منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #16  
قديم 26 Dec 2013, 09:52 AM
أبو عبيد الله عبد الله أبو عبيد الله عبد الله غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: عين البنيان - الجزائر
المشاركات: 82
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو عبيد الله عبد الله إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبيد الله عبد الله
افتراضي

هذه بعض الفوائد -إضافات وتوضيحات- في ظلال الآيتين
منسجمة مع ما خطه الأخ خالد من المباحث

أولا: العنوان لا يدل على المضمون، ولعل العنوان الذي ينسجم ومشاركتك: المتشابه المعنوي في آيتي التوبة (55-85) ونحوها.

المقدمة:

محمد أبو زهرة -عفا الله عنه-:وإن هذا الاختلاف في الألفاظ هو تصريف القول الذي هو من أسباب الإعجاز البياني، كما قال تعالى: (وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ. . .)، فهل يعد هذا من التكرار؟ نقول إنه يكون من التكرار إذا كانت المناسبة التي ذكرت فيها الآيتان واحدة، أما إذا اختلفت المناسبة، فإنها تغير المقصود، وإذا تغير المقصود لَا يكون المعنى واحدًا من كل الوجوه.


الزمخشري-عفا الله عنه-: وقد أعيد قوله وَلا تُعْجِبْكَ لأنّ تجدد النزول له شأن في تقرير ما نزل له وتأكيده، وإرادة أن يكون على بال من المخاطب لا ينساه ولا يسهو عنه، وأن يعتقد أن العمل به مهمّ يفتقر إلى فضل عناية به، لا سيما إذا تراخى ما بين النزولين فأشبه الشيء الذي أهم صاحبه، فهو يرجع إليه في أثناء حديثه ويتخلص إليه، وإنما أعيد هذا المعنى لقوته فيما يجب أن يحذر منه.
ابن عطية-عفا الله عنه-: ووجه تكريرها تأكيد هذا المعنى وإيضاحه، لأن الناس كانوا يفتنون بصلاح حال المنافقين في دنياهم.


السراج المنير للخطيب الشربيني-عفا الله عنه-:

فإن قيل: ما الحكمة في التكرير؟ أجيب: بأنه أشدّ الأشياء جذباً وطلباً للخواطر الاشتغال بالدنيا وهي الأموال والأولاد وما كان كذلك يجب التحذير عنه مرّة بعد أخرى في المطلوبية والمرغوبية كما أعاد تعالى قوله في سورة النساء: {إنّ الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لما يشاء} (النساء، 48)

مرّتين وقيل: إنما كرّر هذا المعنى لأنّ الآية الأولى في قوم منافقين لهم أموال وأولاد في وقت نزولها وهذه الآية في قوم آخرين والكلام الواحد إذا احتيج إلى ذكره مع أقوام كثيرين في أوقات مختلفة لم يكن ذكره مع بعضهم مغنياً عن ذكره مع آخرين.



المبحث الأول:

زيادة في الإيضاح فقد قال الاسكافي-عفا الله عنه-: ألا ترى أنه قال: (وماتوا وهم فاسقون) ولا يشترط فعل من قد مات فيعقب بذكر الجزاء، فلذلك اختلفا في الفاء والواو.


ولهذا قال ابن جماعة-عفا الله عنه-: أن الآية الأولى: ظاهرة في قوم أحياء، والثانية: في قوم أموات.

المبحث الثاني:


