السلام عليكم ...
بارك الله فيك على هذه الإشارات الدقيقة التى يستوى في الإفادة منها كاتب البحوث و قارئها ... فحبذا مثل هذه المداخلات بين طلبة العلم في مثل هذا المنتدى المبارك أما بعد
فأستطيع إضافة ما يمكن اعتباره أحد أسباب الخطئ في العزو و التى تتمثل في ما يلي :
* إختلاف الطبعات الذي يأدى حتما إلي اختلاف عدد الأوراق بل و المجلدات فيكون موطن الفائدة المعزوة مختلفا بحسب الطبعات ... لكن إذا حدد الباحث الطبعة ( الدار + سنة الطبع + المحقق إن وجد ) فبها و نعمة و إلا سوف يغم على الباحث معرفة موطن الفائدة خاصة إذا كان الكتاب مطبوعا مرارا و مما يوازي إشكالية تعدد الطبعات تعدد الروايات لبعض الكتب التى تروى بالأسانيد كروايات البخارى أو الموطأ ...
* أن تقع الموافقة بين إمامين في تسمية مؤلف ما ككتاب فتح الباري فكلنا يعرف أن كلا من ابن حجر العسقلاني و ابن رجب الحنبلي له مؤلف بعنوان فتح الباري في شرح صحيح البخاري فلو عزا الباحث إلى المؤلف قائلا : "و جاء في فتح الباري .... " فإننا لا نعرف أي الفتحين يقصد ... طبعا إذا كانت هناك قرينة فلا حاجة للتصريح بالمؤلف كأن يكون السياق دالا عليه أو يكون النقل من بعد كتاب الجنائز لأن ابن رجب لم يكمل فتحه و قد توقف في كتاب الجنائز - فرحمه الله تعالى -
* أن يكون للإمام الواحد كتابين أو أكثر بعنوان واحد لكن قد يكون أحدهما أصلا للآخر كصفة الصلاة للشيخ الألباني أو يكون أحدهما شرحا موسعا عن الآخر كشرح الألفية للعراقي فإن له شرحان أحدهما كبير و الآخر متوسط أو يكون للإمام الواحد أكثر من كتاب في نفس الموضوع لكن بعناوين مختلفة فيتعين على الباحث ذكر العنوان فمثلا لا يكتفي الباحث بقول : " و جاء في تفسير الواحدي كذا .... " لأن الواحدي له ثلاثة تفاسير - كما هو معلوم - و هي بالترتيب الوجيز ثم الوسيط ثم البسيط ... و هكذا
* قد تنسب فائدة لإمام عرف بلقب معين لكن قد يشركه غيره في هذا اللقب فمثلا قد نقرأ لابن القيم كلاما نقله عن شيخ الإسلام و المعروف أن ابن القيم كان يلقب شيخين بشيخ الإسلام الأول هو ابن تيمية - و هو الأكثر ورودا على لسان ابن القيم - و الثاني هو الهروي الأنصاري فيبنغى التأكد من نسبة القول بالإعتماد مثلا على قرينة في مضمون المنقول كأن يكون الكلام حول الزهد و السلوك و بعض مقامات التعبد فيكون المقصود بشيخ الإسلام - عادة - الهروي لأنه كان مبرزا في هذا المجال - و يبقى هذا الترجيح اجتهاد - و قل مثل هذا في كل من نقل عن إمام عرف بلقب و شاركه فيه غيره كالحافظ و الإمام و القاضى و و و ... بحسب اصطلاح كل مذهب أو من نقل القول ...
و أما ما يخص مداخلة أخي عبد الرحمن القيمة فيمكنى أن أتناقش و إياه في نقطتين من باب المدارسة ليس إلا :
1 - لا يتضح و جه الخلل من عزو كلام إلى كتب قد وقعت " المشاركة " فيها من باب " التعاون " لأننا إن فعلنا ذالك فنحن ننسب الكلام إلى المتعاونين جميعا حتى لو سلمنا أن القول قد قال به أحدهم فإن كتابة أسماء المؤلفين جميعا على طرة الكتاب دليل على إقرار ضمني منهم جميعا على الآراء المودعة في الكتاب نظير المسألة القرارات الصادرة عن المجامع الفقهية أو مكاتب الإفتاء ...
2 - ما رأيك في جعل النقطة الثالثة : " وجود نقص في زمن التأليف غفل عنه .... " ضمن النقطة التى قبلها لأن النقص إذا كان في التأليف ثم أتمه غيره رجع الأمر إلى ما أشرت إليه من تميم الناقص ...
و في الأخير لك - يا أخي عبد الرحمن - و لجميع رواد هذا المنتدى تحية محب ...
و الله أعلم ...
و صلى الله و سلم علي نبينا محمد
|