منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 Jun 2012, 12:56 PM
محمد رحيل
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي البيان الحازم في الرد على يوسف أبي حاتم لأبي عبد الرحمن عمر مكي الحلقة الثالثة

البيان الحازم في الرد على يوسف أبي حاتم
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي جل عن الأشباه و الأنداد، و تنزه عن الصاحبة والأولاد، جامع الناس ليوم الفصل بين العباد، والصلاة والسلام على نبينا محمد الهادي إلى سبيل الرشاد، وعلى آله وصحبه الأمجاد، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم يذل فيه أهل الخصام والعناد، أما بعد: فهذه الحلقة الثالثة من البيان الحازم في الرد على يوسف أبي حاتم، والتي نكمل فيها بحول الله وقوته كشف ما جاء في كلام هذا المتعالم من التلبيس، وعدم الضبط في النقل، وقلة الورع، والبعد عن التزام الصدق،ولما كان حال الرجل كذلك، أحببت أن أجعل بين يدي البيان كلاما نفيسا للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله في باب الحث على مراقبة الله عز وجل، ثم نتبعه بأبيات من نونية القحطاني، لعل كلام الإمامين يجد إلى القلوب مسلكا، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
قال رحمه الله في تفسير قوله تعالى ( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )، يخبر تعالى، أنّه المتفرد بخلق جنس الإنسان ذكورهم و إناثهم و أنّه يعلم أحواله وما يسره ويوسوس في صدره و أنّه أقرب إليه من حبل الوريد الذي هو أقرب شيء إلى الإنسان وهو العرق المكتنف لثغرة النحر، وهذا مما يدعو الإنسان إلى مراقبة خالقه،المطلع على ضميره وباطنه، القريب منه في جميع أحواله فيستحي منه أن يراه حيث نهاه، أو يفقده حيث أمره، وكذلك ينبغي له أن يجعل الملائكة الكرام الكاتبين منه على بال، فيجلهم و يوقرهم و يحذر أن يفعل أو يقول ما يكتب عنه مما لا يرضي رب العالمين ولهذا قال: إذ يتلقىالمتلقيان، أي: يتلقيان عن العبد أعماله كلها، واحد عن اليمين يكتب الحسنات، و الآخر عن الشمال يكتب السيئات، وكل منهما قعيد بذلك متهيئ لعمله الذي أعد له ملازم له ما يلفظ من قول خير أو شر إلا لديه رقيب عتيد أي: مراقب له حاضر لحاله كما قال تعالى: ( وإنّ عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون ) ا.هـ


وقال القحطاني رحمه الله في نونيته:


و إذا خلوت بريبة فــي ظلمـة *** والنفس داعية إلى الطغيان
فاستحي من نظر الإله وقل لها *** إنّ الذي خلق الظلام يراني
كن طالبا للعلم و اعمل صالحا *** فهما إلى سبل الهدى سببان

قال أبو حاتم في رده المزعوم:


{ومما نقله الإخوة عن هذا المعسكري أيضا: أنّه نقل عن الشيخ محمد بن هادي المدخلي بأنّه استخدم التورية في كلامه الأخير عند أن يعني أثنى على دماج وهكذا أشاد بقلعة أهل السنة بدماج وهكذا ما هو معلوم من اتصال الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله على الشيخ يحي وما بينهما من التواد، و ما بينهما يعني من المحبة، فقال: بأنّ هذا العمل من الشيخ محمد بن هادي إنّما هو تورية، قال لماذا؟ قال: لأنّه من قبل الشيخ محمد بن هادي قال في الشيخ يحي بأنّه سفيه سفيه، و أنّه أشد من فالح الحربي، فقال هذا الكلام يعني من محمد بن هادي مع ما صدر منه بعد ذلك من الثناء ومن الإشادة بدماج هذا يدل على أن الشيخ محمد بنهادي استخدم التورية من أجل المصلحة من أجل مصلحة دماج، وهذا كلام باطل ا.هـ


