منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 Aug 2014, 07:14 AM
هشام بن حسن هشام بن حسن غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 270
إرسال رسالة عبر MSN إلى هشام بن حسن إرسال رسالة عبر Skype إلى هشام بن حسن
افتراضي كشف الجهل الفاضح عند سلايمية الكاذب المتمسح بلقب الباحث (الجزء: 2)

بسم الله الرحمن الرحيم




الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فهذا هو الجزء الثاني من مقالي المعنون له بـ: (كشف الجهل الفاضح عند سلايمية الكاذب المتمسح بلقب الباحث)
http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=13130
كتبته في فترات متقطعة، ولعل الله - إن يسر في الوقت وأمد في العمر- أن أتبعه بحلقات أخرى فيها كشف لهذيان وإفك المتشيع الحاقد: سلايمية- وقى الله بلادنا شره- .

الوقفة الثالثة: سهام طائشة وطعونات كاذبة آثمة !!
قال – عامله الله بعدله-:(.. وفي مذهب معاوية الذي تجسّد في ابن تيمية بعد ذلك ومن يلفون هذا اللفيف... وكذلك فعل العلماء الذين عاصروا ابن تيمية وهم من أهل السنة جميعا إذ أمضوا بكلّ البصمات على أنّ هذا الرجل خطر على الإسلام فاستجابت السلطة لهم وأدخلته السجن فمات فيه مذموما مدحورا .(1)
كما ذكر في موضع آخر: أنّه سُجن بسبب إفتائه بأنّ زيارة قبر الرسول ص بدعة، ووصفه بأنّه محسوب على الإسلام، وبأنّه أفتى -كما في الفتاوى الكبرى – بقوله : من جهر بالنية يستتاب فإن تاب وإلا قُتل، ثمّ استند إلى طعن ابن حجر الهيتمي المكّي في شيخ الإسلام
(2)

ولي مع هذا التجنّي والتعدّي وقفات:

أولا: شيخ الإسلام في سطور:
قبل البدء بالدفاع عن هذا الإمام فيما رُمي به من إفك وبهتان، لا بدّ أن أقدّم بترجمة يسيرة مختصرة عنه (3) ، فمن جهل شيئا عاداه، ومن لم يعرف هؤلاء الأعلام حقّ المعرفة رماهم بالنقائص والثلب والقدح، ولا شكّ ولا ريب أنّ ( لُحُوم الْعلمَاء -رَحْمَة اللَّه عَلَيْهِم- مَسْمُومَة، وَعَادَة اللَّه فِي هتك أَسْتَار منتقصيهم مَعْلُومَة، لِأَنّ الوقيعة فيهم بِمَا هم مِنْهُ برَاء أمره عَظِيم، والتنَاول لأعراضهم بالزور والافتراء مرتع وخيم، والاختلاق على من اخْتَارَهُ اللَّه مِنْهُم لنعش الْعلم خلق ذميم (4) ...وكل من أطلق لِسَانه فِي الْعلمَاء بالثلب بلاه اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ- قبل مَوته بِمَوْت الْقلب) (5).
ولقد صدق من قال :
ما الفخر ّإلا لأهل العلم إنّهمُ *** على الهدى لمن استهدى أدلّاء
وقدر كلّ امرئ ما كان يحسنه ***والجاهلون لأهـــل العلـم أعـــداء
ففـــز بعلــــم تعش حيّا بـــــه أبدا *** الناس موتى وأهــل العلـــم أحياء

فإمامُنا الذي نتحدّث عنه هو علم الأعلام ودرّة بلاد الشام ونادرة الزمان، مجدّد الملة ومحيي السنّة:تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام المعروف بابن تيميّة، النميريّ نسبا، الحرّاني مولدا (6)، الدمشقي منشأ ومدفنا، الحافظ المفسّر الفقيه الزاهد، ولد يوم الإثنين : العاشر من ربيع الأول سنة إحدى وستين وستمئة (661) بحرّان، وبعد استيلاء التتر على البلاد تحوّل أبه أبوه وأقاره إلى دمشق سنة(667)، فسمع من الشيخ ابن عبد الدائم والمجد ابن عساكر وابن الصيرفي وابن أبي الخير الحداد والقاسم الإربلي وخلق كثير، وعُني بالحديث فسمع المسند والكتب الستة وغيرها، وأقبل على العلوم الشرعيّة فأخذ الفقه والأصول عن والده وابن المنجّى، وأقبل على التفسير وبرز فيه وأحكم أصول الفقه وأصول الدين، وقد تأهّل للفتوى والتدريس وله دون العشرين سنة، وقد قال الحافظ ابن دقيق العيد :" لما اجتمعت بابن تيميّة رأيت رجلا كلّ العلوم بين عينيه، يأخذ ما يرد ويدع ما يريد"، وقال ابن الزملكاني عنه :" كان إذا سُئل عن فنّ من العلم ظنّ الرائي والسامع أنّه لا يعرف غير ذلك الفنّ، وحكم أنّ أحدا لا يعرف مثله، وكان الفقهاء من سائر الطوائف إذا جالسوه استفادوا منه في مذهبهم أشياء ..." ، كما كان / سريع الحفظ قويّ الإدراك سيّال الفهم، تلمذ على يديه جماعة صاروا علماء جهابذة من أمثال : الإمام ابن القيم والحافظ الذهبي والحافظ ابن كثير والحافظ ابن عبد الهادي وغيرهم ، أمّا عن تصانيفه فهي كثيرة على جودتها فمنها : كتاب الإيمان ، درء تعارض العقل والنقل، تلبيس الجهميّة في تأسيس بدعهم الكلاميّة، الجواب الصحيح لمن بدّل دين المسيح، منهاج السنة النبويّة في نقض كلام الشيعة والقدريّة، اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم، وغيرها كثير، وقد جُمعت فتاواه فبلغت عدّة مجلّدات، أوذي / كثيرا ودخل السجن سبع مرات آخرها كان في قلعة دمشق التي توفّي بها / في سحر ليلة الإثنين 20 من ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وسبعمئة ( 728 ) عن سبعة وستين عاما وثمانية أشهر وعشرة أيّام، وكانت جنازته / مشهودة لم يتخلّف أحد من غالب الناس إلا ثلاثة أنفس كانوا قد اشتُهروا بمعاداته، فاختفوا من الناس خوفا على أنفسهم، بحيث غلب على ظنّهم أنّهم متى خرجوا رجمهم الناس فأهلكوهم، فلم يُسمَع بجنازة مثل هذا الجمع إلا جنازة الإمام أحمد (7) ، فغُسّل وكُفّن وصُلّي عليه في الجامع الأموي ودُفن في مقابر الصوفيّة (8)، فجزاه الله أحسن الجزاء عن الإسلام والمسلمين.

