منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #31  
قديم 05 Sep 2014, 01:04 AM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

حالات ذكر حسنات المبتدع
قيدته من كتاب "الحدود الة بين أصول منهج السلف و أصول القطبية السرورية"
تأليف : الشيخ أبي عبد الأعلى خالد عثمان المصري حفظه الله.
[صفحة : 511]
نقلته مختصرا
1 _ في مقام الترجمة و التقويم لهذا المبتدع : قال الإمام الألباني رحمه الله : "إذا أردنا أن نترجم للرجل فنذكر محاسنه و مساوئه" كما في شريط "مَن حامل راية الجرح و التعديل في هذا العصر"، و قال العلامة بن عثيمين رحمه الله : "و أما إذا كنا نريد أن نتكلم عن حياته فالواجب أن يذكر ما له وما عليه" (لقاء الباب المفتوح : 121).
2 _ عند مقارنته بمبتدع آخر بدعته أغلظ : نحو مقارنة الأشاعرة بالجهمية، فالتمشعر أخف من التجهم، و قد رد الأشاعرة على الجهمية تعطيلهم لبعض الأسماء و الصفات.
3 _ على سبيل الإخبار لا على سبيل المدح : أي يخبر عن وجود هذه المحاسن فيهم من باب الإخبار عن السمات التي يتميزون بها، دون أن يكون قصده مدحهم بهذا الإخبار، بدليل السياق نفسه، يذكر أن هذه المحاسن لم تنفعهم، كما في أحاديث الخوارج، حيث بين النبي صلى الله عليه و سلم بعض محاسن الخوارج في العبادة، قاصدا الإخبار عن السمات التي يتميزون بها عن غيرهم لا قاصدا مدحهم، بدليل أنه صلى الله عليه و سلم في السياق نفسه بين أن هذا الاجتهاد في العبادة لم ينفعهم، لأنهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية.
4 _ على سبيل نفي ما لا تصح نسبته لهذا المبتدع : و هذا من باب الإنصاف في الأحكام و العدل في الإخبار، لا من باب المدح و الثناء المطلق، مثل ما قال شيخ الإسلام بن تيمية كما في الفتاوى الكبرى (6/539) : "فكل مسلم بل كل عاقل إذا فهم قولهم حقيقة علم أن القوم جاحدون للصانع مكذبون للرسل و الشرائع مفسدون للعقل و الدين و ليس الغرض هذا الكلام فيهم فإن الأشعرية لا تقول بهذا و حاشاها من هذا، بل هم من أعظم الناس تكفيرا و محاربة لمن هو أمثل من هؤلاء، و إنما هؤلاء من جنس القرامطة و الباطنية".
5 _ من باب الإخبار عن صدقه في الرواية : لا من باب المدح المطلق له، بدليل أهم في الموضع نفسه يذمون بدعته، كما في ترجمة أبان بن تغلب : "قال أحمد و يحي و أبو حاتم و النسائي : ثقة –أي في الرواية-"، و لما خرج له الحاكم في مستدركه قال : كان قاص الشيعة و هو ثقة.
6 _ لعدم العلم بحاله : و هذا يكون لسببين :
الأول :إخفاء هذا المبتدع بدعته أو عدم ظهورها عليه في الوقت الذي مدح فيه.
و الثاني : عدم علم العالم بما عليه هذا المبتدع، و إن كانت بدعته ظاهرة لغير هذا العالم.
نحو تزكية عمر بن الخطاب رضي الله عنه لعبد الرحمن بن ملجم قاتل علي رضي الله عنه، و ذلك قبل أن تظهر بدعته.

رد مع اقتباس
  #32  
قديم 05 Sep 2014, 11:31 AM
عبد الرحمن رحال عبد الرحمن رحال غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2013
الدولة: الجزائر / بسكرة.
المشاركات: 347
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي يوسف على النقل الطيب.
رد مع اقتباس
  #33  
قديم 10 Nov 2014, 01:00 PM
فتحي إدريس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

"تاريخ الطبَّري" عند المسلمين أصحُّ نقلًا من الإنجيل



قال القرافيُّ -رحمه الله- في رسالته "الأجوبة الفاخرة عن الأسئلة الفاجرة"(ص 121) بعد أن بيَّن طرفًا من تناقض النَّصارى في الإنجيل:

"حتى أني أحلف بالله الذي لا إله إلا هو أن "تاريخ الطبري" عند المسلمين أصح نقلا من الإنجيل ويعتمد العاقل عليه أكثر، مع أن التاريخ لا يجوز عند المسلمين أن يبنى عليه شيء من أمر الدين وإنما هو حكايات في المجالس". اهـ
رد مع اقتباس
  #34  
قديم 21 Dec 2014, 09:12 PM
فتحي إدريس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

أقسام المتخلِّفين عن غزوة تبوك
قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في "البداية والنهاية‬"(7/ 200):
"كان المتخلفون عن غزوة تبوك أربعة أقسام:

1- مأمورون مأجورون: كعلي بن أبي طالب ومحمد بن مسلمة وابن أم مكتوم رضي الله عنهم.

2- ومعذورون: وهم الضعفاء والمرضى والمقلون وهم البكاءون.

3- وعصاة مذنبون: وهم الثلاثة وأبو لبابة وأصحابه المذكورون.

4- وآخرون مذمومون: وهم المنافقون" اهـ.

التعديل الأخير تم بواسطة فتحي إدريس ; 21 Dec 2014 الساعة 09:15 PM
رد مع اقتباس
  #35  
قديم 25 Jan 2015, 09:58 AM
أبو سهيل عبد الوهاب أبو سهيل عبد الوهاب غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: May 2014
المشاركات: 128
افتراضي

جزى الله خيرا إخواننا الفضلاء و خصوصا أبا البراء ، ومن باب المشاركة مع إخواني فهذا ما قيدته من " كنّاشة النّوادر " لشيخ المحقّقين عبد السّلام محمّد هارون ـ رحمه الله ـ
قال ـ رحمه الله ـ ص 47 ـ نشر مكتبة الخانجي ـ
: " كتاب القوافي لسيبويه
ليس إمام النّحاة سيبويه بالنّكرة ، وليست أخباره بخافية على النّاس ، ولا تكاد تفتح كتابا في تراجم الأدباء أو العلماء حتى تظهر على ترجمة لسيبويه . والمعروف أنّ له كتابا واحدا، هو الكتاب في علوم العربيّة الذي كان يقال له «قرآن النحو». وقد تناول القدماء والمحدثون ، ومنهم الأستاذ علي النّجدي ترجمة سيبويه ودراسته ، ولم أجدهم ذكروا من آثاره غير هذا الكتاب . ولكنّي عثرت بأَخَرَةٍ على كتاب له آخر يسمّى « كتاب القوافي » ولم أجد له ذكرا في كتب المؤلّفات كالفهرست لابن النديم و « كشف الظنون » لمُلاّ كاتب جَلبى . ووجدته في حاشية الدمنهوري على متن الكافي لأحمد القِنائي يقول عند الكلام على الردف 1 :
والرّدف واجبٌ اتفاقا حيث يلتقي ساكنان آخرَ البيت، كقوله:
أبلغ النُّعمان عنِّي مألكاً / أنّه قد طال حبسي وانتظاري 2
ليسهل الانتقال من أحد الساكنين إلى الآخر بالمد الذي هناك . وعلى قول الأكثر حيث يستكمل البيت عددَ أجزاء دائرته وينقص من ضربه حرفٌ متحرك أو زنته، أي حرف ساكن مع حركة ما قبله كما في القطع . ثمّ يقول: وأجاز سيبويه في كتاب القوافي له استعمال مثل ذلك بغير ردف. قال لقيام الوزن بالحرف الصحيح. وأنشد:
ولقد رحلت العيسَ ثمّ زجَرتُها / قِدماً وقلت عليكِ خَيْرَ مَعَدّ
ثم يسوق كلاما يشرك فيه مع سيبويه الجرميَّ ، والفارسي ، والشّلوبين . وقد رجعت إلى كتب القوافي التي نُشرت حديثاً كمختصر القوافي لابن جني 3 المتوفى سنة 392 ، والقوافي لأبي يعلى التنوخي 4 المتوفى قريبا من سنة 488 ، والوافي في العروض والقوافي للتبريزي 5 المتوفى سنة 502 ، والعيون الغامزة 6 للدماميني المتوفى 827 بالإضافة إلى العقد الفريد ، ووفاة صاحبه 328 ــ فلم أجد ذكرا لهذا الكتاب . لكنّي وجدت أبا يعلى التنوخي في كتاب القوافي يقول عند الكلام على الرِّدف 7 :
« وذكرَ سيبويه أنّ فتح ما قبل الواو والياء لا يجوز » . ثمّ يقول معترضا على سيبويه : « وقد استعملت الشعراء ذلك . ومما ورد بالفتح أيضا قول الشاعر 8 :
لعمرك ما أخزى إذا مانَسَبْتَنَى / إذا لم تقلْ بُطْلاً عليَّ وَمينا 9
ولكنّما يخزى امرؤ تكلِم استه / قنا قومه ، إذا الرماح هَوَينا
وقد ذكر ما ذهب إليه سيبويه أبو بكر الخزَّاز العَروضي » . اهـ . فسيبويه فيما نُقل عنه هنا متشدّد ، على حين نراه في المسألة الأولى على كثير من االيسر . على أن ما نُقل عنه في المسألة الأولى نجد عكسه في كتابه 10 فهو فيه يوجب حرف الرِّدف في كل قافية محذوفة، أي حذف منها حرف متحرك، وهو القطع الذي سبقت الإشارة إليه. إلاّ أن يكون قد رجع عن رأيه في أحد الكتابين إلى الرأي الآخر."
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
1ـ حاشية الدمنهوري على الكافي ص92 .
2 ـ البيت لعدي بن زيد في ديوانه 93.
3 ـ نشره وحققه حسن شاذلى فرهود سنة 1975 مطبعة الحضارة العربية .
4 ـ نشره وحققه عوني عبد الرؤوف سنة 1975 مطبعة الحضارة العربية .
5 ـ نشره وحققه عمر يحيى ، وفخر الدين قباوة بالمطبعة العربية بحلب سنة 1970 . وأعاد نشره محققا 1977 الحسّاني حسن عبد الله بمكتبة الخانجي باسم « الكافي » .
6 ـ نشره محققا الحساني حسن عبد الله بمكتبة الخانجي سنة 1973 .
7 ـ القوافي للتنوخي ص 77 .
8 ـ هو جابر بن رأْلان السِّنْبِسيّ ، كما في الحماسة 234 بشرح المرزوقي .
9 ـ في الأصل « سببستنى » ، صوابه من الحماسة .
10 ـ الكتاب 4 : 441 ." انتهى كلامه ـ رحمه الله ـ

