منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 19 Sep 2014, 11:22 PM
أبو يحيى أحمد البليدي أبو يحيى أحمد البليدي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
الدولة: الجزائر/ البُلَيْــدَة/وادي العلايق
المشاركات: 338
افتراضي ليس كلُّ تاركٍ للمحرم يكون مُثاباً / للعلَّامة بن عثيمين - رحمه الله

ليس كلُّ تاركٍ للمحرمِ يكونُ مُثاباً، فتاركُ المحرمِ على أقسامٍ:

فيكون المحرم ما عُوقِب فاعلُه، وأُثِيب تاركُه.

هكذا قال كثيرٌ من الأصوليين بالإطلاقِ: المحرمُ ما أُثِيب تاركُه، لكن مع ذلك لا بد من تفصيلٍ في هذه المسألةِ؛ لأنها مهمةٌ، ليس كلُّ تاركٍ للمحرمِ يكونُ مُثاباً، فتاركُ المحرمِ على أقسامٍ:


1 ـ القسمُ الأولُ: أن لا يَطْرَأَ على بالِه إطلاقاً أنه محرمٌ.
مثالُ ذلك: رجلٌ ما فكَّر يوماً من الأيامِ أن يَزْنِيَ، ولم يزنِ، هل يُثابُ على التركِ؟ الجوابُ: لا، لأنه لم يَهِمَّ به حتى يقالَ: إنه يثابُ على تركِه.


2 ـ القسمُ الثاني: رجل همَّ بالمحرمِ، لكنّه تذكَّر عظمةَ اللهِ عزّ وجل وعقابَه، فترَكه للهِ، هذا يُثابُ؛ لأن اللهَ يقولُ في الحديثِ القدسيِّ: «إنما ترَك هذا مِن جَرَّائي[(12)]». أي من أجلي.


3 ـ القسمُ الثالثُ: رجلٌ تمَنَّى المحرمَ، ولم يَفْعَلْ أسبابَه، تمناه، ولم يَسْعَ في تحصيلِه أو في الحصولِ عليه.
فهذا يُعاقَبُ على النيةِ، والدليلُ على ذلك: قصةُ الرجلِ الذي قال: ليت لي مثلَ مالِ فلانٍ، فأعملَ فيه عملَه. وكان فلانٌ يُضَيِّعُ المالَ، ويَلْعَبُ به. قال النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم: «فهو بنيتِه فهما في الوِزْرِ سواءٌ»[(13)]. فعلى هذا يُعاقَبُ الرجلُ على نيتِه.


4 ـ القسمُ الرابعُ: رجلٌ همَّ بالمحرمِ، وسَعَى في أسبابِه، لكنه عجَز عنه، فهذا يُعاقَبُ عقوبةَ الفاعلِ، وهذا أشدُّ، ودليلُ ذلك قولُ النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم: «إذا الْتَقَى المسلمان بسَيْفَيْهِمَا فالقاتلُ والمقتولُ في النار».
قالوا: يا رسولَ الله، هذا القاتلُ، فما بالُ المقتولِ؟ قال صلّى الله عليه وسلّم: «لأنه كان حريصاً على قتلِ صاحبِه»[(14)].
إذاً على أيِّ شيءٍ يَصْدُقُ كلامُ المؤلفِ رحمه الله في قولِه: ما أُثِيب تاركُه؟


الجوابُ: على مَن ترَكه للهِ، هذا هو الذي يُثابُ.

فصار تاركُ المحرمِ أربعةَ أقسامٍ، ويَنْطَبِقُ كلامُ المؤلفِ رحمه الله على قسمٍ واحدٍ منها، وهو مَن ترَك المحرمَ للهِ.


مسألة: هل هناك نبي من الأنبياء ترك معصية لله؟

الجوابُ: يوسُفُ صلّى الله عليه وسلّم ترَك معصيةً لله، قد تهيأت أسبابُها تماماً، وقوِيَت دَواعيها، انفَرَدَت به امرأةُ العزيزِ، وهي سيدتُه، وغَلَّقَت الأبوابَ، وأقلُّها ثلاثةٌ، وقالتْ: هَيْتَ لك. قال: معاذَ اللهِ، إنه ربي أحْسَن مثواي، إنه لا يفلح الظالمون.

والمرادُ بربي هنا ربُّ العرشِ عزّ وجل، وليس ربُّه سيدَه، ولقد همَّت به، وهمَّ بها؛ لقوةِ الدَّواعِي وقلةِ الموانعِ، لولا أن رأَى برهانَ ربِّه وهو الإيمان الذي منعه، ولهذا نحن نقولُ: إن الهَمَّ همٌّ بما أرادت المرأةُ، وأنه لَفخرٌ ليوسُفَ عليه الصلاة والسلام، ومَنْقَبةٌ له أن يَدَعَ ذلك للهِ عزّ وجل، وليس فيه نقصٌ، فالطبيعةُ البشريةُ إذا قوِي عليها الداعي الإيمانيُّ صار هذا فضيلةً.


وأما قولُ بعضِ الناس: همَّت به، وهمَّ بها أي: همَّ أن يَضْرِبَها. فهذا ليس بصحيح، لكن الذي قاله أراد أن يُنَزِّهَ يُوسُفَ، ولكن نقولُ: إن يوسُفَ عليه الصلاة والسلام لم يَفْعَلْ شَيْئاً، بل فعَل مَنْقَبةً، فالداعي البشريُّ موجودٌ في يوسُفَ عليه الصلاة والسلام، شابٌّ وسيدةٌ، والمكانُ خالٍ، واطِّلاعُ الغيرِ مأمونٌ؛ لأن الأبوابَ غُلِّقَت، والموانعُ منتفيةٌ، لكن ترَكها للهِ عزّ وجل، هذا أعظمُ ما يكونُ من الفخرِ، ولهذا كان الذي يفعل مثلَ ذلك من السبعةِ الذين يُظِلُّهمُ الله في ظلِّه، يومَ لا ظلَّ إلا ظلُّه. أَسْأَلُ اللهَ أن يجعلني وإياكم من الذين يُظِلُّهم الله في ظلِّه يومَ لا ظلَّ إلا ظلُّه.اهـ


شرح نظم الورقات
العلامة بن عثيمين رحمه الله -منقول للفائدة-

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 Sep 2014, 12:23 PM
حسان البليدي حسان البليدي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
الدولة: وادي العلايق - البليدة
المشاركات: 340
افتراضي

أخي أبو يحيى ماشاء الله و جزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013