ثانيا: إنصافه للمخالفين واعتراف هؤلاء بذلك :
لنذكّر هذا الطاعن ومن على شاكلته في الظلم والتعدّي بقيمة شيخ الإسلام من جهة وقيمة الإنصاف من جهة أخرى، لا بدّ من عرض بعض من المواقف التي وقفها شيخ الإسلام / مع معارضيه ومناوئيه، وكيف أنّ خلقا من هؤلاء اعترفوا بذلك شهادة منهم بشهادة الحقّ تجاه من ناصبوه العداء وظلموه وآذوه .
فهذا قاضي المالكية ابن مخلوف يقول بعد عفو شيخ الإسلام عنهم:" ما رأينا أتقى من ابن تيمية لم نبق ممكنا في السعي فيه، ولمّا قدر علينا عفا عنا " (9).
وهذا الاعتراف منهم سببه أنّ شيخ الإسلام / كان أشدّهم إنصافا وأقواهم حلما وعفوا، فمن المواقف ما ذكره تلميذه الوفيّ الإمام ابن القيم / وهو يذكر خلق إكرام مؤذيك والاعتذار إلى من يجني عليك :" وما رأيت أحدا قط أجمع لهذه الخصال من شيخ الإسلام ابن تيمية - قدّس الله روحه - وكان بعض أصحابه الأكابر يقول: وددت أني لأصحابي مثله لأعدائه وخصومه، وما رأيته يدعو على أحد منهم قط، وكان يدعو لهم، وجئت يوما مبشّرا له بموت أكبر أعدائه، وأشدهم عداوة وأذى له. فنهرني وتنكر لي واسترجع. ثم قام من فوره إلى بيت أهله فعزّاهم، وقال: إنّي لكم مكانه، ولا يكون لكم أمر تحتاجون فيه إلى مساعدة إلا وساعدتكم فيه، ونحو هذا من الكلام، فسرّوا به ودعوا له، وعظّموا هذه الحال منه، فرحمه الله ورضي عنه " . (10)
وذكر تلميذه الحافظ ابن عبد الهادي حادثة تدلّ على حلم الشيخ وعفوه عمن ظلمه، حيث قال :"وسمعت الشيخ تقي الدين ابن تيمية / يذكر أن السلطان لمّا جلسا بالشباك أخرج من جيبه فتاوى لبعض الحاضرين في قتله واستفتاه في قتل بعضهم، قال : ففهمت مقصوده وأن عنده حنقا شديدا عليهم لما خلعوه وبايعوا الملك المظفر ركن الدين بيبرس الجاشنكير، فشرعت في مدحهم والثناء عليهم وشكرهم وأنّ هؤلاء لو ذهبوا لم تجد مثلهم في دولتك، أمّا أنا فهم في حلّ من حقي ومن جهتي وسكّنت ما عنده عليهم، قال : فكان القاضي زيد الدين ابن مخلوف قاضي المالكية يقول بعد ذلك : ما رأينا أتقى من ابن تيمية لم نُبق ممكنا في السعي فيه، ولمّا قدر علينا عفا عنا" . (11)
وذكر الحافظ ابن عبد الهادي أيضا ما يدلّ على هذا الخلق النبيل المتجذّر في قلب شيخ الإسلام، حيث قال/ :" فلمّا كان في رابع شهر رجب من سنة إحدى عشرة وسبعمائة جاء رجل فيما بلغني إلى أخيه الشيخ شرف الدين وهو في مسكنه بالقاهرة فقال له : إن جماعة بجامع مصر قد تعصبوا على الشيخ وتفردوا به وضربوه، فقال : حسبنا الله ونعم الوكيل وكان بعض أصحاب الشيخ جالسا عند شرف الدين قال : فقمت من عنده وجئت إلى مصر فوجدت خلقا كثيرا من الحسينية وغيرها رجالا وفرسانا يسألون عن الشيخ فجئت فوجدته بمسجد الفخر كاتب المماليك على البحر واجتمع عنده جماعة وتتابع الناس وقال له بعضهم: يا سيدي قد جاء خلق من الحسينية ولو أمرتهم أن يهدموا مصر كلها لفعلوا، فقال لهم الشيخ : لأي شيء قال : لأجلك فقال لهم: هذا ما يحقّ فقالوا : نحن نذهب إلى بيوت هؤلاء الذين آذوك فنقتلهم ونخرب دورهم فإنهم شوشوا على الخلق وأثاروا هذه الفتنة على الناس فقال لهم : هذا ما يحلّ، قالوا : فهذا الذي قد فعلوه معك يحلّ، هذا شيء لا نصبر عليه ولا بدّ أن نروح إليهم ونقاتلهم على ما فعلوا والشيخ ينهاهم ويزجرهم، فلما أكثروا في القول قال لهم: إمّا أن يكون الحق لي أو لكم أو لله، فإن كان الحق لي فهم في حلّ منه، وإن كان لكم فإن لم تسمعوا مني ولا تستفتوني فافعلوا ما شئتم، وإن كان الحقّ لله، فالله يأخذ حقه إن شاء كما يشاء ..."(12).
فهذا كلّه يدلّ على مكانة شيخ الإسلام وفضله ممّا يعترف بذلك الموافق والمخالف، ولهذا كانت جنازته / مشهودة عظيمة لم يتخلّف عنها –كما ذكرنا- إلا ثلاثة من الناس خافوا من فتك الناس بهم لأنّهم كانوا من ألدّ أعدائه، وقد صدق الإمام أحمد حين قال :" قولوا لأهل البدع بيننا وبينكم يوم الجنائز" .
ثالثا: العلماء والابتلاء :
من المعلوم أنّ الابتلاء والامتحان لصيق بأولياء الله وعباده الصالحين وعلى رأسهم أهل العلم والدعاة إلى الله، فتعتريهم العقبات وتعترضهم العراقيل في حياتهم العلميّة والدعويّة شأنهم شأن الأنبياء والمرسلين إ، فما من نبيّ أرسله الله للناس إلا أوذي من قومه إمّا باللسان وإمّا باليد، وقد قال الله أ : {الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُون *وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِين } [العنكبوت:1-3] .
وهذ المعنى جاء في أحاديث نبويّة كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم كما في حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً؟ قَالَ: "الْأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ، يُبْتَلَى الْعَبْدُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَمَا يَبْرَحُ الْبَلَاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ، وَمَا عَلَيْهِ مِنْ خَطِيئَةٍ" (13).
فتبيّن إذن انّ ما لاقاه شيخ الإسلام وإخوانه من العلماء والمصلحين إنّما هو من هذا القبيل ممّا فيه شرف لهم ورفعة في الدنيا وفي الآخرة، فلا سبيل إلى التنقّص منهم بسبب الإيذاء من حبس أو ضرب، وما حال إمام أهل السنّة أحمد بن حنبل بخاف على الباحثين، حيث أوذي بالضرب والحبس والإقامة الجبريّة وكادوا أن يقتلوه بسبب تمسّكه بالحق والسنّة، وردّه على أهل البدع من المعتزلة الذين هم إخوان الشيعة الرافضة، فخرج من المحنة بمنحة عظيمة، والله ناصره عبده ولو بعد حين {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَاد}[غافر:51] .
وأمّا أهل الباطل وأصحاب البدع والضلال فإذا أعيتهم الحجج والبراهين الساطعة فلم يستطيعوا مجابهة الحقّ وأهله ترى مفزعهم دوما إلى ذوي السلطان والرياسة كي يمنعوا صوت الخير والهدى من أن يرتفع عاليا بين الأنام، كما قال الإمام ابن القيّم / -وقد كان ممّن ابتُلي وأوذي بالسجن والضرب-:
يا ربّ هم يشكوننا أبدا *** ببغيهم وظلمهم إلى السلطان
ويلبّسون عليه حتّى إنّه *** ليظنّهم هم ناصرو الإيمان (14)

