منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #31  
قديم 21 Mar 2014, 10:05 PM
طه صدّيق طه صدّيق غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
المشاركات: 312
افتراضي

الإيضاح والبيان لجملة من أكاذيب يحيى الحجوري هداه الله لسلوك منهج السلف أهل الصدق والعرفان



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فإن من الصفات التي أمر بها الإسلام الصدق في الحديث، ونهى عن الكذب، والصدق من أشرف الصفات وأزكاها، والكذب من أخس الصفات وأرداها ..

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالصدق فإن الصدق يهدى إلى البر وإن البر يهدى إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب فإن الكذب يهدى إلى الفجور وإن الفجور يهدى إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا" متفق عليه.



وقال أبو بكر الصديق –رضي الله عنه- " يا أيها الناس إياكم والكذب فإن الكذب مجانب للإيمان".



http://www.sahab.net...topic=17690&hl=



والكذب في اللغة الإخبار بما يخالف الواقع.

وقد يكون عن خطأ وسهو، فلا يوصف بالكذب إلا إن أصر على خطئه بعد تنبيهه، وكابر، وكذلك إذا كثر ذلك منه، بحيث يكثر منه الإخبار بخلاف الواقع، ويفحش منه، فحينئذ يوصف بالكذب.

وقد يكون الإخبار بخلاف الواقع عن عمدٍ، أو عن سوء ظن، فكلاهما الأصل فيه الذم.



أما الأول -وهو الإخبار بخلاف الواقع عامداً-: فإن كان في جهادٍ مع العدو، أو في الإصلاح بين الناس، أو بين الرجل وزوجته لحاجة، فهذا مما استثني على خلاف بين العلماء هل يجوز من باب التورية أو لا؟



أما في غير ذلك فهو حرام، ومن كبائر الذنوب.



وإن كان كذباً على الله وعلى دينه عمداً فهو ردة عن دين الإسلام، وإن كان من باب التأول والجهل فقد يكون معذوراً في بعض الأحوال، وقد يكون مبتدعاً، وقد يكون كافراً حسب نوع كَذِبه.

فمن زعم أن لله ولداً من باب الجهل والتأول فهو مشرك زنديق ولو زعم أنه جاهل.



وأما الثاني-وهو الكذب بسبب سوء الظن-: فالأصل فيه المنع، كما قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إياكم والظن فإنه أكذب الحديث)) متفق عليه.

وأمر الشرع بحسن الظن بمن يكون أهلاً لذلك.

أما في حق الكافر فالأصل فيه إساءة الظن.

وكذلك الفاسق فهو أهل لسوء الظن، لا سيما ما يتعلق بفسقه، وكذلك المبتدع، الأصل فيه سوء الظن، لا سيما فيما يتعلق ببدعته، وما تجر إليه.

ومن عادة أهل الأهواء اتهام أهل السنة بالكذب، وتعمدهم الخلط بين ما وقع من السني من باب الخطأ والسهو، أو من باب العمد وسوء الظن، والخلط بين ما يكون مبناه على العمد أو سوء الظن.

وهذه طريقة الحلبيين والحجاورة، ثم تبعهم المليباري الجديد.

ومن عادتهم المظهرة لدغل قلوبهم، وبعدهم عن الشرع: تلقف أخبار الكذابين والمجاهيل، كأنها أخبار الثقات، وفرحهم بكلام كل مفترٍ وناعق.

كل هذا إعراضٌ منهم عن قول الله جل وعز: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات: 6]

والعجب أن كلا الطائفتين-الحلبية والحجورية وقلدهم المليباري الجديد- يزعمون أنهم أهل حديث وجرح وتعديل، ثم نراهم متنكبين طريقة أهل الحديث، ويأخذون الحكايات والقصص والأحكام الفاجرة عن أهل (إجحاف=جحَّاف)، و(غربان بَينٍ)، و(أكراد حدَّادٍ= أيوب البدعة)، و(مسيء عشَّارٍ)، و(غول سوءٍ)، و(مهزوم هلالٍ)، و(محطم مسورٍ)، و(ابن قائد شرٍّ)، و(جبوري الضلال) ونحوهم من مبتدعة الحلبية والحجورية أهل الإجرام والفساد..



وهذا المقال جزء من كتابي في كشف حال الحجوري، وهو تحت الطبع.





الحجوري كذاب

من صفات الحجوي: الكذب، مع الإصرار، وعدم التوبة فيما نعلم.

لقد تعددت كذبات الحجوري، وبلغت الآفاق، وليس المراد هنا كذبه في تبديع السلفيين، ووصفهم بما ليس فيهم بما له فيه شبهة شيطانية، ولكن في الأمور التي يخادع بها أصحابه، ويريد أن يخرج من مأزق فيقع في مأزق الكذب.

من تلك الأكاذيب:

الكذبة الأولى: زعمه أن شيخ الإسلام رحمه الله وصف قدامة بن مظعون أنه وقع في شبهة الإرجاء.

الكذبة الثانية: زعم الحجوري أن فرعون دعا إلى توحيد الربوبية! وعزى هذا الكذب إلى كتاب فتح المجيد، وإلى قول جميع أهل السنة والجماعة.

فقد كذب على الشيخ عبد الرحمن بن حسن، وكذب على أهل السنة.

ولم يقل أحد من أهل السنة أن فرعون كان يدعو إلى توحيد الربوبية!

فكيف يدعو إلى توحيد الربوبية، وهو يقول أنا ربكم الأعلى؟؟

وغالب المشركين لا يدعون إلى توحيد الربوبية، لكن قد يقرون بتوحيد الربوبية، ولا يكون ذلك كافياً في جعلهم موحدين، ففرق بين الإقرار مع نقصانه، وبين دعوة الناس، دعوة الغير إلى توحيد الربوبية.

وإنما قد يدعو إلى توحيد الربوبية بعض المنتسبين إلى الإسلام ممن وقعوا في الشرك، لكنهم يحصرون التوحيد في الربوبية، ويزعمون أنه معنى الشهادة، ويصنفون المصنفات لبيان توحيد الربوبية، فهؤلاء يصح أن يقال عنهم إنهم يدعون إلى توحيد الربوبية على ما عندهم من الخلل الكبير، والتحريف المشين.

الكذبة الثالثة: زعمه أن أبا ذر t اعترض على رسول الله r، وهذا كذب، وقد سبق بيانه.

الكذبة الرابعة: إقراره للشاعر بوصفه له أنه إمام الثقلين اليمني، ثم إنه أنكر أنه أقر الشاعر، فكذب في إنكاره، ثم بعد ذلك الشاعر تراجع، وأعلن تراجعه، لكن أين توبة يحيى الحجوري من إقراره الشاعر، وتقديمه لكتاب مطبوع فيه ذلك الشعر؟!

وإذا وجدت توبة سرية فقط؛ فهذا لا يصلح هكذا، هذا عبثٌ، هذا خداعٌ، يخدعون الناس.

الكذبة الخامسة: قال الحجوري عن الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية: «ولا يمكن يدخل الجامعة الإسلامية الحزبية, الجامعة الإسلامية حزبية بحتة نعم فيها سلفيون غرباء » بهذا اللفظ، فلما أنكرها عليه الشيخ عبيد الجابري حفظه الله؛ نفى الحجوري، وأنكر، ثم لما جيء له بصوته هل تاب؟ هل أناب؟ لا، بل هجم على الشيخ عبيد، وبدأ يطعن فيه، ثم وصفه بسبت الحزبية الجديدة، ثم أعلن تبديعه، ثم صار يوالي ويعادي على تبديع الشيخ عبيد!

وتوارد أصحاب يحيى الحجوري على نفس منوال شيخهم في الكذب والتكذيب، والتلبيس والتلفيق.

الكذبة السادسة: قال عن فتاوى اللجنة الدائمة: «القراءة في "فتح الباري" خير من القراءة في "فتاوى اللجنة الدائمة" لأن الحافظ يذكر الأدلة على مسألته، أما "اللجنة الدائمة" فهي عبارة عن قولهم: "حلال حرام". بدون ذكر الدليل، وأيضا "فتاوى اللجنة الدائمة" عزف الناس عنها».

وهذا كذب ظاهر، يدل على مجازفة الحجوري، وكلامه بغير علم، وعلى أنه يكذب بكل وقاحة، فمن اطلع على فتاوى اللجنة الدائمة وجدها تزخر بالأدلة، والتفصيل، والتأصيل، وبعض الفتاوى فيها اختصار، بما يقتضيه المقام، وهذه طريقة أهل العلم والفقه في الدين، ولكن الحجوري قليل الأدب مع العلماء، لا يتأدب معهم في الخطاب، ولا يعرف الطريقة الخطأ من الصواب، لجهله وغروره.

الكذبة السابعة: زعم أن الشيخ عبيداً لا يبدع أبا الحسن المأربي.

وهذا كذب ظاهر، فتبديع الشيخ عبيد الجابري لأبي الحسن المأربي مشهور معروف، بل قال عنه: «إن الرجل ليس من أهل السنة في منهجه، فمنهجه فاسد والذي أتيقنه من حال الرجل أنه إخوانيٌّ جلد ماكر لعاب مدسوس بين مشايخ السنّة وطلاب العلم في اليمن حتى يفرق كلمتهم ويجعلهم أحزاباً وشيعاً». شريط مراحلنا مع أبي الحسن.

الكذبة الثامنة: زعم أن الشيخ عبيداً لا يبدع سيد قطب.

وهذا كذب ظاهر، والشيخ عبيد الجابري قد بدع سيد قطب من سنوات، ونشر كلامه فيه من بداية فتنة الحلبي، ثم جاء الحجوري في فتنته يلوك عرض الشيخ عبيد الجابري بالفرى والأكاذيب.

وقد قال لي الشيخ عبيد الجابري قبل سنوات : «لا أشك في أنه ضال مبتدع، وقد صرحت بهذا قبل سنتين، وأنا الآن أقول: أنا لا أترحم عليه، ولا أثرب على من يكفره»، وقال حفظه الله في رده على محمد حسان: « ﺍﻥ ﻣﻦ ﺧَﺒَﺮَ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﺷﻬﺮ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺴﺘﺒﻴﻦ ﻟﻪ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﺠﺮﺩﺍً ﻟﻠﺤﻖ ، ﺍﻥ ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ ﺣﺎﻣﻞ ﻟﻮﺍﺀ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺑﻼ‌ ﻣﻨﺎﺯﻉ ، ﻓﺘﻜﻔﻴﺮ ﺍﻷ‌ﻣّﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺟُﺰﺍﻓﺎً».

الكذبة التاسعة: نفي الحجوري أنه قال بمشاركة بعض الصحابة في قتل عثمانt، مع أنه نص على ذلك في كتابه أحكام الجمعة(ص/305) الطبعة الأولى، ثم حذف ذلك في الطبعة الثانية ليستقيم له كذبه! { إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ} [يونس: 81].

الكذبة العاشرة: افترى على الشيخ عبيد الجابري أنه يدافع عن الحزبية في الجامعة الإسلامية. انظر: موقع الحجوري: طليعة الإبطال لثرثرة وتلبيسات عبيد الجابري المنحرف الضال.

الكذبة الحادية عشر: قال الحجوري عن مركز الفيوش:« ومركز فراغ وبجانب البحر تارة سباحة وتارة كذلك فسحة»([1]).

وهذا كذب، لأن المركز بعيد عن البحر نحو ساعة.

الكذبة الثانية عشرة: قال الحجوري هداه الله : «لا تُضَحِّ بالعلم من أجل أن تكون فيوشياً، يعطونك سيارة، ويسلمونك بيت مع مفتاح»([2]).

وهذا كذب ظاهر، ويعلم الحجوري أنه كاذب، والشهود كثير على كذبه، وافترائه.

الكذبة الثالثة عشرة: كذبه على الشيخ ربيع المدخلي ومشايخ اليمن في المجلس الذي جمعه بهم في منزل الشيخ ربيع في مكة ، حيث جاء في بيان المشايخ حفظهم الله الصادر في الحديدة بتاريخ 5/1/1429 هـ : «وطُرِقَت قضية الشيخ يحيى والشيخ عبد الرحمن ، وبحضور المشايخ المشار إليهم آنفاً ، وهم : محمد بن صالح الصوملي ، ويحيى بن علي الحجوري ، وعبد الله بن عثمان الذماري ، ومحمد بن عبد الله الإمام ، وعبد العزيز البرعي .

وكان في ذلك المجلس من الخير ما تنشرح له صدور أهل السنة ، وتقر به عيونهم ، وكان خلاصة المجلس بعد المناقشة : أنَّ الشيخ يحيى بن علي الحجوري يكف عن الكلام في الشيخ عبد الرحمن ، ووافق الشيخ يحيى على ذلك».

وبعد خروج هذا البيان قام الحجوري بتكذيب المشايخ في شريط: «نصيحة الأحباب»، بل وتحداهم جميعاً أن يثبتوا أنه وافق على السكوت .

قال العلامة محمد بن عبد الوهاب الوصابي حفظه الله : «ويأبى الله إلا أن يفضح الرجل وأن يظهره على حقيقته وأنه كذاب وأنه يكذب فكذبة بعد كذبة بعد كذبة وكذبات أخرى كثيرة»([3]).

وكذباته كثيرة جداً، فإذا تكلم عن خصومه لا سيما من يذيقه المُرَّ فإنه يبدأ يهذرم، ويتكلم بما يسنح به باله، ويسرح به خياله، لا يبالي أصدقاً نطق، أم كذباً نعق . والله المستعان.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد



كتبه:

أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي

([1]) انظر لهذه الكذبة والكذبات بعدها التي تكلم بها الحجوري في مقال: «الشيخ عبد الرحمن بن مرعي المُفْتَرى» لعبدالرحمن بادح، وهي مشهورة ومنشورة، وأخذتها من عدة مصادر، واكتفيت بالإحالة إلى هذا المصدر.

([2])شريط «أسئلة أهل عدن» المسجل بتاريخ 22 جمادى الأولى 1431 هـ .

([3]) انظر: الثناء البديع على كلمتي الشيخ عبيد والشيخ ربيع.