وإذا أمعنا النظر ألفينا كلام أبي حاتم مشتملا على تلبيس كثير منه:


ـ1ـ قوله: ومما نقله الإخوة عن هذا المعسكري أيضا أنه نقل عن الشيخ محمد بن هادي المدخلي بأنه استخدم التورية في كلامه الأخير ا.هـ
وهذا فيه إيهام للسامع أن الشيخ رحيل نقل عن الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله هذا الكلام، وهذا تلبيس على السامع ، والصحيح أن الشيخ رحيل سئل فأجاب بما فتح الله عليه من الجمع بين القولين.


ـ2ـ قوله: وهكذا ما هو معلوم من اتصال الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله على الشيخ يحي وما بينهما من التواد، و ما بينهما يعني من المحبة، فقال:[يعني الشيخ رحيل] بأنّ هذا العمل من الشيخ محمد بن هادي إنّما هو تورية ا.هـ
وهذا أيضا فيه تلبيس على السامع بأن الشيخ رحيل سئل عن المودة والمحبة المزعومة، والصحيح أن الشيخ رحيل لم يسأل عن المودة والمحبة التي زعم أبو حاتم، وإنما سئل عن كلامين صدرا عن الشيخ محمد بن هادي المدخلي، وهما:


ـ أـ قول الشيخ محمد بن هادي -حفظه الله- في كلامه الأول: سفيه، وماذا تذهبون تتعلمون عنده السفه، وهو كالشيخ فالح أو أشد.


ـ ب ـ و قوله في كلامه الثاني: يوم سئل -حفظه الله-: هل قلت عن الشيخ يحي حدادي، مبتدع، فأنكر الشيخ محمد بن هادي أن يكون قال هذا الكلام.



فقال الشيخ رحيل: كلام الشيخ محمد بن هادي المدخلي الأول ثابت والثاني كذلك، فإذا جمعنا بينهما نقول لعل الشيخ استعمل التورية في الكلام الثاني لمصلحة دماج ا.هـ
ـ3ـ أنه جعل الجمع بين الكلامين غير ممكن وجعل التورية في هذا المحل أمرا باطلا. و الحق أن ما سوى هذا الجمع باطل وذلك لأسباب وهي:


ـ أـ أن الكلامين غير متناقضين، ففي الأول قال الشيخ محمد بن هادي: سفيه ، تتعلمون عنده السفه، هو كالشيخ فالح أو أشد، وفي الثاني نفى كلمة حدادي وكلمة مبتدع، فالجمع بين الكلامين ممكن لأن الشيخ لم ينف قوله: أنه كالشيخ فالح أو أشد و إنما نفى كلمة حدادي، ولو أقسم على أنه لم يقل حدادي لما حنث، ودونك تعريف التورية و حكمها:



قال ابن حجة الحموي في تعريف التورية:


التورية يقال لها: الإيهام والتوجيه و التخيير، والتورية أولى في التسمية لقربها من مطابقة المسمى، لأنها مصدر، وريت الخبر إذا سترته و أظهرت غيره، كأن المتكلم يجعله وراءه بحيث لا يظهر ا.هـ



أوصافه الغر قد حلت بتورية *** جيدي و عقد لساني بعد ذا ويدي

خزانة الأدب وغاية الأرب لابن حجة.
وسئل الشيخ بن عثيمين رحمه الله: ما حكم التورية؟


فقال: الحمد لله:التورية: أن يريد الإنسان بكلامه ما يخالف ظاهر الكلام وهي جائزة بشرطين:


ـ1ـ أن يكون اللفظ محتملا لها.
ـ2ـ أن لا تكون ظلما ا.هـ



ثم ضرب الشيخ أمثلة ليس هذا موضع ذكرها.