والقاعدة المتقرّرة عند أهل السنّة والجماعة أنّ طاعة ولاة الأمور واجبة ولو كانوا ظلمة عصاة، فلا يجيزون الخروج عليهم لما يترتّب على ذلك من المفاسد العظيمة، ومع هذا فليسوا على هوى الملوك والسلاطين، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فلو اعتقد السلطان بدعة ما أو ارتكب نوعا من أنواع الفسوق والآثام فلا ينزعون يدا من طاعة ولكن لا يطيعونه ولا يستجيبون له فيما خالف السنّة والاعتقاد الصحيح، كما حصل مع الإمام مالك /حينما ضربه بعض الأمراء في زمانه، وكذلكم ما صنعه الإمام أحمد / تجاه أمراء بني العباس، وهكذا صنيع أهل العلم الكبراء في كلّ زمان ومكان، موقفهم ماض على الأصل الذي ذكرته آنفا، فلا يصحّ التعلّل بفعل السلاطين، وقد صدق الإمام عبد الله بن المبارك حين قال :
وَهَلْ أَفْسَدَ الدِّينَ إلاَّ الْمُلُوكُ ... وَأَحْبَارُ سُوءٍ وَرُهبَانُهَا (15)

رابعا: شيخ الإسلام وقضية الزيارة :
لقد تجنّى هذا المردود عليه-تبعا لسلفه من أهل الأهواء والبدع- على شيخ الإسلام ابن تيميّة / وقوّله ما لم يقل، وقد جاء في حديث ابن عمر ب مرفوعا وفيه قول النبيّ صلى الله عليه وسلم:" وَمَنْ قَالَ: فِي مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ أَسْكَنَهُ اللَّهُ رَدْغَةَ الْخَبَالِ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ "(16).
فشيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله لم يفت قطّ بأنّ زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم بدعة، وإنّما الأمر يتعلّق بشدّ الرحال قصد زيارة قبر النبي ص ، وهذا ممّا ورد النهي عنه كما ورد في حديث أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :" لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِي هَذَا، وَمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الْأَقْصَى " (17) .
فلا يجوز السفر تقصدا لزيارة قبور الأنبياء والصالحين، كما لا يجوز السفر-مثلا- إلى مسجد قباء للصلاة فيه، رغم أنّه من الأماكن المشروعة زيارتها لمن كان موجودا بالمدينة النبويّة، لأنّ هذا ليس من شدّ الرّحال .
وأمّا شدّ الرحال والسفر تقصّدا للصلاة بالمسجد النبويّ فسنّة مستحبة وعمل مشروع، ويكون من ضمنه زيارة قبر النبي وصاحبيه-على رغم أنوف الروافض- أبي بكر وعمر رضي الله عنهما (18) .
وهذا ممّا لم ينفرد به شيخ الإسلام بل سبقه إلى ذلك أئمّة وعلماء منهم إمام دار الهجرة : مالك بن أنس رضي الله عنه حيث كره أن يقال : زرنا قبر النبيّ صلى الله عليه وسلم (19) .
كما وافقه على ذلك-في زمنه - علماء بغداد-طهّرها الله من عصابة الصفويين وأذنابهم-(20)
وكذا علماء أهل الشام من المالكيّة، فليرجع إليها فإنها مهمة، وبها يتبينّ كذب ادّعاء انّ شيخ الإسلام-رحمه الله- يخرق الإجماع، والله المستعان .
فالحاصل أنّ شيخ الإسلام لم يحرّم زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وإنّما منع من شدّ الرحال والسفر تقصّدا لذلك، كما هو مذهب كثير من العلماء ممّن سبقوه أو تأخّروا عنه .


خامسا: مسألة الجهر بالنيّة :
لاشكّ أنّ الجهر بالنيّة في الصلاة أو في الصيام من البدع المحدثات ومن الوساوس التي ترد على بعض الناس ممّن يسمّون بالموسوسين، فيقول قائلهم : أنوي صلاة الظهر كذا وكذا، وأنوي صيام الإثنين، وأنوي كذا وكذا، وهذا كلّه ممّا لا يُشرع ولا يثبت في السنّة ولا في عمل السلف الصالح، لذا أفتى غير واحد من أهل العلم بعدم مشروعيّة التلفّظ أو الجهر بالنيّة، سأورد بعضا منها –من مختلف المذاهب الفقهيّة- حتى يُعلم أنّ شيخ الإسلام لم ينفرد بهذا القول.
فقد أفتى غير واحد من علماء المسلمين بذلك، فمنهم: القاضي أبو الربيع سليمان بن عمر الشافعي، حيث قال/:" وقد شذّ صاحب الإفصاح بما نقله عن بعض أصحابنا أنّه لابدّ من التلفّظ بها في الصلاة، وهو خلاف قول جمهور الأصحاب، وأمّا الجهر بها وبالقراءة خلف الإمام فليس من السنّة، بل مكروه، فإن حصل به تشويش على المصلّين فحرام، ومن قال بأنّ الجهر بلفظ النيّة من السنّة فهو مخطئ، ولا يحلّ له ولا لغيره أن يقول في دين الله تعالى بغير علم" .
