إنّ مكانة الشيخ عبد الغني - حفظه الله - العلميّة بين أهل السنة في الجزائر غير خافية , وسابقته الدعويّة في أنحاء هذه البلدة لا يجحدها إلأّ الأغبياء من خلق الله !
و إنّي أذكر شيئا قليلا قد يكون درسا مفيدا - لسفهاء الزمان - الذين قد يجزم العاقل بن بني آدم أنهم من عالم الجنّ
إذ وجه الشراكة الواضحة هو ذلكم الخفاء و التستّر !!
ولعلّهم قد فاقوا الجنّ في الخفاء
وذلك بما مكّن الله الجنّ من القدرة على التصوّر بأشكال الإنس والحيوان
أمّا ألئك فجبناء , فمن أعظم المستحيلات أن تراهم وأن تعرف أعيانهم
فهم إمّا من الجانّ و إمّا من النسوانّ
فلا أظنّ أنّ - فحلا - يفعل أفاعيلهم
فلو أنهم من الجانّ لاكتفينا بالردّ على البشر لا عليهم
ولو أنّهم من النسوان لما طالت حسرتنا ولرفع عجبنا
و لعلهم من المردان الذين خافوا على أنفسهم من مقابلة الفحول
وساعتئد نقول لهم : قد نفيدكم بقول - بعض - الفقهاء الذين أوجبوا لبس الحجاب للأمرد !!!
ومن غير هذه الوجوه المحتملة لا أجد مبرّرا لهذه الحرب على أهل السنة وراء الأسماء المستعارة
ولله في خلقه شؤون
وحتّى لا أطيل :
في سفر من أسفار العمرة , وفقني الله للقاء الشيخ الجليل يوسف الدخيل - رحمه الله و طيّب ثراه -
وفي أول يوم دخلت فيه المدية النبوية , كنت ساعتئذ رفقة الشيخ عبد الغني ننتظر الصلاة , و إذ بالشيخ يوسف - رحمه الله - يدخل المسجد
فقلت للشيخ عبد الغني : الشيخ يوسف دخل الآن
فقال الشيخ : سلّم عليه و قل له الشيخ عبد الغني في المدينة
فذهبت مسرعا , فلما قابلته في الرّواق سلّمت عليه و أخبرته بأن الشيخ عبد الغنيّ موجود في المدينة
فقال الشيخ يوسف - رحمه الله - و الفرح يعلو محيّاه : أين هو الآن ؟
فقلت له : هو جالس هناك
فقال - وقد سبقني ماشيا - : أريد أن أسلّم عليه
فمشى معي الشيخ بمشيته الضعيفة التي تظهر شدّة مرضه الذي كان يعاني منه
واخترق الصفوف حتى وصل للشيخ عبد الغني الذي بدوره لم ينتظر مثل هذه المفاجأة
فأذكر جيدا الآن تلكم الصورة العجيبة عند اللقاء و التي تبرز جليا مكانة الشيخ عبد الغني عند الشيخ يوسف
وبعدما رحّب الشيخ يوسف بالشيخ عبد الغني و ضرب له موعدا للقاء انصرف الشيخ يوسف
فرحمه الله و غفر له
وإني لأعلم أن الشيخ عبد الغنيّ لا يرضيه كثرة الثناء و المدح و خصوصا في النتّ
لكن ما الحيلة في زمن قد أوذي فيه أهل العلم بأشكال من الجنون الخبيث و الكلب الرهيب
لكن عزائي و عزاء كل غيور : أن تنقصّ الصالحين ليس وليد الحين بل جذور ذلك تمتدّ لأعداء الأنبياء
فكم طعنوا فيهم وكم قتلوا