منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04 Dec 2016, 02:16 PM
أبو أنس يعقوب الجزائري أبو أنس يعقوب الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 382
افتراضي إتحاف القراء بكلام العلامة الألباني في مسائل الإيمان و تبرئة العلماء له من فرية الإرجاء للشيخ أحمد بن يحيى الزهراني وفقه الله

إتحاف القراء

بكلام العلامة الألباني

في مسائل الإيمان

و تبرئة العلماء له

من فرية الإرجاء

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُـوا اتَّقُـوا اللَّهَ حَقَّ تُقَــاتِهِ وَلا تَمُـوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُـمْ مُسْلِمُونَ [.
] يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [ .
] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً [
أما بعد :
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمدe وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار .
وبعد :قال الإمام أحمد رحمه الله في كتابه الرد على الزنادقة والجهمية ( ص 6 ) :
الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى ويصبرون منهم على الأذى يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنور الله أهل العمى فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه وكم من ضال تائه قد هدوه فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم
ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين الذين عقدوا ألوية البدعة وأطلقوا عنان الفتنة فهم مختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب مجمعون على مفارقة الكتاب يقولون على الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم فنعوذ بالله من فتن المضلين" .
ومن هؤلاء العلماء الأجلاء الذين قاموا بما قاله الإمام أحمد رحمه الله- في كلامه السابق -خير قيام - نحسبه كذلك والله حسيبنا وحسيبه - فضيلة الشيخ العلامة المحدث السلفي أسد السنة محمد ناصر الدين الألباني –رحمه الله - فقد ألف العديد من المؤلفات التي أقضت مضاجع أهل الباطل وكشفت أباطيلهم وفندت شبهاتهم وردت الأمور إلى نصابها فعقد الشيطان وزبانيته من أهل الهوى والردى العزم على تشويه صورة هذا العالم النحرير والافتراء عليه والغرض من ذلك صرف الناس عن منهج السلف الصالح ودعاته .
ولقد قام أهل الباطل بنشر عدة افتراءات ضده ومن الافتراءات:
أنه وهابي وهذه شنشنة الصوفية
وأنه يطعن في الوهابية وهذه دندنة الحدادية وأضرابهم
وأنه لا يفقه الواقع وهذه إحدى فقاعات الخوان المسلمين
وأنه محدث وليس بفقيه وهذه تهمة قديمة اتهم بها أهل الحديث منبعها الحسد والهوى !
وأنه لا علم له بالأصول.
وأنه لا شيوخ له.
وأنه شاذ متفرد مخالف لما عليه الناس.
وأنه لا يحترم العلماء و لا يعرف قدرهم.
وأنه ظاهري المذهب.
وأنه متساهل في التصحيح.
وأنه متناقض في أحكامه على الحديث.
وأنه لا يهتم بنقد المتن.
وثالثة الأثافي أنه مرجئ !!
وهذه التهم التي اتهم بها العلامة الألباني – رحمه الله – تهم باطلة اتهم بمثلها أهل الحديث قديماً وحديثاً وقد فندها أهل العلم في العديد من مؤلفاتهم.
وانطلاقاً من قوله صلى الله عليه وسلم :« من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة ». أخرجه الترمذي ([1]) .
سأبين عقيدة العلامة الألباني – رحمه الله- في الإيمان وما يتعلق به في عدة فصول ومباحث وخاتمة مؤكداً أن العلامة الألباني – رحمه الله- على عقيدة السلف الصالح في الإيمان وغيره من خلال أقواله ومؤلفاته وبشهادة العلماء الأكابر .
فجمعت بعض كلماته وتحريراته وإفاداته وتحقيقاته حول مسائل الإيمان - التي خاض فيها كثير من الناس بغير علم مما نتج عنه آثار سيئة: من تفريق وتجريح وتبديع بل وتكفير - مدعماً بفوائد عديدة ونقولات نفيسة عن أئمة الدعوة السلفية وسميت هذا الجمع :
" إتحاف القراء بكلام العلامة الألباني في مسائل الإيمان
وتبرئة العلماء له من فرية الإرجاء" .
سائلاً المولى عز شأنه وجلت قدرته أن ينفع بهذا الجمع جميع المسلمين إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
كتبه
أحمد بن يحيى بن خضر الزهراني