ومنهم الشيخ العلامة أبو عبد الله محمد بن الحريري الأنصاري، حيث قال /:" ما كان النبيّ ص يفعل ذلك ولا أحد من أصحابه ي ولا أحد من الأئمّة الأربعة، ولا علماء المسلمين تفعل مثل ذلك... فإن زعم الفاعل لذلك أنّ هذا هو دين الله تعالى، فقد كذب على الله تعالى ورسولهصلى الله عليه وسلم ، وأدخل في دين الله تعالى ما ليس فيه، يستتاب بعد التعريف وتُزاح عنه الشبهة التي عرضت له، ففإن تاب وإلا قتل بذلك" .
ومنهم الشيخ أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم التونسي المالكي، حيث قال رحمه الله : "النيّة من أعمال القلوب، فالجهر بها بدعة، مع ما في ذلك من التشويش على الناس" .
ومنهم: الشيخ علاء الدّين ابن العطّار حيث قال/:" ورفع الصّوت به مع التشويش على المصلّين حرام إجماعاً، ومع عدمه بدعة قبيحة، فإن قصد به الرّياء كان حراماً من وجهين، كبيرة من الكبائر، والمنْكِرُ على مَنْ قال بأنّ ذلك من السنّة مصيب، ومصوّبة مخطئ، ونسبته إلي دين الله اعتقاداً كفر، وغير اعتقاد معصية، ولا يحلّ ترك كلّ أحد ودينه خصوصا إذا كان قدوة وعمله مخالفا للسنّة،بل يجب على كل مؤمن تمكَّن في زجره زجرُه، ومنعه وردعه، ولم ينقل هذا النقل عن رسول الله ص ، ولاعن أحدٍ من أصحابه، ولا عن أحد ممّن يُقتدى به من علماء الإسلام" .(21)
وهذا هو عين ما قرّره شيخ الإسلام في فتاواه، فمن ذلك قوله :"وقالت طائفة من أصحاب مالك، وأحمد، وغيرهما: لا يستحب التلفّظ بها؛ لأن ذلك بدعة لم ينقل عن رسول الله ص ولا أصحابه ولا أمر النبيّ ص أحدا من أمّته أن يلفظ بالنيّة ولا علم ذلك أحدا من المسلمين، ولو كان هذا مشروعا لم يهمله النبيّ ص وأصحابه، مع أنّ الأمّة مبتلاة به كل يوم وليلة. وهذا القول أصحّ، بل التلفّظ بالنيّة نقص في العقل والدين: أمّا في الدين فلأنّه بدعة، وأما في العقل فلأن هذا بمنزلة من يريد أكل الطعام فقال: أنوي بوضع يدي في هذا الإناء أني آخذ منه لقمة، فأضعها في فمي فأمضغها، ثم أبلعها لأشبع فهذا حمق وجهل. وذلك أن النيّة تتبع العلم، فمتى علم العبد ما يفعل كان قد نواه ضرورة، فلا يتصور مع وجود العلم به أن لا تحصل نيّة، وقد اتّفق الأئمّة على أنّ الجهر بالنيّة وتكريرها ليس بمشروع، بل من اعتاده فإنّه ينبغي له أن يؤدَّب تأديبا يمنعه عن التعبد بالبدع، وإيذاء الناس برفع صوته، والله أعلم" . (22)
وسُئل:عن رجل قيل له: لا يجوز الجهر بالنية في الصلاة ولا أمر به النبيّ ص فقال: صحيح أنّه ما فعله النبيّ ص ولا أمر به، لكن ما نهى عنه، ولا تبطل صلاة من جهر بها.فأجاب رحمه الله : الحمد لله: الجهر بالنية في الصلاة من البدع السيئة، ليس من البدع الحسنة، وهذا متّفق عليه بين المسلمين، لم يقل أحد منهم: إن الجهر بالنيّة مستحب، ولا هو بدعة حسنة، فمن قال ذلك فقد خالف سنة الرسول ص وإجماع الأئمّة الأربعة، وغيرهم. وقائل هذا يُستتاب، فإن تاب وإلا عوقب بما يستحقه" .(23)
وسُئل عن رجل حنفي صلى في جماعة، وأسر نيته، ثم رفع يديه في كل تكبيرة، فأنكر عليه فقيه الجماعة، وقال له: هذا لا يجوز في مذهبك وأنت مبتدع فيه، وأنت مذبذب، لا بإمامك اقتديت، ولا بمذهبك اهتديت. فهل ما فعله نقص في صلاته ومخالفة للسنة ولإمامه أم لا؟
فأجاب رحمه الله : الحمد لله. أمّا الذي أنكر عليه إسراره بالنية فهو جاهل فإنّ الجهر بالنيّة لا يجب ولا يستحب، لا في مذهب أبي حنيفة، ولا أحد من أئمّة المسلمين؛ بل كلّهم متّفقون على أنّه لا يشرع الجهر بالنيّة ومن جهر بالنيّة فهو مخطئ، مخالف للسنة باتّفاق أئمّة الدين" .(24)
وقال أيضا في موضع آخر(هو ممّا استغلّه الحاقد سلايمية) :"الحمد لله، الجهر بلفظ النيّة ليس مشروعا عند أحد من علماء المسلمين، ولا فعله رسول الله ص ولا فعله أحد من خلفائه وأصحابه، وسلف الأمة وأئمّتها، ومن ادّعى أنّ ذلك دين الله، وأنّه واجب، فإنّه يجب تعريفه الشريعة،واستتابته من هذا القول، فإن أصرّ على ذلك قُتل، بل النيّة الواجبة في العبادات كالوضوء والغسل والصلاة والصيام والزكاة وغير ذلك محلّها القلب باتّفاق أئمّة المسلمين.والنيّة هي القصد والإرادة، والقصد والإرادة محلهما القلب دون اللسان باتفاق العقلاء" (25)
فبعد عرض هذه النصوص يتبيّن أنّ المقصود من كلام شيخ الإسلام
رحمه الله عن بالاستتابة إنّما هي فيمن استحلّ بدعة وحراما، إذ لا يعدّ مؤمنا لأنّه ناقض الله في حكمه وشرّع من عند نفسه معارضا به شرع الله، ومن المتّفق عليه عند جميع العلماء أنّ استحلال الحرام بعد البيان وبلوغ الحجة كفر مجرّد بيّن (26)

