منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 22 Feb 2017, 03:10 PM
أبو عبد الرحمن عبد اللطيف أبو عبد الرحمن عبد اللطيف غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Mar 2015
الدولة: الجزائر
المشاركات: 230
افتراضي الحِقدُ و الغِّلُ مَضَرَّةٌ لِصَاحِبِهِ

الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده أما بعد :

فقد جعل الله المحبة بين المسلمين من أوثق عرى الإيمان ، هذا معنى الحب في الله.
و جمع المتحابين تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله .
و وثق الإسلام بذلك وجوب المحافظة على مال المسلم وعرضه ونفسه ، بأن لا يصيبه أذى ولا يُمس بسوء ، و لكن تُبحِر بعض النفوس في مياه آسنة ، تتشفّى ممن أنعم الله عليهم ورزقهم من خيره بالحقد والحسد ، فيثمر ثمراً خبيثاً غيبةً ونميمةً واستهزاءا وغيره .

و للأسف لا يكاد يخلو مجتمع من تلك النفوس الدنيئة .

الحقد داءٌ دفينٌ ليس يحمله.. ..إلا جهولٌ ملـيءُ النفس بالعلل
مالي وللحقد يُشقيني وأحمله.. ..إني إذن لغبيٌ فاقدُ الحِيَل؟!
سلامة الصدر أهنأ لي وأرحب لي.. ..ومركب المجد أحلى لي من الزلل .
إن نمتُ نمتُ قرير العين ناعمـها.. .. وإن صحوت فوجه السعد يبسم لي
وأمتطي لمراقي المجد مركبــتي.. ..لا حقد يوهن من سعيي ومن عملي .
مُبرَّأ القلب من حقد يبطؤني.. .. .أما الحقود ففي بؤس وفي خطــلِ .

إن الحقد حمل ثقيل يُتعب حامله ، إذ تشقى به نفسه ،
و يفسد به فكره ، و ينشغل به باله ، و يكثر به همه وغمه.

و من عجبٍ أن الجاهل الأحمق يظل يحمل هذا الحمل الخبيث حتى يشفي حقده بالإنتقام ممن حقد عليه.

إن الحقد في نفوس الحاقدين يأكل كثيراً من فضائل هذه النفوس ، فيربوا على حسابها.

إذا نظرنا إلى الحقد وجدناه يتألف من: بُغض شديد ،
ورغبة في الإنتقام مضمرة في نفس الحاقد حتى يحين
وقت النَّيْل ممن حقد عليه ، فالحقد إذاً هو إضمار العداوة في القلب والتربص لفرصة الإنتفام ممن حقد عليه.

لقد امتدح الله المؤمنين الذين صفت نفوسهم وطهرت قلوبهم
فلم تحمل حقدًا على أحد من المؤمنين لقوله جل و علا :
" وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا
الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ "
[الحشر:8- 11].

وقد تضعف النفس أحيانًا فتبغض أو تكره لكن لا تستقر
هذه البغضاء في نفوس المؤمنين الخلَّص و لا تصير حقداً،
بل إنها تكون عابرة سبيل سرعان ما تزول .

إذ أن المؤمن يرتبط مع المؤمنين برباط الأخوة الإيمانية الوثيق ، فتتدفق عاطفته نحو إخوانه المؤمنين بالمحبة والرحمة و الإحسان و حب الخير لهم .

فهل يُتَصور بعد هذا أن يجد الغل والحقد إلى قلبه سبيلاً؟

لقد عد بعض العلماء الحقد من كبائر الذنوب
التي ينبغي على المؤمن أن يتنزه عنها، وأن يتوب لله منها.

أما علاج الحقد فيكمُنُ أولاً في القضاء على سببه الأصلي وهو الغضب .
فإذا حدث ذلك الغضب ولم تتمكن من قمعه بالحلم
وتذكُّر فضيلة كظم الغيظ ونحوه ، فإن الشعور بالحقد يحتاج إلى مجاهدة النفس والزهد في الدنيا ، و عليه أن يحذر نفسه عاقبة الإنتقام .
وليعلم أن قدرة الله عليه أعظم من قدرته .
و أنه سبحانه بيده الأمر والنهي ..لا رادّ لقضائه ولا معقب لحكمه سبحانه .
و ليس أرْوَّح للمرء و لا أطرد لهمومه ، و لا أقر لعينه من أن يعيش سليم القلب .
مبّرءٌ من وساوس الضغينة ..وثوران الأحقاد ، إذا رأى نعمة تنساق لأحد رضي بها و أحس فضل الله فيها على عباده ، و فقر عباده اليها .
و لتلعلم أيها الحبيب أن هذا مطلب شرعي ،
إرضى بما كتبه الله لك ، في الحياة تعيش مستريح النفس من نزعات الحقد الاعمى .

اللهم طهر قلوبنا و زكِ أنفسنا أنت خير من زكاها أنت وليها و مولاها و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .


و كتب : أبو عبد الرحمن عبد اللطيف - غفر الله له ولوالديه -

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الحقدوالغل, تزكية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013