...:: مـقـولـة نـفـيـسـة لإمـام دار الـهـجـرة :::...
بسم الله الرحمن الرحيم:
هذا أثر نفيس عن إمام دار الهجرة ، يتجلى من خلاله أن الدين قد تم و كمل ، و أن تتبع السنن و الأخذ بها هي طريقة أهل السنة و الجماعة مع طرح الرأي و نبذه ،إذ هو مهامه تتيه فيها العقول ،و يحول دون الوصول إلم الأرب المأمول ،كما أن في هذا الأثر رد على الجويني –وغيره - ممن ادعوا ، أن النصوص لم تستوعب جميع ما يخص الناس ، و هم بذلك ينسبون النقص إلى شرع الله التام الكامل من حيث لا يشعرون ،
و قد اخرج هذا الأثر الحافظ ابن عبدالبر في (جامع بيان فضل العلم و أهله،3/299) ، و الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد،13/415) - واللفظ له -من طريقين عن يعقوب بن سفيان الفسوي حدثني الحسن بن الصباح حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنيني ،قال: قال مالك :" قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم ،وقد تم هذا الأمر واستكمل، فانما ينبغي أن تتبِع آثار رسول الله صلى الله عليه و سلم ،وأصحابه ولا تتبع الرأي، وإنه متى اتبع الرأي جاء رجل آخر أقوى منك فاتبعته فأنت كلما جاء رجل غلبك اتبعته ،أرى هذا الأمر لا يتم." أي الرأي.
قلت : و قد رواه الحافظ أبو جعفر الطبري في (تهذيب الآثار) ، كما نقله الشيخ أحمد ابن الصديق في كتابه (المثنوني و البتار)، و لم أجده في الجزء المطبوع من ( تهذيب الآثار) ، و لعل الشيخ أحمد نقله عنه بواسطة كما هي عادته -رحمه الله-.
قلت : وهذا السند إلى الإمام - رحمه الله و رضي عنه- صحيح ، أما الراوي عنه ، وهو إسحاق بن إبراهيم الحنيني (1)، فأقوال الأئمة فيه كالآتي:
قال أبو حاتم : "رأيت أحمد ابن صالح لا يرضاه ".
وقال :"البخاري في حديثه نظر ".
وقال النسائي :" ليس بثقة".
وقال أبو الفتح الازدي :" اخطأ في الحديث".
وقال ابن عدي :"ضعيف ومع ضعفه يكتب حديثه".
وقال ابن حبان في (الثقات) :"كان يخطئ".
وقال عبدالله بن يوسف التنيسي : "كان مالك يعظمه ويكرمه".
و قال أبو زرعة:" صالح ".
قال الحافظ :"يعني في دينه لا في حديثه".
وقال الحاكم أبو أحمد:" في حديثه بعض المناكير".
وقال البزار:" كف بصره فاضطرب حديثه".
قلت : فهو في الحديث لا يسقط عن درجة الاعتبار ، أما في روايته لمثل هذه الأخبار عن مشايخه فيصحح نقله لما عرف عنه من زهد و صلاح ، و خصوصا أنه لازم الإمام مالك .
قلت : اما الراوي عنه الحسن بن الصباح البزار (2) ،فأقوال الأئمة فيه كالآتي:
قال الإمام أحمد: اكتب عنه، ثقة صاحب سنة ".
وقال الخلال : قال أحمد: " ما يأتي يوم على البزار إلا وهو يعمل فيه خيرا ".
وقال أبو حاتم :" صدوق، وكانت له جلالة عجيبة ببغداد ،كان أحمد يرفع من قدره ويجله".
وقال النسائي في أسماء شيوخ:" بغدادي صالح".
وقال في الكنى:" ليس بالقوي".
وذكره ابن حبان في (الثقات).
قلت : فمثله تصحح له مثل هذه الأخبار.
_________________________
1_ترجم له ابن عدي في (الكامل ، 1/341) ،و العقيلي في (الضعفاء، 1/97) ،و ابن حبان في (الثقات) ،و ابن أبي حاتم في (الجرح و التعديل ، 2/208) ،و المزي في (تهذيب الكمال ، 2/396 ) ، و ابن حجر في (تهذيب التهذيب،1/194) .