سادسا: شيخ الإسلام والهيتمي:
لقد نصّب هذا الرافضيّ نفسه –بكلّ وقاحة وغرور- حكما بين شيخ الإسلام والفقيه الشيخ ابن حجر الهيتمي، رغم أنّ الإمام الآلوسي قد أنصف فألّف كتابه المفيد : جلاء العينين في المحاكمة بين الأحمدين (27) ، ففرق بين البعرة والبعير كما الفرق بين الثرى والثريا .
وأقول: إنّ الشيخ ابن حجر الهيتمي كانت له مخالفات اعتقاديّة لإمامه الإمام الشافعي وكذا للإمامين: مالك وأحمد وغيرهما.
فقد وافق أهل الحديث والسلفيين –ومنهم شيخ الإسلام - في مسائل وخالفهم في أخرى، فممّا خالف فيه: التصوفّ غير الغالي واعتقاد إمامة بعضهم، والمهمّ أنّه وافق أهل السنّة في تعريف الإمامة والقول بوجوبها وطرق انعقادها وما يجب تجاه من وليها، وإثبات إمامة الخلفاء الراشدين (28)، فليمت غيظا أمثال المردود عليه من الملبسّين على الناس بتمسّحه بابن حجر الهيتمي الذي يخالف الرافضة الشيعة، بل ألّف فيهم كتابا مستقلا أسماه : الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة
(29) ، قال في مقدّمته:" أما بعد؛ فإنّي سُئلت قديما في تأليف كتاب يبين حقية خلافة الصديق، وإمارة ابن الخطاب - رضي الله عنهما -، فأجبت إلى ذلك مسارعة في خدمة هذا الجناب، فجاء بحمد الله أنموذجا لطيفا، ومنهاجا شريفا، ومسلكا منيفا، ثم سئلت قديما في إقرائه في رمضان سنة خمسين وتسعمائة بالمسجد الحرام؛ لكثرة الشيعة والرافضة ونحوهما الآن بمكة المشرفة، أشرف بلاد الإسلام، فأجبت إلى ذلك، رجاء لهداية بعض من زلّ به قدمه عن أوضح المسالك..." .(30)
ومن تآليف الهيتمي التي فيها دمغ لباطل الرافضة وأشياعهم المنافحين عنهم؛ كتاب الإعلام بقواطع الإسلام من قول أو فعل أو نية أو تعليق مكفّر (31)، جاء فيه قوله: "واختلفوا في كفر من سبّ الشيخين: قال الزركشي، كالسبكي: وينبغي أن يكون الخلاف إذا سبّهما لأمر خاص به, أما لو سبّهما لكونهما صحابيين فينبغي القطع بتكفيره، لأن ذلك استخفاف بحق الصحبة وفيه تعريض بالنبيّ صلى الله عليه وسلم " .(32)
ومن تآليفه أيضا
رحمه الله كتاب : الزواجر عن اقتراف الكبائر (33) ، قال فيه عند ذكر (الكبيرة الرابعة والخامسة والستون بعد الأربعمائة: بغض الأنصار وشتم واحد من الصحابة - رضوان الله عليهم أجمعين -):"والأحاديث في ذلك كثيرة وقد استوفيتها وما يتعلق بها في كتاب حافل لم يصنف في هذا الباب - فيما أظن - مثله، ومن ثم سميته: [الصواعق المحرقة لإخوان الشياطين أهل الابتداع والضلال والزندقة] فاطلبه إن شئت لترى ما فيه من محاسن الصحابة وثناء أهل البيت عليهم لا سيما الشيخان، ومن افتضاح الشيعة والرافضة في كذبهم وتقوّلهم وافترائهم عليهم بما هم بريئون منه - رضوان الله عليهم أجمعين" .(34)
فمن الخيانة –إذن- التستّر على هذه المؤلّفات والردود التي تهدم مذهب الشيعة الرافضة من أصله وتذمّه غاية المذمّة، فلا يمكن لأهل التلبيس والتغرير أن يفرحوا بعد هذا، والحمد لله أوّلا وآخرا .