رد مع اقتباس
  #32  
قديم 21 Mar 2014, 10:11 PM
طه صدّيق طه صدّيق غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
المشاركات: 312
افتراضي

ففي ليلة البارحة –ليلة الأربعاء- الأول من جمادى أولى -وبين مغرب وعشاء- تكلم الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي بكلام نصر فيه الحق وأهله، وحذر من الحجوري وأتباعه الحدادية، وذكر أنه صبر عليهم سنوات بالمناصحة والجلوس معه.
ثم أمر الحاضرين أن يبلغوا الحجوري بأن يكف عن تمزيق الدعوة في العالم بسبب تصرفاته وتصرفات أتباعه الهوجاء لكثرة من يشتكيهم عند الشيخ ربيع حفظه الله.
وكان مما قاله: (أخبروا الحجوري أني ضده).
وقال: (أتباعه يمزقون الدعوة في العالم).
وقال: (جعلوا الحجوري في السماء والشيخ عبيد في الأرض).
وقال للحاضرين: (كلموا الحجوري وبلغوه).
وقد حضر مجموعة من الحجوريين منهم مهيب الضالعي ولعلهم قد بلغوا الحجوري.
وقد حذر الشيخ من علم الدين السوداني الذي كان عنده وأنه أفسد في السودان هو وأخوه وليد.

التفريغ : للأخ عبد الله المسالمي - وفقه الله -

بارك الله في الشيخ ربيع المدخلي - حفظه الله -
وهذا هو موقفه من قبل ومن بعد لكن القوم ظنوا أن النَّصيحة وأسلوبـها مُوَافَقَةٌ لهم.
وَمِمَّا قاله الشَّيخ ربيع الـمدخلي - حفظه الله-في هذا الـمقطع الصوتي
الذي سجل ليلة الاربعاء 1 جمادى الأولى 1434هـ بين الـمغرب والعشاء
- وهذا تفريغ حَرْفِـي له -:

قَالَ الشَّيخ ربيع المدخلي – حفظه الله – عَنْ نَظْرَةِ يحيى الحجوري وأتباعه:" كُلُّ السَّلَفِيِّـيـن الآن مُبْتَدِعَة...كُلُّهُمْ مُبْتَدِعَة، دُعَـاةٌ وَ عُلَمَاء كُلُّهُمْ تَـحْـتَ قَـدَمَيْـهِ "اهـ.
وَقَالَ الشَّيخ ربيع المدخلي – حفظه الله – في أتباع يحيى الحجوري:" تَأْتِينا شَكَاوى مِنْ كُلِّ أَقْطَار الدُّنيا...يَرُوح يَتَعَلَّم يَوْمَيْن، ثَلاثة، شَهْر، شَهْرَين، وَيَرُوح إِلى أَقْصَى، إلى روسيا، عُبَيْد، عُبَيْد، ويحيى، يحيى في السَّمَاء وَعُبَيْد مُبْـتَـدِع، هَذِه دَعْـوَتُـهُمْ، بِريطانيا، السّودان، مصر، تركيا، كينيا، ليبيا، كُلُّ الدُّوَل مَشْحُونِيـن شَحْـنًا ضِدّ السَّلَفِيين والسَّلَفِيَّة "اهـ.
وَقَالَ الشَّيخ ربيع المدخلي – حفظه الله –:" وَنـحن صَابِرُون منذ سبع سنوات، تَـأْتِـيْـني الكتابات وَالشَّكَاوى "اهـ.
وَقَالَ الشَّيخ ربيع المدخلي - حفظه الله- لَـمَّا قَالَ له الطَّالِب انْصَحْهُ يَاشَيْخ، واكْتُب لَهُ رِسَالَة، قَـالَ -أي الشيخ ربيع-:" وَقَدْ نَاصَحْتُهُ، وَنَاصَحْتُهُ، وَنَاصَحْتُهُ، وَنَاصَحْتُهُ، فيما بَيْنَهُ، وَأَحْيَانًا الـمُنَاصَحَة تَسْتَمِر سَاعَـتَـيْـنِ وَنِصْف وَلاَيَسْمَع، وَيَعِدُ وَلاَ يَـفِي، بَارَكَ الله فيكم، وَتَلامِيْذُهُ غُلاَة، غُلُوٌّ لاَ نَظِـيْـرَلَهُ، يعني إمام الثقلين، إمام الثقلين، وَالنَّاصِح الأمين...غلو، وغلو، وغلو"اهـ.
وَقَالَ الشَّيخ رَبِيْع للطَّالِبِ:" رُوحُوا انْصَحُوهُ، لا تُطَـبِّـلُوا لَهُ، وَلاَتُصَفِّقُوا لَـهُ، وَاتَّـخِذُوا مِنْهُ مَوَاقِفَ الرِّجَال "اهـ.



رابط المادة الصوتية
http://archive.org/details/12345_1000
منتديات البيضاء .

أو

http://ar.salafishare.com/QBK

التعديل الأخير تم بواسطة طه صدّيق ; 21 Mar 2014 الساعة 10:14 PM
رد مع اقتباس
  #33  
قديم 21 Mar 2014, 10:17 PM
طه صدّيق طه صدّيق غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
المشاركات: 312
افتراضي

كتاب للشيخ عرفات المحمدي حفظه الله

حمّل من هنا البيان الفوري الجزء الأول بصيغة بي دي إف
https://8726fb68-a-62cb3a1a-s-sites....attredirects=0


حمّل من هنا البيان الفوري الجزء الثاني بصيغة بي دي إف

https://8726fb68-a-62cb3a1a-s-sites....attredirects=0


منقول من شبكة سحاب السلفية
____________
رد مع اقتباس
  #34  
قديم 21 Mar 2014, 10:21 PM
طه صدّيق طه صدّيق غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
المشاركات: 312
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، أما بعد:
::فإليكم الشريط الهام::

إتحاف أولي النهى بردود المشايخ و العلما على الحجوري يحيى
::مدة الشريط::
02:48:05

للتحميل
http://archive.org/download/SamirAbo...ma_Hajouri.mp3



::جمعه محبكم في الله::
أبو البراء سمير بن محمد المغربي

::العلماء والمشايخ على الترتيب::
1- الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي
2- الشيخ العلامة محمد بن عبد الوهاب الوصابي
3- الشيخ العلامة عبيد بن عبد الله الجابري
4- الشيخ العلامة محمد بن هادي المدخلي
5- الشيخ الفاضل عبد الله بن عبد الرحيم البخاري
6- الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله الإمام
7- الشيخ الفاضل عبد العزيز بن يحيى البرعي
8- الشيخ الفاضل أحمد بن عمر بازمول
9- الشيخ الفاضل محمد بن غالب العمري
10- الشيخ الفاضل علي بن أحمد الرازحي
11- الشيخ الفاضل عرفات بن حسن المحمدي
12- الشيخ الفاضل مصطفى مبرم


::و تقبلوا تحيات محبكم في الله::
أبو البراء سمير بن محمد المغربي
غفر الله له و لوالديه و لسائر المسلمين



نقلا من شبكة سحاب السلفيّة
رد مع اقتباس
  #35  
قديم 22 Mar 2014, 02:05 PM
ابومارية عباس البسكري ابومارية عباس البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر بسكرة
المشاركات: 703
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابومارية عباس البسكري
افتراضي

جزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
  #37  
قديم 22 Mar 2014, 06:03 PM
ابومارية عباس البسكري ابومارية عباس البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر بسكرة
المشاركات: 703
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابومارية عباس البسكري
افتراضي

جزاك الله خيرا أخ ابو عبد المعز
رد مع اقتباس
  #38  
قديم 03 Apr 2014, 12:09 PM
ابومارية عباس البسكري ابومارية عباس البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر بسكرة
المشاركات: 703
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابومارية عباس البسكري
افتراضي

جزاكم الله خيراً..

والتسرع في التكفير والتفسيق والتبديع، بل وصف الأمر المشروع بذلك أمر ظاهر في الحدادية وأمثلته كثيرة جداً، لكن سأضرب هنا مثالاً جديداً رأيته أخيراً في منتدى الآفاق الحدادي، الذي يدعي أصحابه السلفية، ويزعمون احترام اللجنة الدائمة، ومعالي الشيخ الفوزان، وواقعهم على النقيض من ذلك، لا سيما إذا وجدوا عند العلماء خلاف ما يهوون ..

قرأت تعليقاً لبعضهم يعيب على سلفيين يرميهم بالإرجاء أنهم يجيزون عبارة (توكلت على الله ثم عليك)، ويجعل ذلك من مثالبهم، ولعله أراد أن هذا من دلائل الإرجاء المزعوم!

ثم علق بعده عبد الحفيظ المغربي الحدادي المبتدع على كلامه فقال: [من جوّز التوكل على غير الله فهو مرتد عن الإسلام]!!

وكل هذا من جهلهم وضلالهم، وتسرعهم في التكفير ..

علماً بأن التوكل على الله بمعنى اعتماد القلب على الله وهو عبادة خالصة لله، وصرفها لغيره شرك، وهذا أمر معلوم ، ولكن التوكل قد يكون بمعنى التفويض، والوكالة، فلذلك جوزت اللجنة الدائمة لللإفتاء هذا التعبير (توكلت على الله ثم على فلان) ..

ومن نظر إلى أن التوكل هو اعتماد القلب على الله حرم تلك العبارة، لأنه لا يجوز أن يعتمد بقلبه على غير الله ..

فجعل أولئك الحدادية هذه المسألة من مسائل الإرجاء والتجهم، ورموا الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله، واللجنة الدائمة بسهام الإرجاء والكفر والردة وهم لا يشعرون!

ورد في فتاوى اللجنة الدائمة:
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 3571 ): س: إن لقبي عبد القوي فما حكمه في الإِسلام، وهل يجوز القول توكلت على الله ثم عليك أو كذلك أرجو منك يا أخي؟ ج: يجوز أن يقول الشخص توكلت على الله ثم عليك، فإن التوكل على الله هو تفويض الأمر إليه والاعتماد عليه، فهو جل وعلا المتصرف في هذا الكون، والتوكل على العبد بعد التوكل على الله جل وعلا تفويض العبد فيما يقدر عليه، فالله له مشيئة والعبد له مشيئة، ومشيئة العبد تابعة لمشيئة الله تعالى، قال تعالى: MEDIA-B2.GIF لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ MEDIA-B1.GIF وقال تعالى: MEDIA-B2.GIF إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلا (29) وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا MEDIA-B1.GIF (الجزء رقم : 1، الصفحة رقم: 378) وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصل ذلك، فروى النسائي وصححه عن قتيلة MEDIA-H1.GIF أن يهوديًّا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنكم تشركون تقولون: ما شاء الله وشئت، وتقولون: والكعبة، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: ورب الكعبة وأن يقولوا: ما شاء الله ثم شئت MEDIA-H2.GIF ، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: MEDIA-H1.GIF لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله ثم ما شاء فلان MEDIA-H2.GIF ، أما التلقيب بعبد القوي وهكذا التسمي بهذا الاسم فلا بأس به؛ لأن القوي من أسماء الله عز وجل. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإِفتاء
عضو عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس عبد الله بن قعود عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

http://www.alifta.ne...6&languagename=

وذهب إلى التحريم الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم، وكذلك حفيده الشيخ صالح آل الشيخ ، والشيخ العلامة ربيع المدخلي وغيرهم

سئل الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله :كما في مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ(14/48)
ما قولكم في رجل يقول لمخلوق: ( توكلت على الله ثم عليك ) و ( أعتمد على الله ثم عليك) ؟.
الجواب : لا يجوز هذا ؛التوكل يكون على الله (وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين ) لا يكون التوكل إلاّ على الله سبحانه وتعالى ,وقول ( اعتمدت على الله ثم عليك ) الاعتماد هو التوكل ,يعني يضيق عليه الكلام وما يجد في اللغة العربية إلاّ هذا الكلام الفارغ !!!
هل كان الصحابة يقولون : توكلت على الله ثم عليك ؟! هذا من دسّ الشيطان .

http://www.sahab.net...howtopic=135891

فهل أولئك الحدادية سيكفرون الشيخ عبد العزيز بن باز واللجنة الدائمة لأنهم لم يحكموا بردة المتوكل على غير الله مطلقاً كما صرح بهذا التكفير المدعو عبدالحفيظ؟! (مع التنبيه على تفريقهم في معنى التوكل الذي هو خاص بالله عما هو جائز للمخلوق والذي بمعنى التفويض والوكالة).

فعلى أولئك الحدادية أن يدرسوا المسائل العقدية على علماء السنة، وأن لا يطلقوا العبارات البدعية التي تؤدي إلى تكفير أهل السنة..

والله أعلم

أبو عمر أسامة العتيبي
رد مع اقتباس
  #39  
قديم 17 Apr 2014, 01:45 PM
ابومارية عباس البسكري ابومارية عباس البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر بسكرة
المشاركات: 703
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابومارية عباس البسكري
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


فهذه صوتية منهجية قيمة لفضيلة شيخنا الناقد البصير :

عبدالعزيز بن يحيى البرعي

بعنوان (دفع إفك المفترين عن علماء أهل السنة السلفيين ( رد على الحجوري وتلميذه باجمال )

جاء فيها على كثير من شبهات الحجاورة وفندها كأن لم تكن شيئاً -بحمد الله وحده -

كان تسجيل هذه المادة في يوم الأربعاء : 16 -جمادى الآخرة -1435هـــــــ

من هنا:

http://m-sobolalhoda...read.php?t=9444
رد مع اقتباس
  #40  
قديم 25 Apr 2014, 10:14 PM
ابومارية عباس البسكري ابومارية عباس البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر بسكرة
المشاركات: 703
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابومارية عباس البسكري
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :



هل تجرؤ الحدادية على رمي هؤلاء الأئمة بالأرجاء !!



* قال الشيخ ربيع حفظه الله تعالى ( 1 ) :

" كان مسعر رحمه الله تعالى لا يقول بالاستثناء ؛ فقيل للإمام أحمد : أهو مرجئ ؟

قال : لا "



* وقال الشيخ ربيع حفظه الله تعالى ( 2 ) :

" وفي بعض الروايات عنه - أي الإمام مالك رحمه الله تعالى قال :- دع الكلام في نقصانه ، وقد ذكر الله زيادته في القرآن .

