منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 Jun 2010, 03:57 PM
أحمد سالم أحمد سالم غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الدولة: الجزائري مقيم في فرنسا
المشاركات: 608
افتراضي عدنَان عرعُور لا ينصَح بوَضْع السِّلاَح بقلم : الشيخ الفاضل عبد المالك رمضاني

عدنَان عرعُور لا ينصَح بوَضْع السِّلاَح


مستل من كتاب الفذّ :


تخليص العباد من وحشيَّة أبي القَتَادة


للشيخ الفاضل


عبد المالك رمضاني الجزائري


حفظه الله


بسم الله الرحمن الرحيم


زار الشيخ عدنان عرعور الجزائر والأحزاب السياسية في نشوتها ، لا سيما ما كان منها ذا توجه إسلامي ، فكان له بعض الكلام الجيِّد في الموضوع ، الأمرُ الَّذي جعلني وبعض طلبة العلم نسَرُّ بذلك، لكن سرعان ما تكدَّر سرورنا ببعض التَّصرفات ، منها أنَّه لفتَ انتباهي عدَمُ رضَى الشيخ عدنان عرعور عنَّا في رُدُودنَا على جَبْهة الإنقَاذ يومها ، فكنَّا إذَا فتَحنا مَوْضوع انتقادهم نرَى علَى وَجْهه علاَمات الاستياء ، ولكنَّه لم يكن يُصرِّح لنَا بذَلكَ ، وإنَما يُعرِّض بنَا ، فاتَّهَمْنا أنفُسنا ، وحملنا الأمر علَى حسْن الظَّنِّ به .
والأمر الثاني : هو أنَّنا شرَحْنا له قصَّة حملِ السِّلاح في الجزائر مِن قِبَل المُسمَّى مُصْطفَى بُويعلي وجماعته ، فكان يحكِي لنَا أنَّه وَقَعَ في سوريا مِثْلُ ذلك ،وأنَّه استفْتاه في تلك البلاد بعض مَن يُسَمِّيهم ( مجاهدين !) في أنَّه هَمَّ بوَضْع السِّلاح، فأخبره بعدم الجواز ذلكَ ، لأنَّ من فِقْه الشَّيخ عَدنان أنَّه لاَ يحلُّ لمَن حَمَل السِّلاح ولو مخطئا ! أن يتراجع ، فقد قال في محاضرة " أهميَّة معرفة المنهاج وخطورة الخروج عنه :" إذَا تمكَّن النَّاسُ من الجهاد في بلدٍ ما فلا يحلُّ لهم أن يتركوه أبداً، ولو أخطأُوا في البَدْء به !!"
قال هذا في الجزائر في الوقت الذي كانت تضطرب ربوعها بالفتن، وهو يعلم أن جماعات فيها قد حملتِ السِّلاح باسم الجهاد !
الثَّالث: في الوقت الَّذي كان يشرح لنا - ظاهرًا -أن جهاد أولئك السوريِّين خطأٌ ، فقد كان يحكي لنا من بطُولاَتهم قصصًا عجيبةً في مدْحٍ واغتباط !
الرابع: أنه كان يتكلم بلسانٍ سلفيِّ في مساجد السَّلفيِّين فإذا خلا بغيرها لوَى لسَانَه
وهذا كلُّه تجاوزْناه يَومَها ، إلى أن مرَّت السَّنوات ، فإذا بي أُفاجَأُ بشريطٍ له بعنوان " معالم في المنهج " رقم (3) فسمعتُ الشَّيخ عدْنان عرعور يقُولُ : حزب من الأحزاب : الجبهة الإسلامية في الجزائر ، فيه عاقلٌ يقف في وجْهها ؟! لكن فيه ناس يَنصحونها ، هذا الطريق ، انتبهوا ، احذروا ، لكن هل يوجد مُسلمٌ يجئ يقف في وجهها ؟! فإذا كانت على الخطأ في هذا السَّبيلِ، ونحن ما نراه، لكن هل يجوز أن يأتي مسلم فيَقف أمام حزب إسلاميِّ، ويكون هو مشعلةً بيْنه وبينَ هَذا الِحزْب ؟! فكُلُّ على شاكلته يَعْمل ، فهذه الجَبْهة ترى الوصول الآن السَّريع بدل ما يَستَلم الشُّيوعيُّون أو العلمانيُّون أو الجزأريُّون أو غير ذلك ...!! "