التعديل الأخير تم بواسطة أبو سهيل عبد الوهاب ; 25 Jan 2015 الساعة 10:04 AM
رد مع اقتباس
  #36  
قديم 25 Jan 2015, 10:02 AM
أبو سهيل عبد الوهاب أبو سهيل عبد الوهاب غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: May 2014
المشاركات: 128
افتراضي

هذا وقد نقلت الكلام كما هو ــــ مع أنّ الفائدة هي بيان أنّ لسيبويه كتابا آخرا غير الكتاب المعروف ، فهو إذن بهذا النّقل العزيز من شيخ المحقّقين لا يكون ممّن عرف بمؤلّف واحد ــــ عسى أن يبلغ من هو أوعى منّي بكلام هؤلاء الرّجال ـ رحمهم الله ـ فأستفيد ويستفيد الإخوة.
وأخيرا أعتذر شيخنا أبا البراء عن تأخّر النّشر

التعديل الأخير تم بواسطة أبو سهيل عبد الوهاب ; 26 Jan 2015 الساعة 09:50 AM
رد مع اقتباس
  #37  
قديم 25 Jan 2015, 12:12 PM
ندير بومدين حمادي ندير بومدين حمادي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الدولة: بني صاف الجزائر
المشاركات: 70
افتراضي

تنبيه: ما سأنقله هنا ليس على شرط صاحب الموضوع، إذْ ليست الفائدة مقيّدةً عندي وإنّما هي فائدةٌ استوقفتني فأحببتُ أن أشارككم بها
قال ابن القيّم رحمه الله رحمة واسعة في "مفتاح دار السعادة":
قَالَ تَعَالَى {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} جعل سُبْحَانَهُ مَرَاتِب الدعْوَة بِحَسب مَرَاتِب الْخلق:
فالمتسجيب الْقَابِل الذّكيّ الَّذِي لَا يعاندالحق وَلَا يأباه يدعى بطرِيق الْحِكْمَة
والقابل الَّذِي عِنْده نوع غَفلَة وَتَأَخر يدعى بِالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَة وَهِي الأمر وَالنَّهْي المقرون بالرغبة والرهبة
والمعاند الجاحد يُجَادَل بِالَّتِي هِيَ أحسنُ
هَذَا هُوَ الصَّحِيح فِي معنى هَذِه الآية لَا مَا يزْعم أسير منطق اليونان أنّ الْحِكْمَة قِيَاس الْبُرْهَان وَهِي دَعْوَة الْخَواص، وَالْمَوْعِظَة الْحَسَنَة قِيَاس الخطابة وَهِي دَعْوَة الْعَوام، والمجادلة بِالَّتِي هِيَ أحسن الْقيَاس الجدلي وَهُوَ رَدُّ شَغَب المُشَاِغب بِقِيَاس جدلي مُسلَّم الْمُقدمَات، وَهَذَا بَاطِل وَهُوَ مَبْنِيّ على أصول الفلسفة وَهُوَ منَاف لأصول الْمُسلمين وقواعدالدين من وُجُوه كَثِيرَة لَيْسَ هَذَا مَوضِع ذكرهَا

التعديل الأخير تم بواسطة ندير بومدين حمادي ; 25 Jan 2015 الساعة 12:25 PM
رد مع اقتباس
  #38  
قديم 16 Mar 2015, 10:42 AM
عبد الرحمن رحال عبد الرحمن رحال غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2013
الدولة: الجزائر / بسكرة.
المشاركات: 347
افتراضي

* قاعدة في تعريف الفنون

وهي أن الذين يعرفون أي فن لا بد أن يسيروا على أحد ثلاثة مناهج، إما أن يعرفوه بالإدراك، أو المدرك، أو بالملكة.

1-الإدراك: هو العملية الذهنية، التي بواسطتها ندرك تلك المعلومات.
مثال: تعريف الفقه: معرفة الأحكام الشرعية العملية بأدلتها التفصيلية. ( فإن المعرفة إدراك).
2- المدرك: هو الأحكام العملية الشرعية.
مثال: تعريف بعضهم للفقه بأنه: الأحكام العملية الشرعية.
3- الملكة: وهي ما يحصله الإنسان من خلال ممارسته للعلم.

* من كتاب شرح الأصول من علم الأصول للشيخ سعد بن ناصر الشثري-حفظه الله-.

سؤال: لماذا الشيخ ابن العثيمين-رحمه الله - عرف الفقه في كتابه" الأصول من علم الأصول" بالإدراك فقال: معرفة الأحكام الشرعية العملية بأدلتها التفصيلية، وعرف علم الأصول بمنهج آخر وهو المدرك فقال: علم يبحث عن أدلة الفقه الإجمالية وكيفية الاستفادة منها وحال المستفيد. ؟؟؟
رد مع اقتباس
  #39  
قديم 19 Mar 2015, 09:10 AM
عبد الرحمن رحال عبد الرحمن رحال غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2013
الدولة: الجزائر / بسكرة.
المشاركات: 347
افتراضي

وهذه فائدة استفدتها من أخينا الفاضل خالد حمودة - حفظه الله - عند شرحه لمراقي السعود فذكر قاعدة عزيزة أصلها في كتاب "الموافقات" للشاطبي رحمه الله.

قال-حفظه الله-:" عد الشاطبي-رحمه الله- في المقدمة الرابعة من كتابه" الموافقات": أن كل ما لم تنبني عليه فروع فقهية، ولا آداب شرعية، وليس عونا في ذلك فإنه ليس من أصول الفقه ووضعها في أصول الفقه عارية.
مثاله: اختلافهم في تعريف التكليف، فبعض العلماء قال: التكليف: إلزام الذي يشق أو إلزام مافيه مشقة.
وآخرون من أهل العلم قالوا: التكليف: طلب مافيه مشقة. "

وهذا كلام الشاطبي رحمه الله في "الموافقات" بتمامه :

المقدمة الرابعة:

كُلُّ مَسْأَلَةٍ مَرْسُومَةٍ فِي أُصُولِ الْفِقْهِ لَا يَنْبَنِي عَلَيْهَا فُرُوعٌ فِقْهِيَّةٌ، أَوْ آدَابٌ شَرْعِيَّةٌ، أَوْ لَا تَكُونُ عَوْنًا فِي ذَلِكَ1؛ فَوَضْعُهَا فِي أُصُولِ الْفِقْهِ عَارِيَةٌ.