الفصل الأول : كلامه رحمه الله عن الإيمان وفيه مباحث :
المبحث الأول: تعريف الإيمان .
المبحث الثاني: المذاهب في الإيمان .
المبحث الثالث: الفرق بين الإسلام والإيمان .
المبحث الرابع: أركان الإيمان.
المبحث الخامس : شعب الإيمان .
المبحث السادس : زيادة الإيمان ونقصانه
المبحث السابع: أثر المعاصي على الإيمان .
يتبع إن شاء الله

[1] في أبواب البر والصلة باب : ما جاء في الذب عن المسلم رقم 1931 وقال عنه : حديث حسن ، وانظر غاية المرام ( ص 247-248 رقم 431و432 ) وصحيح الترغيب والترهيب (3/82 رقم 2848 ) للعلامة الألباني رحمه الله فقد قال عنه : حديث صحيح لغيره .


التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس يعقوب الجزائري ; 04 Dec 2016 الساعة 02:23 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07 Dec 2016, 06:57 AM
أبو أنس يعقوب الجزائري أبو أنس يعقوب الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 382
افتراضي

المبحث الأول: تعريف الإيمان .


في اللغة:

قَالَ الشيخ العلامة أسد السنة محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله- : ((إنَّ الإيمانَ لغةً بمعنى: التصديق، وهذا ما تَدُلُّ عَلَيهِ لُغَةُ القُرآنِ ))().



ولم يقتصر على ذلك بل قال -رحمه الله-:" ... فإن الإيمان تسبقه المعرفة ولا تكفي وحدها، بل لا بد أن يقترن مع المعرفة الإيمان والإذعان، لأن المولى -عز وجل- يقول في محكم التنزيل: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وعلى هذا، فإذا قال المسلم: لا إله إلا الله،بلسانه فعليه أن يضمّ إلى ذلك معرفة هذه الكلمة بإيجاز ثم بالتفصيل، فإذا عرف وصدّق وآمن فهو الذي يصدُق عليه تلك الأحاديث التي ذكرتُ بعضها آنفاً ومنها قوله : " من قال لا إله إلا الله نفعته يوماً من دهره " أي :كانت هذه الكلمة الطيبة بعد معرفة معناها منجية له من الخلود في النار - وهذا كرره لكي يرسخ في الأذهان - وقد لا يكون قد قام بمقتضاها من كمال العمل الصالح والانتهاء عن المعاصي ولكنه سلم من الشرك الأكبر، وقام بما يقتضيه ويستلزمه شروط الإيمان من الأعمال القلبية - والظاهرية حسب اجتهاد بعض أهل العلم وفيه تفصيل ليس هذا محل بسطه - ؛ وهو تحت المشيئة ، وقد يدخل النار جزاء ما ارتكب أو فعَل من المعاصي أو أخلَّ ببعض الواجبات ، ثم تنجيه هذه الكلمة الطيبة أو يعفو الله عنه بفضل منه وكرمه ، وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم المتقدم ذكره : « من قال : لا إله إلا الله ، نفعته يومًا من دهره » ، أما من قالها بلسانه ولم يفقه معناها ، أو فقه معناها ولكنه لم يؤمن بهذا المعنى ؛ فهذا لا ينفعه قوله :" لا إله إلا الله " إلا في العاجلة إذا كان يعيش في ظل الحكم الإسلامي وليس في الآجلة . " ().



وقال -رحمه الله-معلقاً على حديث " حضر ملك الموت عليه السلام رجلا يموت فلم يجد فيه خيراً، وشق عن قلبه فلم يجد فيه شيئاً، ثم فك عن لحييه فوجد طرف لسانه لاصقاً بحنكه يقول: لا إله إلا الله، فغفر الله له بكلمة الإخلاص " :" ثم إن الحديث منكر عندي يناقض بعضه آخره، لأن قوله: لا إله إلا الله، لا ينفعه ما دام لم يوجد في قلبه شيء من الإيمان إلا على مذهب بعض المرجئة الغلاة الذين لا يشترطون مع القول الإيمان القلبي . " فتأمل .()



وقال رحمه الله: معلقًا على قول الطحاوي في عقيدته :"والإيمان واحد وأهله في أصله سواء والتفاضل بينهم بالخشية والتقى ومخالفة الهوى وملازمة الأولى". : " قلت: هذا على ما تقدم من قوله في الإيمان أنه إقرار وتصديق فقط وقد عرفت أن الصواب فيه أنه متفاوت في أصله وأن إيمان الصالح ليس كإيمان الفاجر. فراجعه. " ()



