نِعمَ النصيحة منك أبا معاذ تقدِّمها لإخوانك، فهي تبيِّن أن المنهج السلفي مبني على العلم بالحق والعمل به والرحمة بالخلق وحبِّ الهداية لهم، على خلاف ما عليه المفرقون من الفظاظة و الغِلظة بل والوحشية والهمجية في التعامل مع إخوانهم.
ولقد جاء هذا المقال - وهو نِعمَ الذكرى- في وقت نحن بأمسِّ الحاجة إليه، ليعلم المفرقون - رؤوسا و أبواقا وأتباعا مغررا بهم- أنهم قد حادوا عن جادة الصواب وأننا لا نعامل المغرّرين بهم منهم بمثل ما عاملونا به هم. فيكون بذلك قد أعطى السلفيون أهلُ الحقِّ درسا لغيرهم في النصح والصبر والرحمة.
وكما أنهم مشفقون راحمون لهؤلاء الجهلة من الأتباع فهم أشدّاء على أولئك الرؤوس الذي كانوا سببا في هذه الفرقة العظيمة التي فرقت بين الأخ وأخيه والأب وابنه والصديق وصديقه، فلا شك أن هؤلاء عليهم وزر كبير ومعاملتهم ليست كمعاملة المغرر بهم من الأتباع.
وأخيرا جزى الله خيرا أبا معاذ على هذه الذكرى و(الذكرى تنفع المؤمنين).
أسأل الله العظيم أن ييسر لنا العمل بهذه النصيحة وأن يعيننا على ذلك، وأن يهدي قومنا فإنهم لا يعلمون، وأن يجزي عنا أخانا أبا معاذ خير الجزاء على ما يبذله، وكذلك سائر مشايخنا وعلمائنا.
بارك الله في قلمك أبا معاذ ولنعم ما كتبت أخي الفاضل.
ومثل هذه المقالات هي فرقان - لمن لم يتبصر بعد - بين المنهج السلفي وبنيات الطريق ، بين دعوة المصلحين وأهل التفريق، بين المشفق الغيور على الدعوة المحب للحق المنتصر لأهله وبين الغادر الماكر المنتصر لنفسه
نسأل الله أن يسلمنا وإخواننا من غوائل الفتن كلها.