ابن عاشور-عفا الله عنه-: [في الآية (55):] وَلِكَوْنِ ذِكْرِ الْأَوْلَادِ كَالتَّكْمِلَةِ هُنَا لِزِيَادَةِ بَيَانِ عَدَمِ انْتِفَاعِهِمْ بِكُلِّ مَا هُوَ مَظِنَّةُ أَنْ يَنْتَفِعَ بِهِ النَّاسُ، عُطِفَ الْأَوْلَادُ بِإِعَادَةِ حَرْفِ النَّفْيِ بَعْدَ الْعَاطِفِ، إِيمَاءً إِلَى أَنَّ ذِكْرَهُمْ كَالتَّكْمِلَةِ وَالِاسْتِطْرَادِ......
[في الآية (85):] وَوَجْهُ ذَلِكَ أَنَّ ذِكْرَ الْأَوْلَادِ فِي الْآيَةِ السَّالِفَةِ لِمُجَرَّدِ التَّكْمِلَةِ وَالِاسْتِطْرَادِ إِذِ الْمَقَامُ مَقَامُ ذَمِّ أَمْوَالِهِمْ إِذْ لَمْ يَنْتَفِعُوا بِهَا فَلَمَّا كَانَ ذِكْرُ الْأَوْلَادِ تَكْمِلَةً كَانَ شَبِيهًا بِالْأَمْرِ الْمُسْتَقِلِّ فَأُعِيدَ حَرْفُ النَّفْيِ فِي عَطْفِهِ، بِخِلَافِ مَقَامِ هَذِهِ الْآيَةِ فَإِنَّ أَمْوَالَهُمْ وَأَوْلَادَهُمْ مَعًا مَقْصُودٌ تَحْقِيرُهُمَا فِي نَظَرِ الْمُسْلِمِينَ.

المبحث الثالث:

الشعراوي-عفا الله عنه-: {فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ} لماذا؟ لأن منهم من له مال يعتز به، ومنهم من له أولاد كثيرون هم عِزْوته، ومنهم من له المال والولد. إذن: فهم مختلفون في أحوالهم؛ لذلك جاء القول: {أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ} لتؤدي المعاني كلها. ولتشمل من عنده مال فقط، ومن عنده أولاد فقط، ومن عنده المال والولد. أما في الآية الثانية التي نحن بصددها:
{وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ الله أَن يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدنيا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ} إذن: فالحقُّ سبحانه وتعالى قد أعطاهم المال والولد للعذاب.

الزحيلي -سدده الله- "التفسير المنير": ويفهم من اللفظ السابق:

وَلا أَوْلادُهُمْ أن إعجابهم بأولادهم كان أكثر من إعجابهم بأموالهم، وأما هنا رقم [85] فلا تفاوت بين الأمرين.

قولك:
اقتباس:
وتحتمل اللَّام أن تكون زائدةً


لعل اجتناب لفظ الزيادة أسلم. ويقال: غير عاملة ونحوها.

وعند قولك:
اقتباس:
فيكون الفعل "يريد" متسلِّطا على "يعذِّبهم" فيكون على هذا متعلّق الآيتين واحدًا ومعناهما متَّحدًا


قال ابن عاشور
-عفا الله عنه-: ...وَمِنْ مَحَاسِنِ التَّأْكِيدِ الِاخْتِلَافُ فِي اللَّفْظِ وَهُوَ تَفَنُّنٌ...

المبحث الرابع:


ابن عاشور -عفا الله عنه-: رَابِعُهَا: أَنَّهُ جَاءَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الدُّنْيا وَجَاءَ فِي الْآيَةِ السَّالِفَةِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا [التَّوْبَة: 55] وَنُكْتَةُ ذَلِكَ أَنَّ الْآيَةَ السَّالِفَةَ ذَكَرَتْ حَالَةَ أَمْوَالِهِمْ فِي حَيَاتِهِمْ فَلَمْ تَكُنْ حَاجَةٌ إِلَى ذِكْرِ الْحَيَاةِ. وَهُنَا ذُكِرَتْ حَالَةُ أَمْوَالِهِمْ بَعْدَ مَمَاتِهِمْ لِقَوْلِهِ: وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً [التَّوْبَة: 84] فَقَدْ صَارُوا إِلَى حَيَاةٍ أُخْرَى وَانْقَطَعَتْ حَيَاتُهُمُ الدُّنْيَا وَأَصْبَحَتْ حَدِيثًا.

الخلاصة:


ولخص ذلك كله د. فاضل السامرائي -وفقه الله- في أسرار البيان في التعبير القرآني قائلا:
وسبب ذلك والله أعلم أن السياق في الآية ذات الرقم 55 يختلف عن السياق في الآية الثانية.
إن الآية الأولى في سياق إنفاق الأموال والخطاب للمنافقين. قال تعالى: {قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ * وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بالله وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ الصلاة إِلاَّ وَهُمْ كسالى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ * فَلاَ تُعْجِبْكَ أموالهم وَلاَ أولادهم ... } [التوبة: 53-55] .
وبعدها: {وَمِنْهُمْ مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصدقات فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ} [التوبة: 58] .
وبعدها: {إِنَّمَا الصدقات لِلْفُقَرَآءِ والمساكين والعاملين عَلَيْهَا والمؤلفة قُلُوبُهُمْ وَفِي الرقاب والغارمين} [التوبة: 60] .
فالسياق في إنفاق الأموال والكلام على المنافقين وأموالهم، ثم وجه الخطاب إلى الرسول قائلاً: {فَلاَ تُعْجِبْكَ أموالهم وَلاَ أولادهم إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا} [التوبة: 55] فزاد (لا) النافية توكيداً {فَلاَ تُعْجِبْكَ أموالهم وَلاَ أولادهم} [التوبة: 55] وزاد اللام في (ليعذبهم) لزيادة الاختصاص وتوكيده.
في حين أن السياق مختلف في الآية الأخرى. قال تعالى: {فَإِن رَّجَعَكَ الله إلى طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ فاستأذنوك لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَداً وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوّاً إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بالقعود أَوَّلَ مَرَّةٍ فاقعدوا مَعَ الخالفين * وَلاَ تُصَلِّ على أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ على قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بالله وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ * وَلاَ تُعْجِبْكَ أموالهم وأولادهم إِنَّمَا يُرِيدُ الله أَن يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدنيا ... } [التوبة: 83-85] .
فسياق الآيات الأولى في إنفاق الأموال، فأكد ذلك بزيادة (لا) واللام. ولما اختلف السياق في الآيات الأخرى خالف في التعبير فلم يذكر (لا) ولا اللام، لأن المقام لا يقتضي التوكيد هنا.
ولما طال الكلام على الإنفاق والأموال في الآيات الأولى، زاد الكلام في هذه الآية دون الأخرى فقد زاد (لا) و (اللام) و (الحياة) . لما كان المالُ عصبَ الحياة كما يقال ومظنّة الوصول إلى الرفاهية والسعادة زاد كلمة (الحياة) ههنا، بخلاف الآية الأخرى فإنها في سياق الجهاد والقتال. والقتال والجهاد مظنّة القتل وفقد الحياة، ولذا لم يأت بالحياة في سياق الجهاد، بخلاف سياق المال، لأن الحربَ سبيلُ فَقْدِ الحياة بخلاف لمال والله أعلم.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبيد الله عبد الله ; 28 Dec 2013 الساعة 08:25 PM
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 26 Dec 2013, 10:27 AM
أبو عبيد الله عبد الله أبو عبيد الله عبد الله غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: عين البنيان - الجزائر
المشاركات: 82
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو عبيد الله عبد الله إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبيد الله عبد الله
افتراضي

أما بخصوص مداخلة الأخ مهدي فدونك العضب المهند:

اقتباس:
ما ذكرت أخي عن معنى الوجوه والنظائر هو أحد التعريفين لها وهو ما اختاره شيخ الإسلام والزركشي والسيوطي