قلت : ( الجزأريَّون ) هُم أحد حَناحىْ الجبْهة الإسلاميَّة للإنقاذ ، فكيف جمعَهَا الشَّيخ عَدْنان عرعور معَ الشُّيُوعيِّينَ والعلمانيِّين الَّذين يَنبَغى أن يُحارَبوا وفي الوَقْت نَفْسه يَستَغْربُ صَنيعَ مَن يُواجِهُ الجَبْهة ؟!
وعندَ سمَاعي لهَذا الهَذيَان أيقَنتُ أنَّ الرَّجُل لا يستحقُّ منَّا هَذا النَّفس كلَّه في تحسين الظَّنَّ به، والتَّغافل عَن زلاته.
ثمَّ تمرُّ السَّنواتُ أيضاً ويخبرُنا بعضُ إخواننا الَّذين كانوا يُناظِرُونَ بَعْض الجَماعات المسلَّحة في الجزائر ، أنّ منهم من كانت تحدِّثه نفسهُ بالتَّوبة والإقلاع عن إراقة الدِّمَاء ، ولكن أصحابه يثبطونه عن ذلك بفتوى من الشَّيخ عدْنان عَرْْعور!!
ثمَّ استمعتُ إلى حوارٍ بينه وبين أحد إخواننا ، ألا وهو الشَّيخ العيد بن سَعْد شَريفي ، والشريط معروف عند أهل الجزائر متداوَلٌ باسم "مكاملة هاتفيَّة بين عدْنان والعِيد "
سأله هذا الأخير بصراحةٍ محرجةً : هل افتيت الجماعة المسلَّحة بالجزائر بالبَقَاء على ما هيَ عليْه ؟فتَلَعْثم ...ثمَّ جحَدَ حين تكلَّم ..!
ثمَّ ألزمه السَّائلُ بكلامه المحفوظ عند الجماعة المسلَّحة ، فإذا بالشَّيخ عدْنان يتذكَّر أمرًا مُهمًّا عندهُ : فيَقولُ ، هَذه المكالمةُ الآنَ مُسجَّلةٌ؟
فقيلَ لَه: نعم !
فجعلَ يَلوذُ بالفِرَار مِنَ المَوْضوع بإحيَاءِ مَوْضوعاتٍ أُخرَى كموضوع التَّحزُّب والدَّعوة، بل حتى موْضوع تعدُّد الزَّوجَات !
وجعل يمنُّ على الدّعوة الإسلاميَّة بأنَّه كانَ في الجزائر ينْهى عن التَّحزُّب والفتَن (1) ، مع أنَّ كلاَمَه الَّذي نقلتُهُ عنه قَريبًا يُناقضُه، لأنَّه لم يَعتبِرْ في العُقلاء مَن يردُّ على جَبْهة الإنقَاذ ، ذلكَ الحزب السِّيَاسيّ المعرُوف ، فكيفَ يكونُ الشَّيخُ عدنَان من العُقَلاء وقد كانَ يردُّ على جَبْهةِ الإنقَادِ فيما زعَمَ ؟!
فهو بين إحدى اثنين:
إمَّا أنَّ له مذهباً قديماً، كان يَرى فيه الرَّدَّ على جبهَةِ الإنقَاذ، وذلكَ يومَ أن اختُلسَ عقْلُه، ومَن كانَ كذلكَ فقَد رُفعَ عنه القَلَم حتى يُفِيقَ!
- ثم انتحلَ مذهَبا جَديداً، ألا وهو مذَهبُ ( العُقَلاء!)، فمنَعَه ( عقلَهُ! ) من الرَّدِّ علَيْهم، لكن يُشْكلُ علَيْه أنَّه في هَذا الوَقْت يتمدَّحُ بكوْنه كانَ يردُّ علَيْهم، فبأيِّ ( العَدْنانَيْن ) نعتَدُّ ؟!!
- وإمَّا أنَّه كاذبٌ فيمَا ادَّعَى، لأنَّكَ تجِدُه في مَرَاكزِ السَّلفيِّين يّردُّ على الحِزْبيِّين، كمَا تجِدُه في مَراكزِ الحِزْبيِّين يردُّ على السَّلفيِّين ، وستَرَاه إن شاء الله، وحقيقَةُ أَمْره أنَّه يؤيِّدُ المنَاهجَ الثَّوْريَّة ، لكن على تقيَّة !!