مجموع دروس وفتاوى الحرم المكي


وقال رحمه الله كما في شرحه على الأربعين:


التورية فيها تفصيل:


ـ1ـ إن أدت إلى باطل فهي حرام
ـ2ـ إن أدت إلى واجب فهي واجبة
ـ3ـ إن أدت إلى مصلحة فهي جائزة
ـ4ـ أن لا يكون فيها هذا ولا هذا ولا هذا، فاختلف العلماء فيها هل تجوز أو لا تجوز؟ ا.هـ


ولهذا فأقل أحوال التورية يوم سئل الشيخ محمد بن هادي أنها تؤدي إلى مصلحة فهي جائزة، والناظر بعين العدل والإنصاف يرى التورية مشروعة آنذاك لما يحصل بها من حفظ الأموال و الأنفس.والله أعلم.


ـ ب ـ أن الشيخ محمد بن هادي المدخلي وغيره من أهل السنة تكلموا في الشيخ يحي بناءا على أدلة كما قال الشيخ محمد بن هادي: والأدلة قائمة على هذا الكلام بطعنه على كبار مشايخ السنة رؤوس الدعوة السلفية القصائد تتلى و هو يثني على السبابين، وقال حفظه الله: وفي هذه الأيام يسب الشيخ ربيع بقصيدة وهو يقول للساب بارك الله فيك، فإن لم يكن هذا سفها فأنا لا أعرف سفها؟ فهذا الكلام من الشيخ محمد بن هادي يعتبر جرحا شديدا فهل يتراجع عن هذا الكلام فجأة بلا سبب؟
ـ ج ـ أن الشيخ محمد بن هادي وغيره من أهل السنة دعموا الجهاد في أيام محنة دماج ولو اشتغلوا بالتحذير لكانت العائدة سيئة على الجهاد,وهذا ما لمسه الشيخ يحي الحجوري –سدده الله-نفسه,حيث قال:{الحزبيون بيننا وبينهم ردود,و هؤلاء [يعني الحوثيين] بيننا وبينهم دماء وأرواح}.قال هذا وهو يحث الناس على الجهاد.يقصد –سدده الله-أن الاشتغال بالجهاد في هذه المحنة أولى لحفظ حوزة المسلمين وبيضتهم في اليمن.


ـ4ـ قوله: هذا أمر باطل، والحق أن الباطل ظاهر في كلام أبي حاتم، فهو يوهم المساكين أن فعل المشايخ تراجع عن الكلام في الشيخ يحي، وهذا لا يستطيع أن يقيم عليه البينة.
وهو من حدثاء الأسنان، الذين شأنهم التسرع والطغيان، ومجاوزة الحد في النقد والرجحان، لا يعلم لهم طويل باع في طلب العلم، ولا عرفوا بحسن الأدب و الحلم، ولو رجعوا لأهل العلم لكان خيرا لهم و أشد تثبيتا، فهم في هذه الفتنة يزعمون أن السكوت كتمان علم، وأن التعريض بهتان وظلم، وأن الجمع بين القولين بطلان وإثم، فسبحان من يضل من يشاء جزاءا منه وعدلا، و يهدي من يشاء إحسانا منه وفضلا.


وفي مقابل هذا انظر إلى صنيع الراسخين في العلم، كيف يحكمون الكتاب والسنة في كل ما يصيبهم من نوازل وبلايا، ويقدرون الضرورة بقدرها، ويفعلون ما فيه صلاح البلاد والعباد، ويرتكبون أخف الضررين إذا تعارضا، غايتهم حفظ ما جاءت الشريعة الإسلامية بحفظه، شأنهم التريث والتثبت و إمعان النظر، كيف لا و هم أهل القرآن؟ و الله عز وجل يقول ( إنّا سنلقي عليك قولا ثقيلا ) وإنه لحرّي بمن ثقل بالقرآن علما وعملا أن لا يأخذه سيل الفتن.


فاللهم جنبنا الزلل ووفقنا لصالح القول و العمل.


