منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 Jan 2016, 11:30 PM
أبو الحسن نسيم أبو الحسن نسيم غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 390
افتراضي من أعظم الأسباب التي تؤدي إلى الإنحراف المنهجي وإلى التمييع أو الغلو


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه:
فقد قال الشيخ ابن السعدي-رحمه الله-في كتابه المواهب الربانية من الآيات القرآنية في استنباطه الفائدةالنفيسة :( يؤخذ من نهي الله عن نكاح المشركة وإنكاح المؤمن للمشركة,
وتعليل الله لذلك: أنه ينبغي اختيار الخلطاء والأصحاب الصالحين, الذين يدعون إلى الجنة بأقوالهم وأفعالهم, وتجنب ضدهم من الأشرار, الذين يدعون إلى النار بحالهم ومقالهم, ولو كانوا ذوي جاه وأموال وأبهة, ولو كان الأولون فقراء ولا جاه لهم ولا قدر عند كثير من الناس; لأن اختيار السعادة الأبدية أولى
بالعاقل من حصول حظ عاجل يعقب أعظم الحسرة وأشد الفوت, فتخيُّر الخلطاء والأصحاب من شيم أولي الألباب) المواهب ص27


قال الشيخ الرسلان-حفظه الله-في الشريط الثاني من شرحه لهذا الكتاب،د4.43 :( وهو -أي مخالطة أهل الخير واجتناب أهل الشر-مما دلت عليه النصوص ودل عليه عمل السلف من الصحابة ومن تبعهم ودل عليه العقل،بل شعر الشعراء يدل على ذلك وأدب الأدباء،وكم من صالح فسد بسبب مخالطة فاسد،وكم من سني انحرف بسبب مقاربة مبتدع،وأكثر الذين يضلون ويزيغون عن النهج المستقيم،وأكثر الذين يتورطون في البدع إنما يتورطون في ذلك كله بسبب المخالطة،فينبغي على الإنسان أن يجتهد في البعد عن كل زائغ منحرف، وهي طريقة السلف من الصحابة ومن تبعهم بإحسان، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أسّس لنا ذلك حتى مع أصحاب المعاصي، فإن الثلاثة الذين خَلفوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم باعتزالهم واجتنابهم حتى كأنما حَبسوا في جلودهم، حتى أنزل الله توبته عليهم رضي الله عنهم وعن الصحابة أجمعين، ولم يكونوا قد تورطوا في بدعة، إنما هي أمر من أمور المعاصي لما تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،وقد استعملوا الصدق مع الله فصدقوا الله فصدقهم الله،فكيف بأهل البدع،والسلف كما هو معلوم من الصحابة ومن تبعهم يحذرون من مخالطة أهل البدع، ويدعون إلى مجانبتهم،وكل ذلك كان واقعا وما زال بالأقوال والأفعال، فعمر رضوان الله عليه كما صح عنه أمر بأن يُجانب صبيغ بن عِسل، وكان يتكلم في المتشابه بعدما حبسه وقد وضربه،ثم تذكره فاستدعاه فضربه، وكان في كل مرة يضربه حتى يدَمِيه، ثم في المرة الثالثة استدعاه فضربه فقال يا أمير المؤمنين إن كنت تريد قتلي فاقتلني قتلا جميلا،وإلا فقد والله ذهب الذي أجد،فأرسل عمر رضوان الله عليه إلى واليه ألا يخالط أحدا ،ولا يخالطَه أحد،فكان إذا دخل صبيغ المسجد فوجد الحِلق واقترب من حلقة من تلك الحلق وهم لا يعلمونه ولا يعرفون حاله، صاح بهم أصحاب الحَلْقة الأخرى: عزمةُ أمير المؤمنين،أي هذا عزمةُ أمير المؤمننين عليكم بألا تخالطوه، أو عزمةَ على النصب بالتحذير،عزمةَ أمير المؤمنين،فإذا سمعوا ذلك انفضوا،وظل كالبعير الأجرب لا يقرب أحدا ولا يقربُه أحد،حتى أُرسل إلى عمر أنه قد حسُنت توبته فخلى عنه، وكان يخالط الناس بعد ذلك ويخالطونه،وقد استدل أهل العلم من سلفنا الصالحين على أن المبتدع إذا تاب من بدعته فإنه لا يُخالط،ولا يُقارب، وإنما يجانب ويباعد سنة على الأقل كما فعل عمر رضوان الله عليه،لئلا يدخل على المسلمين ببدعته من باب الخداع والخيانة، فيدعي شيئا لا يتحقق به في حقيقة الأمر،كم من صالح كان على السنة فانحرف بسبب مخالطة أهل البدع،وهذا عمران بن حطان وكان صُلبا في السنة،ثم إن ابنة عم له انحرفت فصارت إلى مذهب الخوارج فدار في خَلَده أن ينكحها من أجل أن يردها إلى السنة والحق، فحرفته هي إلى البدعة والشر، وصار خارجيا جَلْدا حتى إنه كان يمدح قاتل علي رضي الله عنه،قال العلماء:وأي دعوة إلى البدعة هي أعظم من مدح قاتل علي رضي الله عنه،فتأمل في حاله، وأشفِق على نفسك والله يرعاك،فعلى الإنسان أن يجتهد حيال الخلطاء والأصحاب الصالحين، والسلف رحمة الله عليهم كانوا يعرفون حال الرجل من مخالطيه، فمن خفيت علينا بدعته لم تخف علينا صحبتُه،فإنا نقيسه على أصحابه ومخالطيه، إذا خالط أهل الشر فهو منهم،وإذا ما مازجهم فهو وهم كما يقاس على النعل،إلى غير ذلك من هذه الأمور التي قررها السلف رحمة الله عليهم،وتجدها في مصنفاتهم كالإبانة الكبرى وكالشريعة وكشرح اعتقاد أهل السنة والجماعة إلى غير ذلك من كتب سلفنا الصالحين،إياك أن تعشُوَ فضلا أن تعمى عن هذا الأصل العظيم،وهو معاملة أهل البدع، فاجتهد في أن تكون محافظا على نقائك المنهجي، فاحذر أهل التمييع فإنهم لن يُغنوا عنك من الله شيئا،فأكثرُ ما تراه اليوم من فعل أهل البدع من الخوراج كالإخوان المسلمين،من خُوّان المسلمين،ومن الجماعة الإسلامية،وممن يدعون الجهاد من التكفيريين وغيرهم فهؤلاء جميعا إنما يُلقون شِباكهم عن طريق الممازجة والمخالطة،فيأتي من لا عقل له كالفراش الذي يتهافت على النار، فيقتنع بما يقوله هؤلاء من الباطل ويدع الحق الذي هو أوضح من الشمس في كبد السماء)