الذي ذكره د. مساعد -وفقه الله- في كتابه "التفسير اللغوي" إنما هو بالاستقراء لمنهج الإمام مقاتل بن سليمان البلخي فقال: غلبَ هذا المصطلحُ على المؤلَّفات التي كُتِبَتْ في هذا العلمِ، وقد اختلفَ العلماءُ في بيانِه، ولما لم يكنْ تحريرُ هذا الخلافِ من صلبِ البحثِ، فإنِّي قد حَرَصْتُ على استقراءِ أوَّلِ كتابٍ فيه: كتابِ مقاتلِ بنِ سليمانَ البلخيِّ (ت150)، حتى أتبينَ منه المرادَ بهذا المصطلحِ؛ لأنَّ من كتبَ بعده في هذا العلمِ عَالَةٌ عليه، وإذا ظهرَ مرادُه بهذا المصطلحِ، فإنه يُحتكمُ إليه، ويُصحَّحُ ما خالفَه من التَّعريفاتِ التي ذكرها العلماءُ. وبعدَ استقراءِ كتاب مقاتلٍ، ظهرَ لي مرادُه بعلمِ الوُجُوهِ والنَّظائرِ، وإليك هذا المثال الذي يتبيَّنُ منه مرادُه بالوجوه والنَّظائرِ.
قال مقاتل: تفسيرُ الحسنى على ثلاثةِ أوجهٍ:
فوجهٌ منها: الحسنى؛ يعني: الجنَّةَ، فذلك قولُه في يونسَ: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَى) يونس: 26؛ يعني: الذين وَحَّدُوا لهم الحسنى؛ يعني: الجنَّةَ، (وَزِيَادَةٌ)؛ يعني: النَّظرَ إلى وجهِ اللهِ.
ونَظِيرُها في النَّجمِ، حيثُ يقولُ: (وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالحُسْنَى) النجم: 31؛ يعني: بالجنَّةِ، وكقولِه في الرحمنِ: (هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إلاَّ الإحْسَانُ) الرحمن: 60 يقول: هلْ جزاءُ أهلِ التَّوحيدِ إلا الجنَّةُ.
الوجه الثاني: الحسنى؛ أي: البنون، فذلك قول الله تعالى في النَّحْلِ: (لَهُمُ الحُسْنَى) النحل: 62؛ أي: البنون.
والوجه الثالث: الحسنى؛ يعني: الخيرَ، فذلك قولُه في براءة: (إنْ أرَدْنَا إلاَّ الحُسْنَى) التوبة: 107 يقولُ: ما أردنا ببناءَ المسجدِ إلاَّ الخيرَ.
ونظيرها في النساءِ: (إنْ أرَدْنَا إلاَّ إحْسَاناً وَتَوفِيقًا) النساء: 62؛ يعني: الخير).
**تحليلُ هذا المثالِ **
1 ـ إنَّ مقاتلَ بنَ سليمان جعلَ لفظَ الحسنى في القرآن على ثلاثةِ وجوهٍ: (الجنَّة، والبنون، والخير)، وهذه الوجوهُ معانٍ مختلفةٌ لهذه اللَّفظةِ.
2 ـ وإنه يكفي في الوجوه اتفاقها في المادَّةِ، وإن لم تتفقْ في صورةِ اللَّفظِ؛ كالحسنى والإحسانِ.
3 ـ وإنه في الوجه الأولِ فَسَّرَ الحسنى في آيةِ يونسَ بأنها الجنَّة، ثمَّ جعل الحسنى في آيةَ سورةِ النَّجمِ نظيرةً لآيةِ سورةِ يونس.
وفسَّرَ الحسنى في آية سورة براءة بأنها الخير، ثُمَّ جعلَ الحسنى في آية سورة النَّساء نظيرةً لها، فهما موضعان مختلفان من القرآنِ، لكنهما اتفقا في مدلولِ اللَّفظةِ، وهذا يعني أنَّ تماثلَ المدلولِ في الآيتينِ هو النظائرُ.
4 ـ وإنه لم يذكر في الوجه الثاني نظيرًا للآيةِ، وهذا يعني أنَّه لا يلزمُ أن يكونَ في كلِّ وجهٍ من الوجوهِ نظائرُ من الآياتِ.
ومن هذا الموضع المنقولِ عن مقاتلٍ (ت: 150) يتحرَّرُ مصطلحُ الوجوهِ والنَّظائرِ، ويكونُ كالآتي: ... ثم ذكر التعريف.
وعرّفه د. فضل حسن عباس فقال: هو علم دراسة لتعدد الدلالة في سياق القرآن الكريم. [إتقان البرهان] فاتفقا على كون الوجوه والنظائر متعلقان بالمعاني.