قيل : فبعضه أفضل من بعض ؟

قال : نعم .

قال بعض أهل العلم : إنما توقف مالك عن نقصانه في هذه الرواية خوفا من الذريعة أن تتأول أنه ينقص حتى يذهب كله فيؤول ذلك إلى قول الخوارج الذين يحبطون الإيمان بالذنوب ، ولكن إنما نقصه عنده فيما وقعت فيه زيادة "



* وقال الشيخ ربيع حفظه الله تعالى ( 3 ) :

" وبعض أئمة السلف وهو ابن المبارك عدل عن لفظ الزيادة والنقصان إلى لفظ التفاضل كما نقل ذلك ابن تيمية "



* وقال الشيخ ربيع حفظه الله تعالى ( 4 ) :

" وقد نازع ابن أبي العز شارح الطحاوية في قوله : (( إن النزاع لفظي أو صوري )) المشايخ الأجلاء ابن باز والألباني والفوزان ، ولم يتعرضوا لشيخ الإسلام - فيما أذكر - .

ثم هذا الاعتراض منهم كان على طريقة أهل العلم النبلاء من الاحترام والتقدير والابتعاد عن التبديع والتشهير والتهويش "



أقول : فهؤلاء أئمة أهل السنة لم يرمهم أحد بالأرجاء أو حتى بالوقوع فيه فماذا أنتم قائلون عنهم يا أفراخ الحدادية ؟!! .



والحمد لله رب العالمين



_________________________

1- من كتاب اتحاف أهل الصدق والعرفان بكلام الشيخ ربيع في مسائل الإيمان للشيخ الحبيب أحمد الزهراني حفظه الله تعالى ص 83

2 - نفس المصدر ص 108

3- نفس المصدر ص 109

4- نفس المصدر ص 49
رد مع اقتباس
  #41  
قديم 04 Jun 2014, 07:48 AM
ابومارية عباس البسكري ابومارية عباس البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر بسكرة
المشاركات: 703
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابومارية عباس البسكري
افتراضي

قال حفظه الله في رده على فوزي البحريني:
فكرة موجزة عن الحدادية الجديدة وأصولها ومدى ارتباطها بالحدادية القديمة حتى يتبين زيفها وتمويهاتها للناس:
1- أعظم أصول الحداد رمي أهل السنة بالإرجاء.
والحدادية الجديدة حاربوا أهل السنة بالإرجاء أشد عشرات المرَّات من حرب سلفهم الحدادية الأولى.
2- من أعظم أصول الحدادية القديمة حرب أهل السنة، والحدادية الجديدة أشد حرباً وأطول أمداً.
3- تبديع من وقع في أي بدعة من أهل السنة، وهؤلاء الجدد يشاركونهم في هذا الأصل ويبدعون بغير مبدع، بل بالكذب والفجور.
4- الحدادية الأولى كانوا يبدعون ابن حجر والنووي، ويبدعون من لا يبدعهم، وهؤلاء لا يستبعد منهم تبديع من ذُكر إلاَّ أنَّهم يستخدمون التَّقية . ثمَّ إنَّ هؤلاء يُبدِّعون من لا يبدِّع من وقع في بدعة ،يبدعون علماء المدينة من أهل السنة وعلماء مكة السلفيين والشيخ النجمي والشيخ زيد، بل ويكفرون بعض علماء السنة، ويحاربون علماء اليمن، ولا يذكرونهم بخير، ويحاربون علماء الجزائر وشبابهم، ولا علاقة لهم بأهل السنة على مستوى العالم.
5- وهؤلاء يحصرون أهل السنة في الحدادية الجديدة (!) ؛في أناس اشتهروا بالكذب والفجور وفي المجهولين الكذَّابين مثل فكاري والمفرق وخالد العامي وأمثالهم من المجهولين الذين لا يعرفون بعلم ولا بطلبه، ومع ذلك يسمونهم أهل السنة والجماعة وأهل الحديث.
ومن يرد أكاذيب هؤلاء وجهالاتهم وضلالاتهم وأباطيلهم يقولون : إنَّهم يحاربون أهل السنة.
وعملهم هذا امتداد خبيث لعمل أسلافهم الحدادية الأولى ،حيث كانوا يحصرون أهل السنة وأهل الحديث في حزبهم فقط، ولا يعدون من سواهم من أهل السنة، مع أن الحدادية ليسوا من أهل الحديث والسنَّة، بل هم من أضدادهم.
6- كان من يدخل فيهم يصفونه بالأثري ،وهو يصف نفسه بذلك فيقول : فلان الأثري.
وهكذا فعلت الحدادية الجديدة سموا شبكتهم بالأثرية، ويسمون أنفسهم بالأثريين وأهل السنة.
ومن رموزهم فوزي البحريني الذي يصف نفسه بالأثري وبحوثه البهلوانية بالأثرية.
وهم من أبعد الناس عن الأثرية ومن أسوئهم لها فهماً وتطبيقاً والتزاماً، ومن أبعد الناس عنها صدقاً وأخلاقاً.
7- التقليد المقيت والتعصب الأعمى لأشخاص معروفين عند أهل السنة بالكذب والخيانة والظلم والموالاة والمعاداة على أشخاصهم وأباطيلهم. وهذه صفات الحدادية القديمة والجديدة .
ومع هذا الخزي يرمون أهل السنة والحق بالتعصب والتقليد، وكذبوا، فأهل السنة يسيرون على منهج السلف في الاحتكام إلى الكتاب والسنة والتمسك بهما ووزن أقوال الرجال بالكتاب والسنة بفهم السلف الصالح، فما كان حقاً وموافقاً للكتاب والسنة قبلوه وأيدوه ونصروه، وما كان مخالفاً ردوه.
أما هؤلاء الحدادية فعلى مذهب القائل الجاهلي:
وما أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد
وللحدادية القديمة أصول أخرى ذكرتها في مقالي " منهج الحدادية " الذي نشرته قبل ظهور الحدادية الجديدة . قد تكون عند الحدادية الجديدة ولكنهم يُخفونها تقيَّة ولا يستبعد ذلك منهم .
وعندهم من التعصب الأعمى والتقليد المقيت ما يخجل منه غلاة أهل البدع .
ومن أصول الحدادية الجديدة التي زادوها على الحدادية القديمة ما يأتي :
8- التقية الشديدة التي تفوق تقية الرافضة، فالحدادية الأولى كانوا ظاهرين واضحين في كلامهم ومواقفهم بخلاف الحدادية الجديدة فإنها تستخدم هذا الأصل الرافضي.
9- السرية والعمل في الظلام، ومن هنا يحاربون أهل السنة والحق تحت أسماء مجهولة.
10- الكذب والخيانات وتحريف النصوص عن مواضعها وتنـزيلها في غير منازلها.
11- تضليل من يقول : إنَّ الخلاف بين أهل السنة وبين مرجئة الفقهاء لفظي، وهذا يقتضي تضليل من قال به من السلف، وتضليل شيخ الإسلام ابن تيمية وأئمة الدعوة السلفية في نجد، والأدهى من ذلك أنهم يلصقون ذلك كذباً منهم بمن لا يقوله، ثم يبدعونه ويشهرون به بناء على كذبهم وبهتانهم.
12‌- التعلق بالألفاظ المتشابهة، ومنها التعلق بلفظ جنس الذي يحتمل عدة معان، وزعموا كذباً على السلف بأنهم جعلوا جنس العمل ركناً في تعريف الإيمان(1).
وقد حذر السلف من استعمال الألفاظ المتشابهة، والتزموا الألفاظ الشرعية الواردة في الكتاب والسنة، وبدَّعوا من يستخدم الألفاظ المتشابهة في المعاني الشرعية.
ولفظ جنس لم يرد في الكتاب والسنة ولا في لغة الصحابة ولا استعمله السلف في قضايا الإيمان، وهو من الألفاظ المتشابهة. ويتعلقون بألفاظ بعض أهل السنَّة المتأخرين ولا حجة لهم فيها؛ لأنَّهم لا يريدون ما يتقوَّله عليهم الحدادية .
وقد بينا لهم هذا بياناً شافياً لطلاب الحق، وحذر منه العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- وبيّن خطورته، وأن الهدف من استخدامه واستخدام لفظ شرط كمال وشرط صحة يراد بهما سفك الدماء واستحلال الأموال، فأصرت الحدادية الجديدة على استعمالهما كعادتهم في رفض أقوال العلماء التي لا توافق أهواءهم، وما وقفوا عند هذا الحد فشرعوا في التشهير بالعلامة ابن عثيمين في شبكتهم الأثرية مدة طويلة، ويحكمون على خطأ وقع فيه بأنه بدعة، وأجلبوا عليه بأقوال بعض العلماء " فلان يخالف ابن عثيمين ويوافق الشيخ فالحاً" و "فلان يخطئ ابن عثيمين ويوافق الشيخ فالحاً" ،رفعاً من شأن فالح المبطل والخائن في نفس القضية ومحاولة لإسقاط ابن عثيمين -رحمه الله-.
13- رميهم بالبدعة لمن يقول بأن الإيمان أصل والعمل فرع مخالفين النصوص القرآنية والنبوية ومخالفين لأقوال أئمة كبار من أهل السنة(2)، وقولهم هذا يقتضي حتماً تبديع هؤلاء الأئمة المستمدة أقوالهم من الكتاب والسنة، وأرجفوا بهذا زمناً طويلاً في شبكتهم قصداً إلى حرب أهل السنة وتضليلهم. ولا سيَّما هذا الأحمق فوزي البحريني الذي سترى من عناده وتحريفه لكلام العلماء ما لم يخطر ببالك ولا يدور بخيالك (!) وأيَّده حزبه في ذلك .
14- وهم مع جهلهم وانحطاطهم وخياناتهم وكذبهم من أشدِّ النَّاس عناداً واستكباراً وردًّا للحقِّ الثابت بالكتاب والسنَّة وإيمان العلماء به وتقريرهم وتوضحهم له مثل سماحة الإسلام ومراعاته للمصالح والمفاسد في الدِّين كله أصوله وفروعه . قرَّر هذه الشمولية عدد من أئمة السنَّة والإسلام بسطت أقوالهم في كتابي "سماحة الشريعة الإسلامية وحب الله أن تُؤتَى رخصه"، وفي "رد الصارم المصقول"، فلم يرفعوا بذلك رأساً وحصر زعيمهم فالح الحربي المصالح والمفاسد في المستحبات والمكروهات (3) عناداً ومكابرة لأدلَّة الشريعة .
وممَّا نقلته قول الإمام ابن القيِّم في "إعلام الموقعين" : " فإنَّ الشريعة مبناها وأساسها على الحِكَمِ ومصالح العباد في المعاش والمعاد ؛وهي عدلٌ كلُّها ورحمة كلُّها ومصالح كلُّها وحكمةٌ كلُّها " اهـ.ثمَّ مضى يتكلَّم -رحمه الله- عن مزايا هذه الشريعة الغرَّاء .
وتحدَّث -رحمه الله- في مفتاح دار السعادة (2/22) عن محاسن الشريعة ومراعاتها للمصالح والمفاسد بكلامٍ عظيم يدلُّ على عظمة الشريعة المحمدية . ثمَّ قال : " والقرآن وسنة رسول الله مملوآن من تعليل الأحكام بالحكم والمصالح وتعليل الخلق بهما والتنبيه على وجوه الحكم التي لأجلها شرع تلك الإحكام ولأجلها خلق تلك الأعيان ولو كان هذا في القرآن والسنة في نحو مائة موضع أو مائتين لسقناها ولكنه يزيد على ألف موضع بطرق متنوعة " اهـ.
فردُّوا كلام هؤلاء العلماء القائم على أكثر من ألف دليل من الكتاب والسنَّة وزخرت به كتب الفقه والأصول ,واستمروا في طغيانهم إلى اليوم يحاربون ربيعاً بما يسمونه " التنازل عن الأصول " الأمر العجيب الذي ارتكبوا فيه من الخيانات والبتر وحذف سياق كلامي وسباقه وأدلَّته وقيوده (!) ؛وهذا عين الخيانة والفجور.
ودخلوا في ظلمات من الجهل والباطل ظلمات بعضها فوق بعض لا ينقذهم منها إلاَّ الله إن أراد بهم خيراً . ونعوذ بالله من ضلالهم ومن سوء حالهم .
15- وإمعاناً منهم في الفجور وحرب أهل السنة لم يكتفوا بتعريف أهل السنة للإيمان بأنه قول وعمل واعتقاد يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، فزادوا عليه: "وينقص حتى لا يبقى منه شيء"، وجعلوا هذا جزءاً أو شرطاً في تعريف الإيمان من لم يقله فهو مرجئ.
ومع ذلك ينكرون أنهم حدادية، ويرمون أهل السنَّة بالحدادية وغيرها كذباً وفجوراً ,ويتظاهرون بالطعن في محمود الحداد، فمن يصدقهم وهم يمتطون بدعه، ويؤكدونها، ويزيدون عليها أصولاً أخبث من أصوله ؟!
ثم لو كانوا صادقين في حرب الحداد فلماذا لم ينتقدوا أصوله ومنهجه، بل لماذا يصرون على التشبث بها ؟ ألا إنه الكذب والتقية الخبيثة.
وقد بينتُ في إحدى مقالاتي مشابهة الحدادية للروافض من ثلاثة عشر وجهاً، فكفاهم هذا وذاك بدعة وشراً.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ صرح بهذا شيخهم فالح الحربي، فأيده الحداديون ونشروه، وحاربوا به أهل السنة.
2 ـ ومن البدهيات عند العلماء وطلاب العلم تسمية العقائد بأصول السنة، ومن هذا المنطلق سمى الإمام أحمد ما كتبه في العقائد بأصول السنة، وحذا حذوه ابن أبي حاتم، فسمى ما كتبه في هذا المجال بأصول السنة، وسمى أبو الحسن الأشعري كتابه في هذا المجال بالإبانة عن أصول الديانة، وسمى اللالكائي ما كتبه في هذا المجال بشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، أما العبادات ومنها الصلاة والزكاة والصوم والحج والمعاملات والحدود فتسمى بالفروع، ، وهي موضوعات كتب الفقه، وإن كان بعض أهل العلم قد يطلق كلمة أصول على أركان الإسلام، فهذا لم يمنع العلماء من عدها من الفروع بالنسبة لأصول الاعتقاد ومنها الإيمان.
3 ـ بعد أن كان يحصرها في المستحبات (!).اهـــ

كشف أكاذيب وتحريفات وخيانات فوزي البحريني الموصوف زوراً بالأثري
[جديد] رد الشيخ سليمان الرحيلي على الحدادية والحلبية [مع نصائح عامة للسلفيين] 29-07-1435
بسم الله الرحمن الرحيم



من الكويت 29-07-1435





صفحة التحميل

https://archive.org/.../RohailiHadadia
رد مع اقتباس
  #42  
قديم 22 Jul 2014, 02:12 PM
ابومارية عباس البسكري ابومارية عباس البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر بسكرة
المشاركات: 703
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابومارية عباس البسكري
افتراضي

[مَقْطَعٌ قيِّمٌ]

العلاَّمة ربيع بن هادي المدخليّ -حفِظَهُ اللهُ-:
"الآن الحدّاديّة تنتشر وتَبُثّ روح العداء والحقد؛
الهدف الأساسيّ من وراء هذا تَمْزِيقُ السّلفِيِّين"

قال فضيلةُ الشّيخ العلاّمة ربيع بن هادي المدخليّ -حفظهُ اللهُ-:

الحدَّاد من زمان يهرفُ بالإرجاء وحتَّى يُدندن حول رمي ابن تيميَّة بالإرجاء، والحداديَّة إلى الآن يرمون ابن تيميَّة بالإرجاء.