أقول: وما قاله العلامة الألباني – رحمه الله – في تعريف الإيمان لغة قال به أئمة أعلام منهم- لا على سبيل الحصر - :

1- الإمام ابن قتيبة ـ رحمه الله ـ ( 276هـ).
قال: " الإيمان: هو التصديق . قال الله تعالى: ( وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا ) أي: بمصدق لنا (وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ)، وقال تعالى: (ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا )(غافر: من الآية12) أي: تصدقوا .
والعبد مؤمن بالله، أي: مصدق . والله مؤمن: مصدق ما وعده، أو قابل إيمانه . ويقال في الكلام: ما أؤمن بشيء مما تقول، أي: ما أصدق به . " أ ـ هـ()



2- الإمامُ مُحمَّد بن نَصر المروزيّ- رحمه الله- ((ت294هـ))

نقل عن طائفةٍ مِن أهلِ السُّنـةِ: " قالوا : والإيمان في اللغة هو التصديق والإسلام في اللغة هو الخضوع فأصل الإيمان هو التصديق بالله وما جاء من عنده وإياه أراد النبي صلى الله عليه و سلم بقوله الإيمان أن تؤمن بالله وعنه يكون الخضوع لله لأنه إذا صدق بالله خضع له وإذا خضع أطاع فالخضوع عن التصديق وهو أصل الإسلام ومعنى التصديق هو المعرفة بالله والاعتراف له بالربوبية بوعده ووعيده وواجب حقه وتحقيق ما صدق به من القول والعمل " .()



3- الإمام ابن جرير الطبري ـ رحمه الله ـ( 310هـ ):
قال رحمه الله: " ومعنى الإيمان عند العرب: التصديق، فيُدْعَى المصدِّق بالشيء قولا مؤمنًا به، ويُدْعى المصدِّق قولَه بفِعْله، مؤمنًا. ومن ذلك قول الله جل ثناؤه:( وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ ) [سورة يوسف: 17]، يعني: وما أنت بمصدِّق لنا في قولنا .وذكر رحمه بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما: يؤمنون: يصدقون وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: الإيمان: التصديق " ()



4- الإمام البغوي – رحمه الله- ( 516هـ ) .
قال رحمه الله: وَحَقِيقَةُ الْإِيمَانِ التَّصْدِيقُ بِالْقَلْبِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى "وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا"( 17-يُوسُفَ ) [ أَيْ بِمُصَدِّقٍ لَنَا ]"

5- الحافظ ابن كثير في تفسيره -رحمه الله- ( 747هـ) .بعد أن أورد أقوال ابن مسعود وابن عباس وابن جرير:
" قلت: أما الإيمان في اللغة: فيطلق على التصديق المحض وقد يستعمل في القرآن والمراد به ذلك كما قال تعالى: ( يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ)(التوبة: من الآية61) وكما قال إخوة يوسف لأبيهم: ( وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ) وكذلك إذا استعمل مقرونا مع الأعمال كقوله تعالى: (إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ )(الشعراء: من الآية227) ." أ ـ هـ ()



6- الإمام محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله – (1206هـ )
" وأما ما سألتم عنه من حقيقة الإيمان فهو التصديق وأنه يزيد بالأعمال الصالحة، وينقص بضدها قال الله تعالى: (( ويزداد الذين آمنوا إيماناً )) وقوله (( فأما الدين آمنوا فزادتهم إيماناً وهم يستبشرون )) وقوله تعالى: (( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً )) وغير ذلك من الآيات. " ()


تنبيه مهم جداً وقاصمة ظهر لكل من يتهم أهل السنة بالإرجاء :

قال الشيخ حافظ حكمي- رحمه الله -:"ومن هنا يتبيّن لك أن من قال من أهل السنة في الإيمان هو: التصديق على ظاهر اللغة أنهم إنما عنوا التصديق الإذعاني المستلزم للانقياد ظاهراً وباطنا بلا شك، لم يعنوا مجرد التصديق "( )



في الاصطلاح:

قال الألباني -رحمه الله- شارحاً ومعلقاً على كلام الإمام الطحاوي – رحمه الله-" : والإيمان هو: الإقرار باللسان والتصديق بالجنان ":
" قلت : هذا مذهب الحنفية والماتريدية خلافاً للسلف وجماهير الأئمة كمالك والشافعي وأحمد والأوزاعي وغيرهم فإن هؤلاء زادوا على الإقرار والتصديق : العمل بالأركان .وليس الخلاف بين المذهبين اختلافاً صورياً كما ذهب إليه الشارح رحمه الله تعالى بحجة أنهم جميعاً اتفقوا على أن مرتكب الكبيرة لا يخرج عن الإيمان ، وأنه في مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه .فإن هذا الاتفاق وإن كان صحيحاً فإن الحنفية لو كانوا غير مخالفين للجماهير مخالفة حقيقية في إنكارهم أن العمل من الإيمان لاتفقوا معهم على أن الإيمان يزيد وينقص وأن زيادته بالطاعة ونقصه بالمعصية مع تضافر أدلة الكتاب والسنة والآثار السلفية على ذلك وقد ذكر الشارح طائفة طيبة منها [ 342 - 344 ] ولكن الحنفية أصروا على القول بخلاف تلك الأدلة الصريحة في الزيادة والنقصان، وتكلفوا في تأويلها تكلفاً ظاهراً ، بل باطلاً ذكر الشارح ( ص 385 ) نموذجاً منها بل حكى عن أبي المعين النسفي أنه طعن في صحة الحديث " الإيمان بضع وسبعون شعبة . . . " مع احتجاج كل أئمة الحديث به ومنهم البخاري ومسلم في ( صحيحيهما )! وهو مخرج في " الصحيحة " ( 1769 ) وما ذلك إلا لأنه صريح في مخالفة مذهبهم ! ثم كيف يصح أن يكون الخلاف المذكور صورياً . وهم يجيزون لأفجر واحد منهم أن يقول : إيماني كإيمان أبي بكر الصديق بل كإيمان الأنبياء والمرسلين وجبريل وميكائيل عليهم الصلاة والسلام كيف وهم بناء على مذهبهم هذا لا يجيزون لأحدهم - مهما كان فاسقاً فاجراً - أن يقول : أنا مؤمن إن شاء الله تعالى بل يقول : أنا مؤمن حقاً.والله عز وجل يقول : ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون . الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون . أولئك هم المؤمنون حقا ) [ سورة الأنفال : 2 - 4 ] ( ومن أصدق من الله قيلا ) [ سورة النساء : 22 ] وبناء على ذلك كله اشتطوا في تعصبهم فذكروا أن من استثنى في إيمانه فقد كفر وفرعوا عليه أنه لا يجوز للحنفي أن يتزوج بالمرأة الشافعية وتسامح بعضهم - زعموا - فأجاز ذلك دون العكس وعلل ذلك بقوله : تنزيلاً لها منزلة أهل الكتاب! وأعرف شخصاً من شيوخ الحنفية خطب ابنته رجل من شيوخ الشافعية فأبى قائلاً : . . . لو لا أنك شافعي! فهل بعد هذا مجال للشك في أن الخلاف حقيقي ؟ ومن شاء التوسع في هذه المسألة فليرجع إلى كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية : " الإيمان " فإنه خير ما ألف في هذا الموضوع." ()



