منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 Mar 2015, 07:18 AM
عبد القادر شكيمة عبد القادر شكيمة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
الدولة: الجزائر ولاية الوادي دائرة المقرن
المشاركات: 315
افتراضي من درر ابن القيم رحمه الله

الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
كثيرا ما يأتي بعض الناس ويشتكون سد الأبواب في وجوههم, فما من عمل يمارسونه, أو مهنة يزاولونها, أو تجارة يرجون ربحها, أو غيرها من أسباب الرزق إلا ويخرجون منها أصفار اليدين, ويسمون هذا بـــــ(التابعة), فيلجأون إلى الرقاة أو إلى السحرة والعرافين ليزيلوا عنهم تلك العقبات التي أعاقت مستقبلهم, ويفتحوا لهم الأبواب التي أوصدت في وجوههم.
وهذا اعتقاد منهم فاسد, فإن الرازق هو الله, وهو الذي بيده ملكوت كل شيء, فمن أراد أن تفتح له الأبواب, وتُيَسّر له الأسباب, فليلجأ إلى رب الأرباب, القائل في أفضل كتاب: "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه" الطلاق: ٢ - ٣ والقائل: "ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا" الطلاق: ٤
وهذه كلمة من الدرر الغالية والحكم العالية للإمام ابن القيم, تفرح القلب, وتبعد عنه الشك والريب, جديرة بالتأمل والتدبر, قال - رحمة الله عليه - : " فرِّغ خاطرك لِلِهَمِّ بما أمرت به, ولا تشغله بما ضمن لك، فإن الرزق والأجل قرينان مضمونان, فما دام الأجل باقيا كان الرزق آتيا, وإذا سد عليك بحكمته طريقا من طرقه, فتح لك برحمته طريقا أنفع لك منه, فتأمل حال الجنين, يأتيه غذاؤه وهو الدم, من طريق واحدة, وهو السرة, فلما خرج من بطن الأم, وانقطعت تلك الطريق, فتَح له طريقين اثنين, وأجرى له فيهما رزقا أطيب وألذ من الأول, لبنا خالصا سائغا, فإذا تمت مدة الرضاع, وانقطعت الطريقان بالفطام, فتح طرقا أربعة أكمل منها, طعامان وشرابان, فالطعامان من الحيوان والنبات, والشرابان من المياه والألبان, وما يضاف إليهما من المنافع والملاذ, فإذا مات انقطعت عنه هذه الطرق الأربعة, لكنه -سبحانه- فتح له -إن كان سعيدا- طرقا ثمانية, وهى أبواب الجنة الثمانية, فهكذا الرب -سبحانه- لا يمنع عبده المؤمن شيئا من الدنيا إلا ويؤتيه أفضل منه وأنفع له, وليس ذلك لغير المؤمن, فإنه يمنعه الحظ الأدنى الخسيس ولا يرضي له به, ليعطيه الحظ الأعلى النفيس, والعبد لجهله بمصالح نفسه, وجهله بكرم ربه وحكمته ولطفه, لا يعرف التفاوت بين ما منع منه, وبين ما ذخر له, بل هو مولع بحب العاجل وان كان دنيئا, وبقلة الرغبة في الآجل وان كان عليا, ولو أنصف العبد ربه -وأنى له بذلك- لعلم أن فضله عليه فيما منعه من الدنيا ولذاتها ونعيمها أعظم من فضله عليه فيما آتاه من ذلك, فما منعه إلا ليعطيه, ولا ابتلاه إلا ليعافيه, ولا امتحنه إلا ليصافيه, ولا أماته إلا ليحييه, ولا أخرجه إلى هذه الدار إلا ليتأهب منها للقدوم عليه, وليسلك الطريق الموصلة إليه, فجعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا, وأبى الظالمون إلا كفورا, والله المستعان. الفوائد ص: 120-121.
أسأل الله تعالى أن يعلمنا وأن ينفعنا بما علمنا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين, ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.


التعديل الأخير تم بواسطة عبد القادر شكيمة ; 20 Aug 2015 الساعة 12:34 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013