وَالَّذِي يُوَضِّحُ ذَلِكَ أَنَّ هَذَا الْعِلْمَ لَمْ يَخْتَصَّ بِإِضَافَتِهِ إِلَى الْفِقْهِ إِلَّا لِكَوْنِهِ مُفِيدًا لَهُ، وَمُحَقِّقًا لِلِاجْتِهَادِ فِيهِ، فَإِذَا لَمْ يُفِدْ ذَلِكَ؛ فَلَيْسَ بِأَصْلٍ لَهُ، وَلَا يَلْزَمُ عَلَى هَذَا أَنْ يَكُونَ كُلُّ مَا انْبَنَى عَلَيْهِ فَرْعٌ فِقْهِيٌّ مِنْ جُمْلَةِ أُصُولِ الْفِقْهِ، وَإِلَّا أَدَّى ذَلِكَ إِلَى أَنْ يَكُونَ سَائِرُ الْعُلُومِ مِنْ أُصُولِ الْفِقْهِ؛ كَعِلْمِ النَّحْوِ، وَاللُّغَةِ، وَالِاشْتِقَاقِ, وَالتَّصْرِيفِ، وَالْمَعَانِي، وَالْبَيَانِ، وَالْعَدَدِ، وَالْمِسَاحَةِ، وَالْحَدِيثِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْعُلُومِ الَّتِي يَتَوَقَّفُ عَلَيْهَا تَحْقِيقُ الْفِقْهِ2، وَيَنْبَنِي عَلَيْهَا مِنْ مَسَائِلِهِ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ؛ فَلَيْسَ [كُلُّ مَا يَفْتَقِرُ إِلَيْهِ الْفِقْهُ يُعد مِنْ أُصُولِهِ, وَإِنَّمَا اللَّازِمُ أَنَّ كُلَّ أَصْلٍ يُضاف إِلَى الْفِقْهِ لَا يَنْبَنِي عَلَيْهِ فِقْهٌ؛ فَلَيْسَ] 3 بِأَصْلٍ لَهُ.
وَعَلَى هَذَا يَخْرُجُ عَنْ أُصُولِ الْفِقْهِ كَثِيرٌ مِنَ الْمَسَائِلِ الَّتِي تَكَلَّمَ عَلَيْهَا الْمُتَأَخِّرُونَ وَأَدْخَلُوهَا فِيهَا؛ كَمَسْأَلَةِ ابْتِدَاءِ الْوَضْعِ1، وَمَسْأَلَةِ الْإِبَاحَةِ2 هَلْ هِيَ تَكْلِيفٌ أَمْ لَا، وَمَسْأَلَةِ أَمْرِ الْمَعْدُومِ، وَمَسْأَلَةِ هَلْ كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُتَعَبَّدًا بِشَرْعٍ أَمْ لَا، وَمَسْأَلَةِ لَا تَكْلِيفَ إِلَّا بِفِعْلٍ، كَمَا أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي3 أَنْ يُعد4 مِنْهَا مَا لَيْسَ مِنْهَا، ثُمَّ البحث فيه في علمه وَإِنِ انْبَنَى عَلَيْهِ الْفِقْهُ؛ كَفُصُولٍ كَثِيرَةٍ مِنَ النَّحْوِ، نَحْوَ مَعَانِي الْحُرُوفِ، وَتَقَاسِيمِ الِاسْمِ وَالْفِعْلِ وَالْحَرْفِ، وَالْكَلَامِ عَلَى الْحَقِيقَةِ وَالْمَجَازِ، وَعَلَى الْمُشْتَرَكِ وَالْمُتَرَادِفِ، وَالْمُشْتَقِّ، وَشِبْهِ ذَلِكَ.
غَيْرَ أَنَّهُ يُتَكَلَّمُ مِنَ الْأَحْكَامِ الْعَرَبِيَّةِ فِي أُصُولِ الْفِقْهِ عَلَى مسألة هي عريقة فِي الْأُصُولِ، وَهِيَ أَنَّ الْقُرْآنَ [الْكَرِيمَ لَيْسَ فيه من طرائق كلام الْعَجَمِ شَيْءٌ، وَكَذَلِكَ السُّنَّةُ، وَأَنَّ الْقُرْآنَ] 1 عَرَبِيٌّ، وَالسُّنَّةُ عَرَبِيَّةٌ, لَا بِمَعْنَى أَنَّ الْقُرْآنَ يَشْتَمِلُ عَلَى أَلْفَاظٍ أَعْجَمِيَّةٍ فِي الْأَصْلِ أَوْ لَا يَشْتَمِلُ؛ لِأَنَّ هَذَا مِنْ عِلْمِ النَّحْوِ وَاللُّغَةِ، بَلْ بِمَعْنَى أَنَّهُ فِي أَلْفَاظِهِ وَمَعَانِيهِ وَأَسَالِيبِهِ عَرَبِيٌّ, بِحَيْثُ إِذَا حُقِّقَ هَذَا التَّحْقِيقَ سُلِكَ بِهِ فِي الِاسْتِنْبَاطِ مِنْهُ وَالِاسْتِدْلَالِ بِهِ مَسْلَكَ كَلَامِ الْعَرَبِ فِي تَقْرِيرِ مَعَانِيهَا وَمَنَازِعِهَا فِي أنواع مخاطباتها خاصة؛ فإن كثير مِنَ النَّاسِ يَأْخُذُونَ أَدِلَّةَ الْقُرْآنِ بِحَسَبِ مَا يُعْطِيهِ الْعَقْلُ فِيهَا، لَا بِحَسَبِ مَا يُفهم مِنْ طَرِيقِ الْوَضْعِ، وَفِي ذَلِكَ فَسَادٌ كَبِيرٌ وَخُرُوجٌ عَنْ مَقْصُودِ الشَّارِعِ، وَهَذِهِ مَسْأَلَةٌ مُبَيَّنَةٌ2 فِي كِتَابِ الْمَقَاصِدِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ.
فَصْلٌ
وَكُلُّ مَسْأَلَةٍ فِي أُصُولِ الْفِقْهِ يَنْبَنِي عَلَيْهَا فِقْهٌ؛ إِلَّا أَنَّهُ لَا يَحْصُلُ مِنَ الْخِلَافِ فِيهَا اخْتِلَافٌ3 فِي فَرْعٍ مِنْ فُرُوعِ الْفِقْهِ؛ فَوَضْعُ الْأَدِلَّةِ عَلَى صِحَّةِ بَعْضِ الْمَذَاهِبِ أَوْ إِبْطَالِهِ عَارِيَةٌ أَيْضًا، كَالْخِلَافِ مَعَ الْمُعْتَزِلَةِ فِي الْوَاجِبِ المخير4،أَيْضًا، وَهُوَ: هَلِ الْوُجُوبُ وَالتَّحْرِيمُ أَوْ غَيْرُهُمَا راجعة إلى صفة الْأَعْيَانِ1، أَوْ إِلَى خِطَابِ الشَّارِعِ؟ وَكَمَسْأَلَةِ تَكْلِيفِ الْكُفَّارِ بِالْفُرُوعِ2 عِنْدَ الْفَخْرِ الرَّازِيِّ، وَهُوَ ظَاهِرٌ؛ فَإِنَّهُ لَا يَنْبَنِي عَلَيْهِ عَمَلٌ، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ مِنَ الْمَسَائِلِ الَّتِي فَرَضُوهَا مِمَّا لَا ثَمَرَةَ لَهُ فِي الْفِقْهِ.
لَا يُقَالُ: إِنَّ مَا يَرْجِعُ الْخِلَافُ فِيهِ إِلَى الِاعْتِقَادِ [يَنْبَنِي عَلَيْهِ حُكْمُ ذَلِكَ الِاعْتِقَادِ مِنْ وُجُوبٍ أَوْ تَحْرِيمٍ، وَأَيْضًا] 3 يَنْبَنِي عَلَيْهِ عِصْمَةُ الدَّمِ وَالْمَالِ، وَالْحُكْمُ بِالْعَدَالَةِ أَوْ غَيْرِهَا مِنَ الْكُفْرِ إِلَى ما دونه، وأشباه ذلك، وهو مِنْ عِلْمِ الْفُرُوعِ؛ لِأَنَّا نَقُولُ: هَذَا جَارٍ فِي عِلْمِ الْكَلَامِ فِي جَمِيعِ مَسَائِلِهِ؛ فَلْيَكُنْ مِنْ أُصُولِ الْفِقْهِ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ، وَإِنَّمَا الْمَقْصُودُ ما تقدم.

التعديل الأخير تم بواسطة عبد الرحمن رحال ; 19 Mar 2015 الساعة 09:27 AM
رد مع اقتباس
  #40  
قديم 19 Mar 2015, 06:40 PM
محمد مصطفى حجّام العنبري محمد مصطفى حجّام العنبري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
الدولة: الجزائر
المشاركات: 9
افتراضي فوائد أردت أن أعلقها لنفسي من كتاب العالم النحرير محمد تقي الدين الهلالي

فوائد أردت أن أعلقها لنفسي من كتاب العالم النحرير محمد تقي الدين الهلالي
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من اتبع هداه و بعد فهذه فوائد أردت أن أعلقها لنفسي من كتاب العالم النحرير و الداعية إلى الله تعالى المحنك البصير الشيخ العلامة تقي الدين الهلالي رحمه الله تعالى و أسكنه فردوسه الأعلى و الكتاب بعنوان : " الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة " و هو تجربة ذاتية له رحمه الله تعالى و غفر له و هذا أوان الشروع في المقصود و الله الموفق :

1_ أن أهل الباطل كثيرا ما يحبون تعثّر السلفيين فيوردون عليهم ما يفخرون به من علوم الآلات كالعربية و نحوها و هذا مشاهد معلوم و يفيد فائدة و هي أن يكون الداعية إلى الله السلفي على دراية بهذه العلوم و من أهمها علوم اللغة و الأصول و هذا له شاهد من كلام الشيخ رحمه الله حيث قال ص11 : " .... و حضر هذا الدرس أستاذ الجامعة الشيخ عبد الظاهر الريرموني فأخذ يبحث عن عثراتي في النحو و الصرف و اللغة و يلقي عليّ أسئلة بقصد الزراية و إظهار نقصي فقابلت ـ بتوفيق من الله ـ كل ذلك بأدب و حلم كما يفعل التلميذ المتأدب مع أستاذه, و صرت إذا أجبته عن سؤال فلم يقبل جوابي أسلم أسلم له و أقول له: تفضل يا حضرة الأستاذ و أفدنا في هذه المسألة بما علمك الله فصبر الجماعة لهذه المقاطعات على مضض ثم عيل صبرهم فقال الشيخ إسماعيل صاحب البيت: يا شيخ عبد الظاهر هذه المسألة اللغوية التي تقطع بها على الأستاذ المغربي كلامه لا فائدة لنا فيها دعها إلى الوقت المناسب لها, ثم أنطلق في الوعظ شوطا أو شوطين, و إذا بالشيخ عبد الظاهر يعود إلى أسئلته فأعود أنا إلى التسليم و الأدب فيزداد المستمعون غيظا و يعيدون عليه قولهم, و استمر الأمر على ذلك ثلاث ليال و لم ينته عما نهوه عنه فخشنوا له القول و انتهروه فقال لهم: هذا ضيفي أصنع به ما أشاء و يحق لي و لو شئت أن أقول له: إن أيام الضيافة ثلاثة وقد أنقضت فتفضل فارحل لقلت له ذلك, فقال له أحدهم و أظنه الشيخ إسماعيل:(إيه ده يا خوي أنت ما تقدرش تقوله كده ده ما هو ضيفك ده ضيفنا حنا إحنا دعوناه واحنا كبناه بعدما ترجيناك أنت تدعوه و يإسنا منك) معناه: ما هذا يا أخي؟! إنه ليس ضيفك و إنما هو ضيفنا نحن و لا تستطيع أن تقول له: ارحل. فعند ذلك غضب الشيخ عبد الظاهر و لم يعد يحضر دروس الوعظ و الدعوة..." إهـ .