اقتباس:
ما ذكرت أخي عن معنى الوجوه والنظائر هو أحد التعريفين لها وهو ما اختاره شيخ الإسلام والزركشي والسيوطي
بل العلماء على ثلاثة مذاهب في ذلك: الأول ما ذكرته، وهو المرتضى. الثاني: مذهب ابن الجوزي. والثالث: ان الوجوه تكون في الألفاظ المشتركة، والنظائر تكون في الألفاظ المتواطئة" وهو قول شيخ الاسلام والزركشي تبعا له ثم تبعهما السيوطي.
وأزيدك فائدة، قال د. مساعد -وفقه الله- في تعليقه على الإتقان للسيوطي:
" • فيما يتعلق بتعريف السيوطي للوجوه والنظائر أقول: هذا يحتاج إلى بسط وتفصيل فيما ذكره رحمه الله ليس بدقيق فيما يتعلق بتعريف هذا العلم, والدليل على هذا هو عمل مقاتل ومن جاء بعده, فنأخذ قوله: (المشترك): اللفظ المشترك الأصل فيه أن يكون محكيًا عن العرب, مثل قوله ((والليل إذا عسعس)) يستخدم في: (أقبل) و (أدبر) , ومثله ((فرت من قسورة)) يستخدم في: (الأسد) و (الرامي) , ثم لو نظرنا إلى قوله: (الذي يستعمل في عدة معان): لو نظرنا إلى ما ذكر من الأمثلة في القرآن مثلا (الهدى) فيها سبعة عشر وجهًا, فهل هذه المعاني استخدمها العرب الجواب: لا, وإنما هي معانٍ سياقية, وبناءً على ذلك قوله: (اللفظ المشترك) لا يصلح أن يكون هو المراد بالوجوه.
• أيضًا: قوله: (كالألفاظ المتواطئة) هذا من المصطلحات المنطقية, وليست هي النظائر, فالنظائر في حقيقتها كما عند مقاتل هي الآية التي تأتي على معنى واحد من معاني الوجوه فلا علاقة لها بالألفاظ المتواطئة.
• قيل في تعريف الوجوه والنظائر: الوجه: الاتفاق في اللفظ, والنظائر: اختلاف المعنى, وهذا أيضا ليس بدقيق.
• الصواب من خلال عمل مقاتل أن مراده بالوجوه: تعدد المعاني التي وردت للفظة الواحدة في القرآن, مثلا: (الهدى) وردت بمعنى الثبات والدين ونحوها فهذه وجوه, وإذا جاء في أحد هذه الوجوه أكثر من آية فهي نظائر.
اقتباس:
فهل معناه أن المشترك أعم من الوجوه، وهل المشترك لا تختلف معاني لفظه -فتكون أوجها-؟

بل العكس تماما، اذ المشترك اللفظي أخص من الوجوه، اذ الوجوه الواردة في مصنفات الوجوه والنظائر تجمع بين المعاني الأصلية للكلمات والسياقية والبلاغية، وهذا ظاهر لو تأملت التعاريف في التعليقة الأولى.... وإن أردت توسعا فارجع الى دراسة استوفى فيها د. محمد المنجد 51 لفظة قرآنية من سبعة مصادر في الوجوه والنظائر واستخلص فيها أن 4 منها تندرج تحت المشترك اللفظي (الأمة، الآية، الفتح، الفرقان).... وأرشدك الى كتاب د. حدة كافي فقد استوعبت هذه المعلومات إن رمت زيادة علم... وفقني الله وإياك...

اقتباس:
هذه طريقة معروفة عند د.مساعد الطيار عند إيراده للمسائل


هذا ليس من كلام د. مساعد، وإنما من كلام د. حدة كافي.
وأزيدك فائدة لعلها توضّح لك ما عنته الدكتورة بكلامها:
جاء في الإبانة لأبي حسن الأشعري: "فإن قال قائل: حدّثونا عن اللفظ بالقرآن كيف تقولون فيه؟ قيل له: القرآن يُقرأ في الحقيقة ويُتلى، ولا يجوز أن يُقال: يُلفظ به، لأن القائل لا يجوز له أن يقول: إن كلام الله ملفوظ به، لأن العرب إذا قال قائلهم: لفظت باللقمة من فمي فمعناه: رَمَيْتُ بها، وكلام الله تعالى لا يقال: يُلففظ به، وإنما يقال: يُقرأ، ويُالى، ويُكتب، ويُحفظ " ولعل هذا هو السبب الذي لأجله وُضعت عناوين أخرى تحمل معنى المشترك اللفظي ولكنها لا تحمل إسمه، مثل الأشباه والنظائر، أو الوجوه والنظائر، أو التصاريف ...


اقتباس:
وأحيانا يورد إيرادات ويتركها معلقة





ذلك لأنه كتب كتابه بطريقة تجديدية، وحيث كان كذلك فهو يحرر المسألة على ما توصل إليه، ويفتح للباحثين آفاقا في الدراسات القرآنية، فكما تعلم أن هذا العلم لم ينضج بعد... ولعل هذا يظهر لك من أول وهلة من العنوان: المحرر...


