منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 Jun 2010, 04:14 AM
أحمد سالم أحمد سالم غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الدولة: الجزائري مقيم في فرنسا
المشاركات: 608
افتراضي سبيل الولاية بالرجوع إلى الدين الصحيح " للشيخ عبد المالك رمضاني "

سبيل الولاية بالرجوع إلى الدين الصحيح

إذا كان حديثُ ثوبانَ السَّابق قد شخَّص الدَّاءَ، وذلك بقوله: "حب الدنيا وكراهية الموت"، فإنَّ في حديثِ ابنِ عمرَ الآتي وصفاً وافياً للدّواء، فعن ابن عمر أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا تبايعْتُم بالعِينَة، ورضِيتُم بالزَّرع، واتَّبعْتُم أذْنابَ البقَر، وتركْتُم الجهادَ، سلَّط اللهُ عليكم ذُلاًّ لاَ ينزِعُه عنكُم حتَّى ترجِعوا إلى دِينِكم" رواه أحمدُ وأبو داودَ، وهو حسنٌ.

وهاهنا فائدتان:

الأولى: أنَّ هذا الحديثََ لم يخرجْ بتفصيله للأدواء عمَّا في حديثِ ثوبان، لأنَّ قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا تبايعتم بالعينة" إلى قوله: "واتَّبعْتُم أذناب البقر" هو تفصيلٌ لقوله المجمل: "حُبُّ الدنيا".

وقولُه صلى الله عليه وسلم: "تركتم الجهاد" هو المُسبَّبُ عن قوله صلى الله عليه وسلم: "كراهية الموت"، كما قال الله عزَّ وجلَّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ} [التوبة: 38]، فتأمَّلْ لفظَ الحديثين، فقد خرجَا من مِشكاةٍ واحدةٍ.

الثانية: أنَّ النّاس قد اختلفوا في معالجة هذه الأدواء المذكور، فمنهم من يرى الحلَّ السياسيّ، ومنهم من يرى الحلَّ الدَّمَويّ، ومنهم من يرى الحلَّ الحضاريّ، ومنهم ... ومنهم ... وأمَّا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلك الحلَّ الدينيّ الدَعَويّ التربويّ؛ لأنَّ النّاسَ إذا تديَّنوا بدين الحقّ، وعملوا بسنَّة سيِّد الخلق، صلُحَ أمرُهم جميعاً، وأمَّا إذا تخلَّفوا عن الرجوع إلى دينهم، فإنَّه حريٌّ بهم أن يجبُنوا عن تحقيق بقيَّة الحلول، ولذلك كان أهلُ السُّنَّة السلفيُّون أولى النّاس برسولِ الله صلى الله عليه وسلم وأسعدَهم بدعوته، لِِما يدْأَبون عليه من تعليم الناس الهُدى والصبَّر على ذلك، حتَّى يريهم الله من قومهم استجابةً غالبةً، {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} [الروم: 4-5]، وأمَّا إن لم يُستجَبْ لهم، لا سِيمَا في دعوة التوحيد، فإنَّهم صابرون على هذا الطريق لا ينحرفون عنه حتَّى يلْقَوُا اللهَ على الرَّبَّانيَّة التي قال الله فيها: {وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ} [آل عمران: 79].

ولهذا لم يصحّ اجتهادُ أصحاب الحلول السياسيّة أو الدّمويّة أو الحضاريّة أو غيرها، مع قوله صلى الله عليه وسلم الصريح: "حتى ترجعوا إلى دِينِكم"، ولا سبيل إلى الرجوع إلى الدّين إلاَّ بتعَلُّمِه، فعاذ الأمرُ إلى التّعليم، كما قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّما العلمُ بالتَّعلُّم، والحِلمُ بالتَّحلُّم" رواه البخاري في الأدب المفرد، وهو صحيحٌ.

فظهر بهذه النصوص وبالجمع بين حديث ثوبان الذي وصف فيه النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الدَّاءَ بأنَّ أصلَه من جهة القلب، بقوله: (حبُّ الدنيا وكراهية الموت)، وحديث ابن عمر الذي وصف في النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم العلاجَ بقوله: "حتى ترجعوا إلى دينكم" أنَّ أوَّلَ الرُّجوع هو الرُّجوعُ إلى القلب بتصحيح ما فيه من عقائد، وقد صرَّح بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال: "ألا وإنَّ في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كلُّه وإذا فسدت فسد الجسد كلُّه" متفق عليه.

نقلاً من كتاب السبيل إلى العز و التمكين " للشيخ عبد المالك رمضاني

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013