2_ تأمّل قوله : " ..... فقابلت ـ بتوفيق من الله ـ كل ذلك بأدب و حلم كما يفعل التلميذ المتأدب مع أستاذه, و صرت إذا أجبته عن سؤال فلم يقبل جوابي أسلم أسلم له و أقول له: تفضل يا حضرة الأستاذ و أفدنا في هذه المسألة بما علمك الله..." و هذا يفيدك أن الداعية إلى الله ينبغي أن يغض الطرف عما يحصل من الأذى من قبل المعارضين لأن الهدف الأسمى هو نفع الحاضرين و صرف قلوبهم لما تدعو إليه و في خلاف هذا تضييع لمقصد إفادة السامع و شغل لوقته بما لا طائل تحته سوى البلبلة و إضاعة الوقت و الداعي إلى الله تعالى يتنزّه عن ذلك .

3- قوله ص 13 : " .... اعلم يا أخي أن الشيخ عبد الظاهر كان قد خط لنفسه خطة في الدعوة و هي أنه كان يفرض على كل أحد من السلفيين في الريرمون أن يبايعه بيعة تشبه في بعض نواحيها بيعة المريد المتصوف لشيخ الطريقة, و كانت شروط هذه البيعة شديدة إلى حد أنه لو وقع من أحد الإخوان شئ طفيف مما يخالف ما يريده الشيخ عبد الظاهر, يغضب عليه و يقول له: انتقضت بيعتك فتب إلى الله و بايعني من جديد..." قلت : لعل عبد الظاهر هذا كان إخوانيا أو على الأقل سلفيا التبس عليه الأمر فأراد سلوك طريقة الإخوان .

4_ فوله : " ..... و في الليلة السادسة أو السابعة قام شيخ البلد فأعلن توبته وقال: أيها الشيخ المغربي إنك لم تأتنا بشيء جديد فكل هذه المسائل التي دعوتنا إليها سبقك إليها الشيخ علي التونسي و الشيخ عبد الظاهر الريرموني و فلان و فلان و لكن الفرق بين دعوتك و دعوتهم أننا إذا جادلناك تصبر على جدالنا و تجيبنا بلطف و لين حتى نقتنع و ننتقل إلى مسألة أخرى ثم أخرى إلى أن يزول ما عندنا من الإشكال. و أما الدعاة الذين تصدوا للدعوة قبلك فقد كات لهم أسلوب آخر متى جادلناهم و عرضنا عليهم شبهاتنا قالوا لنا: كفرتم! فنقول لهم: و أنتم أكفر و نفترق على أقبح ما يكون....." فيه الأسلوب الأمثل للدعوة .

5_ قوله : " ..... ثم حان وقت الحج و كنت في أثنائها أظهر الغنى و لم أسمح لأحد أن يدفع عني أجرة البريد لرسالة أرسلها في البريد فضلا عن غير ذلك حتى صار الناس يعتقدون أنني غني, و لم يتجرأ أحد أن يقدم لي شيئا لا دراهم و لا ثيابا إلا شيئا من الخبز اليابس و شيئا من السمن في إناء من خزف انكسر حين ركبت العربة قبل أن أصل إلى مستقري في القاهرة و إلا كسوة كسانيها الشيخ يوسف رحمه الله بعد أن قدم لنا مقدمات من الإلحاح الكثير....." و فيه أن الداعية إلى الله هو أغنى الناس نفسا و أشدهم استغناء عما في أيدي الناس .

6_ قوله : " .... لما استجاب لي شيخ البلد و تبعه الناس كلهم إلا من ذكرت أعني المرفوت و شيخ الطريقة أصاب هذين الرجلين من الغم الحزن شيء كثير فبعثا إلى الجامع الأزهر و دعيا أحد كبار الأساتذة المعروفين بغزارة العلم و طلاقة اللسان لمناظرتي فجاء الأستاذ الأزهري و نزل في قصر العمدة المرفوت, فجاء أصحابنا و أخبروني بقدومه و قالوا لي: ناظره فستنتصر عليه يقينا فإن الأزهريين ضعفاء في علم السنة و التوحيد و نحن العوام نغلبهم, فقلت لهم: إني أرى في هذه القضية رأيا مخالفا لرأيكم و هو أنني لا أناظره فأنا حارث و زارع و قد دعوت أهل البلد فاستجابوا لي فليتقدم هو و يدعهم إلى الرجوع إلى الشرك و البدعة فإن رجع معه أحد فأبعده الله و من تبعه فهو له و من تبعني فهو لي, و المناظرة تعتريها المشاغبة ثم المضاربة فلا تحق حقا و لا تبطل باطلا فقالوا لي كلامك هذا يسبب لنا الهزيمة و يصدق قول أعدائنا إنك مغربي حاج ما درست في الأزهر و لا عندك الشهادة العالمية فقلت لهم: صدقوا أنا جاهل ما درست في الأزهر و لا عندي الشهادة العالمية, و لكن هذه المسائل التي أدعوا إليها لو جاء شيخ الأزهر و معه علماء الأزهر كلهم لم يستطيعوا أن ينقضوا منها شيئاغير أنني لا أحب المناظرة و دعوا الأعداء يقولون ما شاءوا, فلم يعجبهم كلامي...." و فيه أن الداعية إلى الله جل و علا أميره الكتاب و السنة لا قول العامة و كذلك النظر الصائب و لو ظهر بادي الرأي أنه على خلاف الحق و كذلك مجانبة الطيش و العجلة .

7_ قوله : " .... قدم مراد الله يقدم مرادك...." قلت : و هي كافية إن شاء الله تعالى .

8_ قوله : " ....تقدم أني تعففت أثناء إقامتي بالريرمون و أظهرت الغنى:
تـعـفــــــــــف و لا تـبـتـئـــــس فـمـــــا يـقــــض يـأتـيـكـــــــــــــــا..."

9_ قوله : " ...... و إنما فعلت ذلك لعلمي أن الذي يأخذ من الناس لا يستطيع أن يعطيهم شيئا, و أن من كان له غرضان متضاضان لا يمكن الحصول عليهما جميعا. فلذك وحدت همي و وجهت همتي بعد فتح الله لي قلوب الناس إلى الدعوة وحدها كما قال الناصح:
اجـعــــل الـهــــــم واحــــــــــــدا و ارض بـاللــــــــه صـاحـبــــا
و كنت أظن قبل التوجه إلى الصعيد أن ييسر الله لي دراهم أحج بها حجة الفريضة. بعدما أقمت في مصر سنة و شهرا نفذ كل ما كان عندي و كنت أنفق على نفسي و أخي الأستاذ محمد العربي الهلالي الذي صحبته معي و كان صغيرا, لكن لما حصلت على تلك الغنيمة فوضت الأمر إلى الله و قلت:
عـســى فـرج يـأتــي بـه اللـــــه إنــه لــه كــل يــوم فــي خـلـيـقـتــه أمـــر
و بعد وصولي إلى القاهرة ببضعة أيام جاءتني حوالة من الشيخ يوسف بثلاثة عشر دينارا فكانت كافية لأن أحج بها أنا و أخي و هذا ما أردت بقولي قدم مراد الله يقدم الله مرادك."

10_ قوله : " ..... و الزاوية في الحقيقة كالضرة للمسجد فهي بناء قصد به إقامة الصلوات الخمس مع الأذان في كل وقت و قراءة القرآن و إلقاء دروس الوعظ, فهي إلى هذا الحد تشبه المسجد و تكاد تكون إياه, و لكن قد قصد بها بالدرجة الأولى اجتماع طائفة مخصوصة لها اسم يعينها كالدرقاوية و التجانية و القادرية و الزروقية و الناصرية و الكتانية و الكرزازية و الوزانية و هلم جرا,يجتمعون فيها لما يسمونه بالذكر و هذا الذكر يكون جماعة بلسان واحد كترانيم النصارى في كنائسهم..."

11_ قوله : " .... ولما استقررت أنا في تطوان و هي شرقي طنجه على مسافة أربعين ميلا و عرفت ذلك كله ظهر لي أن دعوة الشيخ الذكور توافق دعوتي في جانب و تخالفها في جوانب, فعزمت أن أدعو إلى توحيد الله و اتباع السنة دون أن أتعرض للشيخ أحمد بطعن أو بتزكية من الوجهة الشخصية فأنا أدعوا إلى توحيد الله و أعلم الناس معنى لا إله إلا الله محمد رسول الله أي جميع مدلولات الكلمتين و أبين لهم أن من عبد غير الله بشيء من أنواع العبادة المذكورة أعلاه بعد أن يعرف أن هذا شرك و يصر على عمله فهومشرك, و من اعتقد وحدة الوجود فهو كافر, و من استمد أو استغاث بغير الله فهو كافر, و من ترك الكتاب و السنة و قلد الرجال قلادة سوء فهو ضال, وقد يفضي به إصراره على ذلك إلى الشرك كما قال تعالى:{فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}[النور: 63] قال الإمام أحمد لصاحبه الفضل بن زياد رحمهما الله:"أتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك لعله إذا رد بعض قوله(يعني النبي صلى الله عليه و سلم) أن يقع في قلبه زيغ فيهلك", و هذا تفسير للآية في غاية التحقيق من وجهة الدلالة و من وجهة العلم و المعرفة الذوقية لا يرتاب فيه إلا جاهل غمر...." و في هذا فائدة مسشلكية يا معشر الدعاة إلى السنة و تأملوا أن البيئة واحدة و اللبيب بالإشارة يفهم .

12_ قوله : " .... و استمرت المعركة مدة من الزمان فيما بيني و بينهم, و كانوا كعادتهم يمزجون الشتم بالعلم فأدع الشتم لا أجيبهم عنه و أجيبهم عن المسائل العلمية فقط فاكتسبت بذلك و بالحجج القوية التي أدليت بها كثيرا من الأنصار من قراء صحيفة الأخبار." .

