وهكذا المال، ونحن نرى كثيرًا ممن ابتُليَ بسبب هذا؛ فانتكس من حالٍ إلى حال، من حالٍ صالحة طيّبة إلى حالٍ خبيثةٍ سيئّة بسبب المال، فترى هذا يذهب مع الحزبييّن لأنّهم أعطَوهُ وظيفة، أو أعطَوهُ مالًا، أو أعطَوهُ سيارة، أو ولَّوْهُ رئاسة المكتب الفلاني في بلدهِ ونحوِ ذلك، وهذا يذهب مع الجمعيّة الحزبييّة الفلانيّة المعروفة، لأنّها تدعمهُ، أو سيطمع منها أن تدعمهُ، أو يطمع فيها أن تفتح لهُ مركزًا، أو يطمع أن تدعم له مسجدًا ونحو ذلك، فيبيعُ دعوتهُ الصحيحة ودينهُ الصحيح التي كان يُوالي ويُعادي عليها في ذات الله-تبارك وتعالى-، وإذا بك تراهُ مع هؤلاءِ المغموسين المطعون فيهم وفي عقائدِهم، بلْ هو بالأمس ربّما كان يتكلّمُ فيهم، فيرميهم بالتحزُّب، ويرميهم ربّما بالبدعة ونحو ذلك؛ وإذا بهِ اليوم قدْ انتكس فإذا بهؤلاء الذين بالأمس يطعنُ فيهم؛ يزكّيهم اليوم، أو يدافعُ عنهم.
حفظ الله الشيخ محمد بن هادي المدخلي و جعله مفتاح خير مغلاق شر ، و ثبت و سدد خطاه على الحق .
|