إلاَّ أنَّ هَذا ( الذَّكاءَ ! ) لم يُفلته مِنَ القَبضة، لأنَّ الذَّنبَ لاَ يُنسى والدَّيَّان لاَ يمُوت، ففي الوَقتْ الَّذي كَانَ يُطاَلِبُهُ فيهِ السَّائِلُ بِأَن يَنْصَحَ لهَذهِ الجَمَاعَاتِ بِوَضْعِ السِّلاَحِ وَالدُّخُولِ في السِّلْمِ ، كانَ عدنَانُ يرفُضُ أن يُقدِّمَ لهم النُّصْح في ذلك، يَعْني : مَادُمْتَ تَزْعُمُ أنَّكَ لَم تَتَكَلَّم بِمَا نُسِبَ إِليكَ، فَيَسَعُكَ الآن أن تَنْصَحَ لَهُم بِخِلافِ مَا نُسِبَ إِليكَ !
بل كَرَّرَ السَّائِلُ عَلَيْه خَبَرَ أنَّ الحُكُومَةَ قَدْ أَمَّنَت المُقاتِلينَ إنْ هُمْ سَلَّمُوا أنفُسَهُم، وبَيَّنَ لَهُ صِدْقَ ذَلِكَ في الوَاقِع، فَاسْتَمَاتَ الشَّيخُ عَدْناَنُ في إِبَائِهِ ، عَلَى الرَّغم مِن مَعْرفَته بِالسَّائِلِ وَثقَتِهِ بِهِ !!
وَأصَرَّ عَلَى التَّعْميَة، إِلى أَن سَلَّ الُله لسَانَه مِن جَوْفه ، فقالَ : " أنَا قُلتُ لهُم: لاَ تَبْدؤوهُم بقتَالٍ !!! "
وقد ظنَّ أنَّه بهَذا الجَوَابِ لم يَقُلْ شيئًا ، فإذَا بها الفَضيحة الَّتي كانَ الشَّيخُ عدنَان يُريدُ كتمَانها ، ولكنَّ الله أرادَ لَها الظُّهُورَ عن طَريِقهِ هو نَفْسِهِ .
وقد قلتُ : هيَ فضِيحةٌ ، لأَنَها تتضمَّنُ ثلاَثَةَ أمُورٍ :
الأوَّل: البقاءُ في جبَالِ الإرهَابِ: إرهَابِ المسلمِينَ !
الثَّاني: المحافَظَةُ علَى السِّلاَح
الثَّالثُ: الإذنُ بالقِتَال، إن هُمْ قُوتِلوا !!
إذًا ، فما نُسب إلى الشَّيخ عَدْنان صِدْقٌ لاَ كَذِب .
وكيفَ يجوزُ له أن يَسوِّغ لهم مُقابَلةَ القتَال بقِتَال، وأَصلُ حمْلِهم للسِّلاَح حرَامٌ ؟!
وهل يُداوَى خطأُ حملِ السِّلاَح بأَفْظَع منه، ألاَ وهُو استِعْمالُ السِّلاَح واستحلاَلُ الأروَاحِ المعصُومَة؟!
وقد سبَقَ أن نقَلْتُ أنَّ القَوْل بقتَالِ السُّلْطان دِفاعاً عن النَّفْس هو مَذْهبُ بعضِ الخَوَارج، واللهُ المستَعَان.
يُضافُ إلى هَذا أنَّه سُئلَ في الجَزَائر بعدَ محاضرَة " قَوَاعد مَعرِفة الحقِّ" عن المُظَاهَرات والمسِيرَات ، بعدَ أن ظهَرَ من هَذه المُظاهَرَات والمسيرَات شرٌّ كبيرٌ من دِماءٍ وتخريبٍ وفُرْقةٍ فقَالَ :" في الأصلِ أنَّ هَذه المُظاَهرَات والمسِيرَات ليسَت مِن دينِ الله في شيءٍ ...."
ثمَّ نسخَ هَذا مُباشرَةً بقَوْله:" لكن لاَحِظْ المسألةَ، أوَّلاً: أنَّ هَذا إذَا كانَ عالماً فاضلاً راشداً، ثمَّ نظَرَ معَ الشُّورَى، فنَظَرَ في ( المصلَحة والمفسَدَة!!) ، ثمَّ اتّخذَ أمرَه بهذَا ، بالأَمْر ، فإن رأيتَ جوازَ ذلكَ فاخُرُجْ!! وإن رأيتَ عدَمَ جوَاز هَذا فلاَ تخرُجْ، لأنَّه ليسَ بملزمٍ !! لكن المسيرَة إذَا صحَّتْ – وأنا لاَ أَدْرى – إذَا صحَّتْ، أنَّ المسيرَةَ إذَا صحَّتْ (2) ، فكانَتْ مسيرَةً دعَويَّةً لاَ مسيرَةً سياسيَّة!!!