13_ قوله : " ..... أنا أدعوا الناس إلى أمرين في كل مكان دعوة فيه إلى الله في الشرق و الغرب و في أوروبا.
أولهما: تحقيق معنى لا إله إلا الله بجعل جميع أنواع العبادة, من دعاء و استغاثة, و استعانة فيما يخرج عن الأسباب, و نذر, و حلف, و توكل, و استعاذة, و استمداد و عبودية, و خوف, و رجاء, و جعل شيء من الأحكام الخمسة, و صلاة, و صيام, و صدقة, و حج, و سفر يراد به التقرب إلى الله, و ما أشبه ذلك, لله وحده لا شريك له لا يجعل شيء منه و لا مثقال ذرة لملك مقرب و لا لنبي مرسل و لا غير مرسل و لا لصديق و لا لصالح و لا لأحد من الجن و الإنس فهذا مجمل الأمر الأول.

الأمر الثاني: تحقيق شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه و سلم بامتثال ما أمر و اجتناب ما نهى عنه و زجر, و أن لا يحول دون اتباعه حب شيء من المحبوبات الثمانية المذكورة في قوله تعالى: { قل إن كان آباؤكم و أبناؤكم و إخونكم و أزوجكم و عشيرتكم و أموال اقترفتموها و تجارة تخشون كسادها و مساكن ترضونها أحب إليكم من الله و رسوله و جهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره و الله لا يهدي القوم الفاسقين} التوبة 24. و يدخل في العشيرة المذهب و الطريقة و الحزب, و من يعد هذين الأصلين الذين قامت عليهما الحنيفية السمحة ملة إبراهيم و خير أبنائه بل خير خلق الله على الإطلاق محمد رسول الله صلى الله عيله و سلم, و من يعد ذلك شقاقا و تفريقا بين المسلمين إلا شيطان رجيم أفاك أثيم؟!..."

13_ قوله : " .... و قد تعرض لي لما كنت مقيما في الشمال زمان الاستعمار رجال لا تساوي أنت قلامة ظفر أحدهم, فانقلبوا خائبين, لأني بالله أستعين و إياه أستنصر و أستهدي و أدعوا إلى سبيله على بصيرة, لا أريد بدعوتي إلا وجه الله و منه أرجوا القبول, فقل لي بالله: أي فائدة في الدعوة إلى رد التقليد و حده مع نصر الشرك الأكبر و عقيدة الاتحاد و تقديس إمامها ابن العربي الزنديق الذي أجمع الأئمة على كفره؟!
و لا يتسع المقام هنا لذكر أسماء الأئمة الذين حكموا بكفره في عصور مختلفة و قد ألف الإمام إبراهيم بن عمر البقاعي الحافظ كتابين في إقامة البرهان على كفر ابن الفارض وابن عربي أحدهما سماه تنبيه الغبي إلى تكفير بن عربي, و الثاني سماه تحذير العبا من أهل العناد ببدعة الاتحاد, أقام البرهان فيه على كفر ابن الفارض و أمثاله من أصحاب وحدة الوجود و نقل في هذين الكتابين نقولا وافية شافية عن اثنين و ثلاثين إماما من بلدان مختلفة في عصور مختلفة نقتصر على ذكر اثني عشر إماما منهم لهم قدم صدق عند جميع المسلمين: الأول سلطان العلماء الإمام عز الدين ابن عبد السلام, الثاني الإمام ابن دقيق العيد, الثاث الإمام الحافظ زين الدين العراقي, الرابع شيخ الإسلام ابن تيمية, الخامس تلميذه الحافظ شمس الدين بن القيم, السادس الإمام أبواحيان الأندلسي, السابع الإمام تقي الدين السبكي, الثامن الإمام جمال الدين ابن هشام صاحب المغني, التاسع الحافظ محمد ابن أحمد بن عثمان الذهبي مؤلف تذكرة الحفاظ, العاشر الإمام الحافظ تقي الدين الفاسي مؤلف تاريخ مكة, الحادي عشر إمام الصوفية في عصره أبو القاسم القشيري, الثاني عشر الإمام السهروردي مؤلف عوارف المعارف, فأي امرئ عنده ذرة من الإيمان والنصيحة لنفسه و للمسلمين يخالف هؤلاء الأئمة و يقدس الشيخ الأكفر ابن عربي الحاتمي و شيعته؟!لا جرم أنه لا يفعل ذلك إلا زنديق مثلهم. و لا يجوز التوقف في الحكم عليهم، قال الإمام البقاعي في كتابه تحذير العباد المتقدم الذكر ما نصه: ( و لا يسع أحدا أن يقول: أنا واقف أو ساكت لا أثبت و لا أنفي لأن ذلك يقتضي الكفر, لأن الكافر من أنكر ما علم من الدين بالضرورة و من شك في كفر مثل هذا كفر, و لهذا قال ابن المقري في مختصر الروضة: من شك في اليهود و النصارى و طائفة ابن عربي فهو كافر )...." .

14_ قوله : " .... و ضعت حاشية على كتاب كشف الشبهات لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب و طبعتها و نشرتها, و لكني استعملت في ذكر اسمه ما يسمى في مصطلح الحديث بتدليس الشيوخ, و هو جائز بل مستحسن إذا أريد به الإصلاح, و ذلك أن الشيخ يكون له اسمان اشتهر بأحدهما و لم يشتهر بالآخر قيذكره الراوي عنه بالاسم الذي لم يشتهر به لمصلحة في ذلك, أما إذا فعل ذلك ليوهم الناس علو سنده و ترفعه عن الرواية عنه ليوهم الناس أنه لا يتنزل للرواية عن مثله لصغر سنه أو عدم شهرته و غير ذلك من حظوظ النفس الأمارةفهو مذموم, و قد سميت الشيخ محمد بن عبد الوهاب محمد بن سليمان الدرعي فنسبته إلى جده ثم نسبته إلى الدرعية و ذلك حق فهي بلدته و لكن لم يشتهر بذلك, و زاد الأمر غموضا أن في المغرب كورة تسمى (درعة) و النسبة إليها درعي, فنجحت فيما قصدته من ترويج الكتاب, فقد طبعت ألف نسخة فبيعت في وقت قصير,.... و لما اطلع العالم الأجل مفتي المملكة العربية السعودية و شيخ شيوخها محمد بن إبراهيم رحمة الله عليه على هذا العمل استحسنه كل الاستحسان " .

15_ قوله : " .... و لما طبع هذا الكتاب غضب عباد القبور و أصحاب الطرائق و خطب كثير من أئمة المساجد خطبة الجمعة و نبهوا المستمعين إلى ما في هذا الكتاب من لضلال بزعمهم, لأن توحيد الله عندهم أعظم الضلال و لكن لم يستمع لهم أحد, أما العلماء المحققون, كالأستاذ محمد الطنجي و الأستاذ المجاهد عبد السلام المرابط و الأستاذ العبقري عبد الله كنون فإنهم رحبوا بطبع هذا الكتاب و أثنو عليه و على مؤلفه و ناشره, و لا يضر السحاب نبح الكلاب.
ما ضر بدر السما في الأفق تنبحه سود الكلاب و قد مشى على مهل
ثم طبعت رسالة زيارة القبور مع حواشي قليلة لشيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية و سميته أحمد بن عبد الحليم الحراني, و لم أذكر لفظ بن تيمية للعلة السابقة الذكر, فراح الكتاب و انتشر و نفع الله به المسلمين, و لما بعثت من كل من الكتابين نسخة إلى الشيخ محمد بن إبراهيم رحمة الله عليه فرح بنشرهما و استحسن الطريقة التي سلكتها لبعد نظره و وفور عقله و حكمته.
و قد جربت في بلاد المغرب في الشمال و الجنوب أن نشر كتب التوحيد و اتباع السنة يتوقف على نجاح الدعوة إلى الله في المساجد فإذا درس الداعي كتابا من كتب التوحيد و بين للمستمعين ما فيه من كنوز العلم و الحكمة يرغب المستمعون في اقتناء ذلك الكتاب, و بقراءته تتسع معرفتهم للحق و يزدادون اطمئنانا و يقوى إيمانهم و تندفع عنهم الشبهات. فمن ذلك: أنني درست في الجامع الكبير كتاب فتح المجيد شرح كتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب و ختمته في ذلك المسجد مرتين, فانتشر هذا الكتاب انتشارا عظيما حتى أني طلبت من جلالة الملك فيصل جزاه الله عنا و عن المسلمين أحسن الجزاء, بواسطة الشيخ عبد الملك بن إبراهيم بارك الله في حياته أن يمدني بنسخ من فتح المجيد, فأمر بإرسال ثلاثمائة و ثلاث و أربعين نسخة بالبريد الجوي, فبدا لي أن لا أوزعها مجانا لأمرين:أحدهما: أنني لا آمن أن تقع بعض النسخ في أيدي أعداء التوحيد فيحرقوها, و قد رأيناهم يفعلون ذلك في المشرق و المغرب فإذا فرضنا أن شخصا أو أشخاصا بلغ بهم التعصب إلى أن يشتروا الكتاب و يحرقوه فإن ذلك لا يضرنا, لأننا نجمع دراهمه و نطبعه مرة أخرى و لا شك أنه لا يفل ذلك منهم إلا قليل, لأن الناس مجبولون على حب المال و البخل به و لا يبدلونه إلا فيما هو أحب منه إليهم, الأمر الثاني: ما قاله المؤلف الإنكليزي الطائر الصيت( برناردشو) أن الكتاب الذي لا يدفع ثمنه لا يقرأ...."
رد مع اقتباس
  #41  
قديم 20 Mar 2015, 06:14 PM
منصور خيرات
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

جزاك الله خيرا أخي خالد - وفّقك الله تعالى - على هذه المبادرة الطّيّبة، والّتي تجمع في صفحات هذا الموضوع الكثير من الفوائد العلميّة المستخرجة من كتب أهل العلم، في جميع فنون العلم الشّرعيّ - إن شاء الله تعالى -، فبارك الله فيك ولك وفي إخواننا المشاركين والقارئين والنّاشرين والنّاظرين.

