أنواع البدع و ضوابطها
قال الشيخ الفاضل محمد الإمام حفظه الله في كتابه الماتع بداية الانحراف و نهايته.
أنواع البدع و ضوابطها
من المعلوم أن البدع أنواع و أقسام و أن لكل قسم ضابطا يخصه و يميزه عن غيره من الأنواع، و قد رأيت أن أذكر أنواع البدع و ضوابطها باختصار، و إليك ذلك:
البدعة إما مكفرة لمنتحلها أو غير مكفرة له:
فضابط المكفرة: من أنكر معلوما من الدين بالضرورة فهو كافر، كالجهمية الذين أنكروا علم الله و أفعاله و قضاءه و قدرته، و هؤلاء المنكرون على قسمين: قسم أراد بإنكاره هذا هدم الدين فهذا لا شك في كفره و ردته، و قسم أنكر هذا و لا يعلم أنه أراد هدم الدين فهذا تقام عليه الحجة و يلزم بها، فإن أصر على الباطل ألحق بالقسم الأول، و غير المكفرة هي ما كانت ناتجة عن تأويل سببه شبهات أو شهوات لا يلزم منه تكذيب شيء مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابتة01
و البدعة إما اعتقادية و إما عملية:
و ضابط البدعة الاعتقادية: هو اعتقاد شيء على خلاف ما كان عليه النبي صلى الله عليه و سلم وصحابته، كبدعة القدرية و الجهمية و المعتزلة0
و ضابط البدعة العملية: هو إدخال عبادة في الدين لم يشرعها الله و لا رسوله.
و البدعة إما كلية و إما جزئية:
وضابط الكلية: هي السارية و المؤثرة فيما لا ينحصر من فروع العقيدة و الشريعة، مثل بدعة عصمة الأئمة عند الرافضة، أو بدعة حلول الله سبحانه و تعالى في الحاكم عند الدروز، أو مثل بدعة تقديم العقل على النقل عند المعتزلة و طوائف أهل الكلام0
و ضابط الجزئية: هي الواقعة في الفروع الجزئية، أو هي التي لا ينبني عليها بدع أخرى، و هذه يكون حكمها في الغالب الفسق، مثل بدعة الأذان للعيدين، أو تقديم الخطبة على الصلاة في العيدين، و مثل إحياء ليلة النصف من شعبان و نحو ذلك.
و البدعة إما فعلية و إما تركية:
و ضابط الفعلية: هو فعل ما لم يشرع في الدين تدينا و أكثر البدع من هذا النوع.
و ضابط التركية: هو أن يترك واجبا أو مستحبا أومباحا تعبدا.
و البدعة إما حقيقية و إما إضافية:
و ضابط الحقيقية : ما قاله الإمام الشاطبي:( بأنها التي لم يدل عليها دليل شرعي لا من كتاب و لا من سنة و لا إجماع، و لا استدلال معتبر عند أهل العلم لا في الجملة و لا في التفصيل) 2
و منها إنكار حجية السنة النبوية و تقديم العقل على النقل. و ضابط البدعة الإضافية أن يكون أصل العبادة مشروعا و لكن تقيد أو تعمم أو تخصص بمكان أو بزمان أو بهيئة أو عدد بدون دليل شرعي، و البدعة الإضافية على قسمين: قسم يقرب من البدعة الحقيقية، و قسم يقرب من السنة، و البدعة الإضافية يكون وقوعها كثيرا في العبادات لا في العادات.
و البدعة الإضافية: إما عادية، أو تعبدية، و ضابط التعبدية ما كان متعلقها بنوع من أنواع العبادات، و ضابط العادية هو ما لا يقصد به التقرب إلى الله في أصل وضعه و هي الأمور الجارية بين الخلق في الاكتساب و سائر المعاملات الدنيوية.3
و البدعة إما مركبة و إما غير مركبة:
فضابط المركبة: أن تكون البدعة لها فروع داخلة تحتها، و غير المركبة هي التي ليس لها فروع، مثال ذلك تقديم الرأي على الشرع و ادعاء العلم اللدني، و مثال غير المركبة: التعبد بالصلاة بعد الفروض بدون تسبيح و نحوه، و حذار من الاستهانة ببعض أنواع البدعة الداخلة في بعض التقسيمات التي قد يظن أن الخطأ فيها سهل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
1 ـ انظر " معارج القبول2/616ـ687"
2 ـ الاعتصام"1/286"
3ـ انظر " الإبداع في مضار الابتداع" ص 63.
التعديل الأخير تم بواسطة طارق بن يوسف الجزائري ; 07 Aug 2010 الساعة 12:57 AM
|