الحدَّاديَّةُ فتنةٌ خطيرةٌ مُدبَّرة مكيدةٌ للمنهج السَّلفِيّ -بارك اللهُ فيكُم-.

واللهِ الحدَّاد بدأ بابن تيميَّة، والحدَّاديَّة على هذا المنهج إلى يومنا هذا، والشّهود موجودين وإن تستَّرُوا واستخدموا التّقيَّة واستخدموا كُلَّ الأساليب فإنّ الله لا يتركهم بَلْ يفضحهم ويُبيِّن حقائقهم، فهذا أسلوب الحدّاديّة.

حتّى إنّ بعض القُطبيِّين يُدافع عن الألبانيّ، بعض القُطبيِّين متعصّب لسيِّد قُطب الذين يُدركون أنّ الألباني أنْهَكَ سيّد قُطب والله قد يُدافعون، لكن الحدّاديِّين لا!

فالآن الحدّاديّة تنتشر وتبثّ روح العداء والحقد وليس الهدفُ الألبانيّ؛ الهدف الأساسيّ من وراء هذا تمزيق السّلفيِّين.

فانتبهوا يا معشر السّلفيِّين يا من عنده أدنى رصيد -ما كُلّ الرّصيد- من السّلفية اتّقِ الله، وأدرك مخاطر هؤلاء ومكايدهم وأهدافهم إن كان عندك عقلٌ وإدراكٌ، أقُول هذا ووصِّلوا هذا لِكُلّ من يُخدَع بهؤلاء.

أُناشدهم الله أن يتركوا هذه الأساليب فإنّها أسليبُ تفريق وتمزيق لخلاصة الأمَّة السّلفيِّين الطَّائفة المنصورة -بارك اللهُ فيكُم- ومنهُم -إن شاء الله- الشَّيخ الألبانيّ وابن باز وابن عثيمين وهُم إخوة وماتوا على الأُخوَّة وعلى تناصُر وعلى تناصُح وعلى مودّة وعلى محبَّة ويعرفون أنّ هذا يُخطِئ وهذا يُخطِئ، ابن عُثيمين ما يُخطئ؟ ابن باز ما يُخطئ؟ بَسْ الألبانيّ أخطأ بَسْ؟!! كُلّهم يُخطئون يا إخوان.

الألباني داعية إلى الإرجاء!! اتَّقُوا الله يا أخي اتّقوا الله من هذه الأساليب الجاهليَّة المرفوضة في دينِ اللهِ وفي منهج السّلفي خاصّة، هذه الأساليب ما (كلمة لم أفهمها) المنهج السّلفي.
المنهج السّلفيّ يدعُو إلى الأخوَّة والمودَّة والمحبَّة.
السّلفيّ يدعو إلى جمع الأُمَّة كلّها على كتاب اللهِ وعلى سُنّة رسول اللهِ لا على تشويه السّلفيِّين وتفريقهم!
السّلفيّ يدعُو إلى لمِّ الأُمَّة كلّها في ضوء كتاب اللهِ وسُنَّة رسوله -عليه الصّلاة والسّلام-.

هذه دعوتُهُم وهذا منهجُهُم يدعون الأُمَّة كلّها إلى كتاب اللهِ وإلى السُّنّة ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا﴾، وهذه كُتُبنا ما ندعو إلى التَّفريق، لكن هؤلاء أُنشئوا ومنهجهم للتّفريق والتّمزيق والتّفريق والتّمزيق؛ هذه غايتُهُم وهذا هدفهم.

وهُم مُجنّدونَ من أعداء الإسلام لا شكَّ، ليس هُنَاك دافعلإ إنسانيٌّ أو سلفيٌّ إلى هذا التّفريق والتّمزيق، ويتَّخذون الألبانيّ (كلمة لم أفهمها) وجِسْرًا تنفيذ هذه المآرب السَّوْداء المُظلِمَة، فَادْرِكُوا هؤلاءِ.اهـ (1)

فرّغه:/ أبو عبد الرحمن أسامة
22 / رمضان / 1435هـ

(للتحميل)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
(1) من شرح فضيلة الشّيخ العلاّمة: ربيع بن هادي المدخليّ -حفظه الله- لـ: (كتاب الإيمان من صحيح الإمام البُخاريّ / الشَّريط الثَّاني).
رد مع اقتباس
  #43  
قديم 22 Jul 2014, 05:37 PM
أبو أسامة عيسى الشلفي أبو أسامة عيسى الشلفي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 92
افتراضي

جزاك الله خير ابومارية هذا المقال النافع

التعديل الأخير تم بواسطة أبو أسامة عيسى الشلفي ; 22 Jul 2014 الساعة 05:40 PM
رد مع اقتباس
  #44  
قديم 22 Jul 2014, 07:31 PM
ابومارية عباس البسكري ابومارية عباس البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر بسكرة
المشاركات: 703
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابومارية عباس البسكري
افتراضي

Pm

بسم الله الرحمن الرحيم

إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .

أما بعد :

فإن المنهج الحدادي هو في حقيقة أمره منهج تكفيري خبيث يقوم على مبادئ تهدم الدين وتقوي شوكة أهل البدع والملحدين :

فمن مبادئهم :

تقعيد القواعد الباطلة وزعمهم – كذباً وزوراً – أنها من الدين بل أساس الدين.
الطعن في المنهج السلفي ووصفه بأنه إرجاء ويخدم المشركين وأهل البدع والأهواء .
الطعن في حملته من أئمة الهدى سواء من مات منهم كابن تيمية أو ابن باز أو الألباني أو ابن عثيمين رحمهم الله تعالى أو كان من المعاصرين كشيخنا العلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله تعالى وأقر به أعين السلفيين الصادقين.
ضربهم لعلماء السنة السلفيين بعضهم ببعض وإثارة الفتنة بينهم ومحاولة إيجاد التفرقة والخلاف والتناحر بينهم !
تسلحهم بالكذب والخيانة والافتراء على عباد الله الصالحين ورميهم بالفواقر والطعن فيهم طعناً فاجراً حاقداً لا مثيل له إلا عند الروافض بل يزيدون .

إلى غير ذلك من المبادئ الهدامة الباطلة !

وهؤلاء الحدادية خوارج العصر يصدق عليهم ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في بيانه لسبب انحراف الخوارج وتدرجهم في مقامات الضلال حيث قال رحمه الله تعالى كما في المجموع (28/497) :

(( هؤلاء أصل ضلالهم :

اعتقادهم في أئمة الهدى وجماعة المسلمين أنهم خارجون عن العدل وأنهم ضالون !

وهذا مأخذ الخارجين عن السنة من الرافضة ونحوهم !!

ثم يعدون ما يرون أنه ظلم عندهم كفراً !!

ثم يرتبون على الكفر أحكاماً ابتدعوها !!!

فهذه ثلاث مقامات للمارقين من الحرورية والرافضة ونحوهم !

في كل مقام تركوا بعض أصول دين الإسلام حتى مرقوا منه كما مرق السهم من الرمية

وفى الصحيحين في حديث أبى سعيد (( يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد))

وهذا نعت سائر الخارجين كالرافضة ونحوهم فإنهم يستحلون دماء أهل القبلة لاعتقادهم أنهم مرتدون أكثر مما يستحلون من دماء الكفار الذين ليسوا مرتدين لأن المرتد شر من غيره ! ... انتهى



فتأملوا إخواني كلام الإمام ابن تيمية تجدونه وكأنه يصف هؤلاء الحدادية الخارجيين التكفيريين !

فالحدادية أولاً : اعتقدوا ضلال أئمة الهدى والحق وأنهم على غير دين الحق!

وذلك أن الحدادية التكفيرية لهم اعتقادات باطلة ضالة جعلوها هي الدين !

وجعلوا ما خالفها من الحق هو الباطل !

فشابهوا اليهود والنصارى الذين جعلوا الحق باطلاً ولبسوا فيه وكتموه !

ثم قام الحدادية ثانياً : بتكفير هؤلاء الأئمة ومن كان على طريقتهم حتى قال قائلهم أكثر السلفيين اليوم زنادقة !

والزنديق هو المنافق الخالص !!!

فهذا عين التكفير للسلفيين !!!

فإنا لله وإنا إليه راجعون

فما أشد خبث هذه الطائفة الحدادية المنحرفة التكفيرية : والله إنهم لأشد ضلالاً من الخوارج الأُول ! الذين هم شر الخليقة ، والذي أُمر ولي الأمر بقتالهم لدحر باطلهم وكف شرهم عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم !

قال الآجري في الشريعة :

بابٌ

ذم الخوارج ، وسوء مذاهبهم ، وإباحة قتالهم ، وثواب من قتلهم أو قتلوه

قال محمد بن الحسين :

لم يختلف العلماء قديماً وحديثاً أن الخوارج قوم سوء ، عصاة الله - تعالى - ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، وإن صلوا وصاموا ، واجتهدوا في العبادة ، فليس ذلك بنافع لهم ، ويظهرون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وليس ذلك بنافع لهم ؛ لأنهم قوم يتأولون القرآن على ما يهوون ، ويموهون على المسلمين ، وقد حذر الله تعالى منهم ، وحذر النبي صلى الله عليه وسلم ، وحذرناهم الخلفاء الراشدون بعده ، وحذرناهم الصحابة - رضي الله عنهم - ، ومن تبعهم بإحسان .



والخوارج هم الشراة الأنجاس الأرجاس ،

ومن كان على مذهبهم من سائر الخوارج ،

يتوارثون هذا المذهب قديماً وحديثاً

، ويخرجون على الأئمة والأمراء ، ويستحلون قتل المسلمين .

فأول قرن طلع منهم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو رجل طعن على

رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم الغنائم فقال : اعدل يا محمد ، فما أراك

تعدل . فقال : ( ويلك فمن يعدل إذا لم أكن أعدل ؟ )

فأراد عمر رضي الله عنه قتله ، فمنعه النبي صلى الله عليه وسلم من قتله ، وأخبر أن هذا وأصحاباً له يحقر أحدكم صلاته مع صلاته ، وصيامه مع صيامه يمرقون من الدين وأمر في غير حديث بقتالهم ، وبين فضل من قتلهم أو قتلوه .

ثم إنهم خرجوا بعد ذلك من بلدان شتى ، واجتمعوا وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، حتى قدموا المدينة ، فقتلوا عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وقد اجتهد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن كان بالمدينة في أن لا يقتل عثمان ، فما أطاقوا على ذلك ، رضي الله عنهم .

ثم خرجوا بعد ذلك على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - ، ولم يرضوا بحكمه ، وأظهروا قولهم ، وقالوا : ( لا حكم إلا الله ) فقال علي - رضي الله عنه - : ( كلمة حق أرادوا بها الباطل ) .

فقاتلهم علي - رضي الله عنه - فأكرمه الله - تعالى - بقتلهم ، وأخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم بفضل من قتلهم أو قتلوه ، وقاتل معه الصحابة .

فصار سيف علي ابن أبي طالب - رضي الله عنه - في الخوارج سيف حق إلى أن تقوم الساعة . انتهى

وفي ختام مقالتي :

فإني احذر إخواني السلفيين في كل مكان من هذه الطائفة التكفيرية الخبيثة

فلا يجوز دخول مواقعهم ومنتدياتهم مثل : شبكة الآفاق ، شبكة الأثري ، شبكة الأمر الأول وغيرها من المواقع الحدادية الخبيثة .

ولا يجوز دخول صفحات الحدادية الخبيثة : مثل صفحة عماد فراج، وصفحة أحمد بن عمر الحازمي وصفحة عبد الحميد الجهني وغيرها من الصفحات الباطلة !

ولا يجوز دخول المجموعات المعروفة بــ (الواتس أب ) ولا مشاركتهم فيها

لما فيها من نشر باطلهم وضلالاهم وشبهاتهم وطعوناتهم في أئمة الهدى !

فلا يجوز الاستماع لكلامهم ولا الجلوس معهم ولا قراءة كتبهم أو مقالاتهم !!



