بارك الله فيك أبا أيوب
وجزاك الله خيرا أخي عبد الباسط على ما أبديت من ملاحظات، ثم إنني لم أقصد الاستيعاب لذا عنونت المقال بما هو مثبت أعلاه، وخصصت الاختلاف في لفظ: وما كادوا يفعلون. وقصدت اللغة أكثر مما قصدت التفسير، وظهرت لي الأقوال بعدما بحثت في المصادر المثبتة أسفل المقال.
علما أن هذا المقال استللته من رسالتي للدكتوراه وهو دراسة لقول ابن الحاجب في قوله تعالى: وما كادوا يفعلون، واقتصرت في الدراسة على الناحية التي سلكها ابن الحاجب، وهذا قوله: (( وما ذكروه في نفي الماضي فغير مستقيم؛ لأنا نعلم من قياس لغتهم أن المثبت إذا دخل عليه النفي انتفى، فإن قلت: (قرب خروج زيد) كان معناه إثبات قرب الخروج، فإذا قلت: (ما قرب خروج زيد) كان معناه نفى قرب الخروج، هذا معلوم من لغتهم، فيجب ردُّ قوله تعالى: ((وما كادوا يفعلون)) إليه، فيكون المعنى: وما قاربوا الفعل قبل أن يفعلوا؛ لما دل عليه سياق الآية من تعنتهم واستفسارهم فيما لا يحتاج فيه إلى التفسير، ولا يؤخذ وقوع الذبح من قوله تعالى: ((وما كادوا يفعلون)) ، وإنما يؤخذ من قوله تعالى: ((فذبحوها)), هذا هو الوجه الذي ينبغي حمل الآية عليه وما كان مثلها، جريا على القاعدة المعلومة من كلامهم. )) الإيضاح شرح المفصل لابن الحاجب: (2/87).
واعتمدت في الترجيح على سياق القصة فقوله: فذبحوها على إثبات الذبح، وقوله وما كادوا يفعلون على الانتفاء على ظاهر تعنتعهم وكثرة استفسارهم وخوف الفضيحة وغلاء الثمن. واستدل ابن هشام الأنصاري بقوله تعالى: ظلمات بعضهافوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها)). والله تعالى أعلم.
التعديل الأخير تم بواسطة عبد القادر شكيمة ; 24 Jul 2017 الساعة 07:38 PM
|