فانظُرْ إلى هَذا الجَوَاب، هَلْ تخرُجُ منه بنتِيجَةٍ ؟!
وهَلْ هَذا الجَوَاب يُخفِّفُ من شرِّ المسيرَات أو يَزيدُها؟!
وهَلْ هَذا الجَوَاب يحسِمُ مادَّةَ الحزبيَّة أو يَزيدُها ؟!
والشَّيْخ عَدْنان يَعْلَم أنَّ الحزبيَّةَ الإسلاَميَّةَ اليَوْم تتحرَّقُ على هَذه الوَسائلِ المستَوْرَدة من الكُفَّار ولاَ تُفرِّطُ فيهَا !!
لم يهمَّنا كثيراً قَوْلُه: " لاَ أَدْرى "، لأنَّه لاَ عَيْب على مَن لاَ يَدْري مَا طالباً للعِلْم، لكن العَيْب الأَكبرُ أن يُفتيَ في دينِ اللهِ مَن لاَ يَدْري ، وشرُّ مِن ذلكَ أن يُفتيَ بفَتوَى ذات لِسانَين كما ترَى !
وإن كانَ يَرى أنَّه بهَذا الجَواب المعلَّقِ بجِبَال المَكْر والخَديعَة قَد نالَ به حَظْوةً عندَ حزب ( جَبْهة الإنقَاذ ) ومَن يُسايرُها مِن أصحَاب الثَّورَات ، وأنَّه في المُقابِل قَد أَبْقَى على الشَّعْرة الَّتي بَيْنه وبينَ السَّلفيِّين ، فلْيَعلمْ أنَّ اللهَ يَغارُ علَى دِيِنه مِن أن يتلاعَب به المُتشبِّهُون بأهلِ الفَتْوَى ، فُيوشِك أن يجعلَ حامِدَهم لهم ذامًّا ، فاتَّقِ اللهَ يا عدنَان ! ولْيَكُن جوابُكَ تديُّناً ، لا تزيُّناً ، قالَ اللهُ عزوجل " يَحْلِفُونَ بِاللَه لَكُمْ لِيُرضُوكُمْ وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرضُوهُ إِن كَانُوا مُؤمِنِين " [ التوبة:62]
ومِن ذلكَ أنَّه سُئلَ في الجزائر عن جمَاعَات التَّكفير، فأَجاب ببُرُودةٍ، وسمَّاهُم إخوَاناً له، وأمَرَهم فقَطْ بأن يَكونُوا حكمَاء، كما في آخِرِ شَريط " تفسير سُورَة محمَّد رقم (1) " !
ومن ذلكَ إيجابُه على مُسْلمي الجَزَائرِ التَّعاوُن معَ الحِزْبيِّين ، وهَذا لاَ يحتَاجُ إلى أن أُحيلَ فيه على شَريطٍ ، لأنَّه في أكثرِ المحاضَرَات الَّتي أَلْقاهَا في تلكَ البِلاَد .
ومن ذلكَ أيضاً قَوْلُه : " وأنَّ كلَّ مَن يَظْلم المسلمِينَ ، وكلَّ من يُعادي دينَ الإسلاَمِ ، وكلَّ مَن لا يُقيمُ حُكْمَ الله عزوجل وجَبَ عَلَيْه أن يَتنحَّى بأيِّ وَسيلَةٍ هُو يَتنحَّى بها ، وإلاَّ نُحِّيَ إن وُجد الرِّجال !!
ثمةَ سُؤالٌ: إذَا قامَ مُسْلمونَ بانقلاَبٍ، في بَلَدٍ ما، وأنتَ تَقولُ: هَذا لاّ يجوزُ، فما عَلَيْهم ؟ أقولُ : وقَد وقَعَ الأمرُ وتمَّ ، فوجَبَ علَيْنا دعمُهم ونصرَتهم ، فهُمْ إخوَانُنَا وأحبابُنَا ، فإذَا أخطَؤُوا في الطَّريق وقَد وَصَلوا ، فالحَمدُ لله الَّذي نَجَوْا ، فيَجبُ أن نتسَارَع ونتعاوَنَ سريعاً لخَلْق هَذا المجتَمَع المُؤْمن المُسْلم الَّذي لاَ يَصْلحُ بَيْنه وبَينَ حُكُومتِهِ اختلاَفٌ ! من شَريط " براءةُ السَّلفيِّين مِن مَطاَعن المَدْخليِّين (1/1)
لقد جَعلَ الشَّيخُ عدنان مُسْتحقِّي الخُروج من الحكَّامِ ثلاَثةَ أصنَافٍ :
الأوَّل: الظَّالمُون
الثاَّني: المُعادُون لِدينِ الإسلاَم