وإني لأسأل الله أن يجزي شيخنا الإمام العلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي خير الجزاء على جهاده العظيم ضد هذه الطائفة التكفيرية المنحرفة الضالة

فقد أبان باطلهم وكشف عوارهم وجردهم من كل سلاح باطل سلطوه على أهل السنة فأصبحوا كالصرعى يترنحون وكالمجانين يتطايرون وكالسكارى يتخلجون

فجزاه الله خيراً على جهاده العظيم ضد هذه الفرقة التكفيرية وغيرها من فرق الضلالة والغواية وجعله في موازين حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .



أخوكم المحب

أحمد بن عمر بن سالم بازمول

الثلاثاء الموافق 24 رمضان 1435 هـ

00 : 5 عصراً
رد مع اقتباس
  #45  
قديم 23 Jul 2014, 12:42 PM
ابومارية عباس البسكري ابومارية عباس البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر بسكرة
المشاركات: 703
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابومارية عباس البسكري
افتراضي

الحداديون التكفيريون يرمون أهل السنة السابقين واللاحقين وأئمتهم بالإرجاء لأنهم يقولون " الإيمان أصل والعمل فرع "(1)



(1) [انظر مقال عبد الحميد الجهني المنشور في شبكة الآفاق بعنوان: [حوار مباشر بين مرجئ قديم ومرجئ ومعاصر].



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد:
فإن هناك من يخترع أصولاً يحارب بها أهل السنة ليرميهم بالإرجاء ومنها أصلهم (من قال إن الإيمان أصل والعمل كمال وفرع).
وهؤلاء هم الحداديون وعلى رأسهم فوزي الأشري وابن حمد وعبدالحميد الجهني وعبدالله ابن صوان الغامدي صاحب شبكة الآفاق وأهل شبكة الأشري الحداديون، وقد بينا لهم أن هذا هو قول أهل السنة من علم 1427 فلم يردعهم هذا البيان بل أصروا على هذا الإجرام رمي أهل السنة السابقين واللاحقين بالإرجاء.
وفي هذه الأيام هتكوا أستارهم فأعلنوا مذهبهم التكفيري الخارجي في مواقعهم فيصدق عليهم قول الخلفية الراشد "ما أسر أحد سريرة إلا أظهرها الله على صفحات وجهه وفلتات لسانه".
والذين يقولون إن الإيمان أصل والعمل فرع أو كمال هم أهل السنة والجماعة وكبار أئمتهم ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول هذا ويكرره وسأذكر أسماء غيره في هذا البيان إن شاء الله.
وقبل أن أورد كلام الأئمة أسوق بعض الأدلة في هذا الشأن:
قال الله تعالى: ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) إبراهيم 24.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان" رواه مسلم
قال الإمام أحمد-رحمه الله- في مسنده ( 6/47, 99) :
حدثنا إسماعيل ثنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن عائشة رضي الله عنه قالت :قال رسول صلى الله عليه وسلم :"إن من أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وألطفهم ب إسناد هذا الحديث صحيح إن سلم من إرسال أبي قلابة وأخرجه ابن أبي شيبة في الإيمان برقم ( 19) قال حدثنا حفص عن خالد به .
و له شاهد من حديث أبي هريرة قال أبو داوود في سننه ( 5 /60 ): حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا يحيى ابن سعيد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقاً " أهله".
وأخرجه أحمد في مسنده ( 2/250 و472 )وابن أبي شيبة في الإيمان من طريقين برقم (18و20 ) والترمذي (2/454 رقم 1162 ) وقال : حديث أبي هريرة هذا حديث : حسن صحيح .
وله شاهد آخر من حديث أبي أمامة مرفوعاً ولفظه " من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان " أخرجه أبو داود(5/60 رقم 4681 )وشاهد آخر من حديث سهل بن معاذ عن أبيه ويروى من طريقين ضعيفين يقوي أحدهما الآخر .
وكتب عمر بن عبدالعزيز – رضي الله عنه – إلي عدي بن عدي :
"إن للإيمان فرائض وشرائع وحدوداً وسنناً فمن استكملها استكمل الإيمان ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان فإن أعش فسأبينها لكم حتى تعملوا بهاوإن أمت فما أنا على صحبتكم بحريص " أخرجه ابن أبي شيبة في الإيمان ( 45رقم 135 ) بإسناد
"صحيح" وأورده البخاري في كتاب الإيمان معلقاً (1/19 ).
أقول:
وهذه الأحاديث تدل على أن للإيمان أصلاً وكمالاً إذ الكمال لا يقوم إلا على أصل.
كلام الأئمة في هذا الموضوع المهم:
1- قال الإمام محمد بن إسحاق بن منده في كتابه الإيمان (1/331-332) بعد أن ذكر أقوال الطوائف في الإيمان :
" وقال أهل الجماعة: الإيمان هو الطاعات كلها بالقلب واللسان وسائر الجوارح غير أن له أصلا وفرعا .
فأصله المعرفة بالله والتصديق له وبه وبما جاء من عنده بالقلب واللسان مع الخضوع له والحب له والخوف منه والتعظيم له ,مع ترك التكبر والاستنكاف والمعاندة ,فإذا أتى بهذا الأصل فقد دخل في الإيمان ولزمه اسمه وأحكامه ,ولا يكون مستكملا له حتى يأتي بفرعه وفرعه المفترض عليه أو الفرائض واجتناب المحارم ,وقد جاء الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( الإيمان بضع وسبعون أو ستون شعبة أفضلها شهادة أن لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان ) .
فجعل الإيمان شعبا بعضها باللسان والشفتين ,وبعضها بالقلب ,وبعضها بسائر الجوارح " .
وقال أيضا في كتاب الإيمان (1/350) : " قال الله عز وجل ( ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ) .
فضربها مثلاً لكلمة الإيمان وجعل لها أصلا وفرعا وثمرا تؤتيه كل حين " .

أقول : بيَّن الإمام ابن منده عقيدة أهل السنة والجماعة في الإيمان وأنه أصل وفرع وبيَّن أن أصل الإيمان محله القلب وأنه يكون بأمور منها:
المعرفة بالله والتصديق لله و به وبما جاء من عنده بالقلب واللسان مع الخضوع والحب والخوف والتعظيم الخ .
وذكر أنه لا يستكمله العبد إلا إذا أتى بفروعه المفروضة عليه مع اجتناب المحارم واستدل على ذلك بحديث شعب الإيمان .
وفي النص الثاني ساق الآية الكريمة : ( ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ) الآية .
ثم قال فضربها مثلاً لكلمة الإيمان وجعل لها أصلا وفرعا وثمراً .
فما رأي أهل الشغب في أهل السنة والجماعة الذين حكى عقيدتهم ومذهبهم هذا الإمام وساق بعض أدلتهم أهم مرجئة ؟! أم هم أهل السنة حقاً ؟
نريد الإجابة الصادقة الصريحة .
2- وقال الإمام محمد بن نصر المروزي رحمه الله -حاكيا قول طائفة من أهل الحديث خلال مناقشته للمرجئة- : "فلما أقرت المرجئة بأن الإقرار باللسان هو إيمان يكمل به تصديق القلب , ولا يتم إلا به , ثم بيَّن الله تعالى لنا , والرسول صلى الله عليه وسلم : أنه أول الإسلام , ثبت أن جميع الإسلام من الإيمان , فإن يكن شيء من الإسلام ليس من الإيمان , فالإقرار الذي هو أول الإسلام ليس من الإيمان ، فبإيجابهم أن أول الإسلام بجارحة اللسان هو من الإيمان بالله , يلزمهم أن يجعلوا كلما بقى من الإسلام من الإيمان بعد ما سمى الله عز وجل , والرسول الإقرارَ باللسان إيماناً , ثم شهدت المرجئةُ أن الإقرار الذي سماه النبي صلى الله عليه وسلم إسلاماً هو إيمان , فما بال سائر الإسلام لا يكون من الإيمان , فهو في الأخبار من الإيمان , وفي اللغة , والمعقول كذلك , إذ هو خضوع بالإخلاص , إلا أن له أصلاً وفرعاً , فأصله الإقرار بالقلب عن المعرفة , وهو الخضوع لله بالعبودية , والخضوع له بالربوبية , وكذلك خضوع اللسان بالإقرار بالإلهية بالإخلاص له من القلب , واللسان , أنه واحد لا شريك له ثم فروع هذين الخضوع له بأداء الفرائض كلها , ألم تسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم : " الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله , وإقام الصلاة , وإيتاء الزكاة " وما عدا من الفرائض , فَلِمَ جَعَلَتِ المرجئةُ الشهادةَ إيماناً , ولم تجعل جميع ما جعله النبي صلى الله عليه وسلم من الإسلام إيماناً ؟! وكيف جعلتْ بعض ما سماه النبي صلى الله عليه وسلم إسلاماً إيماناً , ولم تجعل جميعه إيماناً وتبدأ بأصله , وتتبعه بفروعه , وتجعله كله إيماناً ؟! " تعظيم قدر الصلاة (2/701-702) .
أ - انظر إلى قوله عن الإيمان : " إلا أن له أصلاً وفرعاً , فأصله الإقرار بالقلب عن المعرفة , وهو الخضوع لله بالعبودية , والخضوع له بالربوبية ... الخ .
ب – وانظر إلى قوله : " ثم فروع هذين الخضوع له بأداء الفرائض كلها " أي أعمال الجوارح" .
جـ - وإلى قوله : " وكيف جعلت بعض ما سماه النبي صلى الله عليه وسلم إسلاماً إيماناً , ولم تجعل جميعه إيماناً وتبدأ بأصله , وتتبعه بفروعه , وتجعله كله إيماناً ؟! " .
– وقال أيضاً : " وقالت طائفة أخرى أيضاً من أصحاب الحديث بمثل مقالة هؤلاء ([2]) إلا أنهم سموه مسلماً لخروجه من ملل الكفر، ولإقراره بالله، وبما قال، ولم يسموه مؤمناً، وزعموا أنه مع تسميتهم إياه بالإسلام كافرٌ، لا كافر بالله، ولكن كافر من طريق العمل، وقالوا: كفر لا ينقل من الملة، وقالوا: محال أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم (( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن))، والكفر ضد الإيمان، فلايزول([3]) عنه اسم الإيمان إلا واسم الكفر لازم له، لأن الكفر ضد الإيمان إلا أن الكفر كفران: كفر هو جحد بالله، وبما قال، فذلك ضد الإقرار بالله، والتصديق به، وبما قال، وكفر هو عمل ضد الإيمان الذي هو عمل، ألا ترى ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه))، قالوا : فإذا لم يؤمن فقد كفر، ولا يجوز غير ذلك إلا أنه كفر من جهة العمل [ إذ لم يؤمن من جهة العمل ] لأنه لا يضيع المفترض عليه , ويركب الكبائر إلا من خوفه([4]), وإن ما يقل خوفه من قلة تعظيمه لله, ووعيده, فقد ترك من الإيمان التعظيم الذي صدر عنه الخوف والورع عن الخوف, فأقسم النبي صلى الله عليه وسلم أنه (( لا يؤمن إذا لم يأمن جاره بوائقه )).
ثم قد روى جماعة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :(( قتال المسلم كفر )), وأنه قال: (( إذا قال المسلم لأخيه )):( يا كافر ) ولم يكن كذلك فقد باء بالكفر فقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم بقتاله أخاه كافراً, وبقوله له: يا كافر؛ كافراً وهذه الكلمة دون الزنا, والسرقة, وشرب الخمر.
قالوا: وأما قول من احتج علينا, فزعم أنا إذا سميناه كافراً, لزمنا أن نحكم عليه بحكم الكافرين بالله, فنستتيبه, ونبطل الحدود عنه, لأنه إذا كفر, فقد زالت عنه أحكام المؤمنين, وحدودهم, وفي ذلك إسقاط الحدود, وأحكام المؤمنين عن كل من أتى كبيرة, فإنا لم نذهب في ذلك إلى حيث ذهبوا .
ولكنا نقول: للإيمان أصل وفرع, وضد الإيمان الكفر في كل معنى, فأصل الإيمان: الإقرار والتصديق, وفرعه إكمال العمل بالقلب, والبدن, فضد الإقرار والتصديق الذي هو أصل الإيمان : الكفر بالله, وبما قال, وترك التصديق به, وله.
وضد الإيمان الذي هو عمل، وليس هو إقرار، كفر، ليس بكفر بالله [ينقل عن الملة ،] ولكن كفر يضيع العمل كما كان العمل إبماناً، وليس هو الإيمان الذي هو إقرار بالله، فكما كان من ترك الإيمان الذي هو إقرار بالله كافراً يستتاب، ومن ترك الإيمان الذي هو عمل مثل الزكاة، والحج، والصوم، أو ترك الورع عن شرب الخمر، والزنا، فقد زال عنه بعض الإيمان، ولا يجب أن يستتاب عندنا، ولا عند من خالفنا من أهل السنة، وأهل البدع ..." [تعظيم قدر الصلاة (2/517-519)] .

