِـيـهِ.
الشَّيْخ رَبِيع مُـؤَخَّـراً يُسَبُّ بِقَصِيدَةٍ، وَيَـقُـولُ لِلْسَابِّ بَـارَكَ اللهُ فِيكَ، وَخُـذْ مِنْ هَذَا، مَـاذَا يُـقَـالُ بِالله عَنْ مِثْلِ هَذَا !! إِذَا لَمْ يَكُنْ هَذَا هُوَ السَّفَه، أَنَا لاَ أَعْرِفُ سَفَهًا.
فَنَحْنُ نَسْأَلُ الله العَافِـيَـةَ وَالسَّلاَمَـةَ، وَلَنْ نُجَـارِيَ نَحْنُ أَيْضاً في السَّفَهِ، وَأَقِـفُ عِنْدَ هَذَا الـحَـدِّ، لاَ خَــوْفاً، وَلاَ عَـجْـزاً، وَلَـكِنْ لأَنَّـهُ لاَ يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُجَـارِيَ نَحْنُ في السَّفَـهِ، وَإِنَّ مَـا ذَكَـرْتُـهُ لَـكُمْ لِـتَـعْـلَمُوا بَـعْـضَـهُ فَـقَـطْ، وَوَاللهِ مِـثْـلُ هَذَا الكَلاَمِ، العَاقِـلُ النَّـبِـيـهُ، ذُو الشِّـيمَـةِ، وَالعِـفَّـةِ، يُـعِـفُّ لِسَانَـهُ عَـنْـهُ، وَلَـكِـنْ أَحْيَاناً تَضْطَـرُّ إِلَى حِـكَـايَـتِـهِ اضْطِرَارًا.
فَـأَنَـا أَحْكِـيـهِ، أَوْ أَحْـكِي بَعْضَهُ لَـكُمْ، لِتَعْلَمُوا سَبَبَ هَذِهِ الكَلِمَـاتِ الثَّلاَثِ التي قُـلْـتُـهَا، وَنَـسْـأَلُ الله - جَلَّ وَعَـلاَ - السَّلاَمَةَ مِنَ الزَّلَـلِ في القَوْلِ وَالعَمَلِ، كَمَا نَسْأَلُـهُ - جَلَّ وَعَلاَ - الهِدَايَـةَ وَالتَّـوْفِيـقَ، والله أَعْـلَـمُ، وَصَلَى الله وَسَلَّمَ وَبَـارَكَ عَلى عَـبْـدِهِ وَرَسُولِـهِ نَبِـيِّـنَا مُـحَمَّد وَعَلى آلِـهِ وَصَحْـبِـهِ أَجْـمَعِيـنَ." اهـ


ويمكنكم تحميل المقطع الصوتي للسؤال المذكور فقط مع جوابه.
حمل من هنا
https://sites.google...HadiHajouri.rar

أو من هنا
http://up.ye14.org/d...ajouri-rar.html

أو من هنا
http://www.reeem.inf...load.php?id=880


.
المصدر : منتديات نور اليقين


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مسائل, حدادية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013