مشاركتي:

قال شيخنا العلّامة عبيد الجابري - حفظه الله تعالى -:

الأعمال أربعة أصناف ولا خامس لها حتى الساعة فيما نعلم:
أحدها: ما كان خالصًا لله وصوابًا على السنة.
ثانيها: ما كان خالصًا لله وليس صوابًا على السنة.
ثالثها: ما كان صوابًا على السنة و غير خالص لله.
رابعها: ما كان غير خالص لله وليس صوابًا على السنة.

هذه الأصناف الأربعة ليست كلها مقبولة عند الله، المقبول واحد منها وهو الأول، لماذا؟ لأنه جمع الشرطين، وهما تجريد الإخلاص لله وتجريد المتابعة للنبيِّ صلّى الله عليه وسلّم، وقال أهل العلم كذلك: العمل إن فقد الإخلاص لله كان رياءً وشركًا، وإن فقد المتابعة لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان بدعة، وإن جمع الإخلاص لله والمتابعة لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان عمل أهل السنة، كان عمل الموحدين، كان عمل المتشرعين، الذين يتبعون الشرع في أقوالهم وأعمالهم ومعتقداتهم.

أنظر: [ قطع اللّجاجة بشرح صحيح المقدّمة من سنن الإمام ابن ماجه ( ص: 09 - 10 ) ]،
للعلّامة عبيد الجابري - حفظه الله تعالى -.
رد مع اقتباس
  #42  
قديم 20 Dec 2015, 12:38 PM
عبد الرحمن رحال عبد الرحمن رحال غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2013
الدولة: الجزائر / بسكرة.
المشاركات: 347
افتراضي

وهذه فائدة-لكن من شريط صوتي وليس من كتاب- استفدتها من الشيخ سليمان الرحيلي-حفظه الله- في إحدى محاضراته بالجامعة الإسلامية؛ عندما كان يدرس في علم المقاصد.
ذكر الشيخ التعريف الذي رآه الأدق لتعريف علم المقاصد حال كونه لقبا، فقال: (هي المعاني و الحكم التي أرادها الله عزوجل في التشريعات عموما وخصوصا لتحقيق عبوديته وإصلاح العباد في المعاش والمعاد)
ثم قال -حفظه الله-: قولنا "أرادها الله" أدق من قول بعضهم: التي "رعاها الشارع" أو "وضعها الشارع" وذلك لوجوه:
الوجه الأول: أن هذا اللفظ هو الوارد في النصوص. قال تعالى:(يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر).
الوجه الثاني:(وهنا الفائدة المقصودة) أن قولنا: (التي أرادها الله)، فيه بيان أن هذه الغايات والمعاني والحكم، مرادة لله عند التشريع، وهذا هو الحق، وليس الثمرة-كما يقول نفاة التعليل- فالكل يتفقون أن الشرع يحقق المصالح ويدرئ المفاسد، ولكن هل هذه المصالح و المفاسد مرادة عند التشريع؟ أو هي ثمرة حصلت عند التشريع؟
فأهل السنة والجماعة يقولون هي مرادة، فالله عزوجل أرادها، فعندما أمرنا بالصلاة-مثلا- أراد أن تنهانا عن الفحشاء والمنكر، ثم هي ثمرة تحصل عند الفعل، أما نفاة التعليل؛ فيقولون: ليست مرادة، يقولون: أن الله عزوجل عندما شرع الحكم لم يرد هذه المقاصد وهذه المصالح، ولكنها حصلت؛ فهي ثمرة، و يشبه هذا بما لو أن إنسانا رأى إنسانا فقصده فقتله، فإنه يكون قد دفع مفسدة، ولو أن شخصا يجلس فوق بيته فرمى حصاة فوقعت على رأس ثعبان فقتلته، فهو دفع مفسدة، فكلاهما دفع مفسدة؛ لكن الأول: أراد أن يدفع هذه المفسدة و فعل ما أراد، والثاني نتج عن فعله دفع المفسدة لكنه لم يكن مريدا له؛ فهذه هي صورة المسألة.
رد مع اقتباس
  #43  
قديم 25 Dec 2015, 06:55 PM
أبو أيوب صهيب زين أبو أيوب صهيب زين غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
الدولة: بسكرة
المشاركات: 351
افتراضي

📜فوائد نفيسة منتقاة من شرح الشيخ المحقق عبد المجيد جمعة لكتاب العلم من ص البخاري📜

💦
ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ
ﻭﺭﺣﻞ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺷﻬﺮ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺃﻧﻴﺲ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻭﺍﺣﺪ .

💧
ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺧﻠﻲ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﺮﺏ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺍﻷ‌ﻭﺯﺍﻋﻲ ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺍﻟﺰﻫﺮﻱ ﻋﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺘﺒﺔ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺃﻧﻪ ﺗﻤﺎﺭﻯ ﻫﻮ ﻭﺍﻟﺤﺮ ﺑﻦ ﻗﻴﺲ ﺑﻦ ﺣﺼﻦ ﺍﻟﻔﺰﺍﺭﻱ ﻓﻲ ﺻﺎﺣﺐ ﻣﻮﺳﻰ ﻓﻤﺮ ﺑﻬﻤﺎ ﺃﺑﻲ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ ﻓﺪﻋﺎﻩ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ، ﻓﻘﺎﻝ:
ﺇﻧﻲ ﺗﻤﺎﺭﻳﺖ ﺃﻧﺎ ﻭﺻﺎﺣﺒﻲ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺻﺎﺣﺐ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺄﻝ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﻟﻘﻴﻪ ﻫﻞ ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ صلى الله عليه وسلم
ﻳﺬﻛﺮ ﺷﺄﻧﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻲ ﻧﻌﻢ ﺳﻤﻌﺖ ﺍﻟﻨﺒﻲ صلى الله عليه وسلم ﻳﺬﻛﺮ ﺷﺄﻧﻪ ، ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﻓﻲ ﻣﻸ‌ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺇﺫ ﺟﺎﺀﻩ ﺭﺟﻞ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺗﻌﻠﻢ ﺃﺣﺪﺍ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﻨﻚ ﻗﺎﻝ ﻣﻮﺳﻰ ﻻ‌ ﻓﺄﻭﺣﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻠﻰ ﻋﺒﺪﻧﺎ ﺧﻀﺮ ﻓﺴﺄﻝ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﻟﻘﻴﻪ ﻓﺠﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻮﺕ ﺁﻳﺔ ﻭﻗﻴﻞ ﻟﻪ ﺇﺫﺍ ﻓﻘﺪﺕ ﺍﻟﺤﻮﺕ ﻓﺎﺭﺟﻊ ، ﻓﺈﻧﻚ ﺳﺘﻠﻘﺎﻩ ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻮﺳﻰ صلى الله عليه وسلم ﻳﺘﺒﻊ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﺤﻮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻓﺘﻰ ﻣﻮﺳﻰ ﻟﻤﻮﺳﻰ : { ﺃﺭﺃﻳﺖ ﺇﺫ ﺃﻭﻳﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺨﺮﺓ ﻓﺈﻧﻲ ﻧﺴﻴﺖ ﺍﻟﺤﻮﺕ ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺴﺎﻧﻴﻪ ﺇﻻ‌ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﻥ ﺃﺫﻛﺮﻩ } ﻗﺎﻝ ﻣﻮﺳﻰ : { ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺒﻐﻲ ﻓﺎﺭﺗﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺁﺛﺎﺭﻫﻤﺎ ﻗﺼﺼﺎ } ﻓﻮﺟﺪﺍ ﺧﻀﺮﺍ ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﻤﺎ ﻣﺎ ﻗﺺ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ .

💦
الفوائد المنتقاة :

1- لما عقد المصنف باب الاغتباط في العلم ناسب أن يذكر أن هذا العلم يستلزم الرحلة في طلبه من أهله .

2- ينبغي على المرء يخرج الى طلب العلم برا أو بحرا .

3- فيه اشارة أن موسى ركب البحر حتى وصل الى الخضر .

4- اختلاف العلماء في اسم الخضر على روايات مختلفة أغلبها لا اصل لها و أصحها ما رواه البخاري أنه جلس في فروة بيضاء -الحشيش اليابس- فاهتزت من حوله الخضراء .
*نبوته : اختلف فيه ، و الصحيح المقطوع به أنه نبي . قال تعالى : ( وما فعلته عن أمري ) أي فعلها وحيا من الله ، و لا سيما اقدامه على ازهاق روح الغلام و سبب ذلك و نحوهما .
و قال بعض أهل العلم أنه ينبغي ترجيح نبوته سدا للذريعة ، أمام الصوفية الذين يقولون أن الاولياء أفضل من الأنبياء . كما حكى شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الاجماع على أفضلية الأنبياء و علو منزلتهم على الخلق .
*حياته : ذهب جمهور لأهل العلم من أنه على قيد الحياة ، و تمسكوا ببعض الأحاديث ، لكنها في الجملة لا تصح .

5- الايمان بكرامات الأولياء من أصول أهل السنة و الجماعة .

6- لا مانع أن يتعلم الفاضل من المفضول ، كما في علم الحديث هنالك رواية الأكابر عن الأصاغر و الشيوخ على التلاميذ و هذا دليل على التواضع و حب العلم .

7- و فيه استحباب السفر مع أهل العلم و الاستفادة .

