الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، وعلى آله وصحبه آجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وما بدلوا تبديلا.
من سمات المنهج السلفي الثبات وعدم التغير أو التبديل - لأنه منهج من عند الله – والرسول صلى الله عليه وسلم تركنا على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك.
وجدنا الأحاديث والأسانيد متصلة إلى زمن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فعملنا بها وطبقناها ، لم نغير ولم نبدل ،
وجدنا عقيدة السلف ، منذ الصحابة ثم التابعين ثم تابعيهم إلى الأئمة الأربعة إلى مابعدهم من علماء السلف ، لم تتغير ولم تتبدل فانتهجناها.
من الذين غيروا وبدلوا هل هم أمة غير أمة الإسلام أم هم من المسلمين أحدثوا ، من خلال هذه الأحاديث وشروح العلماء وأقوالهم سنعرف من هم الذين غيروا بدلوا :
حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا بشر بن السَّريِّ: حدثنا نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة قال: قالت أسماء،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أنا على حوضي أنتظر من يرد عليَّ، فيؤخذ بناس من دوني، فأقول: أمتي، فيقول: لا تدري، مشوا على القهقرى). قال ابن أبي مليكة: اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا، أو نفتن.
:رواه البخاري 6220
حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا أبو عوانة، عن مغيرة، عن أبي وائل قال: قال عبد الله:
قال النبي صلى الله عليه وسلم :أنا فرطكم على الحوض، فليرفعنَّ إليَّ رجال منكم، حتى إذا أهويت لأناولهم اختلجوا دوني، فأقول: أي ربِّ أصحابي، يقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك رواه البخاري 6642
- حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم قال: سمعت سهل بن سعد يقول:
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (أنا فرطكم على الحوض، من ورده شرب منه، ومن شرب منه لم يظمأ بعده أبداً، ليردنَّ عليَّ أقوام أعرفهم ويعرفونني، ثم يحال بيني وبينهم رواه البخاري . رواه البخاري 6205
قال أبو حازم: فسمعني النعمان بن أبي عياش وأنا أحدِّثهم هذا، فقال: هكذا سمعت سهلاً؟ فقلت: نعم، قال: وأنا أشهد على أبي سعيد الخدري لسمعته يزيد فيه قال: (إنهم مني، فيقال: إنك لا تدري ما بدَّلوا بعدك، فأقول: سحقاً سحقاً لمن بدَّل بعدي. رواه البخاري 6643
وهنا تنبيه مهم :فإن الشيعة الروافض الأنجاس يحتجون بهذه الآية ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل. أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ). ليؤكدوا أن الصحابة ارتدوا من بعد موته إلا ثلاثة أو سبعة..
ويستدلون بهذه الأحاديث على أن الصحابة كفروا وارتدوا .
فهذا الشبهة والإشكال يستغله الروافض الأنجاس ، وهذه هي شبهتهم التي يدندنون حولها فهم يخلطون بين مفهوم (الصحابي في الشرع )، (ومفهومه العام في اللغة) ، وبهذا خلطوا فكفروا وادخلوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم جهنم -والعياذ بالله-.
إذا من هؤلاء الذين بدلوا وغيروا وأحدثوا ومشوا القهقرى !
قال الإمام القرطبي رحمه الله :
قال علماؤنا رحمة الله عليهم أجمعين : فكلُّ مَن ارتد عن دين الله ، أو أحدث فيه ما لا يرضاه الله ، ولم يأذن به الله : فهو من المطرودين عن الحوض ، المبعدين عنه ، وأشدهم طرداً : مَن خالف جماعة المسلمين ، وفارق سبيلهم ، كالخوارج على اختلاف فرقها ، والروافض على تباين ضلالها ، والمعتزلة على أصناف أهوائها ، فهؤلاء كلهم مبدِّلون ، وكذلك الظلمة المسرفون في الجور ، والظلم ، وتطميس الحق ، وقتل أهله ، وإذلالهم ، والمعلنون بالكبائر ، المستخفون بالمعاصي ، وجماعة أهل الزيغ ، والأهواء ، والبدع . " التذكرة في أحوال الموتى والدار الآخرة " ( ص 352 ) .
إذا يدخل في الحديث كل من ارتد على دينه وأحدث فيه ما لا يرضاه الله تعالى.
هناك جماعة ارتدوا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل أبو بكر في قتالهم وحربهم.
قال الإمام الخطابي رحمه الله : " لم يرتد من الصحابة أحد ، وإنما ارتد قوم من جفاة العرب ، ممن لانصرة له في الدين ، وذلك لا يوجب قدحاً في الصحابة المشهورين ، ويدل قوله : ( أصيحابي ) على قلة عددهم " ( فتح الباري 11/385 ( ،
وكما يدل قوله ( أصيحابي) على قلة عددهم، فإنه يدل أيضاً على قلة صحبتهم للنبي - صلى الله عليه وسلم- ولقائهم به وملازمتهم له .
ويقول الإمام الشاطبي رحمه الله :
ولقوله : ( قد بدلوا بعدك )، ولو كان الكفر : لقال : " قد كفروا بعدك "، وأقرب ما يحمل عليه : تبديل السنة، وهو واقع على أهل البدع، ومن قال : إنه النفاق : فذلك غير خارج عن مقصودنا؛ لأن أهل النفاق إنما أخذوا الشريعة تقيةً، لا تعبداً، فوضعوها غير مواضعها، وهو عين الابتداع .
ويجري هذا المجرى كل من اتخذ السنَّة والعمل بها حيلةً وذريعةً إلى نيل حطام الدنيا، لا على التعبد بها لله تعالى؛ لأنه تبديل لها، وإخراج لها عن وضعها الشرعي . " الاعتصام " ( 1 / 96) .
إذا يدخل في هذه الأحاديث.
1 - المنافقون والمرتدون
2 - مَن خالف جماعة المسلمين ، وفارق سبيلهم ، كالخوارج على اختلاف فرقها .
3 - الروافض على تباين ضلالها .
4 -والمعتزلة على أصناف أهوائها .
5 - وكذلك الظلمة المسرفون في الجور ، والظلم ، وتطميس الحق ، وقتل أهله ، وإذلالهم .
6 -المعلنون بالكبائر ، المستخفون بالمعاصي .
7 - جماعة أهل الزيغ ، والأهواء ، والبدع.
8 - كل من اتخذ السنَّة والعمل بها حيلةً وذريعةً إلى نيل حطام الدنيا.
من خلال هذه الأحاديث ، يتضح لنا أن المنهج الوحيد الذي لم يبدل ولم يتبدل ولم يغير ولم يتغير هو منهج السلف الصالح ، منهج الصاحبة كما سماهم النبي صبلى الله عليه وسلم، عندما سئل عن الفرقة الناجية قال : (من كان مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ، وفي رواية أخرى قال : هم الجماعة ).
نسأل الله أن نَرِد على الحوض وألا نُرَد عليه ، ونشرب منه شربة لا نظمأ بعدها أبدا صحبة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكارم رضي الله عنهم أجمعين.
آمين.
التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد السلام جابر البسكري ; 02 Mar 2014 الساعة 02:01 PM
نسأل الله أن نَرِد على الحوض وألا نُرَد عليه ، ونشرب منه شربة لا نظمأ بعدها أبدا صحبة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكارم رضي الله عنهم أجمعين.
آمين.
بدلوا و ما بدلنا
العرض العادي