والشاهد في قول هذه الطائفة من أهل السنة: (ولكنا نقول: للإيمان أصل وفرع, وضد الإيمان الكفر في كل معنى, فأصل الإيمان: الإقرار والتصديق, وفرعه إكمال العمل بالقلب, والبدن) .
3- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
أ-" ثم هو في الكتاب بمعنيين(2)‏ :‏ أصل ،وفرع واجب ،فالأصل الذي في القلب وراء العمل ؛ فلهذا يفرق بينهما بقوله‏:‏ ‏( آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ‏ )‏ ‏[‏البينة‏:‏7‏]‏ والذي يجمعهما كما في قوله‏:‏ ‏( ‏إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ‏ ) ‏[‏الأنفال‏:‏2‏]‏، و( ‏لاَ يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ‏ ) ‏ ‏[‏التوبة‏:‏44‏]‏‏.‏ وحديث الحياء، ووفد عبد القيس،وهو مركب من أصل لا يتم بدونه، ومن واجب ينقص بفواته نقصًا يستحق صاحبه العقوبة، ومن مستحب يفوت بفواته علو الدرجة، فالناس فيه ظالم لنفسه ومقتصد وسابق، كالحج وكالبدن والمسجد وغيرها من الأعيان، والأعمال والصفات، فمن سواء أجزائه ما إذا ذهب نقص عن الأكمل ومنه ما نقص عن الكمال، وهو ترك الواجبات أو فعل المحرمات، ومنه ما نقص ركنه وهو ترك الاعتقاد والقول، الذي يزعم المرجئة والجهمية أنه مسمى فقط، وبهذا تزول شبهات الفرق، وأصله القلب وكماله العمل الظاهر، بخلاف الإسلام فإن أصله الظاهر، وكماله القلب‏ ".‏
أقول :
ففي هذا النص جعل الشيخ الإسلام للإيمان معنيين أصلاً وفرعاً و أشار إلى كون العمل كمالاً للإيمان بقوله "فمن سواء أجزائه ما إذا ذهب نقص عن الأكمل ومنه ما نقص عن الكمال وهو ترك الواجبات أو فعل المحرمات إلخ وأكد هذا التقرير بقوله عن الإيمان: "وأصله القلب وكماله العمل الظاهر .
وقال عن الفرق بينه وبين الإسلام : ( بخلاف الإسلام ) فإن أصله الظاهر ,وكماله القلب".([6])
فماذا يقول المتطفلون على علوم الإسلام وعقائده في هذا الإمام الجهبذ وفي تقريره هذا
عن الإيمان والعمل ؟!!.
ب- وقال -رحمه الله- : " والدين القائم بالقلب من الإيمان علمًا وحالًا هو الأصل، والأعمال الظاهرة هي الفروع، وهي كمال الإيمان‏ .‏
فالدين أول ما يبنى من أصوله ويكمل بفروعه، كما أنزل اللّه بمكة أصوله من التوحيد والأمثال التي هي المقاييس العقلية، والقصص، والوعد، والوعيد، ثم أنزل بالمدينة ـ لما صار له قوة ـ فروعه الظاهرة من الجمعة والجماعة، والأذان والإقامة، والجهاد، والصيام، وتحريم الخمر والزنا، والميسر وغير ذلك من واجباته ومحرماته‏.‏
فأصوله تمد فروعه وتثبتها، وفروعه تكمل أصوله وتحفظها، فإذا وقع فيه نقص ظاهر فإنما يقع ابتداء من جهة فروعه ؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏( ‏أول ما تفقدون من دينكم الأمانة، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة‏ ) .([7])
صرح شيخ الإسلام هنا بأن الإيمان هو الأصل والأعمال الظاهرة هي الفروع وهي كمال الإيمان وأن أصوله تمد فروعه وتثبتها وأن فروعه تكمل أصوله .
ج- وقال -رحمه الله- : " وأما قولهم :إن الله فرق بين الإيمان والعمل في مواضع ,فهذا صحيح . وقد بينا أن الإيمان إذا أطلق أدخل الله ورسوله فيه الأعمال المأمور بها .
وقد يقرن به الأعمال ,وذكرنا نظائر لذلك كثيرة ؛ وذلك لأن أصل الإيمان هو ما في القلب .والأعمال الظاهرة لازمة لذلك . لا يتصور وجود إيمان القلب الواجب مع عدم جميع أعمال الجوارح ,بل متى نقصت الأعمال الظاهرة كان لنقص الإيمان الذي في القلب ؛فصار الإيمان متناولاً للملزوم واللازم وإن كان أصله ما في القلب ؛ وحيث عطفت عليه الأعمال ,فإنه أريد أنه لا يكتفي بإيمان القلب بل لا بد معه من الأعمال الصالحة " .([8])
وهنا ذكر شيخ الإسلام أن أصل الإيمان هو ما في القلب وأن الأعمال الظاهرة لازمة له.
ولا يريد بهذا التلازم إلا التلازم بين الأصل وفروعه .
د- وقال -رحمه الله- : " وكذلك يذكر الإيمان أولاً لأنه الأصل الذي لا بد منه .
ثم يذكر العمل الصالح فإنه أيضاً من تمام الدين لا بد منه ,فلا يظن الظان اكتفاءه بمجرد إيمان ليس معه العمل الصالح " .([9])
وهنا بين شيخ الإسلام عن الإيمان هو الأصل الذي لا بد منه وأن العمل الصالح من تمام الدين لا بد منه ".
فأنت ترى أنه أعتبر العمل من تمام الدين يعنى الإيمان ,وهذا أمر يبِّدع به أهل الفتن فهل من مدكر ".
هـ- وقال -رحمه الله- : " ثم أكثر المتأخرين الذين نصروا قول جهم يقولون بالاستثناء في الإيمان ,ويقولون :(( الإيمان في الشرع )) هو ما يوافي به العبد ربه ,وإن كان في اللغة أعم من ذلك ,فجعلوا في ((مسألة الاستثناء )) مسمى الإيمان ما ادعوا أنه مسماه في الشرع , وعدلوا عن اللغة ,فهلا فعلوا هذا في الأعمال . ودلالة الشرع على أن الأعمال الواجبة من تمام الإيمان لا تحصى كثرة ,بخلاف دلالته على أنه لا يسمى إيمانا ؛ إلا ما مات الرجل عليه فإنه ليس في الشرع ما يدل على هذا ,وهو قول محدث لم يقله أحد من السلف " .([10])
انظر إلى شيخ الإسلام كيف صرح أن دلالة الشرع على أن الأعمال الواجبة من تمام الإيمان لا تحصى كثرة أي أنها من كمال الإيمان فقد جعل الأعمال الواجبة من تمام الإيمان.
وهذا أمر منكر وإرجاء خطير عند جهال أهل الفتن والشغب فماذا يقول فيهم من يهون من شأنهم و من خطر فتنتهم؟" ويرى أنه يجب السكوت عنهم .
و- وقال -رحمه الله- : " وإذا ذكر اسم الإيمان مجرداً، دخل فيه الإسلام والأعمال الصالحة،كقوله في حديث الشعب‏ : ‏‏( ‏الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها‏:‏ قول لا إله إلا اللّه، وأدناها‏:‏ إماطة الأذى عن الطريق ‏)‏‏.‏ وكذلك سائر الأحاديث التي يجعل فيها أعمال البر من الإيمان‏.‏
ثم إن نفي ‏‏الإيمان‏ عند عدمها ،دل على أنها واجبة ،وإن ذكر فضل إيمان صاحبها -ولم ينف إيمانه- دلَّ على أنها مستحبة ؛فإن اللّه ورسوله لا ينفي اسم مسمى أمر - أمر اللّه به ورسوله -إلاَّ إذا ترك بعض واجباته ،كقوله ‏: ‏‏( ‏لا صلاة إلا بأم القرآن‏ ) ‏،وقوله‏ : ‏‏( ‏لا إيمان لمن لا أمانة له ،ولا دين لمن لا عهد له ‏)‏ ونحو ذلك‏.‏
فأما إذا كان الفعل مستحباً في العبادة لم ينفها لانتفاء المستحب ،فإن هذا لو جاز ،لجاز أن ينفي عن جمهور المؤمنين اسم الإيمان والصلاة والزكاة والحج ؛لأنه ما من عمل إلا وغيره أفضل منه‏ .‏ وليس أحد يفعل أفعال البر مثل ما فعلها النبي صلى الله عليه وسلم ؛بل ولا أبو بكر ولا عمر‏.‏ فلو كان من لم يأت بكمالها المستحب يجوز نفيها عنه، لجاز أن ينفي عن جمهور المسلمين من الأولين والآخرين، وهذا لا يقوله عاقل‏.
فمن قال‏:‏ إن المنفي هو الكمال، فإن أراد أنه نفي الكمال الواجب الذي يذم تاركه ويتعرض للعقوبة ،فقد صدق‏.‏ وإن أراد أنه نفي الكمال المستحب ،فهذا لم يقع قط في كلام اللّه ورسوله ، ولا يجوز أن يقع ؛فإن من فعل الواجب كما وجب عليه ،ولم ينتقص من واجبه شيئاً ،لم يجز أن يقال ‏:‏ ما فعله لا حقيقة ولا مجازاً‏ .‏ فإذا قال للأعرابي المسيء في صلاته ‏:‏‏( ‏ارجع فَصَلِّ ،فإنك لم تُصَلِّ‏ ) ‏،وقال لمن صلى خلف الصف-وقد أمره بالإعادة - ‏: ‏‏( ‏لا صلاة لفَذٍّ خلف الصف‏ )‏ كان لترك واجب، وكذلك قوله تعالى‏:‏ ‏( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ) ‏[‏الحجرات‏:‏15‏]‏،يبين أن الجهاد واجب، وترك الارتياب واجب " ‏.(‏[11])
ذكر شيخ الإسلام هنا حديث" الإيمان بضع وسبعون شعبة ,وذكر أن أعمال البر من الإيمان ,وذكر ما يفيد أن للإيمان كمالا واجبا وكمالا مستحبا ,وأنه إذا نفي الإيمان عن المسلم فإنما يراد بهذا النفي نفي الكمال الواجب لا الكمال المستحب .
مثل " لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن " ,فنفي الصلاة هنا عن من لم يقرأ بأم القرآن دليل على وجوب قراءة الفاتحة لا استحبابها وبعض العلماء يقول إن النفي هنا نفي للكمال الواجب لا نفي لحقيقة الصلاة .
ونفي الإيمان عن من لا أمانة له يدل على أن الأمانة من الواجبات وهي من كمال الإيمان ,وليس المراد بنفي الإيمان عنه أنه كافر خارج من ملة الإسلام .
وننبه القارئ هنا على أن هذا الحديث ضعيف ,وقد يكون عند شيخ الإسلام صالحاً للاحتجاج به ,وعلى كل حال فإن قصد شيخ الإسلام من التمثيل به في مثل هذا السياق بيان أن مثل هذا النفي إنما يراد به نفي الكمال الواجب لا نفي حقيقة الإيمان ولا نفي الكمال المستحب .
ويلتحق بهذا مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يزني الزاني حين يزنى وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه فيها أبصارهم وهو مؤمن "متفق عليه .
ومثل قوله صلى الله عليه وسلم :" والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قيل: ومن يا رسول الله قال : الذي لا يأمن جاره بوائقه " متفق عليه واللفظ للبخاري .
فليس المراد هنا تكفير هؤلاء العصاة بالكبائر التي ارتكبوها ولا إخراجهم من الإسلام كما يعتقد الخوارج وليس المراد نفي كمال الإيمان المستحب عنهم وإنما المراد نفي الكمال الواجب.
فالذي لا يجيز أن يقال إن للإيمان كمالا وتماما ماذا يقول في نفي الإيمان عن الزاني والسارق وشارب الخمر والمنتهب ومؤذي جاره ؟ .
إن قال المراد نفي الكمال الواجب تبين بطلان مذهبه في رمي من يقول بأن الإيمان أصل والعمل كمال .
وإن قال إن المنفي عن العاصي : الزاني وغيره إنما هو الإيمان المقابل للكفر الأكبر المخرج من الإسلام ,فقد نادى على نفسه بأنه من الخوارج المكفرين بالذنوب .
ح- وقال رحمه الله تعالى في المجموع (13/157-159) : " وقال‏:‏‏( ‏ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء )‏ ‏[‏إبراهيم‏:‏24-27‏]‏ .
والأصول مأخوذة من أصول الشجرة وأساس البناء ؛ولهذا يقال فيه ‏:‏ الأصل ما ابتنى عليه غيره ،أو ما تفرع عنه غيره‏ .‏
فالأصول الثابتة هي أصول الأنبياء ،كما قيل‏:‏
أيها المغتدي لتطلب علمــــــا كـل علـــم عبد لعلم الرســول
تطلب الفرع كي تصحح حكما ثم أغفلت أصل أصل الأصـول
واللّه يهدينا وسائر إخواننا المؤمنين إلى صراطه المستقيم ،صراط الذين أنعم اللّه عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا‏.‏
وهذه الأصول ينبني عليها ما في القلوب ،ويتفرع عليها‏.‏
وقد ضرب اللّه مثل الكلمة الطيبة التي في قلوب المؤمنين، ومثل الكلمة الخبيثة التي في قلوب الكافرين‏.‏ و‏‏الكلمة‏ هي قضية جازمة وعقيدة جامعة، ونبينا صلى الله عليه وسلم أوتي فواتح الكلام، وخواتمه وجوامعه، فبعث بالعلوم الكلية والعلوم الأولية والآخرية على أتم قضية، فالكلمة الطيبة في قلوب المؤمنين -وهي العقيدة الإيمانية التوحيدية- كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، فأصل أصول الإيمان ثابت في قلب المؤمن كثبات أصل الشجرة الطيبة وفرعها في السماء‏ ( ‏إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ‏ )‏ [‏ فاطر‏:‏10‏]‏ واللّّه -سبحانه- مَثَّل الكلمة الطيبة ،أي‏ :‏ كلمة التوحيد ،بشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء‏ " .‏
وهنا استدل شيخ الإسلام بهذه الآية التى ضرب الله فيها المثل للكلمة الطيبة كلمة التوحيد والإيمان بالشجرة الطيبة لها أصل ثابت وفرعها في السماء فكما أن لهذه الشجرة الطيبة أصل يقوم عليها فروع ولها ثمار طيبة كذلك شجرة الإيمان لها أصل ثابت ولها فروع وثمار طيبة والأصل كما قال ما انبنى عليه غيره أو ما تفرع عنه غيره .
هكذا يفهم العلماء الراسخون القرآن وأمثاله المضروبه وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله- :
" قال عمر بن عبد العزيز : " من عبد الله بغير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح " فأما العمل الصالح بالباطن والظاهر : فلا يكون إلا عن علم ، ولهذا أمر الله ورسوله بعبادة الله والإنابة إليه ، وإخلاص الدين له ونحو ذلك ، فإن هذه الأسماء تنتظم العلم والعمل جميعاً : علم القلب وحاله ، وإن دخل في ذلك قول اللسان وعمل الجوارح أيضاً ، فإن وجود الفروع الصحيحة مستلزم لوجود الأصول ، وهذا ظاهر ، ليس الغرض هنا بسطه " مجموع الفتاوى (2/382) .
وقال أيضاً : " والدين القائم بالقلب من الإيمان علماً وحالاً هو " الأصل " والأعمال الظاهرة هي " الفروع " وهي كمال الإيمان " مجموع الفتاوى (10/355) .
4- قال الإمام ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين (1/171-174):
"ومنها ( أي الأمثال ) قوله تعالى : ( ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ) فشبه سبحانه وتعالى الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة ؛ لأن الكلمة الطيبة تثمر العمل الصالح ,والشجرة الطيبة تثمر الثمر النافع ,وهذا ظاهر على قول جمهور المفسرين الذين يقولون: الكلمة الطيبة هي شهادة أن لا إله إلا الله فإنها تثمر جميع الأعمال الصالحة الظاهرة والباطنية ؛فكل عمل صالح مرضي لله ثمرة هذه الكلمة ,وفي تفسير علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال: (كلمة طيبة) شهادة أن لا إله إلا الله (كشجرة طيبة) وهو المؤمن (أصلها ثابت) قول لا إله إلا الله في قلب المؤمن (وفرعها في السماء) يقول: يرفع بها عمل المؤمن إلى السماء .
وقال الربيع بن أنس: ( كلمة طيبة) هذا مثل الإيمان ؛فالإيمان الشجرة الطيبة وأصلها الثابت الذي لا يزول الإخلاص فيه وفرعه في السماء خشية الله ,والتشبيه على هذا القول أصح وأظهر وأحسن ؛فإنه سبحانه شبه شجرة التوحيد في القلب بالشجرة الطيبة الثابتة الأصل الباسقة الفرع في السماء علوا التي لا تزال تؤتي ثمرتها كل حين ,وإذا تأملت هذا التشبيه رأيته مطابقا لشجرة التوحيد الثابتة الراسخة في القلب التي فروعها من الأعمال الصالحة صاعدة إلى السماء ,ولا تزال هذه الشجرة تثمر الأعمال الصالحة كل وقت بحسب ثباتها في القلب ومحبة القلب لها وإخلاصه فيها ومعرفته بحقيقتها وقيامه بحقوقها ومراعاتها حق رعايتها .
فمن رسخت هذه الكلمة في قلبه بحقيقتها التي هي حقيقتها واتصف قلبه بها وانصبغ بها بصبغة الله التي لا أحسن صبغة منها فعرف حقيقة الإلهية التي يثبتها قلبه لله ويشهد بها لسانه وتصدقها جوارحه ونفى تلك الحقيقة ولوازمها عن كل ما سوى الله وواطأ قلبه لسانه في هذا النفي والإثبات وانقادت جوارحه لمن شهد له بالوحدانية طائعة سالكة سبل ربه ذللا غير ناكبة عنها ولا باغية سواها بدلا كما لا يبتغي القلب سوى معبوده الحق بدلا فلا ريب أن هذه الكلمة من هذا القلب على هذا اللسان لا تزال تؤتي ثمرتها من العمل الصالح الصاعد إلى الله كل وقت ,فهذه الكلمة الطيبة هي التي رفعت هذا العمل الصالح إلى الرب تعالى وهذه الكلمة الطيبة تثمر كلماً كثيراً طيباً يقارنه عمل صالح فيرفع العمل الصالح الكلم الطيب كما قال تعالى : ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) .