لقد صدق الشيخ-حفظه الله- في عرض هذا السبب الرئيس الذي يؤدي إلى الانحراف المنهجي والوقوع في براثن أهل الأهواء،إنها الخلطة والتساهل في الممازجة مع أهل الباطل،وأهل الأهواء أشد ما يحرصون عليه لإدخال باطلهم هو إضعاف جانب الولاء والبراء لدى قلوب الشباب والنشء،فإذا خلا الجو من تقبيح لأهل الباطل دخلوا بأنواع الانحرافات والشبهات،فأدركوا يا أهل السنة هذا الخطر،واعرفوا هذا الداء،وإن من أعظم ما يترتب عن هذا التساهل في الخلطة والصحبة النفرة من أهل الحق،بل والطعن فيهم بأنهم متشددون أو غلاة،لأن المتساهل في خلطة أهل الباطل سيدينه السلفيون بصحبته لأهل الأهواء،وأكثر ما يقع الخلل عند طلبة العلم بل و بعض الدعاة هو هذا التهاون مع أهل الباطل،فتجد طالب علم ظاهره السنة وحب الخير والمشايخ السلفيين،لا يبالي بمخالطة الإخوان أو التبليغ أو التكفريين أو المتحزبين أو الحلبيين الذين يطعنون في العلماء ويثنون على أهل البدع،فييصاحبهم ويؤاكلهم،والمؤانسة تجلب المودة فيعتذر لهم، بل ربما نافح عنهم بالقواعد الباطلة وصبّ جام غضبه على السلفيين ونفر منهم،كما هو واقع من كثير،وقد بين الشيخ-حفظه الله-أن مصيدة أهل الباطل هي المخالطة،وما قويت شوكة التمييع،وما أنشئت القواعد الباطلة إلا تبعا لهذا الأصل،تساهل الرجل وتهاونه في خلطة المرضى،فأعدوه بجربهم، فصار من أتباعهم وأحبابهم،وترك أهل السنة ونبذهم ،هذه هي الحتمية التي يؤوول إليها من ضيع هذا الأصل الذي علمه السلف، وخافوه أشد الخوف،وما كانوا يسمحون بسماع أهل الباطل ولو بقراءة آية ،فاللهم رحماك،وأسأل الله في عالي سماه أن يطهرنا من هذا الخطر وأن يبعدنا عنه،إنه جواد كريم،وأدعو العقلاء إلى التأمل في هذا السبب الذي ذكره الشيخ حتى يعمل به ويحتاط لدينه وليجانب أهل الباطل كل المجانبة.[/size]


التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر ; 21 Jan 2018 الساعة 05:11 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30 Jan 2016, 08:18 AM
أبو حازم عبد الرحمن بن علي السوفي أبو حازم عبد الرحمن بن علي السوفي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
الدولة: الجزائر
المشاركات: 57
افتراضي

بوركت ابا الحسن على هذاالنقل المفيد
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مسائل


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013