الهوامش :
1/ مقال بجريدة الشروق (19-02-2014): فضائح وإجرام الوهابية لا يكفيها رد ولا يحدها حدّ، الرسائل الكاملة ص 7 .

2/ مناظرة بقناة الشروق .
3/ وسيرته / مؤثّرة لمن قرأها وطالعها، حتى قال العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد / لبعض تلامذته :" لو رأيتني البارحة في هذا المجلس وأشار / إلى مجلس مجاور .. قال: لو رأيتني وأنا أقرأ سيرة شَيْخِ الإسْلامِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ /وقد غلبني البكاء لشدة ما أثّرت فيّ حياة هذا الشَّيْخ .. ثم قال: هذه هي الحياة، أين نحن منهم".(فوائد من مجالس العلَّامةِ بَكر أَبُوْ زَيْدٍ، لعبد اللَّه الهدلق، منشور في ملتقى أهل الحديث على شبكة الانترنت) .
*وينظر في ترجمته : تاريخ ابن الوردي2/406 ، فوات الوفيات لابن شاكر الكتبي 1/124 ، الوافي بالوفيات 4/316 ، البداية والنهاية لابن كثير 14/133 ، الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبلي 4/491 ، المقفى الكبير للمقريزي 1/454 ، الدرر الكامنة لابن حجر 1/144 ، طبقات الحفاظ للسيوطي ص 520 ، شذرات الذهب لابن العماد 6/80 ،البدر الطالع للشوكاني 1/46 ، معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة 2/61 . وقد أفرده بالترجمة جمع منهم : الحافظ ابن عبد الهادي في كتابه :العقود الدريّة من مناقب شيخ الإسلام ابن تيميّة ، والحافظ عمر بن علي البزار في : الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية ، والعلامة ابن ناصر الدين الدمشقي في : الرد الوافر من زعم أن من لقب ابن تيمية بشيخ الإسلام فهو كافر ، والشيخ مرعي بن يوسف الكرمي الحنبلي في : الشهادة الزكيّة في كتبه : ثناء الأئمّة على ابن تيمية ، والشيخ محمد صفي الدين البخاري(ت 1200) في : القول الجليّ في ترجمة الشيخ تقي الدين ابن تيميّة الحنبلي، وعلامة الشام : محمد بهجة البيطار في رسالته :حياة شيخ الإسلام ابن تيميّة ، والعلامة الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد في كتابه : المداخل إلى آثار شيخ الإسلام ابن تيمية وما لحقها من أعمال، ومحمد عزير شمس وعلي بن محمد العمران في كتابيهما : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون.
4/ تبيين كذب المفتري لابن عساكر الدمشقي ص 29 .
5/ المصدر السابق ص 425 .
6/ هي منازل الصابئة وهم الحرانيّون الذين يذكرهم أصحاب كتب الملل والنحل، وقد ذكر قوم أنّها أول مدينة بُنيت على الأرض بعـــد الطوفان، وحرّان أيضا: من قرى حلب. وهي أيضا: قريـــــة بغوطة دمشق. (معجم البلدان 2/225) .
* وقد اختلف العلماء والمؤرّخون في مكانها، فذهب الشيخ العلامة بكر أبوزيد إلى أنّها بلدة مشهورة في الجزيرة بين الشام والعراق، ليست بقرب دمشق ولا في تركيا (المداخل إلى آثار شيخ الإسلام ابن تيمية ص 16-17).
بينما ذهب بعــــــــض الباحثين أنّها ليست التي في دمشق فهـــــــــذه اسمها حران العواميد، وتقع قرب مطار دمشق وليست قرب دوما، و أمّا التي بقرب حلب فبالاتفاق أنّها ليست هي المقصودة،و أمّا التي في تركيا اليوم، فهذه هي بلد شيخ الإسلام، فهي:
أ- التي غزاها و دمّرها التتار.
ب- و الناس هناك يعرفون بيوت آل تيمية.
ج- وفي بلاد الشام إذا أطلقت حران فهذه هي البلدة المعـــــروفة التي يتبادر الذهن لها ولو لم تكن هي لذكر ذلك المؤرّخون في ترجمــة شيخ الإسلام، كأن يقولوا : حرّان كذا استبعادا لهــذه البلدة العريقة ذات التاريخ القديم، فظهر بهذا أنّ المراد بحرّان هي حرّان التي تقع في تركيا، والله أعلم (ملتقى أهل الحديث).