فأخبر سبحانه أن العمل الصالح يرفع الكلم الطيب ,وأخبر أن الكلمة الطيبة تثمر لقائلها عملا صالحا كل وقت .
والمقصود أن كلمة التوحيد إذا شهد بها المؤمن عارفا بمعناها وحقيقتها نفيا وإثباتا متصفا بموجبها قائما قلبه ولسانه وجوارحه بشهادته ,فهذه الكلمة الطيبة هي التي رفعت هذا العمل من هذا الشاهد أصلها ثابت راسخ في قلبه وفروعها متصلة بالسماء وهي مخرجة لثمرتها كل وقت .
ومن السلف من قال : إن الشجرة الطيبة هي النخلة ويدل عليه حديث ابن عمر الصحيح , ومنهم من قال : هي المؤمن نفسه كما قال محمد بن سعد حدثني أبي حدثني عمي حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس قوله : ( ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة ) يعني بالشجرة الطيبة المؤمن ويعني بالأصل الثابت في الأرض والفرع في السماء يكون المؤمن يعمل في الأرض ويتكلم فيبلغ عمله وقوله السماء وهو في الأرض . وقال عطية العوفي في قوله: ( ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة ) قال: ذلك مثل المؤمن لا يزال يخرج منه كلام طيب وعمل صالح يصعد إلى الله . وقال الربيع بن أنس : ( أصلها ثابت وفرعها في السماء ) قال ذلك المؤمن ضرب مثله في الإخلاص لله وحده وعبادته وحده لا شريك له ( أصلها ثابت ) قال أصل عمله ثابت في الأرض ( وفرعها في السماء ) قال ذكره في السماء , ولا اختلاف بين القولين ,والمقصود بالمثل المؤمن والنخلة مشبهة به وهو مشبه بها وإذا كانت النخلة شجرة طيبة فالمؤمن المشبه بها أولى أن يكون كذلك ومن قال من السلف إنها شجرة في الجنة فالنخلة من أشرف أشجار الجنة .
حكمة تشبيه المؤمن بالشجرة.
وفي هذا المثل من الأسرار والعلوم والمعارف ما يليق به ويقتضيه علم الذي تكلم به وحكمته .
فمن ذلك أن الشجرة لا بد لها من عروق وساق وفروع وورق وثمر فكذلك شجرة الإيمان والإسلام ليطابق المشبه المشبه به ,فعروقها العلم والمعرفة واليقين ,وساقها الإخلاص وفروعها الأعمال وثمرتها ما توجبه الأعمال الصالحة من الآثار الحميدة والصفات الممدوحة والأخلاق الزكية والسمت الصالح والهدى والدل المرضي فيستدل على غرس هذه الشجرة في القلب وثبوتها فيه بهذه الأمور " .
أقول :
1- انظر إلى قوله : لأن الكلمة الطيبة تثمر العمل الصالح والكلمة الطيبة عند الجمهور هي شهادة أن لا إله إلا الله تثمر الأعمال الصالحة الظاهرة والباطنة ، كل عمل صالح مرضي لله ثمرة هذه الكلمة .
2- وانظر إلى قوله : والتشبيه على هذا القول أصح وأظهر وأحسن فإنه سبحانه شبه شجرة التوحيد في القلب بالشجرة الطيبة الثابتة الأصل الباسقة الفرع في السماء علواً .... إلى قوله : وإذا تأملت هذا التشبيه رأيته مطابقاً لشجرة التوحيد الثابتة الراسخة في القلب التي فروعها من الأعمال الصالحة صاعدة إلى السماء ولا تزال هذه الشجرة تثمر الأعمال الصالحة .... إلخ.
3- وإلى قوله : " وفي هذا المثل من الأسرار والعلوم والمعارف ما يليق به ويقتضيه علم الذي تكلم به وحكمته فمن ذلك أن الشجرة لا بد لها من عروق وساقٍ وفروع ووَرق وثمر, فكذلك شجرة الإيمان والإسلام ؛ليطابق المشبه به فعروقها العلم والمعرفة واليقين, وساقهاَ الإخلاص ,وفروعُها الأعمال وثمرتهُاَ ما توجبه الأعمال الصالحة من الآثار الحميدة والصفات الممدوحة والأخلاق الزكية والسَّمتِ الصالح والهدي والدل المرضي ,فيستدل على غَرْسِ هذه الشجرة في القلب وثبوتها فيه بهذه الأمور ".
فتراه هنا اعتبر الإخلاص والتوحيد شجرة في قلب المؤمن وفروعها الإعمال الخ .
والشرك والكذب والرياء شجرة في قلب الكافر وذكر أن ثمارها في الدنيا الخوف وثمارها في الآخرة الزقوم و العذاب الأليم وأحال بالمثليين إلى القرآن سورة إبراهيم .
فهل هذا الإمام مرجئ عند أجهل الفرق ؟!
بل أهل السنة كلهم مرجئة على أصلهم ومذهبهم ,ومنهم جمهور المفسرين ،لكن القرآن والسنة يبرآن أهل السنة وأئمتهم مما يقذفهم به الحدادية : خوارج ومرجئة العصر تبعاً للخوارج الأولين .
وقال -رحمه الله- في كتابه الفوائد (ص179-180) طـ دار مكتبة الصفا ) :
"والإخلاص والتوحيد شجرة في القلب ؛ فروعها الأعمال وثمرها طيب الحياة في الدنيا والنعيم المقيم في الآخرة ,وكما أن ثمار الجنة لا مقطوعة ولا ممنوعة فثمرة التوحيد والإخلاص في الدنيا كذلك .
والشرك والكذب والرياء ؛ شجرة في القلب ثمرها في الدنيا الخوف والهم والغم وضيق الصدر وظلمة القلب ,وثمرها في الآخرة الزقوم والعذاب المقيم ,وقد ذكر الله هاتين الشجرتين في سورة إبراهيم " .
5- وقال الحافظ ابن رجب -رحمه الله- في جامع العلوم والحكم (1/151) .
"وقد ضرب العلماء مثل الإيمان بمثل شجرة لها أصل وفروع وشعب فاسم الشجرة يشمل ذلك كله ,ولو زال شيء من شعبها وفروعها لم يزل عنها اسم الشجرة ,وإنما يقال: هي شجرة ناقصة أو غيرها أتم منها.
وقد ضرب الله مثل الإيمان بذلك في قوله تعالى ( ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء توتي أُكلها كل حين بإذن ربها ) (إبراهيم :24 ).
والمراد بالكلمة كلمة التوحيد ,وبأصلها التوحيد الثابت في القلوب ,وأكلها : هو الأعمال الصالحة الناشئة منه.
وضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن والمسلم بالنخلة ولو زال شيء من فروع النخلة أومن ثمرها لم يزل بذلك عنها اسم النخلة بالكلية ,وإن كانت ناقصة الفروع أو الثمر.
وقال أيضاً في فتح الباري شرح صحيح البخاري (1/27-28 ) :
وقد ضرب الله ورسولُه مثل الإيمان والإسلام بالنخلة ,قال الله تعالى : ( ضرب الله مثلا كلمةً طيبة كشجرةٍ طيبة أصلها ثابت وفرعُهَا في السماء تؤتي أُكُلَهَا كل حيٍن بإذنِ ربها ) ( إبراهيم 23-24 ) .
فالكلمة الطيبة هي كلمة التوحيد وهي أساس الإسلامِ ,وهي جاريةُ على لسانِ المؤمنِ وثبوتُ أصلها هو ثبوتُ التصديق بها في قلب المؤمن ,وارتفاعُ فرعها في السماء هو علو هذه الكلمةِ وبُسُوقها وأنها تخرق الحجب ولا تتناهى دونَ العرش ِ ,وإتيانُها أكلها كل حينٍ :
هو ما يرفع بسببها للمؤمن في كل حينٍ من القولِ الطيبِ والعملِ الصالح ِ ؛ فهو ثمرتها .
وجعل النبي صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنِ أو المسلمِ كمثلِ النخلةِ .
وقال طاوس : مثل ( الإسلام ) كشجرة أصلها الشهادةُ ,وساقُهَا كذا وكذا ,وورقُهَا كذا وكذا ,وثمرُهَا :الورعُ ,ولا خيَر في شجرةٍ لا ثمرَ لها ,ولا خير في إنسانٍ لا ورَعَ فيه .
ومعلوم أن ما دخل في مسمَّى الشجرةِ والنخلةِ من فروعها وأغصانها وورقِهاَ وثمرها إذا ذهب شيء منه لم يذهب عن الشجرةِ اسمُهَا ؛ولكن يقال : هي شجرةُ ناقصةُ ,وغيرها أكمل منها ,فإن قطع أصلُها وسقطت لم تبق شجرةً ؛وإنما تصير حَطباً ,فكذلك الإيمان والإسلام إذا زالَ منه بعض ما يدخل في مسماه مع بقاء أركان بنيانه لا يزولُ به اسمُ الإسلامِ والإيمانِ بالكليةِ ,وإن كان قد سُلِبَ الاسم عنه لنقصه بخلافِ ما انهدمت أركانُهُ وبنيانُهُ فإنه يزول مسماه بالكليةِ ,واللهُ أعلمُ .
أقول : وهذا المثل القرآني من أقوى وأوضح الأمثلة والأدلة على أن للإيمان أصلاً وفروعاً وهذا المثل وتفسيره من أقوى ما يرد به على الخوارج الذين يكفرون المؤمن بارتكاب الكبيرة ويخرجونه من الإسلام ,لأن عقيدتهم الفاسدة تقول : إن الإيمان إذا ذهب بعضه ذهب كله .
وهو أيضاً رد على المرجئة الذين يعتقدون أن العمل ليس من الإيمان ,ويعتقدون أيضاً أنه إذا ذهب بعضه ذهب كله ,وينكرون أن يكون العمل من الإيمان .
6- قال الإمام عبد الرحمن بن حسن -رحمه الله- في فتح المجيد (ص8-9) :
"وأما كتابه ([12]) المذكور فموضوعه في بيان ما بعث به الله رسله من توحيد العبادة وبيانه بالأدلة من الكتاب والسنة ، وذكر ما ينافيه من الشرك الأكبر أو ينافي كماله الواجب ، من الشرك الأصغر ونحوه ، وما يقرب من ذلك أو يوصل إليه " .
أقول : إن توحيد العبادة هو مضمون شهادة أن لا إله إلا الله أصل الإيمان وأن الشرك الأكبر ينافي هذا التوحيد والشرك الأصغر ينافي كماله وإذن فللإيمان أصل وكمال عند هذا الإمام وهذا سير منه على طريق السلف .
ونقل عن الإمام ابن القيم -رحمه الله- قوله : " فإن القرآن إما خبر عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله وأقواله ،فهو التوحيد العلمي الخبري ،وإما دعوة إلى عبادته وحده لا شريك له وخلع ما يعبد من دونه ،فهو التوحيد الإرادي الطلبي ،وإما أمر ونهي وإلزام بطاعته وأمره ونهيه ،فهو حقوق التوحيد ومكملاته ،وإما خبر عن إكرام أهل التوحيد وما فعل بهم في الدنيا وما يكرمهم به في الآخرة ،فهو جزاء توحيده ،وإما خبر عن أهل الشرك وما فعل بهم في الدنيا من النكال وما يحل بهم في العقبى من العذاب ،فهو جزاء من خرج عن حكم التوحيد ،فالقرآن كله في التوحيد وحقوقه وجزائه ،وفي شأن الشرك وأهله وجزائهم " انتهى.([13])
انظر كيف جعل للتوحيد بأنواعه حقوقاً ومكملات وهي الأوامر والنواهي والطاعات فما حكم ابن القيم والشيخ عبد الرحمن هل قالوا هنا بقول المرجئة .
فما أكثر سعي الحدادية لهدم أهل السنة وأصولهم العظيمة بجهالاتهم ووساوسهم .
قال الإمام محمد -رحمه الله- في كتاب التوحيد في باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما ... الخ ،ساق في الباب بعض الأدلة ,ثم قال : ولابن أبي حاتم عن حذيفة
أنه رأى رجلاً في يده خيط من الحمى فقطعه وتلا قوله تعالى ( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ) .
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن في فتح المجيد (ص104-105) : " قوله ( وتلا قوله " وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون " ) استدل حذيفة -رضي الله عنه- بالآية على أن هذا شرك ، ففيه صحة الاستدلال على الشرك الأصغر بما أنزله الله في الشرك الأكبر لشمول الآية ودخوله في مسمى الشرك ، وتقدم معنى هذه الآية عن ابن عباس وغيره في كلام شيخ الإسلام وغيره ، والله أعلم ، وفي هذه الآثار عن الصحابة ما يبين كمال علمهم بالتوحيد وما ينافيه أو ينافي كماله " .
فهنا يثني الإمام عبد الرحمن على الصحابة بكمال علمهم بالتوحيد وما ينافيه وينافي كماله وهذا حق فمن أعلم بالله وبدينه من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم .
7- وقال الشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- في كتاب تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد (ص 114) :
" فإن كمال الإسلام هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتمام ذلك بالجهاد في سبيل الله , ومن نشأ في المعروف ,فلم يعرف غيره ,فقد لا يكون عنده من العلم بالمنكر وضرره ما عند من علمه ,ولا يكون عنده من الجهاد لأهله ما عند الخبير بهم " .
وهنا يثبت الشيخ سليمان بن عبد الله أن للإسلام كمالاً هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتمام ذلك بالجهاد في سبيل الله .
8- وقال الإمام عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ – رحمه الله – في رده على افتراءات عثمان بن منصور على الإمام محمد بن عبد الوهاب : " فمحا الله بدعوته (أي الإمام محمداً) شعار الشرك ومشاهده ، وهدم بيوت الكفر والشرك ومعابده ، وكبت الطواغيت والملحدين ، وألزم من ظهر عليه من البوادي وسكان القرى بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من التوحيد والهدى ، وكفَّر من أنكر البعث واستراب فيه من أهل الجهالة والجفاء ، وأمر بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وترك المنكرات والمسكرات ، ونهى عن الابتداع في الدين ، وأمر بمتابعة سيد المرسلين والسلف الماضين ، في الأصول والفروع من مسائل الدين ، حتى ظهر دين الله واستعلن . واستبان بدعوته منهاج الشريعة والسنن وقام قائم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وحُدّت الحدود الشرعية ، وعزرت التعازير الدينية ، وانتصب علم الجهاد ، وقاتل لإعلاء كلمة الله أهل الشرك والعناد ، حتى سارت دعوته وثبت نصحه لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم وجمع الله به القلوب بعد شتاتها ، وتألفت بعد عداوتها ، وصاروا بنعمة الله إخوانا " مصباح الظلام في الرد على من كذب الشيخ الإمام (ص17) .
وقال الإمام عبد اللطيف أيضاً خلال مناقشته لعثمان بن منصور وبيان جهله وضلاله : " ولذلك رد على أهل التوحيد والإيمان بما رد به على المتكلمين من أهل منطق اليونان فظن أن البحث في التوحيد وتحقيقه . والنهي عن الشرك وسد ذرائعه ، وقطع وسائله وتبين حقيقته . والفرق بين أصغره وأكبره هو من جنس أبحاث المتكلمين المخالفين للسلف في خوضهم في مسألة الجوهر والعرض ، وبقية المقولات العشر . ولذلك رد على المسلمين بما رد به ابن عقيل على المتكلمين . وذكر أن تحقيق التوحيد وذكر أصوله وفروعه وثمراته وبيان الشرك وذكر أصوله وفروعه ووسائله وذرائعه من جنس بدعة المتكلمين وانفتح بها البثق .
فقف هنا واعتبر واعرف بعد هذا الضرب من الناس عن طريق العلم والهدى واعرف ما تضمنه قوله تعالى : ( إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا ) " مصباح الظلام (ص378).
وعندهم الآن وأمام أعينهم تشاد في الجامعات كليات باسم كليات أصول الدين , وكليات الشريعة أي الفروع .
فعلى أي أساس قامت هذه التسميات على أيدي علماء السنة والتوحيد ؟ على مذهب الإرجاء عند الحدادية وعلى مذهب أهل السنة عند أهل السنة .
وأقولها صريحة لو قال عالم أن في الأعمال أصولاً مثل الأركان الأربعة الصلاة والزكاة والصوم والحج لقلت وغيري نعم ولا حرج في ذلك .
ومع ذلك فهي مرتبطة بأعمال القلوب وقائمة على أساسها كما قرر ذلك علماء السنة وقد ذكرنا أقوالهم وأدلتهم في هذا المقال , فلا تخالف ولا تصادم بين هذا القول وذاك .
9- قال العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله- في ( تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان : ص 425 ) :
يقول تعالى ( ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة ) وهي شهادة أن لا إله إلا الله وفروعها ( كشجرة طيبة ) وهي النخلة ( أصلها ثابت ) في الأرض ( وفرعها ) منتشر (في السماء) وهي كثيرة النفع دائماً ,( تؤتي أكلها ) أي : ثمرتها ( كل حين بإذن ربها ) فكذلك شجرة الإيمان ,أصلها ثابت في قلب المؤمن ,علماً واعتقاداً .وفرعها من الكلم الطيب ,والعمل الصالح ,والأخلاق المرضية ,والآداب الحسنة ,في السماء دائماً ,يصعد إلى الله منه من الأعمال والأقوال التي تخرجها شجرة الإيمان ,ما ينتفع به المؤمن وينفع غيره ( ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ) ما أمرهم به ونهاهم عنه ,فإن في ضرب الأمثال تقريباً للمعاني المعقولة من الأمثال المحسوسة ,ويتبين المعنى الذي أراده الله غاية البيان ويتضح غاية الوضوح ,وهذا من رحمته وحسن تعليمه . فلله أتم الحمد وأكمله وأعمه ,فهذه صفة كلمة التوحيد وثباتها في قلب المؤمن .
- وقال رحمه الله في القول السديد ( المجموعة الكاملة 3/13-14) في شرح باب : من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب :
" وهذا الباب تكميل للباب الذي قبله وتابع له ,فإن تحقيق التوحيد تهذيبه وتصفيته من الشرك الأكبر والأصغر ,ومن البدع القولية الاعتقادية ,والبدع الفعلية العملية ,ومن المعاصي وذلك بكمال الإخلاص لله في الأقوال والأفعال والإرادات ,وبالسلامة من الشرك الأكبر المناقض لأصل التوحيد ,ومن الشرك الأصغر المنافي لكماله ,وبالسلامة من البدع والمعاصي التي تكدر التوحيد وتمنع كماله ,وتعوقه عن حصول آثاره " .
فهنا صرح الشيخ السعدي بأن للتوحيد أصلاً ينافيه الشرك الأكبر وله كمال ينافيه الشرك الأصغر وأن البدع والمعاصي تمنع من كمال الإيمان .
فماذا يريد من ينكر أن للإيمان أصلاً وكمالاً (فرعاً) وبأي حق يضلل من يثبت ما أثبته الله ورسوله وقال به علماء السنة وأئمتها .
- وقال رحمه الله في كتاب التوضيح والبيان لشجرة الإيمان (87/88 ) :
" أما بعد : فهذا كتاب يحتوي على مباحث الإيمان التي هي أهم مباحث الدين ,وأعظم أصول الحق واليقين ؛مستمداً ذلك من كتاب الله الكريم - الكفيل بتحقيق هذه الأصول تحقيقاً لا مزيد عليه - ومن سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم :التي توافق الكتاب وتفسره وتعبر عن كثير من مجملاته ,وتفصل كثيراً من مطلقاته . مُبتدِئاً بتفسيره ,مُثْنِياً بذكر أصوله ومقوماته ,ومن أي شيء يستمد ؟ مُثلِّثاً بفوائده وثمراته ,وما يتبع هذه الأصول .
قال الله تعالى : ( ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ) ( 14/ 24-25 ) .
فمثل الله كلمة الإيمان - التي هي أطيب الكلمات- بشجرة هي أطيب الأشجار ,موصوفة بهذه الأوصاف الحميدة : أصولها ثابتة مستقرة ,ونماؤها مستمر ,وثمراتها لا تزال ,كل وقت وكل حين ,تغل على أهلها وعلى غيرهم المنافع المتنوعة ,والثمرات النافعة .