ثم قال أبو حاتم: وفيه نسبة يعني عدم الصدع بالحق، ونسبة الطعن إلى الشيخ محمد بن هادي بأنه استخدم التورية في أمور يجب عليه فيها الصدع بالحق، وكون دماج فيها مصلحة من حيث يعني أنها تناصر لا يكون ذلك سببا في عدم التحذير من أهل الباطل إن وجد فيها يعني أناس من أهل الباطل ا.هـ


و الجواب عن ما ورد من الشبه في هذا الكلام على ما يأتي:


ـ1ـ المقصود من هذا الكلام أن الشيخ رحيل لما جمع بين القولين طعن على الشيخ محمد بن هادي، ونسب إليه عدم الصدع بالحق من حيث يعلم أو من حيث لا يعلم، وهذا يدل على قصور فهم أبي حاتم و شدة تعصبه لشيخه، فمن تعصبه نفى أن تكون المصلحة هي التي حملت المشايخ على ما فعلوه من مناصرة و إفتاء بوجوب الجهاد وغير ذلك!



نوجه سؤالا لأبي حاتم: ما هو السبب الذي حمل المشايخ على السكوت عما كان بينهم وبين الشيخ يحي، في ظنك؟



ـ1ـ أهو تراجع الشيخ يحي عن الأخطاء التي صدرت منه ؟



ـ2ـ أم كل المشايخ كانوا مخطئين حينما جرحوا الشيخ يحي وهاهم يسارعون إلى التوبة و الرجوع ؟
والجواب قد جاء في كلام الشيخ عبيد الجابري- حفظه الله- يوم 28 أفريل 2012 حيث
قال السائل:جزاكم الله خيرا و أحسن إليكم، هل تغير شيء بينكم وبين يحي الحجوري أم الأمر ما زال عليه؟


الشيخ: لا لم يتغير شيء، ولا أملك التغير أبدا، أنا على ما قلت فيه لأنه عندنا الأدلة على ما ركبه من البدع والضلالات من ذلك قوله: الصحابة شاركوا في قتل عثمان، وقوله: أهل بدر عصوا الله ثلاث مرات، وقوله أول ما دخل الإرجاء دخلعلى الصحابة، وذكر قصة أبا بكر وعمر رضي الله عنهما حين قال عمر لأبي بكر تقاتل من قال لا إله إلا الله وذكر الحديث، قال صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، إلى آخر الحديث، قال عمر رضي الله عنه فما رأيت إلا أن شرح الله صدر أبي بكر للقتال فعلمت أنه الحق، أقول قد أجمع الصحابة على أن ما عزم عليه الخليفة الراشد الأول أبي بكر رضي الله عنه صديق هذه الأمة وإمامها بعد نبيها صلى الله عليه وسلم، قال إلى غير ذلك من البدع والضلالات الكثيرة



السائل: يعني جرى اتصال بينه وبين مشايخنا الكبار، هذا لا يغير شيء؟


الشيخ: لا أبدا أنا لا أقبله ولا أثني عليه خيرا لأن ما قلته فيه- أولا- مبني على الدليل الذي لا يقبل التأويل ثابت.


ثانيا: هذا دين لا أنا ولا غيري يملك الصلح فيه فلا يثنى عليه خير حتى يتوب من جميع ما نقل عنه وثبت عنه توبة منشورة تفصيلية، نعم.


السائل: جزاكم الله خيرا يا شيخ ا.هـ

{ومن هنا يتبين أن ما فعله الشيخ محمد بن هادي و إخوانه من أهل السنة من المناصرة والتأييد و التحريض على الجهاد في سبيل الله، والسكوت عما كان بينهم وبين الشيخ يحي، هذا ما يمليه الشرع الحنيف، وهذا هو الصدع بالحق، كيف لا
وأهل دماج في حرب ضد الحوثية الروافض الذين أفتى كثير من أهل العلم بكفرهم، فهل يحذر من رجل مسلم عنده أخطاء، وينفر الناس من حوله وهو في حرب ضد الروافض الكفار؟ مالكم كيف تحكمون .


وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله ( أنصر أخاك ظالما أومظلوما )، فأهل السنة نصروا الشيخ يحي يوم صدرت منه تلك الأخطاء، بحيث نصحوه نصرة لدين الله عز وجل، وهاهم ينصرونه أثناء الحرب، فأفتوا بوجوب الجهاد على المستطيع من أهل اليمن بالنفس والمال، وسكتوا عما شجر بينهم وبينه.


و حتى الشيخ رحيل كان موقفه في تلك الأيام كموقف أهل السنة قاطبة، فقد سئل في مدينة مهدية بتيارت عن حال الشيخ يحي فقال: [أرى أن الكلام في الشيخ يحي في هذه الأيام من التخذيل.]


ـ2ـقول أبي حاتم: فيه نسبة الطعن إلى الشيخ محمد بن هادي بأنه استخدم التورية في أمور يجب عليه فيها الصدع بالحق ا.هـ


والجواب: كما تقدم أن من تمام الصدع بالحق أن تعمل بما جاء في الكتاب و السنة، وقد تقدم معنا قول النبي صلى الله عليه وسلم:( أنصر أخاك ظالما أو مظلوما )، والواجب في هذه الحالة النصرة لا التخذيل، فمن أين للطعن أن يلحق الشيخ محمد بن هادي وهو يحكم كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد ضرب الشيخ محمد بن هادي أروع الأمثلة في الذب عن السنة و أهلها، فما نملك إلا أن نسأل الله عز وجل أن يثبت خطاه على السنة والهدى، وأن يختم لنا وله بخير إنه ولي ذلك والقادر عليه.


ثم قال أبو حاتم: فهذا كلام واضح من الشيخ محمد بن هادي، و بلسانه يقول بأنه ما بدع الشيخ يحي ولا أنه قال فيه حدادي، مع أنه قال في الأول بأنه أشد من فالح الحربي، كيف نتعامل مع هذين القولين المتعارضين نرجع إلى قواعد أهل الفن:
فعلماء الجرح والتعديل عند تعارض الجرح والتعديل تعارضا حقيقيا عند تعارض أهل الجرح والتعديل كلام العالم الواحد من علماء الجرح والتعديل عند تعارض قوليه أو أقواله في الشخص يعني يسلكون في ذلك مسالك:
أولا: ينظرون إلى حقيقة التعارض، هل هذا تعارض حقيقي أم أنه يمكن معه الجمع إذ أن تعارض أقوال الناقد الواحد يعني في رجل واحد وجب علينا أن نبحث أولا عن حقيقة هذا التعارض إذ ليس كل تعارض في الكلام يكون معتبرا فربما يكون هذا التعارض ليس حقيقيا يمكن دفعه بحيث يمكن الجمع بينه، ثم ما ضابط كون هذين الكلامين من العالم الواحد يمكن الجمع بينهما، وما ضابط كون هذين الكلامين من العالم لا يمكن الجمع بينهما، بيّن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: بأن كلام العالم الواحد إذا كان من باب تقابل السلب و الإيجاب فهذا يحكم عليه بالتناقض، ولا يقال بعد ذلك يعني يجمع بينهما، عندنا عالم قال في مسألة واحدة حرام، ثم قال في هذه المسألة حلال، نحن أولا لا ندري ما السابق وما اللاحق من هذين القولين، لأننا إذا علمنا اللاحق من هذين القولين، لا ( في هذا الموضع كلام مبتور) بينهما وهذا الذي حصل من الشيخ محمد بن هادي المدخلي، لأن الكلام الأول فيه تبديع والكلام الثاني فيه نفي التبديع ليس نفي قوله أنه مبتدع بل قال أنا ما بدعته وكلمة أنا ما بدعته هذه شاملة لكل ما يدخل تحت هذا اللفظ سواء حدادية أو كلمة أشد من فالح الحربي أو غيرها كلها تدخل تحت لفظ أنا ما بدعته، فهذه كلمة عامة يدخل تحتها كل ذلك، فما دام علمنا بأن أحد قولي الشيخ محمد بن هادي سابق و آخر لاحق فالذي يكون متأخرا هو الذي العمل عليه ا.هـ