8- و فيه اشارة ال أن الطالب ينبغي له أخذ العلم عن أهله الثقات الأكفاء الذين جمعوا بين سلامة المعتقد و سدادة المنهج و وفرة العلم و العمل الصالح .

9- عاتب الله جل و علا موسى عليه السلام لأنه لم يرد العلم اليه فأخبره بأن من هناك من هو أعلم منه ألا وهو الخضر ، كما في رواية أخرى .

10- و فيه جواز التماري و الجدال في العلم اذا كان على وجه معرفة الحق و الوصول اليه لا على وجه التعنت و البروز .

11- جواز مناظرة من هو الأعلم اذا كانت المناظرة مبنية على الأدلة لأن ابن عباس رضي الله عنهما أعلم من الحر بن قيس .

11- وفيه ايضا جواز المناظرة في الطريق و لا تشترط ان تعقد في المساجد .

12- وفيه من أدب ابن عباس رضي الله عنهما من وجهين : الوجه الأول : أنه يناظر أصحابه و لم يقل انا أعلم منكم وكذا وكذا .
الوجه الثاني : أنه سأل أبيا ابن كعب رضي الاه عنه و لم يستأثر بعلمه .

12- و فيه أنه من أدب العلم الرجوع لأهل العلم عند الخلاف لحله .كما أمرنا الله في كتابه .

13- و فيه الوجوب الرجوع الى السنة و الاحتجاج بها لاسيما في تفسير القران .

14- و فيه أن السنة مبينة لمجمل القران ، فقد جاءت السنة و بينت أن موسى هو موسى بني اسرائيل و اسم العبد ألا وهو الخضر .

📝
انتقاها : أبو أيوب صهيب زين .

]📼السابع / شرح 📓 العلم من ص البخاري ] .


ﺑﺎﺏ : ﻟﻴﺒﻠّﻎ ﺍﻟﻌﻠﻢَ ﺍﻟﺸّﺎﻫﺪُ ﺍلغائب .

��
الحديث :
حَدثنَا مُسَدّد، ثَنَا بشر، ثَنَا ابْن عون، عَن ابْن سِيرِين، عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكرَة، عَن أَبِيه قَالَ: «ذكر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه قعد على بعيره وَأمْسك إِنْسَان بخطامه- أَو يزمامه- قَالَ: أَي يَوْم هَذَا؟ فسكتنا حَتَّى ظننا أَنه سيسميه بِغَيْر اسْمه. قَالَ: أَلَيْسَ يَوْم النَّحْر؟ فَقُلْنَا: بلَى. قَالَ: فَأَي شهر هَذَا؟ فسكتنا حَتَّى ظننا أَنه سيسميه بِغَيْر اسْمه. قَالَ: الْيَسْ ذِي الْحجَّة؟ قُلْنَا: بلَى. قَالَ: فَإِن دمائكم وَأَمْوَالكُمْ وَأَعْرَاضكُمْ بَيْنكُم حرَام، كَحُرْمَةِ يومكم هَذَا، فِي شهركم هَذَا، فِي بدلكم هَذَا، ليبلغ الشَّاهِد الْغَائِب، فَإِن الشَّاهِد عَسى أَن يبلغ من هُوَ أوعى لَهُ مِنْهُ». متفق عليه.

��
فوائد الحديث:

1 - فأمسك بخطامه او زمامه : في هذا بيان لحرص الراوي على سلامة اللفظ و صحته .واستفدنا من هذا أن الشك ممن دون أبي بكرة لا منه . وفائدة إمساك الخطام صون البعير عن الاضطراب حتى لا يشوش على راكبه .

2-1 وفيه جواز القعود على ظهر الدواب وهي واقفة إذا احتيج إلى ذلك ، وحمل النهي الوارد في ذلك على ما إذا كان لغير ضرورة لو قال لغير حاجة لكان أصح .

2 - سميت الأشهر الحرم بذلك لأن العرب كانت تمنع فيها القتال فلما جاء الاسلام أقر ذلك .

3- رب : حرف جر يفيد التقليل و يفيد التكثير على حسب سياق الكلام ، و هنا في الحديث المراد به التقليل ، لأن السامعين كثر لكن من يفهم قليل .

4- في الحديث بيان الفائدة من تبليغ العلم ، لأنه قد يصل الفقيه أو العالم فيقف فيه على أسراره و فوائده و احكامه مما يكون قد فات الشاهد .

5- من فوائد نشر العلم حفظه لأن في الاعتماد عليه مكتوبا تعريضه للضياع .

6- جواز القعود على الدابة ولا يعتبر ذلك من التعذيب .قال تعالى {و الخيل و البغال و الحمير لتركبوها } لكن للضرورة و الحاجة .

7- مشروعية الخطبة بمنى يوم النحر .

8- استحباب الخطبة على مكان عال ، لأنه عليه الصلاة و السلام ارتفع لما جلس على البعير حتى يرى و يسمع فيكون الكلام أبلغ و أوضح .

9- و فيه جواز استعمال الاشارة من باب الايضاح ، كما حلق عليه الصلاة و السلام بين أصابعه في تبيينه لفتنة يأجوج و مأجوج و كم فتح من الردم .

10- استحباب خدمة العالم لان أبا بكرة كان يمسك البعير حتى لا يشوش على النبي عليه الصلاة و السلام وهو يتكلم .

11- وفيه من أدب العلم سؤال العالم تلاميذه حتى يحضر أذهانهم و ينشط عقولهم ، لأن النبي عليه الصلاة و السلام قال للصحابة : («أتَدْرُونَ أيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ ».«أيُّ شَهْرٍ هَذَا». «أيُّ بَلَدٍ هَذَا ؟» ) .

12- و فيه من أدب العلم ان العالم اذا سأل الطلاب فلم يجيبوا ينبغي ان يقرب اليهم الجواب .

13- وفيه من أدب العلم استحباب مراعاة هيبة العالم و وقاره ، لأن الصحابة رضي الله عنهم لما سألهم النبي عليه الصلاة و السلام قالوا : ( اللهُ وَرَسُولُهُ أعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ ) .

14- و فيه من أدب العلم أن من سئل عن مسألة لا يعلمها ان يقول "اللهُ أعْلَمُ" و هذا دليل على الورع و لا ينقص من قدره بل يرفعه،فهؤلاء الصحابة -رضوان الله عليهم- وقالوا : "اللهُ أعْلَمُ" .

15- تعظيم الدماء و الأموال و الأعراض ، كما قال عليه الصلاة و السلام : ( فَإِن دمائكم وَأَمْوَالكُمْ وَأَعْرَاضكُمْ بَيْنكُم حرَام) ، و أن الأصل في هذه المقاصد الثلاث الحرمة فلا تباح الا بنص أو اجماع .

16- وفيه أن الشريعة جاءت للمحافظة على خمسة أمور : الدين ، النفس ، العرض ، المال و العقل و تسمى هذه الخمسة مقاصد الشريعة الاسلامية ، و قد اتفقت الشرائع كلها على المحافظة عليها و صيانتها .

17- و فيه انه ينبغي رد الأمور كلها للشارع ، لأن الصحابة كانوا يعلمون الأجابة ، لكن ظنوا أنه سيسميها بغير اسمائها عليه الصلاة و السلام ، و لأنهم علموا أنه صلى الله عليه وسلم لا يخفى عليه ما يعرفونه من الجواب ، فسلوا للشرع و قالوا : "الله اعلم" .

18- و فيه ايضا اشارة الى اثبات ما يسمى بالحقيقة الشرعية ،فالحقائق ثلاثة أقسام ،و الحقيقة الشرعية : هي الألفاظ التي تصرف فيها الشارع و نقلها من مدلولها اللغوي الى معناها الشرعي ، و مثالها : الصلاة فأصل الصلاة الدعاء فتصرف الشارع و نقلها عن هذا المعنى الى المعنى الشرعي فصارت عبادة مخصوصة بهيئة مخصوصة في اوقات مخصوصة و كذلك الزكاة و نحو ذلك .

19- استحباب ضرب الأمثال و الأشباه و الحاق النظير بنظيره لقوله عليه الصلاة و السلام : ( كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا ) و فائدتها تنزيل المعقول منزلة المحسوس و تقريب الفهم .

20- و فيه من أدب العلم و التعليم انه يجب تبليغ هذا للعلم و تبيينه و نشره لقوله عليه الصلاة و السلام : ( فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ ) .

21- و فيه جواز تحمل العلم قبل الأهلية .

22- و فيه ايضا أنه لا يشترط في التحمل ان يكون المتحمل فقيها .

23- وفيه فضل حفظ العلم لقوله عليه الصلاة و السلام : ( فَإِن الشَّاهِد عَسى أَن يبلغ من هُوَ أوعى لَهُ مِنْهُ ) .

24- فضل الفهم في العلم لان النبي عليه للصلاة و السلام أثنى على المبلغ -بفتح اللام- .و في المقابل قد يحرم العلم من لا يحضر ذهنه و لا يفهم .

25- من أدب العلم أنه ينبغي على المعلم انه اذا تكلم على مسألة عظيمة أن يبين عظمتها بتكرار اللفظ و تشبيهه بشيء عظيم و نحو ذلك لأنه أبلع في الزجر أو النصح...

26- استحباب التوطئة أمام المسائل العظيمة لبيان مدى أهميتها و عظمتها .

27- و فيه أنه قد يوجد من المتأخرين من هو أفقه من المتقدمين لكنه قليل و قد وجد هذا . قال عليه الصلاة و السلام : ( فَإِن الشَّاهِد عَسى أَن يبلغ من هُوَ أوعى لَهُ مِنْهُ).