الثَّالث : الَّذينَ لا يُقيمُونَ حُكْم الله .
وأنت ترى أخي القارئ ! أنَّ في هذا الإطلاق خطورةٍ ظاهرَةً، لأنَّ مجرَّد ظُلْم وليِّ الأَمْر لاَ يُخوِّلُ لأحَدٍ الخُرُوجَ علَيْه، فقد روَى البخَاري (7054) ومسلم (1849) عن ابنَ عَبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عَنْهُمَا عَن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
" مَن رَأَى منْ أَميرِه شَيْئًا يَكْرَهُهُ، فَلْيَصْبِرْ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الجَماعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ، إلاَّ مَاتَ مِيتَةً جاهِلِيَّةً "
وأنَا أَعلمُ أنَّ الشَّيْخَ عدنَان يَستْعملُ هَذا الأُسلُوبَ غَير الدَّقيق ليَضْمن لنفسِه ِ المخَارجَ عندَ المضَايقِ ، فيَقُول هَذا ليحْمدَه الحركيُّونَ على أنَّه دعاَ بإطلاَق ٍ للخُرُوج ، وتكلَّمَ عن الحُكْم بغَيرِ ما أنزَلَ الله على طَريقَتِهم ، فلاَ يَنفضُّوا عنه ، وإذَا عَارضَه السَّلفيُّون بالاعترَاضِ السَّابق سارعَ للقَوْل: إنَّهم مترصِّدون ، ولا يَفْهمونَ كلاَمي، فإنَّني أقصدُ من الحكَّامِ مَن اجتمَعَ فيه تلكَ الأَوصَافُ كلُّها : ظلمٌ ، ومُعادَاةٌ للإسلاَم، وحُكْمٌ بغَير ما أنزلَ الله !
وهَذه الطَّريقةُ في التَّلبيسِ يَعرفُها كلَّ مَن يَعْرف الشَّيخَ عدنَان، ولي علَيْه مِن أمثَالها ما يُقاربُ كتاباً كاملاً ، بل لقد كتبتُ فيه هو نَفْسه هَداه اللُه كتابةً، فماَ شعَرْتُ إلاَّ وهو مجلَّدٌ ضَخْمٌ ، وقد نظَرْتُ في فصُوله ، فوَجَدتُ بينَ يديَّ فصليْن هما أطوَل فُصُول الكتَاب ، ألاَ وهما : فَصْل تلبيسَات عدنَان ، وفَصْل كذِبَات عدنَان ، وذلكَ مِن كَثْرة ما عندَ الرَّجلِ من هَذا النَّوْع ، ثمَّ لَّما رأيتُ طُولَ الكتَاب ، أعرَضْتُ عن ذلكَ كلِّه ، واعتصَرْتُ منه هَذا المُختصَر الَّذي بينَ يدَيْكَ .
ومِن ذلكَ أيضاً قَوْلُه في شَريط " معَالم في المنْهَج " (3) :" إذا جماعَةٌ مِن الجَمَاعات رفضَتْ الإنضِمَامَ للدَّوْلة الإسلاَميَّة فمَا علَى المُسْلمينَ إلاَّ أَن يُذَبحُوهم ، حتى ولَوْ يَتَّموا بأطفَالهم ، هُمْ وأطْفَالهم بيحَرِّقُوهم ويُبيدُوهم !! "
قلتُ : كيفَ تكُونُ فَرْحةُ خَوَارج هَذا الزَّمَان وهم يَسْمعونَ هَذا الكلاَم ؟! هَذه هي حجَّةُ الغُلاةِ مِنَ الخَوَارجِ عندَنا بالضَّبْط، وهيَ حجَّةُ ابن الأَزْرَق قديماً !
ثمَّ بيَّن أنَّه يَنبَغي تَعْطيل الجِهَاد مِن أجلْ هَذا، فقال:" وهَذا مِنْ أوْجب الواجبَاتِ على الدَّوْلة الإسلاميَّةِ قَبلَ مُقَارعَة الأعدَاءِ، ولا يجُوزُ للدَّوْلة
الإسلاَميَّة أن تَفْتحَ الحُصُون ، وهُناكَ حزبٌ رافضٌ البَيْعة ، اقتدَاءً بقَوْله ( عَلَيْكم بسُنَّتي وسُنَّة الخُلَفاء الرَّاشِدِين مِن بَعْدي !! )