7/ وهذا يردّ قول ذاك الأفّاك في زعمه أنّ شيخ الإسلام مات مذموما مدحورا !
8/ ولم يعد لها أثر، إذ ما بقي منها إلا قبر شيخ الإسلام وأخيه شرف الدين والحافظ ابن كثير، والثلاثة موجودون في رئاسة جامعة دمشق –طهّرها الله من دنس النصيريين-.
9/ العقود الدرية ص 299 ،البداية والنهاية 14 /61 .
10/ مدارج السالكين (2/328-329) .
11/ العقود الدرية ص 298 ، وينظر : البداية والنهاية 14 /61 .
12/ العقود الدرية ص 301 .
13/ رواه الترمذي في الزهد باب ما جاء في الصبر على البلاء (4/601) برقم 2398 وابن ماجه في كتاب الفتن باب الصبر على البلاء (5/152) برقم 4023 وصحّحه أحمد شاكر في تعليقه على المسند (2/227) والألباني في الصحيحة (1/273) برقم 143 .
14/ النونية ص 289 .
15/ ينظر : سير أعلام النبلاء 12/213، شرح الطحاوية لابن أبي العز 1/235 .
16/ رواه أبو داود في كتاب الأقضية باب فيمن يعين على خصومة من غير أن يعلم أمرها (5/450) برقم 3597 وأحمد (9/283) برقم 5385 ، وصححه احمد شاكر في تعليقه على المسند (5/47) والألباني في الصحيحة (1/798) برقم 437.
17/ رواه البخاري في كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة (2/60) برقم 1189 ومسلم في كتاب الحج (2/1014) برقم 511 .
18/ ومن أراد نص كلام شيخ الإسلام فليرجع إلى : العقود الدرية ص 260 ، الرد على الإخنائي ( وقد طبع الكتاب مرارا وأجود تلكم الطبعات طبعة دار الخراز بتحقيق الباحث أحمد بن مونس العنزي(رسالة ماجستير) .مجموع الفتاوى .
19/ نقله عنه القاضي عياض المالكي في الشفا بتعريف حقوق المصطفى (2/84) وشيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (4/521 )،(24/358)،(27/368) ، العقود الدرية ص 265 ، وينظر رسالة علمية للباحث : عبد الله العرفج بعنوان : جهود المالكية في تقرير توحيد العبادة ص 464 .
20/ العقود الدرية ص 260 .
21/ مجموعة الرسائل الكبرى لابن تيمية(مسألة في النيّة) 1/254-257 .
22/ الفتاوى الكبرى 1/214 .
23/ الفتاوى الكبرى 2/96-97 ، مجموع الفتاوى 22/ 232-233 .
24/ الفتاوى الكبرى2/103، مجموع الفتاوى 22/245.
25/ الفتاوى الكبرى2/98 ، مجموع الفتاوى 22/232 .
26/ الإعلام بقواطع الإسلام ص 148، الزواجر عن اقتراف الكبائر كلاهما للهيتمي 1/47 ،264 و2/100، نواقض الإيمان الاعتقادية وضوابط التكفير عند السلف للدكتور محمد الوهيبي 1/292، شرح الطحاوية لابن أبي العز 2/432 .
27/ فقد انبرى هذا العلم من أعلام بغداد (وهو الإمام أبو البركات خير الدين الآلوسي (ت1899م) ابن الإمام أبي الثناء الآلوسي صاحب روح المعاني في التفسير ) للدفاع عن شيخ الإسلام ابن تيميّة بكلّ إنصاف وموضوعيّة، ومن دون سبّ أو تعدّ على المخالف، فرحمه الله رحمة واسعة، وطهّر بغداد والعراق من رجس الرافضة الصفويين .
28/ ينظر : آراء ابن حجر الهيتمي الاعتقادية، عرض وتقويم في ضوء عقيدة السلف، للباحث : محمد بن عبد العزيز الشايع، صدر عن دار المنهاج بالرياض، ط1/1427 .
29/ طبع بتحقيق عبد الرحمن التركي و كامل الخراط، صدر عن مؤسسة الرسالة – لبنان-ط1/ 1417هـ - 1997م .
30/ الصواعق المحرقة ( 1/5 ) .
31/ طبع بتحقيق محمد عواد العواد، صدر عن دار التقوى- سورية- ط 1/1428-2008 .
32/ الإعلام بقواطع الإسلام ص 93 ، وينظر ص : 203 .
33/ صدر عن دار الفكر-بيروت- ط 1/ 1407هـ - 1987م .