قد سبق بحمد الله الجواب على مضمون هذا الكلام، بقي سبب إيراده هنا:


السبب الأول: بيان ما عليه الرجل من التلبيس وكيف يجعل كلام الشيخ محمد بن هادي حفظه الله متناقضا ينسخ آخره أوله ويوهم السامع أن الكلام الأخير قد تضمن تراجعا من الشيخ محمد بن هادي و تعديلا للشيخ يحي!


السبب الثاني: بيان ما عليه يوسف من التلاعب والكيل بمكيالين: فلما كان الأمر عليه نقل إجماعا مزعوما على أن أهل الجرح والتعديل لا ينظرون إلى تقدم الجرح وتأخره، ولما كان الأمر في صالحه نقل كلام أهل العلم في تعارض الجرح والتعديل! واعتبر المتأخر ناسخا للمتقدم .فأي كيل تكيل به يا أبا حاتم؟


السبب الثالث: أن التعارض الحقيقي وقع في كلام الشيخ ربيع حفظه الله يوم زكى الشيخ يحي ثم جرحه، وهو إمام الجرح والتعديل في هذا الوقت بالاتفاق، فأين كانت هذه القواعد يوم جاء الكلام موثقا عن الشيخ ربيع يا أبا حاتم؟


و يا ليت الطلبة المؤدبين من أمثال أبي حاتم التزموا الصمت إذ أعوزهم العلم ,ولم يشنوا حربا ضروسا على أهل السنة بما فيهم الشيخ الربيع حفظه الله.
واسمع إلى ما جاء عن أحد الطلبة بدماج يوم الخميس 14ربيع الأول 1432هـ وهي قصيدة بعنوان (النصح البديع للشيخ ربيع)، قال فيها صاحبها:


يا غراب البين قد عز اللقاء*** ورأينا الوصل صعب المرتقى


إلى أن قال:


قد عجبنــــا من ربيع زَهْرُهُ *** في ذبـول أوشكت أن تُزهقا
و عجبنـــــــا من ربيع مسَّنا *** منه مكرٌ بـــــاردٌ قـد أُرفـقا
مع إرصــــاد بحر مـن أذى *** و بإرجاف يثيــــــر الحرقا
قد عهدنا منه قبل البدء فــي *** حسن ظن وثنــــــــاء أسبقا
مــــا لنــــا إلا سـؤال الله أن *** يجعل المنصوح ممن وفقا.

هذا في حق الشيخ ربيع حفظه الله وأدام عليه الصحة والعافية، ولو أنصف صاحب القصيدة لسماها:( السب الشنيع للشيخ ربيع ).


و أما في حق الشيخ محمد بن هادي المدخلي فحدث و لا حرج من ذلك:


ـ1ـ إعلام الحاضر والبادي بفجور محمد بن هادي،( قصيدة ).
ـ2ـ تناقضات الباغي محمد بن هادي.
ـ3ـ القول الأسد في الرد على من قال بأن شيخنا مثل فالح أو أشد.


وهذا غيض من فيض، ولو جمعت الرسائل التي ألفت والقصائد التي نظمت في الطعن على علماء السنة لضاق عن حملها ديوان.