والحمد لله أن جعلنا نتذاكر مباحث تتعلق بالقرآن الكريم، فهذا من نعم الله علينا...

والله أعلم.. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبيد الله عبد الله ; 26 Dec 2013 الساعة 01:01 PM
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 28 Dec 2013, 08:47 PM
أبو عبيد الله عبد الله أبو عبيد الله عبد الله غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: عين البنيان - الجزائر
المشاركات: 82
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو عبيد الله عبد الله إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبيد الله عبد الله
افتراضي

إلى أخي خالد حفظه الله:



قد قلت بأن:
اقتباس:
نعم هي مندرجة تحت المتشابه اللفظي، والفرق بينه وبين المعنوي هو الفرق بين ما نُسبا إليه، فالمؤلَّفات في المتشابه اللفظي تعتني بتحرير الفروق اللفظية بين الآيات، والمصنفات في المتشابه المعنوي تقصد إلى الكشف عمَّا تحت ذلك من الأسرار.


وفيما اطلعت ما يلي:


[1] - "المتشابه اللفظي في القرآن وأسراره البلاغية" للدكتور صالح الشثري ص12: أما متشابه القرآن حين يُطلق فإنه يُطلق على نوعين، الأول: المتشابه المعنوي، وهو يقابل المحكم، وقد دار حول هذا النوع جدل كبير بين العلماء لتحديد المراد منه في القرآن الكريم، وهو ليس مجال بحثي في هذه الرسالة، وخلاصة ذلك أن المراد به الغامض المشكل مما استأثر الله سبحانه بعلمه كعلم المغيبات، وعلم الساعة، أو أنه مما التبس فهم المراد منه، من حيث خرج ظاهره عن دلالته على المراد به، لشيء يرجع الى اللغة أو العقل أو غير ذلك(متشابه القرآن دراسة موضوعية).اهـ

أما المتشابه اللفظي فأظن أن أفضل تعريف له هو للأستاذ محمد البركة " المتشابه اللفظي في القرآن الكريم وتوجيهه دراسة موضوعية": المتشابه اللفظي (اصطلاحاً) هو : ما أشكل من الآيات المتماثلة لفظاً باتفاقٍ أو مع اختلاف [أو يقال: بلا اختلاف أو معه]....
ولفظ التماثل : يخرج المتشابه المعنوي- المقابل للمحكم- لأنّ تشابهه ناشئ من الالتباس ،
وليس من التماثل .


ل
فظاً
: قَيْد يخرج به ما تشابه في المعنى دون اللفظ ، وهو أشياء كثيرة ليست من المتشابهاللفظي ؛ كالمترادف وبعض المكرّر وضدالمختلف والمتناقض وغيرها.

وأبرز الكتب في
المتشابه المعنوي:
تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة، وحقائق التأويل في متشابه التنزيل للشريف الرضي، ومتشابه القرآن للقاضي عبد الجبار المعتزلي.


أ
ما في المتشابه اللفظي
-زيادة على ما تفضلت به- فـنوعان:

1) الكتب المفردة في توجيه المتشابه اللفظي: "
ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل، في توجيه المتشابه اللفظ من آي التنزيل" لابن الزبير الغرناطي(ت708) ، و"فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن" لزكريا الأنصاري (ت926)،
"متشابه النظم في قصص القرآن الكريم- مقارنة وتحليل-" للدكتور :عبدالغني الراجحي، "المتشابه اللفظي في القرآن الكريم وأسراره البلاغية" للدكتور : صالح الشثري، "من بلاغة المتشابه اللفظي في القرآن الكريم" للدكتور : محمد الصامل، "من بلاغة المتشابه اللفظي" للدكتور : إبراهيم طه العجلي.

قولك:
اقتباس:
وقد أُخلصت له كتب مستقلة، من أجودها...