34/ الزواجر 2/380


التعديل الأخير تم بواسطة هشام بن حسن ; 22 Aug 2014 الساعة 03:31 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17 Aug 2014, 02:01 PM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي هشام واصل وصلك الله بتوفيقه
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18 Aug 2014, 10:36 AM
أبو البراء
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاك الله خيرًا أستاذ هشام على هذه المقالة المحرَّرة الموثَّقة، بارك الله فيك وزادك من فضله.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 18 Aug 2014, 11:41 AM
أبوعبد الله مهدي حميدان السلفي أبوعبد الله مهدي حميدان السلفي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الدولة: الجزائر /باتنة /قيقبة
المشاركات: 590
افتراضي

جزاك الله خيرا أستاذ هشام
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 19 Aug 2014, 11:27 AM
هشام بن حسن هشام بن حسن غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 270
إرسال رسالة عبر MSN إلى هشام بن حسن إرسال رسالة عبر Skype إلى هشام بن حسن
افتراضي

وأنتم بارك الله فيكم، أصحاب السبق واليد الطولى في هذا المجال وغيره -من دون مبالغة-، ولذا أود منكم جميعا وخاصة أخويّ الفاضلين : أبا معاذ وخالد-حفظهما الله- : إن توفّر لديكم أيّ مراجع نادرة ومهمة حول موضوع الدكتوراه الذي انطلقت فيه هذا العام وهو بعنوان : أهل البيت في مدونات الغرب الإسلامي / دراسة في المصطلح والآثار، فأرجو إمدادي بها عسى أن أنتفع بها أنا أولا، ثم يحصل بها النفع لغيري إن شاء الله تعالى، وبارك الله فيكم وفي علمكم .
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 21 Aug 2014, 07:03 PM
مراد براهيمي مراد براهيمي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2013
الدولة: الدولة الجزائر/برج بوعريريج
المشاركات: 355
افتراضي

جزاك الله خيرًا أستاذ هشام على هذه المقالة .

وذبَّ الله عن وجهك النَّار بدفاعك عن الصَّحب الأخيار رضي الله عنهم وأرضاهم.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 22 Aug 2014, 03:39 PM
هشام بن حسن هشام بن حسن غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 270
إرسال رسالة عبر MSN إلى هشام بن حسن إرسال رسالة عبر Skype إلى هشام بن حسن
افتراضي

بارك الله فيكم أخي الفاضل : مراد .

وقد أضفت أمرين يسيرين، كنت غفلت عن إيرادهما، وهما متعلقان بمسألة الزيارة :

* أولهما في الهامش رقم (18)
ومن أراد نص كلام شيخ الإسلام فليرجع إلى : العقود الدرية ص 260 . مجموع الفتاوى.
يضاف إليه : الرد على الإخنائي ( وقد طبع الكتاب مرارا وأجود تلكم الطبعات طبعة دار الخراز بتحقيق الباحث أحمد بن مونس العنزي(رسالة ماجستير) .

* وثانيهما في ذكر موافقة العلماء له ، قلت : "كما وافقه على ذلك علماء بغداد-طهّرها الله من عصابة الصفويين وأذنابهم-" يضاف إليه : وكذا علماء أهل الشام من المالكيّة، فليرجع إليها في فإنهما مهمة،( العقود الدرية لابن عبد الهادي ص278 ) وبها يتبينّ كذب وبطلان ادّعاء أنّ شيخ الإسلام -رحمه الله- يخرق الإجماع، والله المستعان .

التعديل الأخير تم بواسطة هشام بن حسن ; 22 Aug 2014 الساعة 08:27 PM
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 29 Aug 2014, 03:49 PM
هشام بن حسن هشام بن حسن غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 270
إرسال رسالة عبر MSN إلى هشام بن حسن إرسال رسالة عبر Skype إلى هشام بن حسن
افتراضي

وهذا كلام حسن بديع لمفتي الجزائر السابق العلامة الشيخ أحمد حماني-رحمه الله- أحببت أن أضعه ههنا معرض الدفاع عن شيخ الإسلام، إذ فيه اعتراف المنصفين بجهود شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم-رحمهما الله- وقد قيل : لا يعرف الفضل لذوي الفضل إلا أهل الفضل ، فقال-رحمه الله- :" ومن أعظم الرجال الذين صارعوا البدعة والمبتدعين، وتحمّلوا في سبيل ذلك البلاء المبين شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية وتلميذه شمس الدين ابن قيم الجوزية، وقد مات كلاهما أثناء القرن الثامن للهجرة النبوية( الرابع عشر للميلاد)، وقد نبغ ابن تيمية-وأصله من شمال العراق- في دمشق، وقد احاطت بالإسلام والمسلمين البلايا والمحن في عصره، فسلّ السيف واللسان والقلم، وجاهد في الله حقّ جهاده، في معارك الميدان بجانب الملك الناصر بن قلاوون ضد التتار، وضد المبتدعة وضد الصليبيين وضد الخونة المتعاونين معهم، كما جرّد اللسان والقلم، وأعلنها حربا شعواء على البدع والفرق الضالة من أهل الأهواء كالرافضة والباطنية من المنتسبين إلى الإسلام، وكالنصارى واليهود المتقوّلين عليه، يردّ مذاهبهم، ويفنّد حججهم، وقد اصطدم بالجمود والجحودمن علماء عصره، من العامة التي انحرفت عن التوحيد، والتبس عليها الأمر، وارتكبت أفعال الشرك، وإن نطقت الألسن بكلمة الإخلاص والتوحيد، وامتُحن-رحمه الله- على يد ولاة السوء، وبتحريض الجامدين والجهلة من العلماء والقضاة...(ثم ذكر دخول السجن مرارا ووفته فيه –رحمة الله عليه- "(صراع بين السنة والبدعة 1/45-46 .)
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
سلايمية شيعة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013