28- و فيه أن تفسير الراوي أولى من تفسير غيره و هذا ما قرره علماء الأصول بقاعدة «الراوي أدرى بمرويه من غيره» .قال عليه الصلاة و السلام : (فَرب حَامِل فقه إِلَى من هُوَ أفقه مِنْهُ، وَرب حَامِل فقه لَيْسَ بفقيه)

29- وفيه ايضا دلالة على أن حضور مجالس العلم فرض كفاية و لو كان فرض عين لما أمر النبي عليه الصلاة و السلام بتبليغ العلم .

30- وفيه فضل حضور مجالس العلم و بيان فضل تبليغه و نشره . لأن النبي عليه الصلاة و السلام أمر به ، حتى وان لم يكن الحاضر فقيها يكفيه شرف الحضور ، و هذا يدخل في عموم قوله عليه الصلاة و السلام : ( ان العلماء ورثة الانبياء ).

31- وفيه أنه اذا تعارض دليلان أحدهما يوافق الأصل و الثاني ناقل للأصل فاننا نقدم الناقل للأصل على الموافق للأصل ، قوله ( «أتَدْرُونَ أيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ ».«أيُّ شَهْرٍ هَذَا». «أيُّ بَلَدٍ هَذَا ؟») تحريمه لهذه الاشياء موافق للاصل فقد جاء تحريمها قبل التشريع ثم ذكرهم النبي صلى الله عليه و سلم بشيء زائد على هذا الأصل و كان مباجا عنده و قال ( فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا ) فتحريم الدماء و الأموال و الأعراض هذا ناقل عن الأصل و تحريم البلد و اليوم و الشهر يوافق الأصل ، فنقدم الناقل على الموافق اذا اجتمعا .

32- وفيه أيضا دليل على أن المفاسد تتفاوت بحسب تفوات جرمها و عظمها لقوله عليه الصلاة و السلام : ( فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ ) فحرمتها أعظم من حرمة اليوم و البلد و الشهر ، و فائدة هذا عند اجتماع المفاسد فاننا ندفع المفسدة الكبرى بارتكاب المفسدة الصغرى ان كان لابد .


ﺑﺎﺏ ﻣﻦ ﺟﻌﻞ ﻷ‌ﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻳﺎﻣﺎ ﻣﻌﻠﻮﻣwﺔ .

💧
الحديث :

ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺟﺮﻳﺮ ﻋﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻭﺍﺋﻞ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺧﻤﻴﺲ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺭﺟﻞ : ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻮﺩﺩﺕ ﺃﻧﻚ ﺫﻛﺮﺗﻨﺎ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ . ﻗﺎﻝ : ﺃﻣﺎ ﺇﻧﻪ ﻳﻤﻨﻌﻨﻲ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻲ ﺃﻛﺮﻩ ﺃﻥ ﺃﻣﻠﻜﻢ ، ﻭﺇﻧﻲ ﺃﺗﺨﻮﻟﻜﻢ ﺑﺎﻟﻤﻮﻋﻈﺔ ، ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ صلى الله عليه وسلم ﻳﺘﺨﻮﻟﻨﺎ ﺑﻬﺎ ﻣﺨﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﺂﻣﺔ ﻋﻠﻴﻨﺎ .

💦
فوائد الحديث :

1- استحباب تعيين يوم من العلم أو الدرس لئلا ينقطع الناس عن أشغالهم و يستعدوا له .

2- اثر عن كثير من السلف انهم كانوا يعلمون و يذكرون الناس يوم الخميس .

3- ماكان عليه الصحابة من الحرص في الاقتداء بالنبي عليه الصلاة و السلام .

4- وفيه منقبة لابن مسعود رضي الله عنه .

5- جواز اجتهاد الصحابة بعد موت النبي عليه الصلاة و السلام . و أفعال الصحابة حجة و هم أدرى من غيرهم بسنة النبي عليه الصلاة و السلام .


بَاب : ’’مَنْ يــــــــــــــــــُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيــــــــــــــــــــــــــْرًا يُفَقـــــــــــِّهْهُ فِـــــــــــــي الدِّيـــــــــــــــــــــــــــــنِ
’’

🔸
الحديث :
حدثنا سعيد بن عفير قال حدثنا ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب قال قال حميد بن عبد الرحمن سمعت معاوية خطيبا يقول : ’’سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وإنما أنا قاسم والله يعطي ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله ’’

💠
فوائد الحديث :

1- فضل الفقه في الدين و الحث و عليه

2- النصوص الواردة في فضل العلم المقصود بها العلم الشرعي و التفقه فيه .اما العلوم الدنيوية اذا نوى بها العبد نفع العباد و البلاد فهذا يؤجر عليه .

3- وجوب التفقه في الدين و معرفة الأحكام العملية كأحكام الطهارة و الصلاة و نحوها .

4- وفيه فضل العلماء الفقهاء على الناس

5- اثبات الارادة لله عز و جل وهي نوعان :
*ارادة كونية تشمل المؤمن و الكافر وما يحب و ما يبغض .قال تعالى: ( انما أمره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون ).
*ارادة شرعية : تتعلق برضاه و محبته سبحانه .قال تعالى:( يريد بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ).

6-وفيه ذم الجهل لأن الجاهل لم يرد الله به خيرا و اذا لم يرد به خيرا أراد به شرا .

7- الحث على نشر العلم على المنبر حتى تعم الفائدة فمعاوية رضي الله عنه حدث بهذا الحديث على المنبر حتى يستفيد منه الناس و يعوه .

8- و فيه منقبة لمعاوية رضي الله عنه لحرصه على نفع الأمة بنشر العلم و تعليمه .

9- وفيه رد على الروافض عليهم من الله ما يستحقون

10- و فيه ان القاسم من اسماء النبي عليه الصلاة و السلام .

11- من صفات الله عز و جل العطاء و من أسمائه المعطي كما ثبت في رواية أخرى للمصنف و الله عز و جل يعطي من يشاء و يمنع من يشاء .

12- و فيه وجوب الايمان بالقدر و ان الرزق و الفقر بيد الله كما ثبت في كثير من الايات .

13- و فيه اثبات الأسباب لقوله عليه الصلاة و السلام ( انما انا قاسم ) فكان سببا في ذلك

14- مدى انقياد النبي عليه الصلاة و السلام لربه و امتثاله لأمره .

15- وفيه ايضا ان الولاة على الأموال ليس لهم ان يقسموها كيفما شاؤوا انما هم امناء مستأمنون .

16- و فيه دلالة على انه عليه الصلاة و السلام ليس بمالك لهذه الأموال الشرعية من الفيء و الغنائم و نحوها .

17- من أصول الخوارج معارضة احاديث النبي عليه الصلاة و السلام بظواهر القران .

18- و فيه دلالة على وجوب الرضا بقسمة النبي إعليه الصلاة و السلام لأنها من وحي الله .

19- وفيه اشارة الى ان النبي اختار أعلى المنزلتين ذلك انه اختار ان يكون عبدا رسولا على أن يكون ملكا رسولا .

20- و فيه ان مصرف الخمس و الفيء واحد و انه لله و لرسوله .
و الفيء : هو ما اخذ من مال الكافر دون قتال .كأن يستولي المؤمنون عليها بعد هروب العدو .
و الغنيمة تكون بعد القتال .

21- و فيه أن هذه الأمة هي اخر الأمم لقوله عليه الصلاة و السلام : ( حتى تقوم الساعة ) .
📼الشريط الخامس .



افتراضي *فائدة و رد شبهة*
قال الشيخ المحقق عبد المجيد جمعة -حفظه الله- :

قال بعض أهل العلم أنه ينبغي ترجيح نبوة الخضر عليه السلام سدا للذريعة أمام الصوفية الذين يقولون أن الاولياء أفضل من الأنبياء . وهو باعتبار ما دلت عليه الأدلة نبي عليه السلام .
وقد حكى شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الاجماع على أفضلية الأنبياء و علو منزلتهم على الخلق .

منتقاة من :
[ الشريط السابع \من شرح كتاب العلم من صحيح البخاري ] .
رد مع اقتباس
  #44  
قديم 25 Dec 2015, 06:56 PM
أبو أيوب صهيب زين أبو أيوب صهيب زين غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
الدولة: بسكرة
المشاركات: 351
افتراضي

جزاكم الله خيرا الشيخ خالد على ما تكرمتم به من ايقاظ الهمم .
رد مع اقتباس
  #45  
قديم 25 Dec 2015, 09:26 PM
أبو أنس يعقوب الجزائري أبو أنس يعقوب الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 382
افتراضي

جزاك اللّه خيرا أخي خالد وبارك فيكم .

ولقائلٍ أن يقول :
ما إعراب [[ الأصول الثلاثة وأدلتها ]] ولماذا لم يقل المصنف ( الأصول الثلاثة وأدلتها ) وما هي العبارة الأصح ؟
الجواب : أنّ الشيخ - رحمه اللّه - له رسالة أخرى بعنوان : ( الأصول الثلاثة ) وهي رسالة صغيرة أقل من هذه علما ، ليعلمها الصبيان والصغار ، وأما ( ثلاثة أصول ) فهي هذه الني نشرها ، ويكثر الخلط بين التسميتين ، وربما أطلق عليها ( ثلاثة أصول ) أو ( الأصول الثلاثة ) ولكن تسميتها المعروفة أنّها ( ثلاثة أصول وأدلتها ).
_ إعراب ثلاثة أصول وأدلتها:
( ثلاثة ) : خبر لمبتدأ تقديره هذه ، هذه ثلاثة خبر مرفوع بالإبتداء وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره ، وهو مضاف .
( أصول ) : مضاف إليه مجرور بالتبعية ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخرة .
( الواو ) : عاطفة
( أدلة ) : معطوف على ثلاثة مرفوع بالتبعية ، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره ، وهو مضاف .
(ها) ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة .

العلامة صالح آل الشيخ - حفظه اللّه تعالى -
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
سي قر

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013