الحواشى:


(1): كيفَ ذلكَ وقَدْ سمعتُه في مُحاضرة " صفات الطَّائفة المنصُورَة " ألقَاها في الجزَائر يَقولُ: "نتجمَّعُ على السِّياسة !!! " وقيلَ له: هَل تُعتبَرُ الأحزابُ السِّياسيَّة المَوْجودة حاليًّا من الفِرق الَّتي ذكَرَها النَّبي في حديثه الَّذي يّذكُر الفِرق؟ فقالَ: " أَقول هذه أوَّلُ زِيارَةٍ للجزائر، فأُحبُّ أن آتيَ زيارةٍ ثانيةً !! "
قلتُ : فأينَ شّجاعة عَدْنان ، وأينَ الرَّدُّ على الحزبيِّين
(2) : يُريدُ القصَّة الَّتي جاءَ السُّؤالُ عنها في المحاضَرَة ، ألاَ وهيَ خُرُوج الصَّحابَة في شِعَاب مكَّة ، وهيَ ضَعيفَةٌ، فإنَّ فيها إسحَاق بن أبي فَرْوة ، وهو لاَ يُحتجُّ به ، كمَا بيَّنَه العلاَّمةُ ابنُ بَازٍ –رحمه الله – في ردِّه على الشَّيخ عَبد الرَّحمن الخَالق لَّما استدلَّ بهَذه القصَّة ، راجعْ الفَتْوى في " مجمُوع فتَاوَى ومقَالاَت متنوِّعة " للشَّيْخ رحمَه الله (7/245-246)، وهي بتاريخ : ( 14/4/1415هـ )

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013