وقال - رحمه الله - في مقدّمته على شرح الطحاويّة لابن أبي العزّ- رحمه الله- (ص57 ) وهو يردّ على أبي غدّة وشيخه الكوثريّ: "المسألة الخامسة: يقول "الإمام" تبعًا للأئمّة مالك والشّافعي وأحمد والأوزاعي وإسحاق بن راهويه وسائر أهل الحديث وأهل المدينة: "إنّ الإيمان هو تصديقٌ بالجنان, وإقرارٌ باللِّسان, وعملٌ بالأركان, وقالوا: يزيد وينقص". وشيخك تعصبًّا لأبي حنيفة يخالفهم مع صراحة الأدلّة التي تؤيِّدهم من الكتاب والسنّة وآثار السّلف الصّالح رضي الله عنهم, بل ويغمز منهم جميعًا مشيرًا إليهم بقوله في "التّأنيب"(ص44-45) إلى "أناسٍ صالحون" يشير أنّهم لا علم عندهم فيما ذهبوا إليه ولا فقه, وإنّما الفقه عند أبي حنيفة دونهم, ثمّ يقول: إنّه الإيمان والكلمة, وإنّه الحقّ الصّراح, وعليه فالسّلف وأولئك الأئمّة الصّالحون(!) هم عنده على الباطل في قولهم: بأنّ الأعمال من الإيمان, وأنّه يزيد وينقص, وقد نقل أبو غدّة كلام شيخه الذي نقلنا موضوع الشّاهد منه, نَقَلَهُ بحرفه في التَّعليق على "الرّفع والتّكميل" (ص67-69), ثمّ أشار إليه في مكانٍ آخر منه ممجِّدًا به ومكبِّرًا له بقوله (ص218):"وانظر لزامًا ما سبق نقله تعليقًا فإنّك لا تظفر بمثله في كتاب"!! ثمّ أعاد الإشارة إليه (ص223) مع بالغ إعجابه به, وظنّي به أنّه يجهل – أنّ هذا التّعريف للإيمان الذي زعم شيخه أنّه الحقّ الصّراح – مع ما فيه من المخالفة لما عليه السّلف كما عرفت, مخالفٌ لما عليه المحقِّقون من علماء الحنفيّة أنفسهم الذين ذهبوا إلى أنّ الإيمان هو التَّصديق فقط ليس معه الإقرار! كما في "البحر الرّائق" لابن نجيم الحنفي (5/129). والكوثريّ في كلمته المشار إليها يحاول فيها أنْ يصوِّر للقارئ أنّ الخلاف بين السّلف والحنفيّة في الإيمان لفظيّ, يشير بذلك إلى أنّ الأعمال ليست ركنًا أصليًّا, ثمّ يتناسى أنّهم يقولون: بأنّه يزيد وينقص, وهذا ما لا يقول به الحنفيّة إطلاقًا, بل إنّهم قالوا في صدد بيان الألفاظ المكفِّرة عندهم:"وبقوله: الإيمان يزيد وينقص" كما في "البحر الرّائق" –"باب أحكام المرتدِّين"! فالسّلف على هذا كفّارٌ عندهم مرتدّون!! راجع شرح الطّحاويّة (ص338-360), و"التّنكيل"(2/362-373) الذي كشف عن مراوغة الكوثري في هذه المسألة. ولْيعلم القارئ الكريم أنّ أقلّ ما يُقال في الخلاف المذكور في المسألة أنّ الحنفيّة يتجاهلون أنّ قول أحدهم – ولو كان فاسقًا أو فاجرًا -: أنا مؤمن حقًّا, ينافي مهما تكلّفوا في التّأويل – التّأدّب مع القرآن ولو من النّاحية اللّفظيّة على الأقلّ الذي يقول: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا [الأنفال:2-4]. فليتأمّل المؤمن الذي عافاه الله تعالى ممّا ابتلى به هؤلاء المتعصّبة, من هو المؤمن حقًّا عند الله تعالى, ومن هو المؤمن حقًّا عند هؤلاء؟!. "



قال – رحمه الله- في الذب الأحمد عن مسند الإمام أحمد (ص32-33 ) راداً على المدعو عبدالقدوس الهاشمي في قوله : أن القطيعي كان فاسد العقيدة من أشرار الناس ": يبدو لي – والله أعلم من مجموع كلامه المتقدم بصورة عامة ، ومن قوله في هذه الفقرة خاصة -: أن الرجل حنفي المذهب ، ماتريدي المعتقد ،ومن المعلوم أنهم لا يقولون بما جاء في الكتاب، والسنة، وآثار الصحابة من التصريح بأن الإيمان يزيد وينقص، وأن الأعمال من الإيمان، وعليه جماهيرُ العلماء سَلَفاً وخلفاً ما عدا الحنفّية؛ فإنهم لا يزالون يُصِرُّون على المخالفة؛ بل إنهم لَيُصَرِّحون بإنكار ذلك عليهم، حتى إن منهم من صرّح بأن ذلك ردة وكفر - والعياذ بالله تعالى -، فقد جاء في (باب الكراهية) من ((البحر الرائق)) - لا بن نُجَيم الحنفي - ما نصُّه (8/ 205): "والإيمان لا يزيد ولا ينقص؛ لأن الإيمان عندنا ليس من الأعمال ".



ثم علق في الحاشية قائلاً: "وهذا يخالف - صراحةً - حديث أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - سُئل: أيُّ العمل أفضل؟ قال: «إيمان بالله ورسوله ... » - الحديث-، أخرجه البخاري - وغيره -، وفي معناه أحاديث أخرى ترى بعضها في "الترغيب" (2/ 107). وقد فصّل شيخ الإسلام ابن تيميَّة وجهَ كون الإيمان من الأعمال، وأنه يزيد وينقص - بما لا مزيد عليه - في كتابه "الإيمان"، فلْيراجعه من شاء البسط ".

