مؤثر جدا: الشيخ أبو عبدالرحمن يوسف المكي يتحدث باكيا عن الاتصال الذي أجراه مع الشيخ الوالد لزهر سنيقرة حفظهما الله تعالى.
الحمدلله وحده والصلاة والسلام علة من لا نبي بعده:
فان الله عز وجل امتن على عباده بان جعل فيهم تواصلا ايمانيا وترابطا اخويا مبنيا على الرحمة والعطف والاحسان وحب الخير للغير ورتب عليه حقوقا عظيمة واجورا كريمة.
قال السعدي رحمه الله في قوله تعالى" انما المؤمنون اخوة":
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ }*هذا عقد، عقده الله بين المؤمنين، أنه إذا وجد من أي شخص كان، في مشرق الأرض ومغربها، الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، فإنه أخ للمؤمنين، أخوة توجب أن يحب له المؤمنون، ما يحبون لأنفسهم، ويكرهون له، ما يكرهون لأنفسهم، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم آمرًا بحقوق الأخوة الإيمانية:*"لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا يبع أحدكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانًا المؤمن أخو المؤمن، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره"
وقال صلى الله عليه وسلم*"المؤمن للمؤمن، كالبنيان يشد بعضه بعضًا"*وشبك صلى الله عليه وسلم بين أصابعه.
ولقد أمر الله ورسوله، بالقيام بحقوق المؤمنين، بعضهم لبعض، وبما به يحصل التآلف والتوادد، والتواصل بينهم، كل هذا، تأييد لحقوق بعضهم على بعض...
ثم أمر بالتقوى عمومًا، ورتب على القيام بحقوق المؤمنين وبتقوى الله، الرحمة [ فقال:*{ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }*وإذا حصلت الرحمة، حصل خير الدنيا والآخرة، ودل ذلك، على أن عدم القيام بحقوق المؤمنين، من أعظم حواجب الرحمة.
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الخلق تادية لحقوق اخوانه ممن جمعته معهم رابطة الدين تطبيقا وتحقيقا ودعوة وارشادا فهو القائل عليه الصلاة والسلام لعائشة رضي الله عنها : انها كانت تاتينا زمن خديجة وان حسن العهد من الايمان.
قال أَبُو حاتم رحمة اللَّه عَلَيْهِ : الواجب على العاقل تعاهد الزيارة للإخوان ، وتفقد أحوالهم ، لأن الزائر في قصده الزيارة ، يشتمل على مصادفة معنيين : أحدهما : استكمال الذخر في الآجل بفعله ذلك ، وقد قَالَ بعض القدماء : إن الرجل إذا زار أخا له في اللَّه ، لم يبق في السماء ملك إلا حياه بتحية مستأنفة ، لا يحييه ملك مثله ، ولم تبق شجرة من شجر الجنة إلا نادت صاحبتها : ألا إن فلان ابن فلان زار أخا في اللَّه . والآخر : التلذذ بالمؤانسة بالأخ المزور ، مع الانقلاب بغنيمتين معا.روضة العقلاء.
و هو صلى الله عليه وسلم القائل:
ما من عبد أتى أخا يزوره في الله إلا نادى مناد من السماء أن طبت وطابت لك الجنة وإلا قال الله في ملكوت عرشه عبدى زار في وعلي قراه فلم أرض له بقرى دون الجنة ) الصحيحة 2632.
قال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله :- ليسلم بعضكم على بعض بالتلفونات ، وبالزيارات ، فإن للزيارات والإتصالات والسلام والكلام الطيب من الآثار الفعالة في محو الفتنة ورأب الصدع وإعلاء كلمة الله تبارك وتعالى الشي العظيم.اللباب من مجموع نصائح الشيخ ربيع للشباب /ص/166.
ومن المعلوم ان اخوة الدين مقدمة على اخوة الطين لذلك كان الصحابة سباقين لتحقيق هذا المعنى الرائق فهذا مصعب بن عمير لما رأى أخاه في الأسرى فقال مصعب لآسر أخيه شد يدك به فان أمه ذات متاع، لعلها تفديك منه فقال له أخوه أبو عزيز:يا أخي هذه وصاتك بي؟ فقال له مصعب: إنه أخي دونك.
فإذا ثبت هذا التفضيل والتبجيل لأهل الدين الواحد فكيف يكون ذلك في أهل المنهج الواحد في وقت كثرت فيه الأحزاب واختلفت فيه الأهواء كما قال تعالى " أو يلبسكم شيعا"
قال ابن كثير رحمه الله:
وقوله :*( أو يلبسكم شيعا )*أي : يجعلكم ملتبسين شيعا فرقا متخالفين.
قال ابن عباس: الاهواء.
ومن الأمثلة المؤثرة في تحقيق هذا المعنى المهجور في أوساطنا الدعوية ما جادت به قريحة الشيخ الفاضل أبي عبدالرحمن المكي حفظه الله حين تحدث متأثرا عن الاتصال الذي جرى بينه وبين الشيخ الأزهر حفظه الله قبل أشهر فدونكموه في المرفقات و الله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
التعديل الأخير تم بواسطة أبوعبدالرحمن عبدالله بادي ; 02 Feb 2017 الساعة 05:59 PM