وهذه الشجرة متفاوتة في قلوب المؤمنين تفاوتاً عظيماً ,بحسب تفاوت هذه الأوصاف التي وصفها الله بها .
فعلى العبد الموفق أن يسعى لمعرفتها ,ومعرفة أوصافها وأسبابها ,وأصولها وفروعها ؛ويجتهد في التحقق بها : علماً وعملاً . فإن نصيبه من الخير والفلاح ,والسعادة العاجلة والآجلة بحسب نصيبه من هذه الشجرة " .
انظر قوله عن شجرة الإيمان وتفاوتها : " فعلى العبد أن يسعى لمعرفتها ومعرفة أوصافها وأسبابها وأصولها وفروعها ... الخ " .
وحاصل ما دل عليه الكتاب والسنة وكلام الأئمة: أن للإيمان أصولاً وفروعاً وكمالاً وأن الإيمان كالشجرة الطيبة لها أصل وفروع وثمار وتلك الفروع والثمار من تلك الشجرة .
فأين هذا المذهب الأصيل القائم على الكتاب والسنة وآمن به أساطين الأمة من مذهب الإرجاء الذي لا يعتبر العمل من الإيمان وأنه لا يزيد ولا ينقص ,أي أنه ليس من شجرة الإيمان ،وأهل السنة يعتبرون العمل من الإيمان وفرع وكمال للإيمان ومن شجرة الإيمان .
وهذا ما تيسر نقله من كلام الأئمة العلماء والتعليقات الموجزة عليه وأسأل الله أن ينصر دينه ويعلي كلمته وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
وكـتـبه ربيع بن هادي بن عمير المدخلي
10 /شوال/ 1427هـ

ملحق فيه نموذج من تكفير الحدادية في شبكة الآفاق وشبكة الأثري:
قال أحمد الحازمي:
«يجب على طالب العلم أن يتحرر من أقوال المعاصرين مطلقا دون استثناء حتى بعض أهل العلم الذين هم على الجادة، كبار أهل العلم حصل عندهم خلل في مسائل عديدة، - مثل هذه المسائل- فيرجع طالب العلم بنفسه ويقرأ مايتعلق بكتاب الردة والأسباب التي ذكرها أهل العلم».
ويقول: «وهؤلاء الذين يسمون أنفسهم بالسلفيين أكثرهم زنادقة ووالله إن الجهم بن صفوان أحسن حالا منهم».
مصدر الفقرتين: [مقطع في اليوتيوب بعنوان: الذين يسمون أنفسهم سلفيين أكثرهم زنادقة!, وهو مأخوذ من شرح مفيد المستفيد الشريط 26]
ويقول: «الذي يعذر بالجهل، هذا إن كان قد وقف على كلام أهل العلم وتركه فقد كفَر وارتد».
المصدر: [من شرح مفيد المستفيد بكفر تارك التوحيد الشريط 13]
ويقول: «كنا نظن أن هذا البلد -أي السعودية- أنه مصان من البدع والضلالات والشركيات والكفريات..وجدنا أن من ينتسب إلى العلم كثير منهم إن لم يكونوا مرتدين فهم فسقة مبتدعة!».
المصدر: http://safeshare.tv/w/wSpFRxnmTT
ويقول عن الحاكم الذين يحكم بالقوانين: «كفّره بعينه».
المصدر: [ شرح الاصول الثلاثة الشرح المختصر في الدرس السادس و الاخير ].
وهذه صورة من شبكة الأثري من مشاركة العضو بن حمد الأثري فيها تكفير صريح للشيخ ربيع:



[الصور موجود في ملف التحميل pdf في موقع الشيخ ربيع]

--------------------------------------------------------------------------------
الحواشي:
([1]) الجواب : لا . لماذا ؟ لأنه يقتضي تضليل أئمة الإسلام .
[2]) الطائفة الأولى هي من أهل السنة والحديث الذين يقولون القول المشهور في مرتكب الكبيرة إنه مؤمن فاسق أو مؤمن ناقص الإيمان.
[3] - في الأصل فيزيل والتصحيح من كتاب الإيمان لابن تيمية (307) .
[4] - والظاهر أنه حصل هنا سقط ولعل أصل الكلام إلا من قلة خوفه والسياق يرشد إلى هذا .
( [5] ) يعني الإيمان .
([6]) مجموع الفتاوى (7/637).
([7]) مجموع الفتاوى (10/355-356) .
(8) مجموع الفتاوى (7/198) .
(9) مجموع الفتاوى (7/199) .
([10] ) مجموع الفتاوى (7/143) .
( [11] ) مجموع الفتاوى (7/14-15) .
([12]) يعني كتاب التوحيد للإمام محمد بن عبدا لوهاب -رحمه الله - .
([13]) فتح المجيد (ص15-16) وانظر مدارج السالكين ( 3/449 ).





المقال في موقع الشيخ ربيع المدخلي

http://www.rabee.net...hp?cat=8&id=289
الملفات المرفقه
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مسائل, حدادية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013