" أقولُ: هذا ما كنتُ كتبتُهُ منذ أكثرَ من عشرين عاماً؛ مُقَرِّراً مذهبَ السلف، وعقيدةَ أهل السُّنَّةِ - ولله الحمدُ - في مسائل الإيمان، ثُمَّ يأْتي - اليومَ - بعضُ الجهلةِ الأغمار، والناشئةِ، الصِّغار: فيرموننا بالإرجاء!! فإلى اللهِ المشتكى مِن سوءِ ما هم عليه مِن جهالة وضلالة وغُثاء..".


أقول: ما ذكره الشيخ الألباني – رحمه الله- في تعريف الإيمان هو عين عقيدة السلف الصالح .

1- قال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم، قال: سألت أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين، وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار، وما يعتقدان من ذلك، فقالا: " أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازا وعراقا وشاما ويمنا فكان من مذهبهم: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص ..."()



2-جاء في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للإمام هبة الله بن الحسن الطبري اللالكائي رحمه الله :
" قول الطبقة الثالثة من الفقهاء في الزيادة والنقصان سفيان الثوري، وابن جريج، ومعمر، والأوزاعي، ومالك بن أنس، وسفيان بن عيينة، ومالك بن مغول، وابن أبي ليلى، وأبي بكر بن عياش، وزهير بن معاوية، وزائدة، وفضيل بن عياض، وجرير بن عبد الحميد، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وابن المبارك، وأبي شهاب، والحناط، وعبثر بن القاسم، ويحيى بن سعيد القطان، ووكيع، وشعيب بن حريث، وإسماعيل بن عياش، والوليد بن مسلم، والوليد بن محمد، ويزيد بن السائب، والنضر بن شميل، والنضر بن محمد المروزي، ومفضل بن مهلهل، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، وأبي عبيد، وعلي بن المديني وقال سهل بن المتوكل: " أدركت ألف أستاذ أو أكثر، كلهم يقول: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص " وقال يعقوب بن سفيان :"أدركت أهل السنة والجماعة على ذلك "

ثم قال بعدها: " 1396- ذكر محمد بن الحسن قال: حدثني بشر بن علي القاضي، قال: حدثني أبو عبد الغني الحسن بن علي نعمان قال: نا عبد الرزاق، قال: لقيت اثنين وستين شيخا منهم: معمر، والأوزاعي، والثوري، والوليد بن محمد القرشي، ويزيد بن السائب، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وسفيان بن عيينة، وشعيب بن حرب، ووكيع بن الجراح، ومالك بن أنس، وابن أبي ليلى، وإسماعيل بن عياش، والوليد بن مسلم، ومن لم نسمه كلهم يقولون: « الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص "



3- قال الإمام البخاري – رحمه الله- في كتابه الصحيح: كتاب الإيمان باب: الإيمان وقول النبي صلى الله عليه وسلم :" بني الإسلام على خمس" وهو: قول وفعل ويزيد وينقص " .
وقال رحمه الله " كتبت عن ألف نفر من العلماء وزيادة ولم أكتب إلا عمن قال:" الإيمان قول وعمل ولم أكتب عمن قال: الإيمان قول" . ( )



4- وقال الإمام محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله- :
" وأعتقد أن الإيمان قول باللسان وعمل بالأركان واعتقاد بالجنان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية هو بضع وسبعون شعبة أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن طريق" .()
وقال رحمه الله: " وحقيقة اعتقادنا أنها تصديق بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالجوارح " ()


قيد مهم يقصم ظهر كل من يتهم أهل السنة بالإرجاء.

* سُئل الإمام أحمد-رحمه الله- عمّن يقول:" الإيمان يزيد و ينقص قال: هذا بريءٌ من الإرجاء . " ()
* قال ابنُ المبارك - رحمه الله -: " مَن قال إنّ الإيمان قولٌ و عملٌ يزيدُ و ينقص فقد خرج من الإرجاء كلّه أوّله و آخره " .()
* قال الإمام البربهاري – رحمه الله-:" ومن قال الإيمان قول وعمل يزيد وينقص فقد خرج من الأرجاء أوله وآخره " ()


http://www.sahab.net/forums/index.ph...attach_id=4600
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013