وبعد هذا كله يقول أبو حاتم: ( ومثله{ أي الشيخ رحيل } ينصح بأن يرحل لطلب العلم عند أمثال شيخنا العلامة يحي ابن علي الحجوري حفظه الله ويثني عنده الركب لعله يستفيد إن أراد لنفسه الخير هذا إذا قبله شيخنا حفظه الله عنده، وإلا فإن شيخنا حفظه الله لا يقبل في تلكم القلعة الشامخة إلا سلفيا مؤدبا، ولا يقبل أصحاب الأهواء.
الجواب :إذا لم تستح فاصنع ما شئت ؟


هذا و الله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
يتبع.....
وكتبه العبد الفقير: أبو عبد الرحمن عمر مكي يوم
السبت 27 رجب 1433هـ بوادي التاغية
حرسها الله وبلاد المسلمين

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 Jun 2012, 03:11 PM
أبو حفص محمد ضيف الله أبو حفص محمد ضيف الله غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 435
افتراضي

جزاك الله خيرا يا شيخ محمد على هذه الدرر وبارك الله في علمك لكن المعذرة منك كل المعذرة أن أسال هذا السؤال الغريب ربما :لماذا تختم بقولك وكتبه :أبو عبد الرحمن عمر مكي ؟حتى ظننا أن الكاتب شخص آخر وجزاك الله خيرا .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 Jun 2012, 07:05 PM
معبدندير معبدندير غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: الجزائر العاصمة الولاية
المشاركات: 2,034
إرسال رسالة عبر MSN إلى معبدندير إرسال رسالة عبر Skype إلى معبدندير
افتراضي

جزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 Jun 2012, 11:01 PM
محمد الجيجلي محمد الجيجلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
الدولة: ولاية جيجل حرسها الله
المشاركات: 70
افتراضي

بارك الله فيكم وسؤالك أخي محمد ضيف الله فليس الشيخ محمد رحيل هو كاتب الرد و انما الكاتب هو الاخ عمر المكي و الشيخ الفاضل محمد رحيل أنزله بمعرفه

التعديل الأخير تم بواسطة محمد الجيجلي ; 28 Jun 2012 الساعة 11:04 PM
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29 Jun 2012, 10:04 AM
عبد الصمد بن أحمد السلمي عبد الصمد بن أحمد السلمي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: في بلد ممتدة أرجاؤه...وطيب هواءه وماؤه
المشاركات: 351
افتراضي

جزاكم الله خيرا الأخ محمد
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 29 Jun 2012, 02:38 PM
محمد رحيل
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

إخواني الأفاضل:أباحفص,معبد نذير,محمد الجيجلي,عبد الصمد السلمي,جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم,ووفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 14 Jul 2012, 05:44 PM
حبيب المكي حبيب المكي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 120
افتراضي

بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله أما بغد فأفيد اخواني الكرام أن شيخنا العلامة محمد بن هادي حفظه الله قد صرح لنا أنه لم يتراجع عن الكلام في يحي الحجوري من نسب له شيئ من ذلك فليأتنا بدليل يثبت صحة دعواه و الشيخ موجود لمن أراد أن يتأكد
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 14 Jul 2012, 08:31 PM
أبوفراس ال سيد الشيخ أحمد أبوفراس ال سيد الشيخ أحمد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
الدولة: المنيعة الجزائر
المشاركات: 7
افتراضي

وبعد هذا كله يقول أبو حاتم: ( ومثله{ أي الشيخ رحيل } ينصح بأن يرحل لطلب العلم عند أمثال شيخنا العلامة يحي ابن علي الحجوري حفظه الله ويثني عنده الركب لعله يستفيد إن أراد لنفسه الخير هذا إذا قبله شيخنا حفظه الله عنده، وإلا فإن شيخنا حفظه الله لا يقبل في تلكم القلعة الشامخة إلا سلفيا مؤدبا، ولا يقبل أصحاب الأهواء.
العجب ثم العجب ماذا سيستفيد الشيخ رحيل بطيه الركب عند يحي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أذا كان يقصد سب المشايخ و هجاؤهم فنعم أو الغلو فيه بالناصح الأمين و البحر و و و ...........
والله لو كان ناصحا أو كان أمينا ما سب سلفي عنده فضلا أن يسب العلماء
إلى الله المشتكى و لا حول ولا قوة إلا بالله
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, يوسف ابوحاتم, ردود


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013