يعتبر كتاب الخطيب الإسكافي (( درة التنزيل )) عمدة هذه المؤلفات وأسبقها ، ولذلك فإن كلّ من ألف بعده في (( توجيه المتشابه )) عيالٌ عليه ، ومتأثّرون به – مادّة ومنهجاً – وقد صرّح بهذا كلٌّ من الكرماني وابن الزبير الغرناطي في مقدّمة كتابيهما.
بالنسبة لعدد المسائل: فإن أكثر كتب توجيه المتشابه في ذلك : كتاب الكرماني ( 590 مسألة ) ، يليه كتاب ابن الزبير ( 530 مسألة ) ، ثم الأنصاري ( 350 مسألة ) ، ثم كتاب ابن جماعة ( 331 مسألة ) ، وأخيراً : الإسكافي ( 324 مسألة ).

أما من حيث المنهج: فسلك الخطيب الإسكافي ، وتبعه عليه أبو جعفر بن الزبير هو البسط والإط
الة، والبقية سلكوا مسلك الايجاز اختطّه الكرماني ، وتبعه عليه كلٌّ من ابن جماعة والأنصاري.

2) الكتب الغير مفردة في توجيه المتشابه اللفظي:

كتب التفسير: وخاصّة ما يهتمّ منها بالمبا
حث البلاغية ولطائف وأسرار القرآن ، ومن أبرزها : الكشاف للزمخشري ، والتفسير الكبير للفخر الرازي - وهما عمدة من جاء بعدهما من المفسّرين في ذلك
- .
بالإضافة إلى : البحر المحيط لأبي حيّان ، والتسهيل لابن جزي الكلبي ، وروح المعاني للآلوسي ، والتحرير والتنوير للطاهر ابن عاشور

ك
تب علوم القرآن العامة
، وأبرزها خمسة : " البرهان" للزركشي ، و" الإتقان " للسيوطي ، و"بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز" للفيروزابادي، و" أسرار التنزيل" أو" قطف الأزهار في كشف الأسرار" للسيوطي، و" إرشاد الرحمن لأسباب النزول والنسخ والمتشابه وتجويد القرآن" للأجهوري [ملخصا من "المتشابه اللفظي" لمحمد البركة].

فما توجيهك لهذا؟

بورك فيك

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبيد الله عبد الله ; 28 Dec 2013 الساعة 11:07 PM
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 29 Dec 2013, 03:22 AM
فتحي إدريس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاك الله خيرا شيخ خالد، أمتعتنا كعادتك حفظك الله وبارك فيك.
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 29 Dec 2013, 09:33 AM
أبو البراء
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

اقتباس:
فما توجيهك لهذا؟

هو شرح لما أُجمل في المقال، بوركت.
رد مع اقتباس
  #21  
قديم 17 Apr 2014, 07:40 PM
أبو عبيد الله عبد الله أبو عبيد الله عبد الله غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: عين البنيان - الجزائر
المشاركات: 82
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو عبيد الله عبد الله إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبيد الله عبد الله
افتراضي

مما وقفت عليه في اختيارك للعنوان، وأنه لا يتوافق مع مضمون المقال:

- يظهر من عنوان أوسع كتاب: "ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل في توجيه المتشابه اللفظ من آي التنزيل" للغرناطي.

- سلسلة صوتية: "بلاغة المتشابه اللفظي في القرآن" د. محمد علي الصامل [وهو من هو].

- "المتشابه اللفظي في القرآن الكريم وأسراره البلاغية -دراسة تحليلية لتراث علماء المتشابه اللفظي-" د. صالح بن عبد الله الشثري. رسالة دكتوراه كان الصامل من ضمن المناقشين.

-"بلاغة المتشابه اللفظي في تفسير البحر المحيط لأبي حيان" رسالة دكتوراه لمريم القرشي.

ووقفت أخيرا على كتاب "معجم مصطلحات علوم القرآن" لمحمد الشايع، ص: 130، المتشابه اللفظي:

هي الآيات المتماثلة لفظا تماثلا كليا او أكثريا في سورة واحدة او سور مختلفة..

ثم ضرب أمثلة لذلك كله، ثم قال:

وتسميته بالمتشابه اللفظي لتمييزه عن المتشابه المقابل للمحكم الذي سماه بعضهم بالمتشابه المعنوي تفريقا بين النوعين... اهـ

ولمزيد بيان، فقد أوعب إبراهيم الجرمي في كتابه "معجم علوم القرآن" ص:239-241 في الموضوع.

والله أعلم.

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبيد الله عبد الله ; 17 Apr 2014 الساعة 09:34 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المتشابه, علوم, قرآن

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013